شارك بمحاولة اغتيال مشعل.. عميل للموساد ألف رواية تنبأ فيها بطوفان الأقصى
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
عاد اسم عميل الموساد السابق ميشكا بن ديفيد للظهور في واجهة الأحداث بعد إعادة اكتشاف روايته "القرش" التي تحدث فيها قبل سنوات عن هجوم حركة المقاومة الإسلامية على مستوطنات إسرائيلية وتصعيد يؤدي إلى استهداف إسرائيل لإيران.
وقبل 7 سنوات، نشر ميشكا بن ديفيد رواية تحدّث فيها عن هجوم لحماس على كيبوتسات إسرائيلية مطابق لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعن تصعيد ينتهي برد إسرائيلي عنيف على إيران، لكنه اليوم لا يفتخر بذلك، بل يشعر بالقلق إزاء تتمة الأحداث.
ويعتبر هذا الجاسوس الذي تحوّل إلى كتابة روايات إثارة، سنوات العمل الـ12 التي أمضاها في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مصدر إلهام غير متناه مع رابط بين كل القصص يتمثل بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس (طوفان الأقصى)، أخذ أحد كتبه الأكثر مبيعا أبعادا تنبؤية، فكتاب "القرش" يروي تصعيدا داميا يبدأ بهجوم لمقاتلين من حماس على كيبوتسات، ويبلغ ذروته بردّ انتقامي قوي من إسرائيل على إيران.
وقال العميل السابق (72 عاما) خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في منزله الذي يشرف على الريف المحيط بالقدس المحتلة، فيما يظهر في الأفق البعيد قطاع غزة "نحن على بعد خطوات قليلة" من ذلك.
وأطلقت طهران في نهاية الأسبوع الماضي مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو إسرائيل، في حين تتوعد إسرائيل بالرد على هذا الهجوم غير المسبوق.
غلاف كتاب "القرش" لعميل الموساد السابق ميشكا بن ديفيد (مواقع التواصل الاجتماعي) عملية اغتيال مشعلوفي عام 2017، صدر كتاب "القرش" الذي يروي كيف دخل مقاتلون مسلحون من حماس إلى كيبوتس كفار عزة، أحد أكثر الكيبوتسات تضررا في 7 أكتوبر/تشرين الأول، في هجوم خلّف عشرات القتلى.
وهو سيناريو تخيّله بن ديفيد الذي كتب أكثر من 20 عملا تمت ترجمة العديد منها في الخارج، أثناء قيامه بعمليات مسح في هذه البلدات الزراعية الواقعة في جنوب إسرائيل على الحدود مع غزة.
وقال "هناك تساءلت ما هو أفضل مكان للهجوم لو كنت مكان حماس (…) فهذه الكيبوتسات كانت محمية للحياة اليومية، ضد هجوم محدد في مكان محدد، لكنها لم تكن محمية من غزو شامل".
وكان بن ديفيد من الضالعين في محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل الذي كان يقيم وقتها في العاصمة الأردنية عمان، وذلك في سبتمبر/أيلول 1997.
وأدت سلسلة من النكسات إلى إخراج الخطة التي تم الإعداد لها جيدا عن مسارها، ووجد ميشكا نفسه في مهمة لم تكن متوقعة: إنقاذ الرجل الذي استهدفته الأجهزة الإسرائيلية.
وروى بن ديفيد "اقترحنا طرقا عدة لقتل مشعل: تفخيخ سيارته، إطلاق قناص النار عليه أو اغتياله من مسافة قريبة، لكن بنيامين نتنياهو (كان حينها رئيسا للوزراء في عهدته الأولى) قال أريد طريقة لقتله بصمت، من دون أن يترك أي أثر".
في نهاية المطاف، قرر العملاء استخدام السمّ لقتل مشعل. ويقول ميشكا بن ديفيد الذي كان وقتها رئيس قسم الاستخبارات في الوحدة التنفيذية للموساد، إن عميلين "تمكنا من رش المادة" عليه، لكن أحداثا غير متوقعة أدت إلى "القبض عليهما".
