يمانيون/ تقارير

في ظل حالة التيه والخنوع التي تعيشها معظم الشعوب العربية والإسلامية نتيجة تسلّط الأنظمة العميلة على رقابها .. برز الموقف اليمني في مواجهة مؤامرات الأعداء، والدفاع عن قضايا الأمة.
لم يكن لذلك الموقف المشرف أن يتحقق لو لم يتحرر الشعب اليمني في العام 2014م، من الوصاية والهيمنة الخارجية التي ظلّت تمارسها عليه قوى الهيمنة بقيادة أمريكا وإسرائيل كغيره من بلدان المنطقة والعالم.


نجحت الدول الاستعمارية في ترويض الأنظمة العربية المرتهنة لها وجعلها في وضعية اللا مبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية والتفريط، والتقصير، وكذا عدم الاهتمام بقضايا الأمة المصيرية وفي مقدمتها قضية العرب والمسلمين الأولى والمركزية “فلسطين”.
لم يكن التآمر على الشعب والقضية الفلسطينية، وليد اللحظة، وإنما بدأ منذ عقود، وفي إطار مخطط غربي صهيوني لزرع هذا الكيان المتوحش في جسد الأمة بالتواطؤ مع بعض القادة والزعماء العرب الذين عملوا على تثبيط شعوب الأمة وإفشال أي مساعٍ لتوحيد الصف العربي في مواجهة الكيان الصهيوني، وكذا المساهمة في جعل القضية الفلسطينية من القضايا الثانوية وصولا إلى محاولة تصفيتها بشكل كامل.
تحوّل حكام معظم الدول العربية والإسلامية الخانعة إلى عصابات مستبدة، تجردت من الإنسانية وتنصّلت عن القيام بالمسؤولية، وباتت مهمتهم الوحيدة تنفيذ أجندة قوى الاستعمار والاستكبار في إخضاع الشعوب وتركيعها وتدجينها، لتكون مسلوبة القرار والإرادة.
تقوم تلك الحكومات والأنظمة العميلة بمنع شعوبها حتى من تسيير المظاهرات الاحتجاجية المنددة بما يرتكبه كيان العدو الصهيوني من جرائم يندى لها جبين الإنسانية في غزة.
وبالرغم من الآلام والأوجاع التي تعاني منها الشعوب العربية والإسلامية، إلا أنها تمتلك من الحرية والشجاعة ما يجعلها قادرة على مواجهة الأنظمة المستبدة والقمعية التي اقترفت جريمة الخيانة لشعوبها وقضايا أمتها، ولعل حالة السخط والغضب التي تعم الشارع العربي والإسلامي لأكبر دليل على ذلك.
ستة أشهر مرّت على معركة “طوفان الأقصى” التي قابلها العدو الصهيوني بارتكاب كل أنواع الجرائم وأفظعها بحق أبناء غزة والأراضي المحتلة في صورة لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلاً، في ظل صمت مُقيت وخذلان مريب وتغاضٍ فاضح من قبل حكام الأنظمة العميلة، وفشل ذريع في أي تحرك يفضي لإيقاف آلة القتل الصهيونية.
وبقدر ما أعادت عملية السابع من أكتوبر 2023م، للقضية الفلسطينية مركزيتها وجعلتها في صدارة القضايا إقليمياً ودولياً، فقد أحيت أيضاً روح المقاومة ووحّدت الفصائل الفلسطينية وعززت تلاحم محور المقاومة لمواصلة إفشال مشاريع العدو الصهيوني وتقديم المزيد من التضحيات لفضح المؤامرات الهادفة لتصفية هذه القضية.
أفضت معركة “طوفان الأقصى”، الاستراتيجية إلى مسارين رئيسيين، تمثل الأول في وقوف محور المقاومة مع الشعب والقضية الفلسطينية وإسناده ودعمه للمقاومة في مواجهة الكيان الغاصب، فيما تمثل الثاني في تماهي الأنظمة العربية العميلة وخذلانها لفلسطين وقضيتها العادلة وتخليها عن المقدسات الإسلامية.
ومن المفارقات العجيبة أن أنظمة العمالة والخيانة، لم تكتف بصمتها وخذلانها لقضية فلسطين، بل عملت أيضاً على شيطنة المقاومة الفلسطينية، التي تواجه المحتل الصهيوني وتخوض المعركة بالنيابة عن الأمة، وتبني السردية الأمريكية الصهيونية التي حاولت تصوير المقاومة ككيان إرهابي على غرار داعش والقاعدة، إلا أن محاولتها في الربط بين المقاومة والإرهاب كانت فاشلة، وغير مقنعة.
أوجبت عملية طوفان الأقصى على اليمنيين توحيد مواقفهم وصفوفهم ونسيان خلافاتهم، والوقوف بحزم مع فلسطين وقضيتها، وتقديم الدعم للأشقاء لمواجهة كيان العدو الصهيوني، من منطلق المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية التي حملها الشعب اليمني رغم ما ترتب على ذلك من مخاطر وتهديدات.
دخلت القوات المسلحة اليمنية خط المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، بعدما وجهت رسائل عدة للعدو الصهيوني الأمريكي لإيقاف جرائمه في غزة، لكنه لم يستجب، ما دفعها لتصعيد عملياتها بقصف “أم الرشراش” ودكها بالصواريخ والمسيرات، الى جانب استهداف سفن العدو ومنع مرورها من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
لم تكتف صنعاء بذلك بل صعّدت عملياتها في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، بإعلان قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن القوات المسلحة ستظفر بسفن كيان العدو الصهيوني في المحيط الهندي لتوسع بذلك نطاق الحصار البحري على الكيان الصهيوني.
وقوف اليمن سياسياً وعسكرياً وعلى كافة المستويات إلى جانب الشعب الفلسطيني، ونجح بالفعل في تضييق الخناق على العدو الصهيوني وداعميه في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ما جعل من اليمن رقماً صعباً تضع له كبريات الدول ألف حساب، كونه بات يمتلك القدرة والإمكانات التي تمكنه من الوقوف في وجهها وتهديد مصالحها. # الشعب الفلسطيني# الشعب اليمني# القوات المسلحة اليمنية#العمليات البحرية اليمنيةً#اليمن#معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس#نصرة لغزة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الصهیونی

