تسعى الحكومة خلال الأشهر القليلة القادمة لتأمين احتياجات البلاد من النقد الأجنبي (الدولار) بعد النجاح في إبرام عدد من الاتفاقيات والصفقات، أبرزها صفقة رأس الحكمة مع دولة الإمارات العربية، إضافة إلى الوصول لتفهمات مع صندوق النقد الدولي بشأن الحصول على حزمة تمويلات جديدة.

وأطلق عدد من المسؤولين في الحكومة عدة تصريحات، على هامش مشاركتهم في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، تؤكد حصول مصر على تدفقات كبيرة من النقد الأجنبي خلال الربع الثاني من العام الجاري 2024 سواء من صفقة رأس الحكمة أو قرض صندوق النقد الدولي.

اجتماعات الربيع لصندوق النقد 

وقال وزير المالية الدكتور محمد معيط، في تصريحات، إن مصر تترقب الحصول على تدفقات ما بين 25 و 30 مليار دولار، حتى يونيو المقبل. مشيرا إلى أن صندوق النقد سيستكمل المراجعة الثالثة خلال ثلاثة أشهر، ما يتيح لمصر الحصول على 820 مليون دولار.

وأضاف وزير المالية في تصريحات لـ "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ" على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، أن الصندوق استكمل المراجعتين الأولى والثانية، ما أتاح لمصر الحصول على 820 مليون دولار، مشيراً إلى أنه في إطار الإصلاحات التي تنفذها الحكومة، فستستهدف تخفيض مستوى الدين إلى الناتج المحلي إلى نحو 80%، مع زيادة إيرادات الموازنة.

ويتوقع أن يراجع صندوق النقد الدولي خطوات الإصلاح التي اتخذتها الحكومة أواخر يونيو المقبل بالتزامن مع خروجه بخمس توصيات أخرى لتعزيز وتوسيع عملية الإصلاح في مصر بما في ذلك تعزيز مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبيرة - بحسب شبكة "DW".

فيما توقعت وزيرة التعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، أن تحصل مصر على أول مليار دولار من إجمالي القيمة المالية التي تعهد بها صندوق النقد الدولي ضمن المساعدات المالية المتفق عليها بين مصر والصندوق.

وأشارت الوزيرة خلال مقابلة مع "قناة العربية" على هامش حضورها اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدوليين في واشنطن، أنه من المفترض أن يتم توفير حوالي 500 مليون دولار للموازنة العامة للدولة حتى تتمكن الدولة من مباشرة برنامج الإصلاح الهيكلي، لافتة إلى أن الالتزام بتقديم التمويلات المتفق عليها في المواعيد المحددة من البنك الدولي إلى مصر تعتمد على مدى تحسن حالة الاقتصاد المصري وانخراط القطاع الخاص وإبداء أولوية الاهتمام بالتحول الأخضر.

من جهتها صرحت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، بأن المساعدات المالية التي من المفترض أن تتلقاها مصر ضمن حزمة المساعدات المالية المقدمة من الصندوق لمصر سوف تواجه إجراءات تيسيرية حال صرفها دون الوقوف على أخذ ضمانات من الجانب المصري أو رقابة من نوع معين من ناحية الصندوق.

وانطلقت يوم الإثنين في العاصمة الأمريكية واشنطن، فعاليات اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، ومن المقرر أن تختتم السبت 20 أبريل الجاري.

وشارك في اجتماعات الربيع لمجلسي محافظي صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، محافظو البنوك المركزية، ووزراء المالية والتنمية، وبرلمانيون، وكبار المسؤولين من القطاع الخاص، وممثلو منظمات المجتمع المدني، وأكاديميون، وناقشوا القضايا موضع الاهتمام العالمي، ومنها الآفاق الاقتصادية العالمية، واستئصال الفقر، والتنمية الاقتصادية، وفعالية المعونات.

صندوق النقد الدولي يكشف عن قرض إضافي لمصر معيط يشارك في اجتماعات «الربيع» لصندوق النقد والبنك الدوليين ومجموعة العشرين.. غدا

وعقدت ندوات وجلسات إعلامية إقليمية ومؤتمرات صحفية والكثير من الفعاليات الأخرى التي ركزت على الاقتصاد العالمي والتغيرات المناخية والتنمية الدولية والنظام المالي العالمي.

من جهته أكد الباحث والخبير الاقتصادي، الدكتور كريم عادل، أن استمرار الحكومة في إجراء مزيد من الإصلاحات الاقتصادية، سوف يساعد في وفاء المؤسسات المالية الدولية بتعهداتها لمصر، ويعزز من حصول القاهرة على التدفقات النقدية المطلوبة خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى ثقة المؤسسات المالية الدولية ومنها صندوق النقد الدولي في خطة الإصلاح الاقتصادي التي تنفذها الحكومة وكان من أهمها تحرير سعر الصرف وفقا لآليات العرض والطلب.

وشدد "عادل" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد" على أهمية توسيع مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد وما تنفذه الحكومة من مشروعات تنموية، مشيرا إلى أن "هذه الخطوة هامة جدا ومن بين إجراءات الإصلاح التي تنظر إليها المؤسسات المالية الدولية بقوة قبل الموافقة على أي حزم دعم للاقتصاد المحلي".

