الإطار الجيوسياسي الذي يشمل منطقة البحر الأبيض المتوسط، والتحديات الاستراتيجية والطاقة والبنية التحتية والهجرة، هي المواضيع الرئيسية لليوم الأول من مهرجان الاقتصاد الأورومتوسطي "فيوروميد" في نابولي، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

افتتح روبرتو نابوليتانو مدير "إل كوتيديانو ديل سود" و"فيوروميد" النسخة الثانية من المهرجان، الذي تستمر فعالياته حتى السبت المقبل، بالقول: “نابولي هي عاصمة البحر الأبيض المتوسط.

لقد وقعنا على ميثاق نابولي الذي سلطنا الضوء من خلاله على الحاجة إلى تغيير رواية الجنوب (جنوب إيطاليا)"، مضيفًا: "يسعى فيوروميد أيضًا أن يكون بمثابة منصة للنقاش والاجتماع بين جنوبنا وإفريقيا".

وخلال جلسات اليوم الأول، تحدث الرئيس التنفيذي لصندوق الودائع والقروض داريو سكانابيكو، لافتا إلى أنه "في السنوات الأخيرة، تراجع الجنوب في النمو مقارنة ببقية إيطاليا. وسيكون الجنوب سادس أكبر دولة من حيث عدد السكان في الاتحاد الأوروبي وسيشكل 22% من الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا".

قافلة توعوية عن "خطورة الهجرة غير الشرعية" بجامعة دمنهور

ظاهرة الهجرة 
وبالنسبة للرئيس التنفيذي لصندوق الودائع والقروض، فإن ظاهرة الهجرة "تشكل مشكلة أمام تنمية جنوب إيطاليا"، الذي يمثل "المرشح الطبيعي لدور المركز اللوجستي لتدفقات التجارة بين شمال إفريقيا وأوروبا القارية".

وفي سياق التعاون الإنمائي، "يخطط صندوق الودائع والقروض لفتح مكاتب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، في أبيدجان أو داكار أو نيروبي"، على حد قول سكانابيكو.

ووفقًا لوزير الأعمال والصناعة في إيطاليا، أدولفو أورسو، فإن الجنوب "أصبح جسر التنمية لأوروبا، والطريق إلى تنمية أوروبا ولهذا السبب يجب على حكومة ميلوني الإصرار على استراتيجيات التنمية الصناعية".

وشدد أورسو على أنه "يجب أن تنمو أوروبا في العقود المقبلة بفضل الجنوب سواء من حيث طرق التجارة أو من حيث إمدادات الطاقة، فإيطاليا هي مركز الغاز الأوروبي ومركز الكهرباء في أوروبا، ومن حيث توريد المواد الخام التي تحتاجها الصناعة الأوروبية".

وأوضح لويجي فيراريس، الرئيس التنفيذي لسكك حديد إيطاليا أن الاتصال بين نابولي وباري "هو أحد الأعمال الرئيسية في الخطة الصناعية لشركة فيروفي ديلو ستاتو، التي تمولها خطة التعافي الوطني وتعزيز القدرة على الصمود الممولة من الاتحاد الاوروبي. وهذا عمل أساسي، لأنه يربط بين منطقتين مكتظتين بالسكان ولهما أهمية صناعية كبيرة، فضلا عن ربط البحر التيراني بالبحر الأدرياتيكي. وبمجرد الانتهاء من العمل، سيكون من الممكن ربط نابولي مع باري في حوالي ساعتين، وبالتالي أيضًا روما في ثلاث ساعات".

ثمن باهظ 
وفي ختام الجلسة الصباحية، قال الرئيس التنفيذي لشركة ويبلد (Webuild)، بيترو ساليني: "لم تستثمر إيطاليا في البنية التحتية خلال الخمسة عشر عامًا الماضية وسندفع ثمن ذلك في المستقبل من حيث القدرة التنافسية. وحتى النمو الكبير في السياحة لا يحل مشكلة تنمية البلاد".

