جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-23@04:53:58 GMT

الأوفياء يرحلون

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

الأوفياء يرحلون


‏راشد بن حميد الراشدي
 

تصادف في هذه الحياة إخوة لم تلدهم أمك هم كالنجوم في بريقهم وعليائهم، مخلصون في عملهم لله ولإخوانهم في كل ما استطاعوا إليه سبيلا، تجدهم في تعاملهم وسيرهم بين الناس سِيراً بيضاء ساطعة يظللون عليك بدماثة أخلاقهم وابتسامتهم التي لا تفارق وجوههم الجميله بظلال الخير، فتزداد قربا منهم وتزدان بهاءً لإشراقة محياهم؛ فهم نفوس زاكية اختصها الله بفضله ليسعد من حولهم بقربهم منهم وتقديرهم له.


الأوفياء يرحلون بأمر ربهم ولكن تبقى ذكراهم عطرة تفوح بأريج شذى رياحين الحياة ما بقيت قلوب الناس المحبة لهم فرحمة الله واسعة تغشى عباده المؤمنين وتدخلهم جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
بالامس القريب رحل عنا الدكتور طاهر طبيب الأمراض الباطنية في مستشفى سناو، رحل ولم نودعه لوجوده في بلده جمهورية مصر العربية؛ حيث كان يقضي بين أهله وذويه إجازته السنوية.
رحل في حادثة أليمة حمل فيها خبر موته صدمة لمحبيه، فالكل هنا يذكره بأفعال الخير ولا اعتراض على أقدار الله في عباده؛ فالحياة بأسرها فانية والموت هو نهاية كل حي.
رحل وقلوب محبيه تستذكر مواقفه الطيبة رجالا ونساءً وهو يتفانى في خدمة مرضاه بابتسامة عريضة.. رحل وأركان مسجد مستشفى سناو تفتقد أحد عُمارها لسنوات مضت من أعمارنا.. رحل وخلف من ورائه ذكرى طيبة ستبقى في قلب كل من تعامل معه بحسن خلق.
كنت قريبا منه ولسنوات أتواصل معه إذا أردتُ استشارة طبية، فكان ملبيًا لجميع استفساراتي ليلًا أو نهارًا بصدر رحب، وهذا ديدنه ومنهاجه في تعامله مع جميع الإخوة.
اليوم تفتقد ولاية سناو أخًا للجميع ارتقى إلى جوار ربه وندعو الله له بالمغفرة وجنات الخلد، وأن يتقبله الله مع الصالحين من عباده، وندعو لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات بالعفو والعافية؛ فهكذا يرحل الاوفياء بذكراهم العطرة التي تفتقدها قلوب محبيهم فرحمة الله تغشى عباده الصالحين.

"وإنا لله وإنا إليه راجعون".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كتّاب إماراتيون ومغاربة: الماء في الأدب رحلة رمزية بين الحياة والتحول

 

أكد كتّاب من الإمارات والمغرب أن حضور الماء في السرد الأدبي يمثل رمزاً للتحول والحياة والارتباط بالذاكرة الإنسانية، مشيرين إلى أن علاقة الأدباء بالماء تتجاوز الرمزية التقليدية لتعبر عن تجارب شخصية ومخيلة متجددة.

 

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "الماء في السرد الأدبي"، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، تحدث خلالها الكاتبة الإماراتية لولوة المنصوري، والكاتب المغربي محفوظ عبد اللطيف، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.
 

وافتتح الكاتب محفوظ عبد اللطيف مداخلته بالتأكيد على أن صور الماء في الأدب تتعدد تبعاً للرؤى والأجناس الأدبية المختلفة، موضحاً أن الماء حين يظهر في شكل نهر أو جدول يرمز إلى الحيوية والاستمرار، بينما يرتبط البحر غالباً بموضوعات الهجرة والمجهول والصراع مع الحياة.
 

وأشار إلى تأثير كتاب "الماء والأحلام" لغاستون باشلار على قراءته الرمزية للماء، حيث اعتبر أن استعارة الماء تستدعي التحول الدائم وعدم الثبات، لافتاً إلى أن علاقة الإنسان بالبحر تتسم بنوع من الصراع النفسي المركب، يجمع بين السادية والمازوخية الرمزية.
 

وأوضح محفوظ عبد اللطيف أن النهر قد يظهر في السرد كرمز للفرح حين يكون مصدر حياة، أو كرمز للعدوان حين يفيض ويجتاح البيئات السكانية، مشيراً إلى أن رواية "الخبز الحافي" لمحمد شكري تقدم نماذج متعددة لعلاقة الإنسان بالبحر في مختلف مراحل حياته.

 

من جانبها، تناولت الكاتبة لولوة المنصوري حضور الماء في السرد الإماراتي، مؤكدة أن علاقتها بالماء بدأت منذ طفولتها في بيئة أودية الهجر وسهل جلفار، حيث شكّل الماء جزءاً أصيلاً من الذاكرة الجماعية للأسلاف.
 

وأشارت إلى أن الإنسان في الإمارات كان دائماً في سعي دائم وراء الماء، سواء عبر الغوص أو عبر حفر الأرض بحثاً عن موارد المياه، ما انعكس لاحقاً على الأدب الإماراتي عبر حضور الماء كرمز للأمومة والحنين والحياة.
 

وأشارت الكاتبة لولوة المنصوري إلى أن فكرة "الأنهار المنسية" شكّلت محوراً أساسياً في بناء روايتها "قوس الرمل"، حيث استلهمت هذه الصورة من قراءاتها في كتابات الرحالة مثل جون فيليبي، الذي كان يدوّن في تقاريره أسماء أنهار وأودية طواها النسيان أو غابت عن الذاكرة الجغرافية الحديثة.
 

وأوضحت أن هذه الأنهار، التي لم تعد معروفة أو تم تجاهلها عبر الزمن، أوحت لها بفكرة سردية تتخيل فيها عالماً صحراوياً مهدداً بطوفان خفي قادم، في إعادة صياغة رمزية للعلاقة بين الإنسان والمكان والماء، مؤكدة أن توثيق هذه الذاكرة الطبيعية هو جزء من مسؤولية الكاتب تجاه بيئته وهويته الثقافية.

مقالات مشابهة

  • حماس: المعتقلون الأردنيون عبّروا عن ضمير الأمة وندعو للإفراج عنهم
  • وداعاً لضعف الإنترنت.. خدعة فعالة تعيد الحياة للواي فاي
  • قصف وحصار وتجويع حتى الموت.. وكالات أممية وطبية: حرب شاملة على الحياة في غزة
  • استشهاد وإصابة 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مخيم البريج وسط قطاع غزة
  • حارات سناو.. كنز أثري مستدام
  • الجنوب اللبناني يعيد الحياة إلى أسواقه
  • أيقونة المسرح المصري بين الحياة والموت (صورة)
  • الجزيرة .. موعد مع الحياة (١)
  • كتّاب إماراتيون ومغاربة: الماء في الأدب رحلة رمزية بين الحياة والتحول
  • بعد عودته من القطاع... الطبيب المغربي يوسف بو عبد الله يروي فظائع إسرائيل في غزة