وأكد "عادل"، أن القيادة السياسية قبل الحكومة شددت وفي أكثر من مناسبة على أهمية ودور القطاع الخاص في دعم الدولة ومساندتها فيما تنفذه من مشروعات تنموية، وأن الجزء الأكبر لتجاوز مصر التحديات الاقتصادية الحالية مرهون بمساندة القطاع الخاص للحكومة وما يوفره ويضخه من استثمارات.

أكد وزير المالية، أن الآفاق الاقتصادية لمصر أصبحت أكثر استقرارًا وتحفيزًا للنمو والتنمية وخلق فرص العمل، حيث يرتكز برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل المدعوم من صندوق النقد الدولي على سياسات متكاملة تدعم القطاع الخاص وتعظم مشاركته فى المشروعات التنموية ليقود النمو والتشغيل، بما يسهم فى دفع جهود تنشيط القطاعات الإنتاجية والصناعية والتصديرية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، موضحًا أننا مستمرون فى تحسين مستوى معيشة المواطنين، وإقرار المزيد من برامج الحماية للتعامل مع الآثار السلبية للموجة التضخمية فى الفترات الأخيرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحكومة صفقة رأس الحكمة اجتماعات الربيع لصندوق النقد قرض صندوق النقد الدولي وزير المالية صندوق النقد الدولى وزيرة التعاون الدولي الدولار اجتماعات الربیع لصندوق النقد والبنک الدولیین صندوق النقد الدولی القطاع الخاص الحصول على إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تعلن زيادة الحصة التمويلية لمصر في صندوق التكيف إلى 20 مليون دولار

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أهمية زيادة التمويل المخصص لتمويل التكيف، باعتباره أولوية للبلدان النامية بشكل خاص، موضحة أن الهدف الجمعي الجديد لتمويل المناخ الذي يجري العمل عليه حاليا يخص تمويل المناخ بشكل عام دون التطرق إلى تخصيص تمويلات بعينها للصناديق النوعية.

زيادة حصة مصر في صندوق التكيف

كما ثمنت وزيرة البيئة التعاون مع صندوق التكيف على المستوى الوطني، وزيادة حصة مصر في الصندوق بدلا من 10 ملايين دولار التي جرها استخدامها في تنفيذ مشروعات التكيف لتصبح 20 مليون دولار فيما يخص المشروعات التنفيذية (Action grants) ومشروعات الاستعداد (Readiness Project)، وآليات الاستفادة من النوافذ الأخرى لتنفيذ مشروعات التكيف خارج الحصة التمويلية لمصر، ومنها المشروعات الابتكارية (Innovation grants)، و المشروعات الاقليمية (Regional grants)، والإمداد التمويلي للمشروعات التنفيذية القائمة (Project scale-up grants)، وتمويل التعليم في مجال التكيف (Learning grants)، وتعزيز الوصول المباشر للمعارف المحلية (Enhanced direct access).

جاء ذلك على هامش لقاء عقدته الدكتورة ياسمين فؤاد مع ميكو أوليكاينن مدير صندوق التكيف، بحضور الأستاذة سها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية وذلك على هامش مشاركتها في الشق الوزاري لـ مؤتمر المناخ COP29 بباكو بأذربيجان، والذي انطلقت فعالياته بدءا من من 11 إلى 22 نوفمبر 2024، تحت شعار «الاستثمار في كوكب صالح للعيش للجميع».

زيادة تمويل المناخ

وبحث الجانبان آليات العمل على زيادة تمويل التكيف في إطار العمل على الخروج بهدف جمعي جديد لتمويل المناخ، إذ أعرب رئيس صندوق التكيف عن تطلعه للاستفادة من الدور المحوري للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المصرية في ملف تمويل المناخ خاصة مع قيادتها وشريكها الأسترالي لمشاورات الهدف الجمعي الجديد لتمويل المناخ خلال مؤتمر المناخ الحالي COP29.

جدير بالذكر، أن المشروعات المصرية الممولة حاليا من صندوق التكيف هي مشروع مرونة الغذاء في صعيد مصر والتابع لبرنامج الغذاء العالمي ووزارة الزراعة، وهو مرحلتين بإجمالي ميزانية 10 ملايين دولار استهدفت 64 قرية مصرية، حيث جرى إشراك أهالي القرى في مشروعات زراعية وابتكارية لتنويع مصادر الدخل وزيادة مرونة مجتمعاتهم في مواجهة التغيرات المناخية.

مقالات مشابهة

  • سريلانكا توافق على المضي قدما في اتفاق مع صندوق النقد الدولي
  • صندوق النقد الدولي: 333 مليون دولار لدعم الاقتصاد في سريلانكا
  • مؤشرات إيجابية وتحديات قائمة.. 10 توجيهات لصندوق النقد بعد زيارته لمصر
  • صندوق النقد الدولي: دعم مصر مستمر وسط تحديات إقليمية وإصلاحات هيكلية
  • كيف أثرت زيارة وفد صندوق النقد الدولي على أسعار الفائدة في مصر؟
  • سفير تونس: نرفض شروط صندوق النقد الدولي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة
  • وزيرة البيئة: زيادة الحصة التمويلية لمصر في صندوق التكيف إلى 20 مليون دولار
  • بعثة صندوق النقد الدولي تختتم مراجعتها الرابعة في مصر
  • وزيرة البيئة تثمن زيادة الحصة التمويلية لمصر في صندوق التكيف
  • وزيرة البيئة تعلن زيادة الحصة التمويلية لمصر في صندوق التكيف إلى 20 مليون دولار