سارعت الجمارك فى تنفيذ قرار رئيس الحكومة بالإفراج الفورى عن السلع والبضائع بمختلف الموانئ؛ لضمان وجود كميات كبيرة من السلع الغذائية والبضائع فى الأسواق، وكان لهذه الإجراءات العاجلة من وزارة المالية ومصلحة الجمارك على وجه الخصوص أثر كبير فى وفرة السلع بالأسواق خلال شهر رمضان المبارك، ولم يتم رصد أى شكاوى تشير إلى ندرة بعض السلع أو زيادة الأسعار عن المعدلات الطبيعية، بل أسهمت هذه الأمور فى تراجع أسعار عدد كبير من السلع الغذائية.

وبلغت قيمة الإفراجات الجمركية عن العديد من البضائع فى الفترة من يناير حتى 26 ديسمبر 2023 قيمة إجمالية 72.4 مليار دولار، منها سلع استراتيجية بقيمة 19.1 مليار دولار، ومستلزمات وخامات للإنتاج بقيمة 33.3 مليار دولار، وتم تشكيل لجان دائمة وفرق دعم فنى لتيسير الإجراءات الجمركية بمختلف المنافذ والموانئ، على نحو يتسق مع جهود تطوير وميكنة المنظومة الجمركية، التى ترتكز على استحداث المراكز اللوجيستية، وربط جميع الموانئ إلكترونياً من خلال المنصة الموحدة «نافذة»، وتطبيق نظام التسجيل المسبق للشحنات «ACI»، بهدف تخفيف متوسط زمن الإفراج الجمركى، وإلزام جميع المستوردين بالمعايير الأوروبية والأمريكية فى مواصفات جودة السلع والبضائع؛ من أجل حماية الأسواق المحلية من المنتجات الرديئة.

الحكومة تستهدف زيادة المعروض بالأسواق

وأكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أنه تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية بالعمل على سرعة الإفراج الفورى عن السلع والبضائع بمختلف الموانئ، فقد شهدت الفترة الماضية تزايد معدلات الإفراج عن السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج الداعمة بشكل مباشر للصناعة، ليبلغ إجمالى قيمة البضائع المفرج عنها خلال هذه الفترة 1.7 مليار دولار، بما يتسق مع ما تستهدفه الحكومة من زيادة فى حجم المعروض السلعى بالأسواق، على نحو يساعد فى تحقيق التوازن بالأسعار، فى إطار حرص الدولة على العمل المتواصل من أجل تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين بقدر الإمكان.

وقال «معيط»، وفق بيان: «إننا نعمل مع كل أجهزة الدولة على سرعة الإفراج الفورى عن السلع والبضائع بمختلف الموانئ، فهناك تنسيق دائم بين رجال الجمارك وممثلى الجهات المعنية، بما فيها الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات والهيئة القومية لسلامة الغذاء والحجر الزراعى والحجر الصحى وغيرها من جهات الفحص، مع الأخذ فى الاعتبار أن الأولوية للسلع الأساسية والغذائية والأدوية والأعلاف ومستلزمات الإنتاج الداعمة للصناعة بشكل مباشر».

«غتورى»: الأولوية للسلع الأساسية والأدوية والأعلاف ومستلزمات الإنتاج الداعمة للصناعة

وأعلن الشحات غتورى، رئيس مصلحة الجمارك، أن ما تم الإفراج عنه من بضائع تتجاوز قيمته الـ12 مليار دولار فى الفترة من أول يناير الماضى وحتى بداية شهر مارس الماضى، وفق بيان صادر عن «المالية»، موضحاً أن الأيام القليلة الماضية شهدت، بعد زيادة التدفقات الدولارية، نمواً ملحوظاً فى معدلات الإفراج الجمركى عن السلع وفقاً للأولويات الاستراتيجية التى قررتها الدولة، مؤكداً أن معدلات الإفراج الجمركى عن السلع ومستلزمات الإنتاج سوف تتزايد خلال الأيام المقبلة بالتنسيق مع القطاع المصرفى.

وشرح رئيس المصلحة الموقف التنفيذى لحركة البضائع بميناء الإسكندرية وغيره من الموانئ، وكذلك منظومة التسجيل المسبق للشحنات «ACI»، لافتاً إلى الجهود المبذولة من جانب رجال الجمارك وممثلى مختلف الجهات المعنية؛ بما فيها الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، والهيئة القومية لسلامة الغذاء، والحجر الزراعى، والحجر الصحى، وغيرها من جهات الفحص بالمنافذ الجمركية على مدار الساعة لضمان سرعة إنهاء الإفراج الفورى عن البضائع، مع منح الأولوية للسلع الأساسية، والغذائية، والأدوية، والأعلاف، ومستلزمات الإنتاج، التى تدعم بشكل مباشر قطاع الصناعة، على النحو الذى تم بالتوافق مع القطاع المصرفى، على ضوء التدفقات الدولارية فى الأيام الأخيرة، سواءً من صفقة «رأس الحكمة» أو زيادة التصدير من قطاعات الزراعة والسياحة والاتصالات، وغيرها.