استقرار أفريقيا
بالنسبة للرئيس التنفيذي لشركة A2a للطاقة، ريناتو مازونتشيني، "في السنوات المقبلة سيكون لدى الجنوب بالتأكيد تكاليف طاقة أقل من شمال إيطاليا وشمال أوروبا. لقد كانت هناك قدرة مذهلة لدى أوروبا لكي تصبح مستقلة عن روسيا، كما كان هناك تغيير ملحوظ في مركز الثقل بالنسبة لإيطاليا، التي انتقلت بلا ريب إلى الجنوب".

وشدد مازونتشيني على أنه "لذلك سيكون من المنطقي نقل الصناعة إلى جنوب إيطاليا"، محذرا من أن الإغلاق الكامل لتدفقات الغاز من روسيا إلى إيطاليا "يتطلب الاستقرار في شمال إفريقيا".

وأشار إلى أن فواتير الطاقة “انخفضت بشكل ملحوظ مقارنة بما كانت عليه قبل ستة أو اثني عشر شهرا. أتصور أنهم سيكونون قادرين على الاستمرار في الانخفاض، ويجب علينا مواصلة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة"، مذكرًا بأن إيطاليا هي واحدة من أكثر الدول المركزية في العالم.

وأعلن كلاوديو فارينا، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والتكنولوجيا في شركة سنام، أن جنوب إيطاليا أصبح "موقعًا استراتيجيًا للأمن والقدرة على تحمل التكاليف واستدامة إمدادات الطاقة في البلاد"، مشددًا على أن التحول في مجال الطاقة سيكون ضروريًا لجميع التقنيات.

الهجرة تشارك في المعرض الدولي للتعليم الفني التكنولوجي والتدريب المهني "إديوتك إيجيبت"

أزمة الحوثيين
وصرح لابو بيستيلي، مدير الشؤون العامة في شركة إيني: "إن الأزمة التي نشهدها في الجنوب، أزمة الحوثيين وباب المندب، تمثل مشكلة حقيقية للبحر الأبيض المتوسط، ليس بالنسبة لإمدادات الطاقة، ولكن لجميع المنتجات التي تصل من هناك. إن الطواف الأفريقي الذي يؤدي بعد ذلك مباشرة إلى الموانئ الأوروبية يتخطى البحر الأبيض المتوسط، وعندما تتوحد الطرق فإنها لا تعود في صباح اليوم التالي"، في إشارة إلى العمليات العسكرية التي يشنها الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر زعمًا بأنها ردًا على المجازر الإسرائيلية الدائرة في قطاع غزة.

أما دافيد تاباريللي، رئيس نوميسما إنيرجيا فقد أشار إلى "إن نظامنا يفتقر إلى القدرة التنافسية في مجال الطاقة. نحن ندفع ثمن الكهرباء في أوروبا وإيطاليا أكثر بكثير عندما يدفعونها في الولايات المتحدة، حيث يدفعونها أقل منا بمقدار الثلث".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجيوسياسي البنية التحتية ظاهرة الهجرة ثمن باهظ استقرار أفريقيا الرئیس التنفیذی الأبیض المتوسط جنوب إیطالیا من حیث

إقرأ أيضاً:

الأمريكيون يتجهون للقارة العجوز.. أوروبا تستعد لموجة هجرة غير مسبوقة

"15 دولة من السهل على الأمريكيين الراغبين في مُغادرة الولايات المتحدة الانتقال إليها" عنوان لمقطع فيديو على موقع يوتيوب نشره قبل أسبوعين زوجان يُساعدان من يرغب على الانتقال إلى الخارج، حظي بنحو 600 ألف مُشاهدة وما يزيد عن 4 آلاف تعليق من الأمريكيين الذين يقولون إنهم يستكشفون بشكل عاجل خيارات العيش في الخارج.

وعلى غرار ذلك، تلقّت العديد من المواقع الإلكترونية ومنصّات التواصل الاجتماعي المُتخصصة في شؤون الهجرة، عشرات الآلاف من الاستفسارات المُماثلة بعد نتائج الانتخابات الأمريكية.

وبحسب مُستشارين يُساعدون الأثرياء على الهجرة، فقد ارتفع الاهتمام بما يُسمّى "التأشيرات الذهبية" بين المواطنين الأمريكيين منذ فوز الرئيس دونالد ترامب بولاية جديدة.

