قادر على ضرب عمق إسرائيل.. ما هي الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها الحزب؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
ذكر موقع "الإمارات 24"، أنّ تقريراً نشرته مجلة "لو بوان"، كشف عن ترسانة ضخمة من الأسلحة التدميرية حصل عليها حزب الله من إيران.
ومُنذ آخر حرب مفتوحة ضد إسرائيل، تمكن الجناح المسلح لحزب الله من إعادة بناء ما تمّ تدميره، ليتحوّل إلى قوة عسكرية ضاربة كبيرة، حتى أن العديد من المحللين والمُختصّين العسكريين يعتبرون الحزب أنّه أقوى مجموعة مسلحة إيرانية، ويتفوّق بفارق كبير في القُدرات العسكرية على حركة حماس وحتى على الحوثيين.
وتتراوح القُدرات الهجومية للحزب من الطائرات الإيرانية من دون طيار من طراز "شاهد-136" إلى الصواريخ الباليستية. وقدّر معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب ترسانته بما بين 150 ألف و200 ألف صاروخ، وقذائف هاون، وقذائف صاروخية، بما في ذلك مئات من الصواريخ عالية الدقة.
ويقول المدير الأكاديمي في مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية بيير رازوكس، إن حزب الله يمتلك حوالي 1000 صاروخ باليستي، بما في ذلك 200 صاروخ يُمكنها ضرب الأراضي الإسرائيلية بأكملها. ويصل مدى الصاروخ الإيراني أرض-أرض "فاتح-110" إلى 300 كيلومتر. ومع دقته التي تبلغ حوالي 10 أمتار، وفقاً لطهران، فإنّه يهدف إلى ضرب البنية التحتية الرئيسية لإسرائيل. كما وأصبحت الطائرة من دون طيار الإيرانية "شاهد-136 كاميكازي" ضرورية مع استخدامها المُكثّف في الصراع في أوكرانيا، والتي أطلقت إيران عدّة مئات منها في هجومها على إسرائيل قبل أيام.
ويتم استخدام كل من هذه الأسلحة بطريقة مختلفة، إذ يُوضح رازوكس، أن الصواريخ التي يقل مداها عن 40 كم تُشكّل مصدر إزعاج وتوتر، فيما الطائرات من دون طيار فتهدف لإرباك الدفاعات المُضادة وإنهاكها، أما الصواريخ الباليستية فللضرب في العُمق. كما ويُعتقد أن مُنشآت الغاز البحرية التابعة لإسرائيل سوف تكون أهدافاً سهلة للاستهداف كونها ثابتة. وبالإضافة إلى صواريخ "غراد" و"فجر 3" متوسط المدى والصواريخ الباليستية، يكشف التحقيق الفرنسي، أن حزب الله يمتلك أيضاً صواريخ مُضادة للسفن، حيث برز هذا التهديد عندما أعلنت الولايات المتحدة إرسال أكبر قوة فتّاكة في العالم حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" إلى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
ويعتبر المحلل السياسي الفرنسي كليمان ماكورت، والمُختص بالشؤون العسكرية والدفاعية، أن هذا المخزون المُتنوّع والمُثير للدهشة من الأسلحة لدى حزب الله، من شأنه أن يُجبر إسرائيل في حالة أي صراع مقبل على اختيار البُنى التحتية المدنية والعسكرية التي تُريد حمايتها كأولوية. وكما هو الحال في الهجوم الإيراني مؤخراً على إسرائيل، يُمكن لطائرات شاهد 136 التابعة لحزب الله، وللطائرات من دون طيار المُنتجة محلياً، وكذلك القذائف الصاروخية، أن تطغى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية بكثافتها، وتُشغلها بحيث تفتح ثغرات للصواريخ الباليستية الأقل عدداً لإحداث تدمير أوسع بكثير. (الامارات 24)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من دون طیار حزب الله
إقرأ أيضاً:
حتى ينهض من تحت الرماد
لم يتوقع أكثر المتشائمين من أنصار حزب الله قبل شهور أن يتلقى الحزب سلسلة هزائم متتالية ومتنوعة بين عسكرية وسياسية وشعبية، وتدنى نفوذه داخليا وخارجيا بشكل غير مسبوق منذ نشأته وتآكل حاضنته التى منحته القوة والصمود طوال عقود.
