صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة مؤسسة الصحافة العالمية
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
فازت صورة مؤثرة لامرأة فلسطينية تحتضن جثمان ابنة أخيها الصغيرة بالكفن الأبيض إثر مقتلها في غارة إسرائيلية على قطاع غزة، اليوم الخميس، بجائزة صورة العام 2024 ضمن مسابقة "مؤسسة الصحافة العالمية للصور"، وهي منظمة مستقلة غير ربحية في العاصمة الهولندية أمستردام تأسست عام 1955.
وتُظهر الصورة التي التقطها محمد سالم من وكالة "رويترز" للأنباء، إيناس أبو معمر وهي تحتضن جثة سالي البالغة 5 سنوات، والتي استشهدت مع والدتها وشقيقتها عندما أصاب صاروخ منزلهنّ في خان يونس في أكتوبر/تشرين الأول.
وكان سالم في مستشفى ناصر في خان يونس في 17 أكتوبر/تشرين الأول عندما رأى معمر (36 عاما)، تبكي وتمسك بقوة جثة قريبتها الملفوفة بكفن أبيض في مشرحة المستشفى.
وأنجبت زوجة سالم طفلا قبل أيام من التقاطه الصورة.
وكتب سالم على فيسبوك بعد إعلان الجائزة: "أتمنى من الله أن تصل هذه الصورة لكل العالم وتكون سببا في وقف الحرب والمعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "أقدم هذا الإنجاز لأرواح شهداء الصحافة الذين دفعوا من دمائهم لكي تصل رسالتهم السامية لكل العالم".
وقال ريكي روجرز مدير التحرير العالمي لقسم الصور والفيديو في رويترز في حفل أقيم في أمستردام: "استقبل محمد نبأ حصوله على جائزة ورلد برس فوتو بأسى وقال إنها ليست صورة تدعوه للاحتفال، ولكنه يقدر التكريم الذي حصلت عليه وفرصة نشرها لجمهور أوسع".
وأضاف روجرز وهو يقف أمام الصورة في مبنى نيو كيرك التاريخي بالعاصمة الهولندية: "إنه (محمد) يأمل بهذه الجائزة أن يصبح العالم أكثر وعيا بالتداعيات الإنسانية للحرب، خاصة على الأطفال".
وقالت مؤسسة ورلد برس فوتو، ومقرها أمستردام، أثناء إعلانها عن جوائزها السنوية إن من المهم إدراك المخاطر التي تواجه الصحفيين الذين يغطون الصراعات.
وأضافت أن 99 صحفيا وموظفا في مؤسسات إعلامية "قتلوا وهم يغطون الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ هجوم الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وما تلا ذلك من حملة عسكرية إسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت جومانا الزين خوري المديرة التنفيذية للمنظمة: "عمل المصورين الصحفيين والوثائقيين حول العالم غالبا ما يتم في ظل خطر كبير".
وأضافت: "في العام الماضي، أدت حصيلة القتلى في غزة إلى زيادة عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم إلى مستوى غير مسبوق تقريبا. وحري بنا أن ندرك هول الصدمات التي تعرضوا لها لكي نبين للعالم الأثر الإنساني للحرب".
وسالم؛ فلسطيني يبلغ من العمر 39 عاما ويعمل لدى رويترز منذ عام 2003. وسبق أن فاز بجائزة في مسابقة الصور الصحفية العالمية لعام 2010.
وقالت لجنة التحكيم إن صورة سالم الفائزة لعام 2024 "تسجل -بقدر كبير من المراعاة والاحترام وبطريقة مجازية وواقعية في آن واحد- خسارةً لا يمكن تصورها".
إيناس أبو معمر وهي تحتضن جثة سالي البالغة 5 سنوات، والتي استشهدت مع والدتها وشقيقتها (رويترز) صورة تلخص المأساةونقلت "مؤسسة الصحافة العالمية للصور" عن سالم قوله: "لقد كانت لحظة قوية وحزينة، وشعرتُ أن الصورة تلخّص المعنى الأوسع لما يحدث في قطاع غزة".
وقالت عضو لجنة التحكيم فيونا شيلدز رئيسة قسم التصوير الفوتوغرافي في غارديان نيوز آند ميديا: "إنها صورة مؤثرة للغاية وتمس شغاف القلب".
وأضافت: "بمجرد أن تراها، ستُحفر (الصورة) في ذهنك نوعا ما"، لافتة إلى أنها "أشبه برسالة حرفية ومجازية حول رعب الصراع وعدم جدواه".
ولفتت إلى أن الصورة الفائزة تشكّل "حجة قوية للغاية من أجل السلام".
وفازت الجنوب أفريقية "لي آن أولواج"، المصورة في مجلة "جيو" (GEO)، بجائزة "قصة العام" عن صورها لعائلة في مدغشقر ترعى قريبا مسنا يعاني من الخرف.
وقال أعضاء لجنة التحكيم: "تتناول هذه القصة مشكلة صحية عالمية من خلال عدسة الأسرة والرعاية".
وأضافوا أن "اختيار الصور حصل بدفء وحنان لتذكير المتفرجين بالحب والقرب الضروريين في زمن الحرب والعدوان في جميع أنحاء العالم".
وفاز الفنزويلي أليخاندرو سيغارا بجائزة المشروع طويل الأمد عن صوره المفعمة بالحياة وذات اللون الواحد لمهاجرين وطالبي لجوء يحاولون عبور الحدود الجنوبية للمكسيك.