وتسمح التأشيرات الذهبية بشراء الجنسية الأجنبية أو الإقامة من خلال استثمارات ضخمة، بما في ذلك في العقارات أو السندات الحكومية أو الشركات الناشئة.

وقالت شركة "هينلي آند بارتنرز"، إنّ الاستفسارات التي أجراها مواطنون أمريكيون عبر موقعها على الإنترنت ارتفعت بنحو 400% في أسبوع الانتخابات مُقارنة بالأسبوع الذي سبقه.

ومن جهتها كشفت شركة "أرتون كابيتال"، وهي شركة استشارية في مجال الهجرة الاستثمارية، أنّها تلقت لوحدها ما يزيد على 100 استفسار في اليوم التالي لإعلان فوز ترامب الحاسم، وهو 5 أضعاف المتوسط ​​اليومي النموذجي.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة أرماند أرتون لشبكة "سي إن إن"الأمريكية: إنّ "نسبة صغيرة من هؤلاء الأشخاص ينتقلون بالفعل إلى مكان آخر، لكنّهم جميعاً يريدون الحصول على خيار كخطة تأمينية بديلة".

L'Europe pourrait bientôt accueillir une vague d'Américains fortunés, les électeurs démocrates cherchant à se réfugier à l'étrangerhttps://t.co/g3bm12As1B

— CNN France PR (@CNNFrancePR) November 21, 2024 أوروبا الوجهة الأولى

وحسب مجلة "ليكسبرس" الفرنسية، فهناك اهتمام متزايد بين الأمريكيين للحصول على التأشيرات الأوروبية، ولا سيّما من مؤيدي الرئيس الحالي جو بايدن. ولا يقتصر الأمر على الهجرة القانونية إذ يُفكّر العديد من الأمريكيين العاديين باللجوء إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي.

ويتوقع خبراء ومحللون أن تستقبل أوروبا بدءاً من بداية العام القادم موجة من الأمريكيين الأثرياء، حيث يتطلع الناخبون الديمقراطيون إلى اللجوء إلى الخارج بعد أن خسرت مرشحتهم كامالا هاريس الانتخابات.

ولم يكن الأمريكيون يُشكّلون المصدر الرئيسي للطلب على التأشيرات الذهبية للقارة العجوز حتى ظهور وباء كورونا، وذلك عندما أدّت عمليات الإغلاق إلى عدم تمكّنهم من زيارة أوروبا بدون جواز سفر أوروبي، حتى لو كانوا يمتلكون منازل ثانية في إحدى دولها.

ومنذ ذلك الحين، ارتفع الطلب على برامج الهجرة. ومع تزايد الانقسام السياسي والتوتر الاجتماعي في الولايات المتحدة، زاد الاهتمام أكثر بمُغادرة البلاد وفقاً لتقرير صادر عن شركة "هينلي آند بارتنرز"، في وقت سابق من هذا العام، والتي ذكرت أنّه منذ عام 2020 أصبح المواطنون الأمريكيون أكبر مجموعة من المُتقدّمين لبرامج الهجرة الاستثمارية لدى الشركة.

وارتفعت الاستفسارات حول التأشيرات الذهبية من الأمريكيين بنسبة 36% حتى الآن هذا العام مُقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وكانت البرامج في أوروبا هي الأكثر طلباً.

Depuis l’élection de Donald Trump, de plus en plus d’Américains veulent un "visa doré" pour émigrer ????https://t.co/wpHRN9ZxzM

— L'Express (@LEXPRESS) November 22, 2024  خيارات عدّة للأغنياء

وتُحاول إحدى القرى الإيطالية الاستفادة إلى أقصى حدّ من الارتفاع المفاجئ في الطلب على الهجرة من الأمريكيين.

فبعد الانتخابات، أطلقت قرية أولولاي، في جزيرة سردينيا، موقعاً على الإنترنت يعرض منازل رخيصة للغاية على أمل أن يستحوذ أولئك المنزعجون من فوز ترامب على أحد عقاراتها الفارغة.

