الحرة:
2025-02-06@20:42:22 GMT

كيف تحولت طاجيكستان لبؤرة تجنيد مهمة لداعش؟

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

كيف تحولت طاجيكستان لبؤرة تجنيد مهمة لداعش؟

يؤكد خبراء في مجال الإرهاب والتطرف أن الطاجيك يشكلون أكثر من نصف عناصر تنظيم داعش-خراسان، الذي يضم عدة آلاف من المسلحين في صفوفه، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الخميس.

وخلال العام الماضي لوحده، شارك الطاجيك في هجمات شنها التنظيم في روسيا وإيران وتركيا، فضلا عن مؤامرات جرى إحباطها في أنحاء متفرقة من أوروبا.

وتعد طاجيكستان من بين أفقر دول العالم، الأمر الذي يغذي مشاعر السخط ويدفع الملايين من العمال المهاجرين إلى البحث عن حياة أفضل خارج البلاد. 

يقول محللون إن مئات الرجال من طاجيكستان، وهي دولة صغيرة وفقيرة في آسيا الوسطى يسيطر عليها رئيس استبدادي، انضموا إلى إحدى الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان المعروفة باسم ولاية خراسان أو داعش-خراسان.

ويشير إدوارد ليمون أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تكساس والمتخصص في روسيا وطاجيكستان والإرهاب إلى أن الطاجيك "أصبحوا عنصراً أساسياً في حملة تنظيم الدولة الإسلامية التي تركز على الخارج ويسعى من خلالها لجذب الاهتمام والمزيد من المجندين".

وتلفت الصحيفة إلى أن هنالك ثلاثة أسباب رئيسية تجعل الطاجيك عرضة للتجنيد من قبل تنظيم داعش-خراسان":

الفقر يغذي السخط

تُصنف طاجيكستان من بين أفقر دول العالم، مما يدفع ملايين العمال إلى البحث عن حياة أفضل في أماكن أخرى. 

في بلد يبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة، يكدح أغلبية الرجال العاملين، الذين يقدر عددهم بأكثر من مليوني نسمة، خارج البلاد حيث ينتهي الأمر بمعظم المهاجرين في روسيا.

هناك يواجه العمال الطاجيك التمييز والأجور المنخفضة وضعف الآفاق المستقبلية والعزلة مما تجعل بعضهم عرضة للتجنيد لصالح التنظيمات المتطرفة.

على سبيل المثال، تنقل الصحيفة عن أمهات المشتبه بهم في الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو الشهر الماضي إن أبناءهن يواجهون مشاكل في روسيا مثل الحصول على رواتب منخفضة للغاية بحيث لا تكفي لدفع الإيجار.

الديكتاتورية

شهدت طاجيكستان حربا أهلية وحشية استمرت من عام 1992 ولغاية عام 1997. 

يحكم الرئيس إمام علي رحمون (71 عاما) طاجيكستان منذ عام 1994 وكان قد مدد في وقت سابق فترة ولايته لتصبح مدى الحياة.

انتهت الحرب الأهلية باتفاق يسمح ببعض التمثيل لجماعات المعارضة، بما في ذلك حزب النهضة الإسلامي المعتدل. 

لكن في عام 2015 جرى إعلان هذه الجماعة كمنظمة متطرفة وأقدمت السلطات على قتل زعماء المعارضة أو سجنهم أو نفيهم.

ومع تحول طاجيكستان إلى دولة استبدادية على نحو متزايد، فرضت السلطات سيطرة أكثر صرامة على كيفية ممارسة الإسلام، مما دفع بعض الطاجيك إلى تبني وجهات نظر متطرفة.

غياب الحريات الدينية

بحسب الصحيفة تشمل القيود المفروضة على الحرية الدينية شن حملات صارمة من قبل السلطات تستهدف علامات التقوى العامة، ومنها حلق اللحى بالقوة في الأماكن العامة أو تمزيق الحجاب.

كذلك تشرف لجنة ذات صلاحيات واسعة على تنظيم التقاليد والاحتفالات الدينية وجوانب العبادة، بما في ذلك بناء المساجد وطباعة الكتب. 

يُمنع الرجال دون سن 18 عاما والنساء في طاجيكستان من الصلاة في المساجد، كما يُمنع التعليم الديني الجماعي في المنزل أيضا.

ووفقا للصحيفة فقد خلق هذا المزيج من الفقر والحكم الاستبدادي وانعدام الحريات الدينية بيئة خصبة لحملة تجنيد مخططة عبر الإنترنت لتنظيم داعش تستهدف الرجال الطاجيكيين. 

يقول الزعيم المنفي لحزب النهضة الإسلامي محيي الدين كبيري إن "الطاجيك فقدوا إيمانهم بالمستقبل.. هناك خياران فقط: دكتاتورية علمانية، وكبديل، تنظيم الدولة الإسلامية أو غيرها من الجماعات الإسلامية المتطرفة".

وكان تقرير صدر في يونيو 2023 عن الأمم المتحدة وصف فرع تنظيم الدولة-ولاية خراسان بأنه التهديد الإرهابي الأكبر في أفغانستان وآسيا الوسطى وقدر بأنه يضم ما بين 4000 و6000 جهادي، بمن فيهم أفراد عائلاتهم.

