قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن جهود الحرب النفسية وعمليات التأثير الخارجي ضد الإسرائيليين تصاعدت من عملاء يرجح أنهم إيرانيون، في الأونة الأخيرة، عبر توجيه تهديدات لشخصيات عامة ومسؤولين عسكريين متقاعدين وصحفيين.

وأضافت الصحيفة إن الجهود الإيرانية شملت إرسال طرود أو رسائل إلى منازل المستهدفين فضلا عن تلقيهم مكالمات هاتفية تهديدية والمراقبة وغيرها من أشكال المضايقات.

وبينت الصحيفة أنه على سبيل المثال فقد تلقت عائلة إحدى الرهائن المحتجزين في غزة تلقت إكليلا من الزهور مرفقا برسالة تعزية في وقت سابق من هذا الشهر.

ولفت الصحيفة إلى أن تحقيقا لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) خلص أن الطرد أرسل بالفعل من قبل عملاء إيرانيين استخدموا رقم هاتف محمول للاتصال بمتجر محلي وطلبوا منه إرسال الزهور إلى منزل العائلة المستهدفة.

وتم التعرف عل رقم الهاتف على أنه يعود لشبكة نفوذ إيرانية، تسمى "منظمة المنتقمون الإسرائيليون"، التي تعمل على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العبرية وتحاول إثارة السخط بشأن القضايا السياسية الداخلية الإسرائيلية.

Threats and harassment: Iran escalates psychological warfare against Israelis / @omerbenj & @yossi_melman https://t.co/0WyqrqclOE

— Haaretz.com (@haaretzcom) April 18, 2024

كما تمكنت المجموعة ذاتها من التسلل لمجموعات على تطبيق واتساب باستخدام أرقام هواتف إسرائيلية محلية لحث المواطنين الإسرائيليين على المشاركة في العمل السياسي وخلق ضغط شعبي في قضايا مثل حركة الاحتجاج المناهضة لنتنياهو والمظاهرات المؤيدة للرهائن الإسرائيليين في غزة. 

ووفقا لمصدرين تحدثا لصحيفة "هآرتس" فقد تلقت ثلاث عائلات أخرى على الأقل من الرهائن أكاليل زهور بطريقة مشابهة مع رسائل تعزية.

وقالت الصحيفة إنه وبالتزامن، أفاد موقع إخباري محلي أن "المنتقمون الإسرائيليون" أرسلوا أيضا رسائل تهديد لمشرعين من حزب الليكود الحاكم إلى جانب عناوين وبطاقات هوية أعضاء آخرين في الائتلاف وحتى أسماء عائلاتهم. 

وذكرت الصحيفة أن مجموعة نفوذ إيرانية أخرى معروفة بأنها تعمل في إسرائيل كثفت عملياتها لتوجيه تهديدات شخصية، بما في ذلك تهديدات لزوجة صحفي، نشر مؤخرا تقريرا عن المجموعة، وذلك عبر إرسال طرد يحتوي على تهديد مبطن لحياة عائلته.

ورجحت الصحيفة أن يكون العملاء الايرانيين قد حصلوا على عناوين وأرقام هواتف الضحايا من خلال جمع معلومات استخباراتية من مصادر مفتوحة، مثل صور التظاهرات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

كذلك لفت إلى أن بعض المعلومات ربما تكون مأخوذة من قواعد بيانات لمواطنين إسرائيليين جرى تسريبها خلال السنوات الماضية.

المعركة المقبلة بين إسرائيل وإيران مسرحها الفضاء السيبراني لا تزل إسرائيل تدرس خياراتها للرد على الهجوم الإيراني المباشر الذي استهدفها ليل السبت الأحد، وسط تأكيدات من القادة العسكريين على أن "ليس لديهم خيار سوى الرد".

وشملت التهديدات، التي بدأ بالظهور خلال الايام الأخيرة، تلقي عشرات الموظفين الحكوميين المتقاعدين من وكالة حكومية لم يذكر اسمها مكالمات هاتفية مضايقة من أرقام مسجلة في الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إن الأشخاص الذين ردوا على المكالمات سمعوا أصوات صفارات إنذار مع أصوات غريبة في الخلفية وتسجيلات لعبارات مثل "لن تتمكن من الهرب".

ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة فإن موظفين سابقين في وكالات الاستخبارات وموظفين مدنيين في الجيش الإسرائيلي وأكاديميين وصحفيين تعرضوا مؤخرا للتهديد بمكالمات هاتفية مماثلة.

وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي لصحيفة "هآرتس" إن "المخابرات الإيرانية هي من تقف وراء كل هذا". 

وأضاف أن "هذا جزء من جهد مستمر منذ سنوات للمضايقة والترهيب وزرع الفوضى والانقسام وإثارة خوف المجتمع الإسرائيلي".

ولطالما اتهمت إسرائيل عدوتها اللدودة إيران بالوقوف خلف عدة محاولات فاشلة لاختراق مواقع إلكترونية لعدد من المؤسسات العامة الإسرائيلية، في حوادث وقعت في السنوات الأخيرة. 

وتحول الفضاء الإلكتروني منذ سنوات إلى ميدان قتال بين دول وجهات تعادي بعضها البعض، ومن بينها إسرائيل وإيران.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت.. إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله لمواصلة هجماته على إسرائيل

مازالت الانتخابات التي تشهدها عدد من الدول هذا العام محور اهتمام الصحف ووسائل الإعلام العالمية، لا سيما المناظرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب التي استحوذت على اهتمام الصحافة بشكل كبير، فيما لم تغفل الصحف العربية والعالمية أيضا تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط وسط تكهنات بتصعيد الوضع فيه.

ونبدأ جولة الصحف لهذا اليوم من صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ومقال نشره الكاتب يوسي يهوشوع بعنوان "إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله على مواصلة الهجمات على شمال إسرائيل".

يقول الكاتب إن "إيران كثفت وبشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، تهريب الأسلحة إلى حزب الله، ومن بينها أنظمة دفاع جوي بالغة الأهمية، يحتاجها حزب الله لمواجهة ضربات القوات الجوية الإسرائيلية في جنوب لبنان، كما تحاول طهران أيضا تزويد حزب الله بصواريخ الماس - وهي صواريخ مضادة للدبابات طورتها إيران ومجهزة بكاميرا في رأسها الحربي، ولا تتطلب هذه الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة نسبيا والموجهة تلفزيونيا أن يكون المشغل في خط رؤية مباشر مع الهدف.
ويقول الكاتب أن هذه الأسلحة تم تطويرها على أساس أنها صواريخ رافائيل سبايك، التي حصل عليها حزب الله خلال حرب لبنان الثانية، وقد نقلت هذه الأسلحة في شاحنات كبيرة وشاحنات صغيرة لإخفاء غرضها الحقيقي، معتبرًا أنها السبب الحقيقي وراء تمكن حزب الله من اعتراض خمس طائرات دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي، وإطلاقه النار بانتظام على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بالإضافة إلى أنه نجح مؤخرا في إسقاط طائرة دون طيار في لبنان باستخدام صاروخ أرض جو.

ويخلص الكاتب للقول أنه دون هذه المساعدات فإن "لبنان وحزب الله، يفتقران إلى القدرات الهجومية الثقيلة والدقيقة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي، وبالتأكيد لا يمتلك أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة كالقبة الحديدية، ومقلاع داود، والسهم".

مقالات مشابهة

  • إيران وإسرائيل.. تهديدات تنذر بحرب كبرى
  • “هآرتس”: عودة الإسرائيليين إلى الشمال مرتبطة بوقف إطلاق النار في غزة
  • تقرير: إسرائيل ستنتقل للمرحلة الثالثة من حربها على غزة خلال شهر يوليو
  • واشنطن بوست: قطاع غزة لن يشهد انفراجة طالما نتنياهو في السلطة
  • يديعوت أحرونوت.. إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله لمواصلة هجماته على إسرائيل
  • مئات الضباط الإسرائيليين يرغبون في التخلص من الخدمة العسكرية
  • وزير خارجية إيران في تحذير إسرائيل: اياكي وارتكاب أي خطأ في لبنان
  • البنايات المهدمة.. سلاح فعال بيد المقاومة في غزة؟
  • ميقاتي: لبنان يعاني حربا نفسية بسبب تهديدات إسرائيل
  • لبنان يدعو الدول للتضامن معه في مواجهة تهديدات إسرائيل