الحرة:
2025-03-10@03:02:42 GMT

كيف تحولت طاجيكستان لبؤرة تجنيد مهمة لداعش؟

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

كيف تحولت طاجيكستان لبؤرة تجنيد مهمة لداعش؟

يؤكد خبراء في مجال الإرهاب والتطرف أن الطاجيك يشكلون أكثر من نصف عناصر تنظيم داعش-خراسان، الذي يضم عدة آلاف من المسلحين في صفوفه، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الخميس.

وخلال العام الماضي لوحده، شارك الطاجيك في هجمات شنها التنظيم في روسيا وإيران وتركيا، فضلا عن مؤامرات جرى إحباطها في أنحاء متفرقة من أوروبا.

وتعد طاجيكستان من بين أفقر دول العالم، الأمر الذي يغذي مشاعر السخط ويدفع الملايين من العمال المهاجرين إلى البحث عن حياة أفضل خارج البلاد. 

يقول محللون إن مئات الرجال من طاجيكستان، وهي دولة صغيرة وفقيرة في آسيا الوسطى يسيطر عليها رئيس استبدادي، انضموا إلى إحدى الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان المعروفة باسم ولاية خراسان أو داعش-خراسان.

ويشير إدوارد ليمون أستاذ العلاقات الدولية في جامعة تكساس والمتخصص في روسيا وطاجيكستان والإرهاب إلى أن الطاجيك "أصبحوا عنصراً أساسياً في حملة تنظيم الدولة الإسلامية التي تركز على الخارج ويسعى من خلالها لجذب الاهتمام والمزيد من المجندين".

وتلفت الصحيفة إلى أن هنالك ثلاثة أسباب رئيسية تجعل الطاجيك عرضة للتجنيد من قبل تنظيم داعش-خراسان":

الفقر يغذي السخط

تُصنف طاجيكستان من بين أفقر دول العالم، مما يدفع ملايين العمال إلى البحث عن حياة أفضل في أماكن أخرى. 

في بلد يبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة، يكدح أغلبية الرجال العاملين، الذين يقدر عددهم بأكثر من مليوني نسمة، خارج البلاد حيث ينتهي الأمر بمعظم المهاجرين في روسيا.

هناك يواجه العمال الطاجيك التمييز والأجور المنخفضة وضعف الآفاق المستقبلية والعزلة مما تجعل بعضهم عرضة للتجنيد لصالح التنظيمات المتطرفة.

على سبيل المثال، تنقل الصحيفة عن أمهات المشتبه بهم في الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو الشهر الماضي إن أبناءهن يواجهون مشاكل في روسيا مثل الحصول على رواتب منخفضة للغاية بحيث لا تكفي لدفع الإيجار.

الديكتاتورية

شهدت طاجيكستان حربا أهلية وحشية استمرت من عام 1992 ولغاية عام 1997. 

يحكم الرئيس إمام علي رحمون (71 عاما) طاجيكستان منذ عام 1994 وكان قد مدد في وقت سابق فترة ولايته لتصبح مدى الحياة.

انتهت الحرب الأهلية باتفاق يسمح ببعض التمثيل لجماعات المعارضة، بما في ذلك حزب النهضة الإسلامي المعتدل. 

لكن في عام 2015 جرى إعلان هذه الجماعة كمنظمة متطرفة وأقدمت السلطات على قتل زعماء المعارضة أو سجنهم أو نفيهم.

ومع تحول طاجيكستان إلى دولة استبدادية على نحو متزايد، فرضت السلطات سيطرة أكثر صرامة على كيفية ممارسة الإسلام، مما دفع بعض الطاجيك إلى تبني وجهات نظر متطرفة.

غياب الحريات الدينية

بحسب الصحيفة تشمل القيود المفروضة على الحرية الدينية شن حملات صارمة من قبل السلطات تستهدف علامات التقوى العامة، ومنها حلق اللحى بالقوة في الأماكن العامة أو تمزيق الحجاب.

كذلك تشرف لجنة ذات صلاحيات واسعة على تنظيم التقاليد والاحتفالات الدينية وجوانب العبادة، بما في ذلك بناء المساجد وطباعة الكتب. 

يُمنع الرجال دون سن 18 عاما والنساء في طاجيكستان من الصلاة في المساجد، كما يُمنع التعليم الديني الجماعي في المنزل أيضا.

ووفقا للصحيفة فقد خلق هذا المزيج من الفقر والحكم الاستبدادي وانعدام الحريات الدينية بيئة خصبة لحملة تجنيد مخططة عبر الإنترنت لتنظيم داعش تستهدف الرجال الطاجيكيين. 

يقول الزعيم المنفي لحزب النهضة الإسلامي محيي الدين كبيري إن "الطاجيك فقدوا إيمانهم بالمستقبل.. هناك خياران فقط: دكتاتورية علمانية، وكبديل، تنظيم الدولة الإسلامية أو غيرها من الجماعات الإسلامية المتطرفة".

وكان تقرير صدر في يونيو 2023 عن الأمم المتحدة وصف فرع تنظيم الدولة-ولاية خراسان بأنه التهديد الإرهابي الأكبر في أفغانستان وآسيا الوسطى وقدر بأنه يضم ما بين 4000 و6000 جهادي، بمن فيهم أفراد عائلاتهم.

وتوجّه الآلاف من مواطني لبجمهوريات السوفياتية السابقة، على رأسها طاجيكستان، إلى سوريا والعراق في العقد الثاني من الألفية للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية. 