وبعد سلسلة من الاغتيالات والضربات الإسرائيلية رضخ الحزب لاتفاق هدنة مُغلف بالهزيمة والتراجع شمال نهر الليطانى بعيدا عن الحدود الإسرائيلية بما يقرب من خمسين كيلو!
وارتبطت خسارة الحزب عسكريا بهزة سياسية قوية واختيار جوزيف عون رئيسا للدولة اللبنانية الذى لا يروق للحزب حيث جاء اختياره بشكل توافقى رضوخا لرغبة أغلبية البرلمان اللبنانى بعد سيطرة طويلة ومملة حبست أنفاس وطموح اللبنانيين بفرض قوة السلاح على كافة الطوائف والأحزاب والشعب نفسه، وهيمنة على المؤسسات والشارع اللبنانى.
وانفرط عقد الحزب وتساقطت باقى حباته سريعا سياسيا بنفس سيناريو تراجعه العسكرى السريع خلال المواجهة الإسرائيلية و«المتوأمة» لضعف نفوذ الحليف الإيرانى وتقليم أظافره فى لبنان وسوريا، ضربة أخرى لأنصار الحزب ومريديه الذى خرج من الحرب الإسرائيلية مهزوما ومثخنا بالجراح، مضطرا لقبول عون بعد خسارة الأغلبية البرلمانية وصعوبة فرض مرشحه الرئاسى نجيب ميقاتى كما نجح بأريحية من قبل.
دلالات كثيرة لاختيار جوزيف عون رئيسا، فهو ترسيخ لقوة الجيش والمدافع عن الدولة اللبنانية ونزع أى سلاح آخر، فى مشهد كان مجرد طرح فكرة اختيار رئيس وليس رئيسا مغايرا لرؤية وفكر الحزب ممنوعا ومن ذكريات الماضى! لضمان انفراد الحزب بمقدرات الدولة تحت عباءة الدفاع عن البلاد تجاه الأطماع الإسرائيلية، وترسيخ واقع مؤلم فى سبيل المصالح الخاصة، وفى مسار تراجعت فيه لبنان على كافة المحاور، وباتت دولة تندرج فى أدبيات السياسة بالدولة الفاشلة، أى دولة فقدت قدرتها على الوفاء بوظائف الأمن والتنمية، وتفتقر إلى السيطرة الفعالة على أراضيها وحدودها!
وانطلاقا من الانحدار السياسى السريع للحزب، تم اختيار نواف سلام رئيسا للوزراء فهو القاضى ورئيس محكمة العدل الدولية، خلفا لنجيب ميقاتى الموالى لحزب الله، بسيرة ذاتية مميزة ليس فقط لخلفيته المشرفة وربما نكاية فى الحزب!
محاور جديدة فى المشهد اعتبرها كثيرون من التيارات والطوائف اللبنانية انتصارًا للدولة اللبنانية ووضعها على الطريق الصحيح فى الرؤية والنهج السياسى وتغيير الوجوه والانتماءات مع وعد الرئيسين جوزيف، ونواف بعدم إقصاء أحد، ما يعنى عدم تصعيد فئة أو منحها نفوذا وحكما أو احتكارها امتيازات على حساب آخرين، مع بسط السيطرة على كامل التراب اللبنانى واقتصار حمل السلاح على الجيش.
ورغم كل ذلك،هناك مخاوف من ارتدادات منتظرة قد تسود المشهد السياسى والأمنى اللبنانى، بنشر الفوضى والمطالبة بحصة المكون الشيعى فى النظام السياسى اللبنانى.
تحديات تواجه عون، أمام عدم استسلام حزب الله لخسائره المتتالية ساعيا للمحافظة على قوته ونفوذه داخل المنظومة السياسية بقوة السلاح.
وللنهوض من تحت الرماد لا بد من حكومة فاعلة نحو التنمية والإصلاحات، والحد من نفوذ حزب الله، وتعيين قائد للجيش قادر على تطبيق اتفاق وقف النار مع إسرائيل، ومنع الحزب من ترميم قوته العسكرية فى جنوب لبنان، وهى مهام شاقة تمثل صداعا لا ينتهي!