تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دفعت موجة الجفاف الشديدة التي تجتاح جنوب أفريقيا ما يقدر بنحو 20 مليون شخص إلى "الجوع الحاد"، وفقا للأمم المتحدة، مع عواقب مدمرة على المجتمعات في العديد من البلدان. يسلط تقرير، نيويورك تايمز، الضوء على الوضع المزري الذي يتكشف في المنطقة، والذي تفاقم بسبب عوامل بما في ذلك ظاهرة النينيو المناخية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والآثار المتبقية لجائحة كوفيد-19 والصراع.

أدى الجفاف، الذي يوصف بأنه أحد أسوأ موجات الجفاف منذ أكثر من أربعة عقود، إلى إتلاف المحاصيل وأهلك الماشية وأدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما أثر بشكل خاص على المحاصيل الأساسية مثل الذرة. وأعلنت ملاوي وزامبيا وزيمبابوي حالات الطوارئ الوطنية استجابة للأزمة، مما يسلط الضوء على خطورة الوضع.

ويعزو الخبراء شدة الجفاف إلى مجموعة من العوامل، حيث تلعب ظاهرة النينيو دورا هاما في تعطيل أنماط هطول الأمطار في الجنوب الأفريقي. وفي حين أن نمط الطقس آخذ في الضعف، فإن احتمال تكرار حدوث ذلك يلوح في الأفق، مما يزيد من تفاقم ضعف المنطقة.

بالإضافة إلى العوامل الطبيعية، ساهمت الأنشطة البشرية مثل إزالة الغابات في شدة الجفاف، وتغيير أنماط هطول الأمطار المحلية وتدهور التربة. ومع ذلك، فإن إرجاع أحداث الجفاف المحددة إلى تغير المناخ لا يزال يمثل تحديًا، خاصة في مناطق مثل الجنوب الأفريقي التي لديها بيانات طقس تاريخية محدودة.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار تأثير تغير المناخ على المدى الطويل على المنطقة، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة إلى تفاقم ظروف الجفاف. تم تحديد الجنوب الأفريقي باعتباره "نقطة ساخنة" لتغير المناخ تتميز بارتفاع درجات الحرارة واتجاهات الجفاف، مما يشكل تحديات كبيرة أمام التكيف والقدرة على الصمود.

ويؤكد التقرير الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير تكيفية للتخفيف من تأثير الجفاف على المجتمعات الضعيفة. وتشمل الاقتراحات الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر، وتنفيذ برامج السلامة الاجتماعية مثل التأمين، وتشجيع تنويع المحاصيل لتعزيز القدرة على الصمود بين المزارعين.

وبينما تكافح المجتمعات المحلية لمواجهة العواقب المباشرة للجفاف، هناك حاجة ملحة للمساعدة الدولية والجهود المنسقة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي وضمان رفاه الملايين الذين يواجهون الجوع. إن الوضع في الجنوب الأفريقي بمثابة تذكير صارخ بالإجراءات العاجلة المطلوبة لمواجهة التحديات المعقدة التي يفرضها تغير المناخ وآثاره المتتالية على السكان المعرضين للخطر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: موجة الجفاف جنوب أفريقيا الجوع الحاد الجنوب الأفریقی

إقرأ أيضاً:

الأفريقي للتنمية وبنك ستاندرد يدعمان الشركات الصغيرة والمتوسطة بالقارة السمراء

وقعت مجموعة البنك الأفريقي للتنمية ومجموعة بنك ستاندرد، اتفاقية تمويل تاريخية لتعزيز التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وتوسيع التجارة في جميع أنحاء أفريقيا.


تتضمن الاتفاقية استثمارًا بقيمة 3.6 مليار راند في السندات الاجتماعية واتفاقية مشاركة المخاطر بقيمة 200 مليون دولار أمريكي لبنك ستاندرد لجنوب أفريقيا. وتعمل هذه المبادرة على تعزيز قدرة بنك ستاندرد على الإقراض، مما يضمن وصولًا أكبر إلى التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهو محرك أساسي للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في جنوب أفريقيا.