إقرأ أيضاً:

علماء إب وتعز يؤكدون الموقف الشرعي من العدو الأمريكي والصهيوني ويدعون للجهاد والمقاطعة

يمانيون../
عُقد في محافظة إب اليوم لقاء موسع لعلماء محافظتي إب وتعز، نظمته رابطة علماء اليمن تحت شعار “الموقف الشرعي من العدو الأمريكي والصهيوني”، لمناقشة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وسبل التصدي لمخططات قوى الاستكبار العالمي.

وخلال اللقاء، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أن ما تواجهه الأمة اليوم هو اختبار لفرز المواقف، مشددًا على أهمية دور العلماء في توعية المجتمعات بمخاطر الاستعمار الجديد وتعزيز روح المقاومة والدفاع عن الدين والمقدسات.

بدوره، أشاد رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي بموقف علماء إب وتعز في نصرة القضية الفلسطينية ورفض مشاريع الهيمنة، مؤكدًا أن محاولات تهجير الفلسطينيين ستفشل، وأن المقاومة ستظل صامدة حتى تحرير كامل الأراضي المحتلة.

من جانبه، شدد عضو الهيئة الاستشارية العليا لرابطة علماء اليمن العلامة محمد المطاع، في كلمة ألقاها نيابة عنه العلامة خالد موسى، على أن العدو الأمريكي والصهيوني يستهدف اليمن بشكل خاص، مما يستدعي توحيد الصفوف والاستعداد لمواجهة التحديات بكل الوسائل الممكنة.

اللقاء شهد عدة كلمات دعت إلى تعزيز الوعي بمؤامرات أمريكا وبريطانيا والصهاينة، ورفض مشاريع التطبيع والعمالة، والتصدي للحرب الفكرية والاقتصادية التي تستهدف هوية الأمة.

وصدر عن اللقاء بيان أكد وجوب مقاطعة العدو الصهيوني والأمريكي، وحرمة التطبيع معه، وضرورة دعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح. كما دعا البيان الحكومات العربية والإسلامية إلى قطع كافة أشكال العلاقات مع أمريكا وكيان الاحتلال، والوقوف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة محاولات تهجيره وإبادته.

ودعا البيان الشعوب الإسلامية إلى مواصلة الحراك الجماهيري، ودعم القوة الصاروخية والطيران المسير والقوة البحرية في معركة المواجهة مع العدو، إلى جانب الالتحاق بدورات “طوفان الأقصى” العسكرية.

كما بارك البيان للأمة الإسلامية قرب حلول شهر رمضان، داعيًا إلى اغتنامه في تعزيز التكافل الاجتماعي، والتمسك بالقيم الدينية، والتصدي للمشاريع المعادية للإسلام والمسلمين.

مقالات مشابهة

  • علماء إب وتعز يؤكدون الموقف الشرعي من العدو الأمريكي والصهيوني ويدعون للجهاد والمقاطعة
  • صنعاء تحتضن المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية حول معركة “طوفان الأقصى”
  • وزارة الكهرباء والمياه تُدشن المرحلة الثانية من دورات “طوفان الأقصى”
  • لقاء موسع لعلماء إب وتعز تحت شعار “الموقف الشرعي من العدو الأمريكي الإسرائيلي”
  • انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية “طوفان الأقصى” في صنعاء
  • اليمن والموقف الحازم
  • حركة الجهاد تدين اغتيال العدو الصهيوني للقائد القسامي محمد شاهين في لبنان
  • مسارات الانتقام الأمريكي الصهيوني من جبهات المقاومة تواجه نهايات مسدودة
  • برلماني عراقي: القوات المسلحة اليمنية أذلت أساطيل أمريكا وبريطانيا وهزّت الكيان الصهيوني
  • حماس: اقتحام العدو زنازين الأسرى في سجن “عوفر” سلوك إجرامي