الأمم تتفكك أولاً من الداخل.. نتنياهو يحث على الوحدة أمام حرب إيران
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
في محاولة لمعالجة الحرب المستمرة في غزة والتهديد المتصور من إيران، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الوحدة الوطنية، مؤكدا على ضرورة التضامن خلال ما وصفه بـ "التهديد الوجودي". وجاءت هذه الدعوة خلال اجتماعات منفصلة اليوم مع رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك محادثات مع رئيس الموساد ديفيد بارنيا ورئيس الشاباك رونين بار.
وفقا لتايمز أوف إسرائيل، شدد نتنياهو على الحاجة الملحة للتغلب على الانقسامات الداخلية، قائلاً: "يجب أن يختفي الانقسام الداخلي الآن لأننا نتعرض لتهديد وجودي - وفي تهديد وجودي، علينا أن نوحد قوانا". وشدد على أهمية الوحدة في مواجهة التحديات، وخاصة في تأمين إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة تحتجزهم الجماعات في غزة منذ 7 أكتوبر.
وخلال المناقشات مع مسؤولي الموساد، سلط نتنياهو الضوء على السياق الإقليمي الأوسع، مؤكدا على ضرورة معالجة المحور الإرهابي في غزة ومواجهة التهديد المتصور المنبثق من إيران. وأكد أن هذه المهام تتطلب العزم والوحدة.
تعكس تصريحات رئيس الوزراء شعورا بالإلحاح في مواجهة ما يعتبره تهديدات كبيرة لأمن إسرائيل. ومن خلال استحضار فكرة أن الأمم تتفكك أولاً من الداخل، يؤكد نتنياهو على التماسك الداخلي الضروري لتحمل الضغوط الخارجية.
وتأتي دعوة نتنياهو للوحدة وسط تصاعد التوترات في المنطقة، حيث تؤدي الصراعات المستمرة والتعقيدات الجيوسياسية إلى تفاقم المخاوف بشأن أمن إسرائيل. ومع تطور الوضع، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى حشد الدعم والتضامن للتغلب على التحديات المقبلة.
ويعلق الخبراء على رسالة نتنياهو، مشيرين إلى التوازن الدقيق بين الوحدة الوطنية والانقسامات السياسية داخل المجتمع الإسرائيلي. وفي حين أن الوحدة أمر بالغ الأهمية في أوقات الأزمات، فإن البعض يحذر من الاستقطاب المحتمل والحاجة إلى قيادة شاملة لمعالجة وجهات النظر والمخاوف المتنوعة.
وبشكل عام، فإن دعوة نتنياهو إلى الوحدة تؤكد خطورة الوضع الحالي وضرورة العمل الجماعي في مواجهة التحديات الأمنية المتعددة الأوجه التي تواجه إسرائيل. وبينما تمر البلاد بهذه الأوقات المضطربة، فإن القدرة على تعزيز التماسك الداخلي ستكون حاسمة في تشكيل استجابتها للتهديدات الخارجية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
تحديات وفرص مفوض الاتحاد الأفريقي الجديد: قراءة في التحديات الراهنة
تحديات وفرص مفوض الاتحاد الأفريقي الجديد: قراءة في التحديات الراهنة
محمد تورشين *
يعد انتخاب السيد محمود علي يوسف مفوضًا للاتحاد الإفريقي خلفًا للمفوض السابق موسى فكي محمد خطوة مهمة من شأنها أن تساهم في استمرارية بناء هياكل الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك اختيار ممثليه في المواقع الحيوية، مثل مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأعضاء مجلس السلم والأمن الإفريقي للفترة القادمة، بالإضافة إلى الأجهزة الأخرى ذات التأثير المباشر على صنع القرار داخل الاتحاد.
إن اختيار وزير الخارجية الجيبوتي السابق لهذا المنصب يحمل دلالات هامة، إذ يُمثل انتصارًا للدول الناطقة بالعربية والفرنسية داخل الاتحاد الإفريقي. فرغم صغر حجم جيبوتي، إلا أن دورها الدبلوماسي يظل حاضرًا في العديد من الملفات الإفريقية، لا سيما تلك المتعلقة بمنطقة القرن الإفريقي. كما أن العلاقة بين المفوض الجديد وممثلي الجزائر في الاتحاد الإفريقي قد تفتح الباب أمام تعاون في معالجة العديد من القضايا، رغم ما قد يواجهه من تحديات كبرى.