ويضيف "كنت أحمل ترياق السم تحسبا لإصابة أحد العملاء به" خلال تنفيذ العملية، لكن مشعل كان هو المستفيد منه في النهاية إذ فاوض الأردن على إطلاق سراح العميلين الإسرائيليين مطالبا بإنقاذ مشعل في المقابل.
وترك ميشكا بن ديفيد الموساد في عام 1999 بعدما كُشفت هويته عقب محاولة اغتيال مشعل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
العثور على جعبة السنوار والمقعد الذي جلس عليه مصابا قبل استشهاده (شاهد)
عثر فلسطينيون على مقتنيات خاصة برئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس يحيى السنوار، الذي قتله الجيش الإسرائيلي خلال اشتباكات في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وفي 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو قال إنه للحظات الأخيرة للسنوار، حيث ظهر وهو جالس داخل أحد المنازل برفح على مقعد (إسفنجي) مصابا في يده اليمنى، وملثما بالكوفية، فيما كان يحمل عصا رماها على طائرة إسرائيلية مسيرة كانت تصوره.
وقال الجيش إن قوة تابعة له "رصدت وقتلت 3 من عناصر حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار قُتل"، وفق بيان نشره آنذاك.
وقال الفلسطيني أشرف أبو طه، صاحب المنزل الذي لجأ إليه السنوار، وقاتل من داخله في لحظاته الأخيرة، إنه انتشل بصعوبة كبيرة، الجعبة العسكرية التي ارتداها زعيم حماس في لحظاته الأخيرة وأجزاء من ملابسه والمقعد الإسفنجي (برتقالي اللون) الذي جلس عليه مصابا، من تحت أنقاض منزله المدمر.
وعلى مدار أول يومين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، قال أبو طه، إن أطلال منزله تحول إلى "مزار" حيث توافد إليه عدد كبير من الفلسطينيين لتفقد المكان الذي "شهد آخر معركة خاضها السنوار قبل استشهاده"، حيث قالت حركة حماس، آنذاك إنه تقدم صفوف القتال خلال حرب الإبادة.
وذكر أن "استشهاد السنوار، في منزله يعد مبعث فخر له، حيث كان يقاوم في لحظاته الأخيرة من هناك".
وقال أبو طه، عن السنوار، إنه "قائد ثوري" سيشهد التاريخ له.
#فيديو | "أعظم جعبة في التاريخ.. ريحتها مسك".. شاب يصل موقع استشهاد قائد حركة حماس الشهيد المشتبك يحيى السنوار ويردتي جعبته العسكرية. pic.twitter.com/gnMpbYtLQi
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) January 22, 2025وبالعودة إلى تاريخ استشهاد السنوار، حينما نشر الجيش فيديو اللحظات الأخيرة، قال أبو طه، إنه تلقى اتصالا آنذاك من ابنته في الإمارات تبلغه أن السنوار استشهد داخل منزلهم.
وفي رده على ابنته، استبعد أبو طه، وجود السنوار، داخل منزله مرجعا ذلك إلى حديث "الناس أنه يتواجد تحت الأنفاق".
لكن ما أظهره الواقع من وجود السنوار داخل المنزل يقاتل حتى الرمق الأخير، أكد أنه "يحارب من فوق الأنفاق"، على حد تعبير أبو طه.
وبعد استشهاد السنوار، سوّى الجيش الإسرائيلي منزل أبو طه بالأرض بعد قصفه.
وفي 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.
وتعتبر "إسرائيل" السنوار، مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و"الجهاد الإسلامي"، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لتل أبيب، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.
نتيجة لذلك، أعلنت "إسرائيل" أن القضاء عليه يعد أحد أبرز أهداف حرب الإبادة الجماعية على غزة والتي استمرت حتى 19 كانون الثاني/ يناير 2025، وخلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس و"إسرائيل"، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.