بـ الحنطور ومقتنيات عمرها 150 عام.. أهالي كوم الشقافة يُحتفلون بيوم التراث العالمي في الإسكندرية
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
في لوحةٍ فنيةٍ ساحرةٍ تُجسدُ عراقة الماضي، احتشد أهالي حي كرموز بالإسكندرية لإحياء ذكرى يوم التراث العالمي، الذي يصادف 18 أبريل من كل عام، عبر فعالية مميزةٍ تجسدت فيها روحُ مصر وتاريخها العريق حيث تزينت ساحة منطقة كوم الشقافة بِسِحرٍ خاصٍ، حيثُ ارتدى بعضُ الحاضرين و الفتيات ملابسَ وإكسسواراتٍ من الفلكلور السكندري التقليديةً العتيقةً، بجانب معرض يحوي علي مقتنيات يعود عمرها إلى 150 عامًا ورثوها عن أجدادهم، تجسيدًا للحياة اليومية في الزمن الجميل.
وتجولتْ بين الحشودِ شخصياتٌ مُتنوّعةٌ تُمثلُ مهنًا وحرفًا تقليديةً قديمةً، مثل عربة الفول و الحنطور و السنان اليدوي، مُضفيةً على المكانِ عبقًا تاريخيًا خاصًا و صدحتْ أصواتُ الفرق الشعبية، وانطلقتْ ألحانُها المُتنوّعة، لتُضفي على المكانِ رونقًا خاصًا، لتُجسدُ تنوع الثقافات المصرية العريقة و تفاعلَ الحاضرون مع الأغاني والموسيقى، مرددينَ الكلماتِ ورقصوا على إيقاعاتِها المُبهجة، في جوٍ من السعادةِ والبهجةِ و توافدَ الزوارُ على معرضٍ ضمّ نخبةً من الصناعات اليدوية التقليدية، التي تعكسُ مهاراتِ الأجداد وإبداعهم فتلألأتْ أمامَ أعينِ الحاضرينَ السجادُ المنسوجُ يدويًا، والأواني الفخارية، والتحف النحاسية، وغيرها من القطع الفنية الفريدة، التي تُحكي حكاياتِ الماضي وتُجسّدُ إبداعَ الأجيال السابقة.
ومن جانبها قالت الدكتورة أمل العرجاوي مدير مكتب تنشيط السياحة بالإسكندرية في تصريحات صحفية لموقع الاسبوع أن مكتب تنشيط السياحة و وزارة الآثار و جميع المتاحف بالإسكندرية تهتم اهتمام بالغ باليوم التراث العالمي الذي يوافق اليوم 18 من أبريل من كل عام لافتا أن المتحف الإسكندرية القومي شهد اليوم احتفالية كبرى تحت عنوان تراث من اسوان حتي الإسكندرية سواء كان ازياء أو ممارسات ثم تم استكمال اليوم بمنطقة كوم الشقافة التي تعد إحدى المناطق الأثرية حيث قدمت أحدي الجمعيات يوم تراثي مميزا للعام التاسع علي التوالي و تضمن الكثير من الجوانب التي تعود بنا الي الماضي مثال الملابس و الاكسسوارات و الادوات المنزلية التي تعود عمرها الي 150 عام ثم وجود بعض الحرف و المهن القديمة كالحنطور و عربة الفول و سنان السكاكين و الفلكلور السكندري التي تتميز به عروس البحر الابيض المتوسط كالطربوش و العباءه.
