اتفقت صحيفتا لوتان السويسرية ولوباريزيان الفرنسية على أن روسيا كانت حريصة على عدم إدانة الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، وعلى أن طهران استفادت في هجومها، من تجربة روسيا في الضربات الجوية واسعة النطاق، وإن اختلفتا في زاوية المعالجة وبعض التفاصيل.

وتحدثت لوتان عن تبادل العبارات بين السفيرة الإسرائيلية في موسكو سيمونا غالبرين، التي قالت "نتوقع من زملائنا الروس إدانة الهجوم الإيراني غير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4نيويورك تايمز: هذا هو الطريق لنشوب حرب أهلية في الولايات المتحدةlist 2 of 4نيوزويك: هل تجاوزت أوكرانيا الخط الأحمر النووي الذي حدده بوتين؟list 3 of 4لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطنlist 4 of 4هآرتس: مجلس الحرب فقد السيطرة وقد يقود إسرائيل لحرب إقليميةend of list

والمتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا التي ردت عليها بعنف قائلة "سيمونا، ذكّريني متى أدانت إسرائيل ولو ضربة واحدة قام بها نظام كييف على المناطق الروسية؟ لا تتذكرين؟ أنا كذلك، لكنني أتذكر التصريحات المنتظمة للمسؤولين الإسرائيليين الداعمة للأعمال الإجرامية والإرهابية التي تتخذ في شارع بانكوفا"، في إشارة إلى مقر الرئاسة في كييف.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا هو الموقف الذي يبدو أن موسكو تتبناه هذه المرة، وقد أشاد الإعلام الروسي "بالإجراء الحازم والمدروس" للنظام الإيراني، وسخرت من الضعف الأميركي.

هجوم رمزي؟

أما بالنسبة للهجوم نفسه -تضيف لوتان- فإن المحللين يميلون إلى التقليل من تأثيره، ويصفونه بأنه "رمزي" وحتى ثمرة "صفقة" ضمنية إلى حد ما من جانب اللاعبين الرئيسيين، بحيث تتمكن إيران من "حفظ ماء وجهها" دون إثارة "حرب عالمية ثالثة"، ولكنه -كما يقولون- "بالنسبة لنا، قبل كل شيء فرصة ممتازة للحكم على مدى فعالية الأسلحة الإيرانية".

وتابعت أن خبراء روس أشاروا إلى أن هجوم طهران مستوحى بشكل مباشر من إستراتيجية "الضربات المتعددة الوسائل" الروسية في أوكرانيا، لدرجة أن البعض تساءل عما إذا كان الإيرانيون استدعوا مستشارين عسكريين من روسيا، مشيرين إلى أن هذه الضربات تهدف إلى إحداث أقصى قدر من الضرر.

وتتيح إستراتيجية الموجات المتتالية من المسيرات -حسب الصحيفة- إلى ما يسميه الخبراء الروس "الاستطلاع من خلال مهاجمة ساحة المعركة"، وهي تجبر أنظمة الدفاع الجوي المعادية على العمل، وبالتالي كشف مواقعها، وهذا بالضبط ما يفعله الجيش الروسي بمسيراته الإيرانية لتدمير بطاريات باتريوت في أوكرانيا.

ونقلت لوتان عن ساشا كوتس، مراسلة صحيفة كومسومولسكايا برافدا اليومية قولها "بفضل هذا الهجوم، تمكنت إيران بالتأكيد من الحصول على فكرة عن عمل الدفاعات الجوية في المنطقة بأكملها، وليس فقط القبة الحديدية الإسرائيلية"، واستنادا إلى هذه المعرفة، يمكن التخطيط لهجمات جديدة وأكثر فعالية".

ونبهت الصحيفة إلى أن استخدام مسيرات رخيصة وسهلة التصنيع، عملية ممتازة من الناحية المالية، لأنها تجبر العدو على "إنفاق" ذخائر باهظة الثمن لتحييدها، إذ تعتبر تكلفة الصواريخ المضادة للصواريخ التي تطلقها بطاريات متنقلة أو طائرات مقاتلة باهظة جدا.

عملية توازن

ومن ناحيتها، ركزت صحيفة لوباريزيان على إشارة موسكو إلى "عمل من أعمال الدفاع عن النفس" من جانب إيران، بعد أن "أدانت بشدة" الضربة الإسرائيلية في دمشق قبل أسبوعين، وأشارت إلى قول بعض وسائل الإعلام الرسمية الروسية إنه كلما ارتفعت الحمى في الشرق الأوسط، كان حال روسيا أفضل.

وقال ديفيد تورتري، المحاضر في المعهد الكاثوليكي للدراسات العليا إن موسكو تلعب "عملية توازن معقدة في الشرق الأوسط، لأن الغرق في التصعيد من شأنه أن يعقد الوضع بالنسبة للقوات المسلحة الروسية الموجودة في سوريا".

وحسب إيغور ديلانوي، نائب مدير المرصد الفرنسي الروسي، فإن الأزمة يمكن أن "تعطل حركة الملاحة البحرية والصادرات الروسية، كما أن الصراع قد يشجع القوى الإقليمية على محاولة الحصول على أسلحة نووية، وهو ما لا يناسب روسيا".

