أعلنت رئيسة المجلس القومي للمرأة، الدكتورة مايا مرسي، تسجيل أول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية في مصر (التلّي السوهاجي) بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو" واختيار الملكة "ميريت آمون" شعارا لها، بعد 24 عاما من تأسيس المجلس باعتبارها حرفة مصرية تراثية أصيلة، وذلك كبداية يتبعها حرف أخرى منها الغرزة السيناوية وغيرها من الحرف في سيوة.


جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمها المجلس بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو"، اليوم /الخميس/، بحضور لفيف من الشخصيات العامة والمصممين والفنانين والإعلاميين والمؤثرين في مختلف المجالات. 


وقالت الدكتورة مايا مرسي إن ذلك يأتي في ختام المشروع الرائد "الملكية الفكرية وريادة الأعمال للسيدات في مصر - قطاع حرفة التلّي في سوهاج –مصر"، الذي ينفذه المجلس بالشراكة مع "ويبو"، ويستهدف السيدات العاملات في حرفة التلي بجزيرة شندويل بمحافظة سوهاج. 


وأوضحت مرسي أن المشروع يهدف إلى التركيز على الاستفادة من الملكية الفكرية لتعزيز قيمة المنتج وقدرته التنافسية ونفاذه إلى الأسواق، ولتمكين رائدات الأعمال في محافظة سوهاج من الانتفاع بالملكية الفكرية وتيسير مشاركتهن في الأسواق الوطنية والدولية.


ونوهت إلى أن ذلك يأتي تنفيذا للاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية التي أطلقتها مصر عام 2022 تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدة على الاهتمام الذي توليه مصر لدعم تمكين المرأة في مجال الملكية الفكرية، للاستفادة من أصولها الإبداعية والابتكارية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.


وأكدت أهمية نشر ثقافة الملكية الفكرية والتوعية بها وبفائدتها باعتبارها خطوه أولى نحو أن يكون لكل سيدة مشروعها الخاص بها كرائدة أعمال.


بدوره، أكد مساعد أول وزير التموين ورئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية، الدكتور إبراهيم عشماوي، أهمية توثيق التراث المصري للحفاظ عليه من اندثاره أو تهريبه للخارج واستخدامه بشكل غير منضبط.


وسلط عشماوي الضوء على مصلحة التسجيل التجاري المختصة بتوثيق وتسجيل العلامات التجارية والنماذج الصناعية التي بدأت نشاطها في عام 1939 والتي تعد من أقدم الكيانات على مستوى المنطقة العربية وكذلك الإفريقية التي تقدم خدماتها في هذا الشأن.


وأوضح أن ما تم تسجيله وتوثيقه في منظومة العلامات التجارية وصل إلى 700 ألف علامة تجارية ونموذج صناعي حتى الآن، موضحا أن ثلث هذا الرقم تم تسجيله منذ 2017 مما يعكس ازياد الوعي بقيمة التراث والحفاظ عليه. 


وأعرب عن سعادته وفخره بتسجيل حرفة التلي بجزيرة شندويل بسوهاج، متمنيا العمل لتسجيل المزيد من الحرف التراثية المماثلة. 


وطالبت عضو المجلس القومي للمرأة، ماري لويس، بإنشاء مؤسسة خاصة لعلامة تلي شندويل للمشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية، وإنشاء مدرسة لتعليم حرفة التلي للسيدات والفتيات بالتعاون مع كلية الفنون التطبيقية، موصية بالعمل على تطوير حرفة التلي واستخدام أنواع من القماش المختلفة وتصاميم متنوعة.


وعقب ذلك تم عقد جلسة نقاشية مع مسئولي المجلس القومي للمرأة ومنظمة الويبو للتعرف على خطوات تنفيذ مشروع الملكية الفكرية وريادة الأعمال للسيدات في مصر لتسجيل حرفة التلي بجزيرة شندويل بسوهاج، والتعرف على أهم التحديات والعقبات التي واجهت عملية تسجيل العلامة التجارية.
وكشفوا عن اختيار شعار حرفة تلي شندويل بسوهاج الذي يرمز للتمثال المميز للملكة "ميريت آمون" الموجود بأخميم بسوهاج وهي ابنه الملك رمسيس الثاني.


وصاحب الاحتفالية عرض أزياء متميز لأزياء التلي بالتعاون مع كلية الفن والتصميم بالجامعة البريطانية بمصر، الشريك التعليمي للعرض، التي أخرجته الدكتورة إيمان عفيفي خبيرة الاتيكيت وعروض الأزياء.


والتلي هو فن التطريز على قطع القماش التي تكون من القطن "التل" باستخدام خيوط مطلية باللون الذهبي أو باللون الفضي، وكانوا قديما يستخدمون الذهب الخالص والفضة الخالصة، لكن مع غلاء الأسعار استبدلوها بالخيوط المطلية. وتعمل أغلب بنات وسيدات جزيرة شندويل، التي تقع شمال سوهاج، بتلك الحرفة منذ القرن الثامن عشر، حيث كان يتم استخدام هذا النوع من التطريز في تزيين جلاليب النساء وطرحة العروس عند الزفاف وفقا للتقاليد التي كانت سائدة هناك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الملکیة الفکریة بالتعاون مع

إقرأ أيضاً:

مدفع رمضان في دبي.. تجربة تراثية تجمع الثقافات وتعزز التعايش

يعد مدفع رمضان في دبي، أحد التقاليد الراسخة خلال الشهر الفضيل، والتي شكلت على مدى أكثر من 5 عقود رمزًا تراثيا يجتذب الآلاف من الزوار والمقيمين ممن يحرصون على توثيق لحظة إطلاقه ومشاركتها مع عائلاتهم وأصدقائهم.