واضافت أن يُعدّ يوم التراثُ الثقافي ثروةً لا تُقدّر بثمن، فهو يُمثلُ هويةَ أي شعبٍ وذاكرته، ويُساهم في تعزيزِ الشعورِ بالانتماءِ والوحدة الوطنية لافتا أن اليوم حظي بتفاعلٍ كبيرٍ من قبلِ أهالي حي كرموز، الذين عبروا عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الفعاليات التي تُعزّز الوعي بأهمية التراث الثقافي المصري، وتُساهم في الحفاظ عليه من غياهب النسيان مشيره أن مصرُ تُولي اهتمامًا كبيرًا بالحفاظِ على تراثها الثقافي، وتبذلُ جهودًا مُضنيةً في هذا المجال وتشملُ هذه الجهود ترميمَ المواقع الأثرية، وإنشاءَ المتاحف، ودعمَ الحرف اليدوية التقليدية، ونشرَ الوعي بأهمية التراث الثقافي كما تُشارك مصرُ بفعاليةٍ مع المنظمات الدولية للحفاظِ على التراث الثقافي العالمي و يشملُ التراثُ الثقافي المادي وغير المادي، مثل المواقع الأثرية، والتحف، والمخطوطات، والفنون، والعادات والتقاليد، واللغات.
ومن جانبها قالت ندي محروس منظمة اليوم التراث العالمي بمنطقة كوم الشقافة بالإسكندرية لموقع الاسبوع أن اليوم التراث العالمي يتم تنظيمه للعام التاسع علي التوالي في مكان مختلف ولكن تم تنظيم اليوم هذا العام داخل أحدي الجمعيات حيث تم عرض بعد المقتنيات التي تعود عمرها إلي 150 عام من ملابس التراثي النادر و العملات المحلية و الادوات المنزلية القديمة كا وابور و الادوات المن المصنوعة من الالمونيوم و الطربوش الذي يعود عمره الي 100 عام و ايضا الصواني النحاسية المنقوش عليها بالرسومات الفرعونية بخلاف عربة الحنطور التي جابت أزقة كوم الشقافة، حاملة عبق الماضي ونكهة الحاضر، في رحلة تراثية ساحرة. تُحاكي هذه العربات العريقة خطوات الأجداد، وتُعيد الزمن إلى الوراء، لتُحيي ذكريات الأيام الخوالي في نفوس الأهالي والسياح على حدٍّ سواء و عربة الفول التي تعد من التراث القديم بخلاف الملابس الفلكلورية التي تتميز بها محافظة الإسكندرية.
واضافت أن جدران المباني الذي يعتبر اقدم المباني التعود الي الانجليز تزينت بلوحات فنية تُجسّد معالم الإسكندرية الخالدة، من المنارة البيضاء والعمود السُّواري، إلى قلعة قايتباي ومكتبة الإسكندرية. تُضفي هذه اللوحات لمسة فنية ساحرة على المكان، وتُجسّد عظمة التاريخ العريق للمدينة وبخلاف ذلك أصوات الموسيقى الشعبية التي تُعانق أرجاء كوم الشقافة، في تناغمٍ ساحرٍ مع عبق التاريخ. تُحيي فرق الفنون الشعبية عروضًا راقصة تُجسّد تراث الإسكندرية الغني، من دبكة ورقصات شعبية و ايضا المأكولات الشعبية الإسكندرية، مثل الكشري والفول والطعمية، إلى جانب المشروبات التقليدية، مثل العرقسوس والليموناضة. تُتيح هذه الموائد للزوار فرصة تذوق نكهات الأصيلة، والتعرّف على عاداتها وتقاليدها العريقة لافتا أن احتفالات الإسكندرية بيوم التراث العالمي تُمثّل رسالة قوية تُؤكّد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري للمدينة، ونقله للأجيال القادمة.
الجدير أنه في 18 أبريل من كل عام، يحتفل العالم بيوم التراث العالمي، منذ أن حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية الـ(ICOMOS) للاحتفاء به كل عام ليكون بتاريخ 18 أبريل 1982، إلا أنه تم إقراره رسميا بداية من عام 1983، برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي من أجل اليوم العالمي لحماية التراث الإنساني، حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس عام 1972.