وعرضت الولايات المتحدة مبلغ 10 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات "تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان" زعيم التنظيم في ولاية خراسان سناء الله غفاري، المعروف باسم شهاب المهاجر. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: تنظیم الدولة الإسلامیة طاجیکستان من فی روسیا

إقرأ أيضاً:

أزمة تجنيد الحرديم تعود من جديد.. قد تطيح بحكومة نتنياهو أو تعيد بن غفير بشروطه

أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يواجه أزمة جديدة قد تطيح بحكومته، وتشير تقديرات إلى أنه قد يرضخ لمطالب اليميني المتطرف إيتمار بن غفير من أجل إعادته للحكومة منعا لانهيارها.

وترتبط الأزمة بتهديد نواب متدينين بعدم دعم مشروع قانون الميزانية الجديد في الكنيست، ما لم يتم إقرار قانون يستثني المتدينين اليهود "الحريديم" من الخدمة العسكرية، وهي الأزمة المستمرة منذ شهور ووصلت إلى أقصى حدتها قبيل إقرار الميزانية.

ويتعين الانتهاء من التصويت على قانون الميزانية الجديد بحلول آخر يوم في آذار/ مارس الجاري وإلا تنهار الحكومة، وفقا للقانون الإسرائيلي.


ويحاول المتدينون اليهود الضغط على نتنياهو باشتراط دعم الميزانية بتمرير قانون إعفاء "الحريديم" من التجنيد، الذي يجد أصوات رافضة لدى العديد من الأوساط العسكرية.

وقالت الهيئة إن ثلاثة أعضاء من فصيل "أغودات إسرائيل" أبلغوا نتنياهو، الخميس، أنهم سيعارضون الميزانية بسبب الفشل بتمرير قانون التجنيد الخاص بالمتدينين.

وأضافت أنه في رسالة بعث بها وزير الإسكان يتسحاق غولدكنوبف وعضوي الكنيست موشيه روث ويعقوب تيسلر إلى نتنياهو "كتبوا أنهم يصرون على تنظيم وضع طلاب التوراة (في إشارة لليهود المتدينين)".

و"أغودات إسرائيل" هو جزء من تحالف "يهدوت هتوراه" الحزبي، ولديه 7 مقاعد في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.

وفي حين أن موشيه روث ويعقوب تيسلر هما عضوان في الكنيست، فإن غولدكنوبف ليس عضوا فيه".

وبعد أن واجه صعوبة في تمرير قانون تجنيد المتدينين، فإن نتنياهو طلب العمل على تمرير قانون الميزانية ومن ثم قانون التجنيد، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".

وتتهم المعارضة نتنياهو بالسعي لإقرار قانون يعفي "الحريديم" من التجنيد، استجابة لمطالب حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراه" المشاركين في الائتلاف الحكومي، بهدف الحفاظ على استقرار حكومته ومنع انهيارها.

وحاليا فإن لدى حكومة نتنياهو 63 مقعدا بالكنيست ما يعني أنه بمعارضة عضوي الكنيست من "أغودات إسرائيل" سيتبقى لها 61 من مقاعد الكنيست.

ويلزم تمرير قانون الميزانية الحصول على 61 صوتا على الأقل في الكنيست، ولكن عدم دعم عضو كنيست واحد أو أكثر لقانون الميزانية سيعني سقوط الحكومة.

وفي مواجهة هذه الأزمة، فإن ثمة تقديرات بشأن إمكانية أن يلجأ نتنياهو إلى زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير من أجل إعادته إلى الحكومة، لمنع انهيارها واستمالة النواب المتدينين.

ولم يبد بن غفير معارضة لهذه التقديرات، ولكنه وضع شرطا لنتنياهو، بحسب ما نشرته هيئة البث.


ونقلت الهيئة الجمعة عن بن غفير قوله: "يتحدثون معي عن العودة إلى الحكومة، لكن هذا سيحدث تحت أحد ثلاثة شروط: العودة إلى حرب واسعة النطاق، أو وقف المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة بما في ذلك الوقود والكهرباء، أو تنفيذ خطة ترامب للتهجير".

ومنذ 25 كانون الثاني/ يناير الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.

وبدعم أمريكي ارتكبت "إسرائيل" بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19كانون الثاني/ يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وبدأت الأزمة مع الحريديم عندما قررت المحكمة العليا الإسرائيلية في 25 يونيو/حزيران 2024 إلزامهم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي لا يمتثل طلابها للخدمة العسكرية.

ويشكل "الحريديم" نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مؤكدين أن الاندماج في المجتمع العلماني يشكل "تهديدًا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم".

مقالات مشابهة

  • مزحة تحولت إلى مأساة.. صاروخ رمضان يحرق شقة في مصر
  • دول جوار سوريا تؤكد دعمها للإدارة الحديدة وتتفق على غرفة عمليات لمواجهة تنظيم الدولة
  • وزير خارجية العراق يحذر: داعش بدأ بإعادة تنظيم قواته
  • وزير الخارجية التركي: نواصل مكافحة تنظيم الدولة واجتماعنا وضع خطة تشمل غرفة عمليات مشتركة لمواجهة الإرهاب
  • يسرائيل هيوم: نسبة تجنيد الحريديم لا تتجاوز 1.77%
  • أستاذ علاقات دولية: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة تحولت لعالمية
  • الجيش الأمريكي: قسد تمكنت من أسر زعيم خلية لـداعش شرقي سوريا
  • الاستخبارات والأمن العراقية تطيح بمسؤول التمويل لداعش في صلاح الدين
  • أزمة تجنيد الحرديم تعود من جديد .. قد تطيح بحكومة نتنياهو أو تعيد بن غفير بشروطه
  • أزمة تجنيد الحرديم تعود من جديد.. قد تطيح بحكومة نتنياهو أو تعيد بن غفير بشروطه