وقال «غتورى» إن الأنظمة الإلكترونية المستحدثة تساعدنا كثيراً فى تسريع وتيرة الإفراج الجمركى عن السلع والبضائع ونفاذها للأسواق المحلية، ووحدات الإنتاج، لافتاً إلى العمل على مدار الساعة بالمنافذ الجمركية مع مختلف الجهات المعنية، لضمان سرعة إنهاء إجراءات الإفراج الفورى عن البضائع. وأضاف خلال ورشة «تفعيل آليات التعامل مع شحنات التجارة الإلكترونية» التى نظمتها مصلحة الجمارك بالتعاون مع مشروع «تطوير التجارة وتنمية الصادرات فى مصر»، الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن هذه الورشة تأتى فى إطار توفير رؤية مستقبلية حول سبل إحراز التقدم المأمول فى مسار تطوير منظومة العمل الجمركى وتطوير الشراكات مع شركات الشحن السريع لتأمين حصول مصلحة الجمارك على المعلومات المسبقة للشحنات، بما يسهم فى تيسير حركة التجارة ودعم تطوير منظومة المخاطر الحالية.

وتابع بأن مصلحة الجمارك تعمل على تطبيق أفضل الممارسات الدولية فى مجال التجارة الإلكترونية، وآليات إدارة المخاطر الجمركية، وتيسير تبادل البيانات بشكل مسبق مع شركات «الشحن السريع»، بما يسهم فى المعالجة السريعة للبيانات الجمركية، مع تحديد مواطن الخطر لكل عنصر من عناصر العملية الاستيرادية. واستكمل: «نعمل على الارتقاء بجودة الخدمات الجمركية فى مصر، بما يتسق مع المتغيرات الاقتصادية المحلية والإقليمية والعالمية، من خلال استدامة تحديث استراتيجية العمل الجمركى، على نحو يلبى متطلبات التعامل مع التحديات والمستجدات، مع مراعاة أن يتزامن مع تطوير وميكنة المنظومة الجمركية، وتوفير الغطاء التشريعى الملائم، وتنمية القدرات البشرية، وتعزيز التعاون مع كل أطراف العملية الجمركية».

ونوه بأن وزير المالية أصدر قراراً بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون الجمارك يتضمن تيسيرات جمركية جديدة للتوكيلات الملاحية على نحو يسهم فى تسريع وتيرة الإفراج عن البضائع، ويتسق مع جهود الدولة الهادفة لتحويل الموانئ إلى بوابات عبور وليست أماكن للتخزين، ويأتى فى إطار تخفيف الأعباء عن المستوردين بقدر الإمكان فى ظل ما تفرضه التحديات الاقتصادية العالمية من ظروف استثنائية أدت إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات وتكاليف الشحن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإفراج الجمركى مستلزمات الصحة السلع الغذائية ومستلزمات الإنتاج عن السلع والبضائع مصلحة الجمارک ملیار دولار الإفراج عن على نحو

إقرأ أيضاً:

بأكثر من 87 مليار ريال.. المملكة تُعزّز شراكاتها التجارية مع دول الجامعة العربية في الربع الأخير من 2024م

المناطق_واس

انعكاسًا لرؤية طموحة أعادت تشكيل ملامح مستقبل الاقتصاد، تَبرز المملكة العربية السعودية قوة اقتصادية تعبر حدود التوقعات، مُتخذةً من رؤية المملكة 2030 خارطة طريق استثنائية لدفع عجلة التحوّل الاقتصادي نحو آفاقٍ غير مسبوقة.

وبفضل موقعها الجغرافي الفريد، الذي جعلها جسرًا حيويًا يربط بين ثلاث قارات، عززت المملكة مكانتها مركزًا عالميًا للتجارة والاستثمار، مدعومةً ببنية تحتية متطورة، وسياسات اقتصادية تشجع على الابتكار وتُعزز التنوّع.

أخبار قد تهمك “طريف” تسجل أدنى درجة حرارة بالمملكة 15 أبريل 2025 - 10:28 مساءً سفير المملكة لدى مصر يلتقي وزير قطاع الأعمال المصري 15 أبريل 2025 - 10:15 مساءً

وتشهد المملكة حاليًا نموًا متسارعًا يعكس نجاح خططها للتنوّع الاقتصادي، حيث تُترجم الجهود الرامية إلى تعزيز الصادرات غير النفطية، وبناء شراكات إستراتيجية مع دول العالم إلى أرقام قياسية.