وقالت اللجنة إن تجربة الفائز المتعاون مع صحيفة نيويورك تايمز ووكالة بلومبيرغ، الخاصة كونه مهاجرا؛ "وفرت منظورا حساسا يتمحور حول الإنسان ويركز على قدرة المهاجرين ومرونتهم".
وفي فئة "النسق المفتوح" (Open Format)، فازت الأوكرانية يوليا كوتشيتوفا بموقعها الإلكتروني الذي "يجمع بين التصوير الصحافي والأسلوب الوثائقي الشخصي للمذكرات ليُظهر للعالم معنى العيش مع الحرب كواقع يومي".
واختيرت الصور الفائزة لعام 2024 من بين 61 ألفا و62 صورة لـ3851 مصورا من 130 دولة.
وتُعرض الصور في "نيوي كيرك" (Nieuwe Kerk) في العاصمة الهولندية أمستردام حتى 14 يوليو/تموز.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
4 صور وظّفها ترامب للعودة إلى البيت الأبيض خلال حملته.. إحداها جنائية
حقق الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزا تاريخيا في الانتخابات الرئاسية بعد أشهر طويلة من حملته الانتخابية التي تخللها صورا لاقت صدى واسعا، وسعى الملياردير الأمريكي إلى توظيفها بشكل مكثف في السباق الانتخابي الذي انتهى به في البيت الأبيض مجددا.
وعملت حملة ترامب الذي أصبح ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية يفوز بدورة رئاسية ثانية غير متتالية، على استغلال هذه الصورة بهدف تعزيز موقف الرئيس الأمريكي السابق. وتاليا استعراض لأبرز هذه الصور:
الصورة الجنائية
التقطت هذه الصورة لترامب في نهاية شهر آب /أغسطس الماضي في سجن مقاطعة فولتون في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا بعد احتجازه على خلفية قضايا جنائية تتعلق بالابتزاز والتآمر لقلب نتيجة انتخابات 2020 الرئاسية.
ويظهر ترامب في الصورة التي يشار إليها بصورة السجين رقم 1135809، وهو عاقد الحاجبين ومتهجم ويحدق بالعدسة بشكل مباشر، بينما تعلو وجهه ملامح الامتعاض.
وبالرغم من أن هذه هي الصورة الجنائية الأولى لرئيس أمريكي حالي أو سابق، إلا أن حملة ترامب عملت على توظيفها من أجل تعزيز ثقة الناخبين بالسياسي الجمهوري وتعزيز التبرعات المالية لها.
وفي حين عرضت حملة ترامب الصورة على منتجات ترويجية مثل القمصان والأكواب، فقد اختار ترامب هذه الصورة للعودة إلى حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا) الذي جرى تعليقه عقب أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني /يناير عام 2021، حيث نشرها مع عبارة "التدخل في الانتخابات. لا تستسلم أبدا".
وبحسب ما رصدته "عربي21" خلال إعداد هذه المادة، فإن الصورة التي نشرها ترامب عبر "إكس" في 25 آب /أغسطس 2024 وصلت إلى أكثر من 332 مليون مستخدم.
صورة محاولة الاغتيال
التقطت هذه الصورة بعد دقائق من محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ترامب في شهر تموز /يوليو الماضي خلال تجمع انتخابي مفتوح في ولاية بنسلفانيا إلى إطلاق النار بشكل مباشر.
ويظهر ترامب في هذه الصورة التي التقطها مصور وكالة "أسوشيتد برس" إيفان فوتشي، محاطا بعناصر من الحرس الرئاسي وهو يرفع قبضته في الهواء الطلق وفي الخلفية يبدو العلم الأميركي، في حين يسيل خطين رفيعين من الدماء على وجهه.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي وأغلفة الصحف الأمريكية الكبرى بهذه الصورة، بينما قرر ترامب وضع هذه الصورة على غلاف كتابه الذي صدر في أيلول /سبتمبر تحت عنوان "أنقذوا أمريكا".
صورة شاحنة القمامة
هذه الصورة وظفها ترامب في خضم السباق الانتخابي المحتدم للرد على تصريح للرئيس الأمريكي جو بايدن وصف به أنصار المرشح الجمهوري قبل أيام من موعد الاقتراع بأنهم "قمامة"، قائلا "القمامة الوحيدة التي أراها عائمة هم أنصار ترامب".
وما لبث ترامب أن قرر استغلال تصريح بايدن من خلال وضع شعار حملته الانتخابية على شاحنة قمامة في مدينة غرين باي بولاية ويسكونسن.
وظهر الملياردير الأمريكي أمام عدسات المصورين وهو يرتدي سترة ذات لونين برتقالي وأصفر على قميصه الأبيض ويصعد إلى الشاحنة، قائلا للصحفيين "ما رأيكم في شاحنة القمامة الخاصة بي؟".
صورة "عامل مطعم"
تسبب الرئيس الأمريكي بتفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد ظهوره في أحد فروع سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" للوجبات السريعة في بنسلفانيا خلال إحدى جولاته الانتخابية.
ونشر ترامب عبر حسابه على منصة "إكس" صورة له وهو يلقي التحية من نافذة المطعم المدرج على قائمة المقاطعة المناصرة لفلسطين، كما نشر مقطع مصور وهو يقدم الوجبات للزبائن ويجري مهم محادثات مقتضبة.
وحازت صورة ترامب وهو يرتدي عامل موظف لدى "ماكدونالدز" على وصول إلى ما يزيد على 81 مليون مستخدم عبر منصة "إكس".