ويعزز استثمار في السندات الاجتماعية التنمية الاقتصادية الشاملة، خاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي يقل حجم أعمالها عن 300 مليون راند وحجم قروضها عن 40 مليون راند. وسيدعم هذا التمويل ما يصل إلى 4000 شركة، ويساعدها على توسيع نطاق العمليات وخلق فرص العمل والمساهمة في المرونة الاقتصادية.


رحب كيني فيهلا، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة ستاندرد بنك والرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد لجنوب أفريقيا، بالاستثمار، قائلاً "تعزز هذه الشراكة التاريخية قدرتنا على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهي العمود الفقري لاقتصاد جنوب أفريقيا. ومع وجود ما يقرب من 3.2 مليون شركة صغيرة ومتوسطة الحجم تمثل 60٪ من الوظائف، فإن ضمان الوصول إلى التمويل أمر بالغ الأهمية. وتتماشى هذه المبادرة مع إطار التمويل المستدام لدينا والتزامنا بالشمول المالي".


وبالإضافة إلى السندات الاجتماعية، يعزز برنامج اتفاقية مشاركة المخاطر بقيمة 200 مليون دولار، تمويل التجارة في جميع أنحاء أفريقيا، مع التركيز على البلدان ذات الدخل المنخفض ودول الانتقال. وتمكن هذه الاتفاقية البنوك المحلية من زيادة الإقراض من خلال تقاسم المخاطر، وسد فجوة تمويل التجارة، وتعزيز التجارة بين البلدان الأفريقية.


وأبرزت ليلى مقدم، المديرة العامة لجنوب أفريقيا بالبنك الأفريقي للتنمية، الأثر الأوسع قائلة "يمثل هذا التعاون علامة فارقة مهمة في شراكتنا الطويلة الأمد وهو شهادة على التزامنا المشترك بدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وتعزيز تمويل التجارة في جميع أنحاء أفريقيا. إن توسيع الشمول المالي وفرص التجارة يمكّن الشركات من دفع التحول الاقتصادي والتكامل الإقليمي. وتظل مجموعة ستاندرد بنك شريكًا استراتيجيًا في رؤيتنا المشتركة للتنمية الاقتصادية في القارة".

استراتيجية البنك الأفريقي للتنمية


وتتوافق هذه المبادرة مع استراتيجية البنك الأفريقي للتنمية التي تمتد لعشر سنوات (2024-2033)، التي تعطي الأولوية للتصنيع والتكامل الإقليمي وتحسين نوعية الحياة في أفريقيا. كما تدعم إطار التمويل المستدام لبنك ستاندرد، مما يعزز التزام المؤسستين بتعزيز النمو الأخضر والشامل.


وصرح أحمد عطعوط، مدير إدارة تنمية القطاع المالي بالبنك الأفريقي للتنمية "نحن فخورون بهذه المعاملة، التي توضح التزامنا المشترك بالتمويل المستدام. ومن خلال دعم الشركات، نخلق فرصًا اقتصادية طويلة الأجل ومرونة مالية".

وأكد كيني فيهلا على أهمية التعاون، وقال إنه "من خلال توفير رأس المال الذي تشتد الحاجة إليه، نساعد الشركات على التغلب على التحديات والازدهار. وتوضح هذه الشراكة قوة التعاون في دفع التغيير الاقتصادي والاجتماعي الهادف في أفريقيا".

مقالات مشابهة

  • كيف تتجنب الصداع والإعياء في رمضان؟
  • تقرير أممي: أكثر من 4 ملايين صومالي يتهددهم الجوع بحلول يونيو
  • الأفريقي للتنمية وبنك ستاندرد يدعمان الشركات الصغيرة والمتوسطة بالقارة السمراء
  • الجفاف وتقلبات المناخ يضغطان على قطاع الزراعة بالمغرب
  • (دلشاد .. سيرة الجوع والشبع) بين غنائية السرد وعنصرية الخطاب
  • الجوع كافر
  • الإغاثة الطبية: 35 ألف عائلة في غزة تعاني نتيجة النقص الحاد في المستلزمات
  • فلسطين: 35 ألف عائلة في غزة تعاني نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الأساسية
  • النمر: التهاب البنكرياس الحاد من الأعراض الجانبية لإبر التخسيس
  • نفوق أسماك بعد التراجع الحاد في حقينة سد تارجيست (صور)