وفي إطار مسيرة النمو الاقتصادي الذي تشهده المملكة، سجّل إجمالي أحجام التبادلات التجارية بين المملكة ودول الجامعة العربية بما فيها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي نحو 87,768 مليار ريال سعودي تقريبًا خلال الربع الرابع 2024م، وذلك بحسب مجموعات الدول، ليشّكل هذا التبادل التجاري نحو 17.2% من إجمالي التبادلات التجارية للمملكة مع دول العالم الخارجي كافة، والبالغ نحو 510,974 مليارات ريال سعودي تقريبًا؛ لتحقق بذلك نموًا سنويًا يُقدر نسبته بـ 6.2%، وبقيمة زيادة تجاوزت الـ 5 مليارات ريال، مقارنة بنفس الفترة من العام 2023م، التي كانت تبلغ نحو 82,679 مليار ريال.

ووفقًا لما أوضحته النشرة الربعية للتجارة الدولية للربع الرابع من 2024م الصادرة من الهيئة العامة للإحصاء، تجاوز فائض الميزان التجاري للمملكة مع دول الجامعة العربية بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي الـ 30,461 مليار ريال، خلال الربع الرابع من 2024م، مقارنةً بفائض محقق بنحو 22,185 مليار ريال خلال نفس الفترة من العام 2023م، مُسجلًا بذلك نموًا سنويًا بنسبة 37.3%، بقيمة تجاوزت الـ 8,276 مليارات ريال.

وبالنظر إلى إجمالي صادرات المملكة، فقد بلغت قيمتها نحو 59,114 مليار ريال؛ منها 39,507 مليار ريال لدول مجلس التعاون الخليجي، مثّلت نحو 14.2% من الإجمالي العام لصادرات المملكة لدول العالم كافة، والبالغ نحو 277,932 مليار ريال.
في حين بلغت صادرات المملكة لدول الجامعة العربية -عدا دول مجلس التعاون الخليجي- ما قيمته 19,607 مليار ريال، مثّلت نحو 7.1% من الإجمالي العام لصادرات المملكة لدول العالم كافة.

بالمقابل، سجَّل إجمالي واردات المملكة من دول الجامعة العربية بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي نحو 28,653 مليار ريال، مثّلت نحو 12.3%؛ منها 18,354 مليار ريال من دول مجلس التعاون الخليجي، وواردات من جامعة الدول العربية بقيمة 10,298 مليارات ريال، حيث يُشار إلى أن إجمالي واردات المملكة من جميع دول العالم الخارجي بلغ 233,042 مليار ريال.

وتصدرت صادرات المملكة لدولة الإمارات العربية المتحدة، قائمة أكثر الدول العربية المُصدر لها خلال الربع الرابع من 2024م بقيمة تجاوزت الـ 23,512 مليار ريال، ثم جاءت ثانيًا مملكة البحرين بقيمة تجاوزت الـ 8,423 مليارات ريال، فثالثًا جمهورية مصر العربية بقيمة 8,353 مليارات ريال، ورابعًا سلطنة عُمان بقيمة تجاوزت الـ 4,434 مليارات ريال، وخامسًا المملكة الأردنية الهاشمية بقيمة تجاوزت الـ 2,999 ملياري ريال.

مقالات مشابهة

  • سوق الرفاهية والسلع الفاخرة في الولايات المتحدة تتحطم برسوم ترامب الجمركية
  • تداول 177 ألف طن بضائع بميناء الإسكندريه خلال 24 ساعة
  • تداول 177 الف طن بضائع بالهيئة العامة لميناء الاسكندريه خلال 24 ساعة
  • بـ157 مليون و592 ألف دولار.. مصر تسجل ارتفاعا في واردات الثلاجات بنهاية 2024
  • بأكثر من 87 مليار ريال.. المملكة تُعزّز شراكاتها التجارية مع دول الجامعة العربية في الربع الأخير من 2024م
  • الإمارات ترسخ ريادتها الجمركية في التجارة العالمية
  • 23 مليار دولار مبيعات LVMH الفاخرة بالربع الأول
  • بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 مليار دولار جامعة هارفارد
  • التخطيط: 700 مليار جنيه استثمارات بقطاعات التنمية البشرية خلال العام المالي المقبل
  • بـ 450 مليون و889 ألف دولار.. واردات مصر من السلع الاستهلاكية ترتفع في ديسمبر 2024