وأشارت الصحيفة إلى أن ديفيد تورتري وإيغور ديلانوي يستبعدان أن يكون ما لاحظه البعض من أوجه التشابه بين الهجوم الإيراني والأساليب التي استخدمها الروس في أوكرانيا، عائدا إلى نصيحة من موسكو لطهران بشأن هذه الخطة، لأن روسيا وإسرائيل -حسب إيغور ديلانوي- لا ترغبان في "القطيعة" و"سوف تستأنفان علاقات أكثر ودية بمجرد أن تتبدد التوترات".

ويوسع ديفيد تورتري النطاق ليشمل المنطقة بأكملها، حيث تحتل موسكو -حسب رأيه- دور الحكم، أي القوة العظمى الوحيدة التي تتحدث مع الجميع في المنطقة، وليست لديها مصلحة في اختيار جانب دون آخر في حالة "نشوب حريق".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات إلى أن

إقرأ أيضاً:

بوتين يحذر الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح ضد روسيا

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية، وذلك بعدما ضربت كييف العمق الروسي مستخدمة صواريخ أميركية وبريطانية.

وقال بوتين -في خطاب بثه التلفزيون العام- إن "الصراع بدأ يأخذ طابعا عالميا".

وأضاف "نعتبر أن من حقنا استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية العائدة إلى دول تجيز استخدام أسلحتها ضد منشآتنا، وفي حال تصاعد الأفعال العدوانية سنرد بقوة موازية".

كما أكد أن الهجوم الذي شنته بلاده اليوم على أوكرانيا جاء رد فعل على الضربات الأوكرانية لأراض روسية بصواريخ أميركية وبريطانية في وقت سابق من الأسبوع الجاري.

وأعلن أن روسيا سوف توجه تحذيرات مسبقة إذا شنت مزيدا من الهجمات باستخدام مثل هذه الصواريخ ضد أوكرانيا كي تتيح للمدنيين الإجلاء إلى أماكن آمنة، محذرا من أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية لن تكون قادرة على اعتراض الصواريخ الروسية.

عابر للقارات

واتهمت كييف في وقت سابق اليوم الخميس روسيا بإطلاق صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي على أراضيها، وهو أول استخدام لهذا السلاح ويشكل تصعيدا غير مسبوق للنزاع والتوترات بين روسيا والغرب.

وقال سلاح الجو الأوكراني في بيان إن القوات الروسية استخدمت الصاروخ في هجوم في الصباح الباكر على مدينة دنيبرو (وسط) شمل أنواعا عدة من الصواريخ واستهدف منشآت حيوية.

وقال مسؤول أميركي كبير إن موسكو "تسعى الى ترهيب أوكرانيا والدول التي تدعمها عبر استخدام هذا السلاح أو إلى لفت الانتباه، لكن ذلك لا يبدل المعطيات في هذا النزاع".

ويأتي الهجوم في وقت بلغت التوترات أعلى مستوياتها بين موسكو والغرب، مع اقتراب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، والتي ينظر إليها على أنها نقطة تحول.

وعلى الطرف المقابل، استخدمت أوكرانيا قبل أيام صواريخ أتاكمز الأميركية التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، وذلك لأول مرة ضد منشأة عسكرية في منطقة بريانسك الروسية بعد حصولها على إذن من واشنطن.

كما أكدت موسكو أن أنظمة الدفاع الجوي لديها أسقطت صاروخين من طراز "ستورم شادو" (ظل العاصفة) بريطانية الصنع، و6 صواريخ أميركية من طراز هيمارس، و67 طائرة مسيرة.

وزودت دول غربية عدة كييف بصواريخ بعيدة المدى، لكنها لم تسمح باستخدامها على الأراضي الروسية خوفا من رد فعل موسكو.

وعززت روسيا تحذيراتها النووية في الأيام الأخيرة، وفي عقيدتها الجديدة بشأن استخدام الأسلحة النووية -التي أصبحت رسمية أول أمس الثلاثاء- يمكن لروسيا الآن استخدامها عند وقوع هجوم "ضخم" من قبل دولة غير نووية ولكن مدعومة بقوة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن حملها على صواريخ مثل MIRV التي ضربت أوكرانيا
  • كوريا الشمالية تكلف جنرال غامض بإدارة التعاون العسكري مع روسيا في أوكرانيا
  • بوتين: موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها
  • بوتين يحذر الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح ضد روسيا
  • مسؤول غربي ينفي إطلاق موسكو صاروخا على أوكرانيا.. وعقوبات أمريكية جديدة ضد روسيا
  • الخارجية الروسية: موسكو منفتحة على المحادثات بشأن أوكرانيا
  • مبعوث نتنياهو بين موسكو وواشنطن: هل تتخلّى روسيا عن إيران؟
  • الخارجية الروسية: موسكو منفتحة على المحادثات بشأن أوكرانيا ومستعدة للنظر في أي مبادرة واقعية
  • حرب نفسية.. أوكرانيا تكشف حقيقة الضربة الروسية المحتملة
  • موسكو: أوكرانيا تصعد هجماتها بصواريخ "أتاكمز" والمسيرات