جاء الاحتفال بيوم التراث العالمي بهدف حماية المواقع التراثية من العبث وتدميرها، وذلك من خلال إعداد التشريعات والأنظمة والسياسات العامة التي تلزم المؤسسات والأفراد بالحفاظ على المواقع التراثية والأثرية، بحسب الاتفاقية التى وقعتها اليونسكو.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية هيئة تنشيط السياحة وزارة الآثار يوم التراث العالمي بیوم التراث العالمی التراث الثقافی کل عام التی ت
إقرأ أيضاً:
عمرها 40 عامًا| حكاية أقدم مائدة رحمن بالقرنة غرب الأقصر.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في رمضان تكثر موائد الرحمن؛ أملًا في التقرب من الله بمزيد الطاعات، ولعل أشهر تلك الموائد في محافظة الأقصر، هي مائدة الحاج "أحمد عباس" أحد أهالي مدينة القرنة، والتي أقامها أمام متجر يمتلكها، ويعود تاريخ بدايتها إلى عام 1984، حيث يتكرر المشهد سنويًا قبل آذان المغرب بلحظات خلال شهر رمضان، بوقوف مجموعة من الشباب على طريق "مصر – أسوان" الزراعي، لاستيقاف السيارات المارة ودعوة ركابها للإفطار، بأقدم مائدة رمضانية بمدينة القرنة غرب الأقصر.
مائدة الرحمنوحول هذه المائدة، ذكر علي أحمد، نجل صاحب أقدم مائدة رحمن غرب الأقصر، أن المائدة عمرها يصل إلى أكثر من 40 عامًا أقامها والده أمام متجره لإفطار الصائمين المارة في الشارع، والمحتاجين من الأهالي، حيث حرص على مواصلة هذا الأمر حتى وافته المنية، وأوصى باستمرارها بعد وفاته، مؤكدًا أن تلك الوصية كانت تتكرر دائمًا على لسانه في أيامه الأخيرة، ذاكرًا أنه كان يقسم عليه بإقامتها حتى إن مات وكان عزائه يوافق هذه الأيام المباركة، وكان دائما يعمل بحديث الرسول الكريم صل الله عليه وسلم “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث “صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”، حيث استمرت تلك الصدقة ممثلة في مائدة الرحمن حتى بعد وفاته.
وأضاف نجل صاحب المائدة أنه في عام 2002، حرص "الحاج أحمد"، على شراء لوازم المائدة قبيل شهر رمضان، حيث هل الشهر الكريم، ليقوم بتجهيز مائدة اليوم الأول في منزله كالمعتاد بين أسرته، ويذهب بالوجبات إلى موقع المائدة بالشارع، حيث يتناول الإفطار مع الصائمين الذين يتم استيقافهم ودعوتهم، وعاد بعدها إلى المنزل لتتحقق نبوءته، بوفاته فجر اليوم الثاني من شهر المغفرة، مضيفًا أنه رغم أحزانهم وإقامة واجب العزاء الذي يستمر لمدة أيام كالمتعارف عليه في الصعيد، إلا أنه تم تنفيذ وصية الأب، بمواصلة إقامة مائدة الرحمن بعد وفاته بيومين، وحتى الآن كما كان يفعل.
وأشار علي، إلى أنه رغم وجود العديد من المطاعم التي تعد وجبات الافطار في الوقت الحالي، والتي تكلف مجهودًا أقل، إلا أن الأسرة تحرص على إعدادها في المنزل كما كان يفعل صاحب المائدة، مؤكدًا أنها عادة حسنة يعلموا أبنائهم الحفاظ عليها لاستمرارها مستقبلًا وأنهم سيحرصون على عدم توقفها حتى آخر يوم في عمرهم.
أقدم مائدة رحمن بالقرنة (1) أقدم مائدة رحمن بالقرنة (2) أقدم مائدة رحمن بالقرنة (3) أقدم مائدة رحمن بالقرنة (4) أقدم مائدة رحمن بالقرنة (5)