وتوجّه الآلاف من مواطني لبجمهوريات السوفياتية السابقة، على رأسها طاجيكستان، إلى سوريا والعراق في العقد الثاني من الألفية للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية. 

وعرضت الولايات المتحدة مبلغ 10 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات "تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان" زعيم التنظيم في ولاية خراسان سناء الله غفاري، المعروف باسم شهاب المهاجر. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: تنظیم الدولة الإسلامیة طاجیکستان من فی روسیا

إقرأ أيضاً:

12 وساطة ناجحة.. دبلوماسية الإمارات قوة فاعلة لصفقات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا

تعكس الوساطة الإماراتية ونجاحها في إطلاق سراح 300 أسير بين روسيا وأوكرانيا، الدور المتنامي للإمارات كوسيط دولي فاعل في القضايا الإنسانية، ويؤكد التزامها بالحلول السلمية ودعم المساعي الرامية إلى تخفيف معاناة المتضررين من النزاعات.

وأكد الدكتور باسل بشير، الباحث في الاجتماع السياسي، أن جهود الوساطة الإماراتية الدؤوبة ونجاحها من جديد في تبادل الأسرى بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا بعدد 300 أسير يرسخ موقع الإستراتيجية الدبلوماسية لدولة الإمارات الإنسانية أكثر فأكثر على خارطة العلاقات الدولية.
وأشار  عبر 24، إلى أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لروسيا العام الماضي، والعلاقات المتينة والمتوازنة التي تربط الإمارات بأوكرانيا، ساهمت في نجاح جهود الإمارات في تنفيذ 12 وساطة في عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2024، أسفرت عن إطلاق 2883 أسيراً.
وقال: يعكس نجاح الدبلوماسية الإماراتية التزام الدولة باستراتيجية القوة الناعمة التي تبنتها قيادتها، والتي تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية بمختلف القطاعات الإنسانية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والعلمية، كما تسعى هذه الاستراتيجية إلى بناء شبكات دولية قوية تربط الإمارات بالمؤسسات العالمية ومنظمات المجتمع المدني والأفراد، بما يخدم مصالحها الاستراتيجية، ويدعم نشر ثقافة التسامح والمحبة وتعزيز الأمن والسلام على مستوى المنطقة والعالم. نهج متوازن من جانبه، أكد الدكتور منير فياض، خبير سياسي، أن السياسة الدبلوماسية الهادئة التي تنتهجها دولة الإمارات في علاقاتها الخارجية بدأت تؤتي ثمارها الإيجابية من ناحية التأثير في السياسة الدولية، حيث نجحت وساطتها الإنسانية في الإفراج عن 300 أسير حرب موزعين بين جانبي الحرب الروسية - الأوكرانية الدائرة منذ نحو ثلاث سنوات.
وقال: انتهجت دولة الإمارات منذ سنوات سياسة التوازن والاعتدال والحكمة في علاقاتها مع الدول الصديقة والشقيقة، المرتكزة إلى دبلوماسية القوة الناعمة، في معالجة كافة القضايا الدولية الشائكة. حيث كانت الإمارات تدعو دائمًا إلى تغليب لغة الحوار وخفض التصعيد على لغة الحرب وافتعال الأزمات، وقدمت في هذا السياق العديد من المبادرات الإنسانية التي ساهمت في تخفيف التداعيات الإنسانية الناجمة عن تلك الأزمات.
وأشار فياض إلى أن الإمارات اكتسبت قوتها الناعمة من القيادة الإماراتية وعلى رأسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في معالجة القضايا العربية والدولية، ومن جاذبية مؤسساتها وقيمها الإنسانية وحكم القانون، والسياسات التي تتبعها الدولة، وأدائها العالي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية. إنجاز إنساني ولفت غسان العمودي الكاتب والمحلل السياسي، إلى أن نجاح الوساطة الإماراتية في إطلاق سراح 300 أسير من النزاع بين روسيا وأوكرانيا يعد إنجازاً إنسانياً يؤكد مكانة دولة الإمارات وسيطاً دولياً موثوقاً، ودورها الفاعل في تعزيز الأمن والسلم العالميين، مستندة إلى نهجها القائم على الدبلوماسية الهادئة والحوار البناء.

مقالات مشابهة

  • الضربة الأميركية ضد تنظيم الدولة بالصومال.. التوقيت والمضامين
  • مرصد الأزهر يحذر من تعويل تنظيم داعش على الذئاب المنفردة في المستقبل
  • 12 وساطة ناجحة.. دبلوماسية الإمارات قوة فاعلة لصفقات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
  • وصفه بـ قنبلة موقوتة.. برلماني يحذر: تصاعد تهريب عوائل تنظيم داعش من مخيم الهول
  • وصفه بـ قنبلة موقوتة.. برلماني يحذر: تصاعد تهريب عوائل تنظيم داعش من مخيم الهول - عاجل
  • تأثير وقف المساعدات الأمريكية على تنظيم داعش ومخيم الهول في سوريا
  • لتخفيف الأعباء.. متحدث الحكومة: تنظيم معارض لتوفير السلع بأسعار مخفضة
  • الشؤون الإسلامية تعتمد أسماء 6228 حاجاً
  • العراق : اعتقال ثلاثة عناصر من تنظيم داعش الإرهابي شمالي البلاد
  • مقتل 5 سجناء من داعش خلال محاولتهم الهروب في طاجيكستان