ويرجع استخدام المدفع إلى زمن بعيد، عندما كان وسيلة رسمية للإعلان عن موعد الإفطار في ظل غياب وسائل الإعلام الحديث، ومع مرور الوقت، تحول إلى تقليد ثقافي تشرف عليه شرطة دبي، التي تحرص على تطويره ليواكب العصر.

معايير السلامة 

وأكدت شرطة دبي، اهتمامها الكبير بهذا الحدث التراثي لضمان استمراره بنفس الزخم التاريخي، مشيرة إلى حرصها على تنظيم عملية إطلاقه بدقة وفق أعلى معايير السلامة، مع زيادة عدد المواقع لضمان وصول التجربة إلى أكبر عدد من السكان والزوار.

8 مناطق رئيسية

وتنتشر مدافع رمضان هذا العام في في 8 مناطق رئيسية على مستوى الإمارة، تتمثل في مدينة إكسبو دبي، وداماك هيلز، والاتحاد للعقارية "أب تاون مردف"، وبرج خليفة، مؤسسة دبي العقارية "وصل"، وفندق حصن حتا، و"سولت كامب" بمنطقة كايت بيتش، ومرسى بوليفارد بالقرب الفيستفال سيتي، هذا فضلا عن المدفع المتنقل (الرحال) الذي يتنقل بين 17 منطقة في إمارة دبي، ما يمنح المزيد من السكان والسياح فرصة مشاهدته.

فعاليات رمضان 

ويعد مدفع رمضان واحدًا من أكثر الفعاليات الرمضانية جذبًا للسياح والمقيمين، حيث يتجمع العشرات يومياً في مواقع الإطلاق لمشاهدة الحدث وتوثيقه.
وأبدت جورجيانا، المقيمة في دبي منذ 10 سنوات والقادمة من رومانيا، إعجابها الكبير بفكرة مدفع رمضان الذي تحرص على مشاهدته كل عام ومشاركة تجربة إطلاقه عند أذان المغرب مع عائلتها وأصدقائها في الخارج عبر مقاطع الفيديو.

تلاقي الجنسيات 

وأشارت جورجينا إلى أن مشهد تلاقي الناس من الجنسيات والثقافات المختلفة وتجمعهم حول مدافع رمضان المنتشرة في دبي يثبت مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتسامح والتعايش بين جميع البشر.
بدورها قالت سوزان، المقيمة في الإمارات منذ 41 عامًا، إن مدفع رمضان ليس مجرد لحظة رمزية، بل هو دليل على الانسجام الثقافي الفريد في الإمارات، حيث نرى خلال الشهر الفضيل كيف يحرص الجميع، مسلمين وغير مسلمين، على احترام التقاليد والمشاركة في الأجواء الرمضانية.
من جانبه أشاد إيفو، المقيم في الإمارات منذ 16 عامًا، بالدور الذي تلعبه الإمارات في تعزيز التعايش بين الثقافات، معتبرًا أن أجواء شهر رمضان في الدولة التي تحتضن نحو 200 جنسية تعكس نموذجا يُحتذى به في التناغم والتفاعل المجتمعي.

هدية مفاجئة

ويبدي الأطفال حماساً كبيراً عند مشاهدة مدفع الإفطار، حيث وصف أحد الأطفال التجربة بأنها "تشبه تلقي هدية مفاجئة"، مشيرًا إلى أن صوت المدفع يمثل لحظة فرح جماعية، فيما قال آخر: "علمني الصوم كيف يشعر الفقراء، وأنا سعيد لأنني أشارك في هذا التقليد الجميل".
يبقى مدفع رمضان شاهدًا على تطور دبي، حيث يجمع بين الأصالة والحداثة، ويعزز روح التآخي والتسامح بين الثقافات المختلفة، ومع استمرار هذا التقليد، يظل رمزًا لتراث المدينة الغني، ووسيلة تربط الأجيال الجديدة بتاريخها العريق.

مقالات مشابهة

  • فيبي فوزي: تيسير إجراءات تسجيل العقارات يحسن ترتيب مصر في مؤشر حقوق الملكية العالمي
  • أبو شقة يشدد على ضرورة حماية الملكية الخاصة وتيسير إجراءات تسجيل العقارات
  • مجلس الشيوخ يناقش حماية الملكية الخاصة وإجراءات تسجيل العقارات
  • مدفع رمضان في دبي.. تجربة تراثية تجمع الثقافات وتعزز التعايش
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • حرفة السدو تجذب زوار مهرجان ليالي رمضان بمنطقة الباحة
  • الملكة رانيا بالقفطان الشرقي في حفل افطار رمضاني.. صور
  • «القومي للمرأة» ببورسعيد يوزع وجبات إفطار رمضانية بالتعاون مع الكنيسة الإنجيلية
  • تعاون بين «الاقتصاد» و«نيسان» حول حماية حقوق الملكية الفكرية
  • "الاقتصاد" و"نيسان الشرق الأوسط" تعززان الوعي بأهمية حماية حقوق الملكية الفكرية