التحديات الرئيسية أمام القيادة الجديدةيمكن تلخيص أبرز التحديات التي ستواجه المفوض الجديد في ثلاث قضايا رئيسية:
قضية التمويل والاستقلالية المالية للاتحاد الإفريقيرغم أن القارة الإفريقية تُعد من أغنى القارات من حيث الموارد الطبيعية، إلا أن مؤسسات الاتحاد الإفريقي تعاني من شُح التمويل، مما يفتح المجال أمام التدخلات الخارجية من قوى إقليمية ودولية تؤثر على قراراته. فعلى سبيل المثال، تلعب بعض الدول، مثل الإمارات، دورًا في النزاعات القائمة في السودان وليبيا، وهو ما ينعكس على مصداقية الاتحاد الإفريقي. وبالتالي، على القيادة الجديدة التركيز على تعزيز مساهمات الدول الأعضاء في ميزانية الاتحاد لضمان استقلالية قراراته.
النزاعات المسلحة وغياب دور الاتحاد الإفريقي في حل الأزمات النزاع في السودان دخل عامه الثالث، ومع ذلك لم يكن للاتحاد الإفريقي دور فعال في حل الأزمة، حيث ظل السودان معلق العضوية دون تحرك جاد لاستعادة استقراره السياسي. كذلك، في شرق الكونغو الديمقراطية، لم تتمكن قوات الاتحاد الإفريقي من توفير الأمن أو حماية المدنيين بشكل كافٍ، مما يعكس ضعف دور الاتحاد في حل النزاعات الكبرى. من الضروري أن تعمل القيادة الجديدة على إعادة تفعيل دور الاتحاد الإفريقي في حل النزاعات من خلال التنسيق مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لضمان تقديم الدعم الإنساني والاستجابة للأزمات بفاعلية. استعادة عضوية الدول المجمدة في الاتحاد الأفريقيشهد الاتحاد الإفريقي خلال السنوات الأخيرة تجميد عضوية عدة دول نتيجة لانقلابات عسكرية وأزمات سياسية. وعليه، سيكون أمام المفوض الجديد تحدٍّ كبير في التفاوض مع هذه الدول لإعادة دمجها في الاتحاد، وذلك عبر مسار سياسي متوازن يراعي مصالح جميع الأطراف.
أفريقيا بين التحديات الدولية وفرص الشراكات الاقتصاديةفي ظل التنافس الدولي على النفوذ في إفريقيا، تواجه القارة تحديات متزايدة تتطلب موقفًا موحدًا:
التدخلات الأمريكية في السياسات الإفريقية، لا سيما عبر فرض العقوبات أو تقليص المساعدات لبعض الدول مثل جنوب إفريقيا، مما يتطلب موقفًا إفريقيًا مشتركًا لمواجهة هذه التحديات. ضرورة تنويع الشراكات الاقتصادية مع قوى عالمية مثل الصين، روسيا، والهند لضمان تحقيق تنمية متوازنة بعيدًا عن الاعتماد المفرط على القوى الغربية. إعادة النظر في دور الاتحاد الأوروبي في القارة الإفريقية، بحيث يكون التعاون قائمًا على الندية والمصالح المشتركة وليس على الإملاءات السياسية والاقتصادية. ختامًاإن المرحلة المقبلة ستشكل اختبارًا حقيقيًا لقيادة محمود علي يوسف في مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث يتعين عليه التعامل مع تحديات التمويل، وحل النزاعات، واستعادة عضوية الدول المجمدة، بالإضافة إلى تعزيز دور إفريقيا في الساحة الدولية. فهل سينجح في تجاوز هذه العقبات وتحقيق نهضة حقيقية للاتحاد الإفريقي؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
* باحث وكاتب سوداني متخصص في الشؤون المحلية والقضايا الأفريقية
الوسومأفريقيا الاتحاد الأفريقي الاتحاد الأوروبي السودان الصين الكونغو الديمقراطية الهند روسيا محمد تورشين محمود علي يوسف مفوضية الاتحاد الأفريقي