كما ويتصدر برنامج الإقامة الذهبية في البرتغال قائمة البرامج الأكثر شعبية لأنه ميسور التكلفة نسبياً، إذ يتطلب إنفاق ما لا يقل عن 250 ألف يورو (265 ألف دولار) لدعم الفنون أو التراث الثقافي الوطني. وهو يوفر وسيلة للحصول على جنسية الاتحاد الأوروبي بعد 5 سنوات فقط، على النقيض من 7 إلى 10 سنوات في بلدان مثل اليونان وإسبانيا وإيطاليا، وهي أيضاً خيارات شائعة بين الأمريكيين.

أما الأكثر ثراء، أولئك الذين تبلغ ثروتهم الصافية 50 مليون دولار على الأقل، فيُفضّلون مالطا أو النمسا، والتي تُقدّم مسارات فورية للحصول على الجنسية ولكن بسعر أعلى بكثير.

وقال ديفيد ليسبيرانس من شركة "ليسبيرانس آند أسوشيتس" الاستشارية في مجال الهجرة والضرائب، لشبكة "سي إن إن"، إنّ الأمريكيين الذين تحدث معهم جادّون بشأن خطط نقل عائلاتهم.

وأضاف "خلال الأسبوعين الماضيين، كنت أتعامل مع ما بين 3 إلى 4 عملاء أمريكيين يومياً أنفقوا أموالاً على استشارة مدفوعة الأجر، وهذا أمر غير مسبوق منذ 34 عاماً عندما افتتحت الشركة".

???? Americans turn to "golden visas" post-Trump election
The recent election of Donald Trump has sparked a surge in interest among Americans for "golden visas," offering residency in exchange for investment abroad, particularly in Europe.

????More here: https://t.co/nXypV92Pa6…

— MexWorld Consulting (@MexWorldC) November 21, 2024 لكن ماذا عن الأمريكيين العاديين؟

ومع أنّ التأشيرات الذهبية أصبحت بعيدة المنال بالنسبة لمعظم الأمريكيين لارتفاع سعر الحصول عليها، إلا أنّ منصّات التواصل الاجتماعي امتلأت بالحديث حول سُبل أخرى للانتقال إلى الخارج، حيث نشر كثيرون ما معناه أنّ "مغادرة الولايات المتحدة كلاجئين ضرورية بعد فوز ترامب".

وقالت فلانري فوستر، وهي أمريكية تعيش في إسبانيا وتُساعد الأمريكيين الآخرين على السفر والعمل والدراسة في الخارج "تحدثت إلى أشخاص حياتهم مُعرّضة للخطر وسُبل عيشهم كذلك"، حسب "سي إن إن".

Political and social division is driving interest in ‘golden visas’https://t.co/56cxm1n7jG

Europe could soon be welcoming a wave of well-heeled Americans, as Democratic voters facing the prospect of another Donald Trump presidency eye refuges abroad.

— Amit Paranjape (@aparanjape) November 21, 2024

وأضافت "هؤلاء الأشخاص ليسوا من حاملي التأشيرة الذهبية". 

ولاحظت فوستر منذ نهاية الانتخابات الأمريكية "نُموّاً هائلاً" في الاستفسارات من أشخاص مُهتمّين بالعيش خارج الولايات المتحدة.


مقالات مشابهة

  • الباعور يلقي باللوم على أوروبا في معالجة الهجرة
  • “القطراني” يفتتح النسخة الرابعة من معرض بنغازي الدولي للنفط والغاز والطاقة
  • مؤتمر إيجبس الدولي للطاقة يناقش سبل زيادة الإنتاج
  • اللجنة العليا لمؤتمر ومعرض إيجبس الدولى للطاقة 2025 تعقد اجتماعها الأول
  • الأمريكيون يتجهون للقارة العجوز.. أوروبا تستعد لموجة هجرة غير مسبوقة
  • وزير الخارجية والهجرة يشارك في الجلسة الافتتاحية لمنتدى حوارات روما المتوسطية
  • وزير الخارجية يتوجه إلى إيطاليا للمشاركة في منتدى حوارات روما المتوسطية
  • البيئة تشارك فى الاجتماع التنفيذي 96 لاتفاقية حماية البحر المتوسط من التلوث
  • البيئة تشارك فى اجتماع المكتب التنفيذي لاتفاقية حماية البحر المتوسط
  • ما الذي تخفيه أجندة دونالد ترامب؟