في لوحةٍ فنيةٍ ساحرةٍ تُجسدُ عراقة الماضي، احتشد أهالي حي كرموز بالإسكندرية لإحياء ذكرى يوم التراث العالمي، الذي يصادف 18 أبريل من كل عام، عبر فعالية مميزةٍ تجسدت فيها روحُ مصر وتاريخها العريق حيث تزينت ساحة منطقة كوم الشقافة بِسِحرٍ خاصٍ، حيثُ ارتدى بعضُ الحاضرين و الفتيات ملابسَ وإكسسواراتٍ من الفلكلور السكندري التقليديةً العتيقةً، بجانب معرض يحوي علي مقتنيات يعود عمرها إلى 150 عامًا ورثوها عن أجدادهم، تجسيدًا للحياة اليومية في الزمن الجميل.

وتجولتْ بين الحشودِ شخصياتٌ مُتنوّعةٌ تُمثلُ مهنًا وحرفًا تقليديةً قديمةً، مثل عربة الفول و الحنطور و السنان اليدوي، مُضفيةً على المكانِ عبقًا تاريخيًا خاصًا و صدحتْ أصواتُ الفرق الشعبية، وانطلقتْ ألحانُها المُتنوّعة، لتُضفي على المكانِ رونقًا خاصًا، لتُجسدُ تنوع الثقافات المصرية العريقة و تفاعلَ الحاضرون مع الأغاني والموسيقى، مرددينَ الكلماتِ ورقصوا على إيقاعاتِها المُبهجة، في جوٍ من السعادةِ والبهجةِ و توافدَ الزوارُ على معرضٍ ضمّ نخبةً من الصناعات اليدوية التقليدية، التي تعكسُ مهاراتِ الأجداد وإبداعهم فتلألأتْ أمامَ أعينِ الحاضرينَ السجادُ المنسوجُ يدويًا، والأواني الفخارية، والتحف النحاسية، وغيرها من القطع الفنية الفريدة، التي تُحكي حكاياتِ الماضي وتُجسّدُ إبداعَ الأجيال السابقة.

ومن جانبها قالت الدكتورة أمل العرجاوي مدير مكتب تنشيط السياحة بالإسكندرية في تصريحات صحفية لموقع الاسبوع أن مكتب تنشيط السياحة و وزارة الآثار و جميع المتاحف بالإسكندرية تهتم اهتمام بالغ باليوم التراث العالمي الذي يوافق اليوم 18 من أبريل من كل عام لافتا أن المتحف الإسكندرية القومي شهد اليوم احتفالية كبرى تحت عنوان تراث من اسوان حتي الإسكندرية سواء كان ازياء أو ممارسات ثم تم استكمال اليوم بمنطقة كوم الشقافة التي تعد إحدى المناطق الأثرية حيث قدمت أحدي الجمعيات يوم تراثي مميزا للعام التاسع علي التوالي و تضمن الكثير من الجوانب التي تعود بنا الي الماضي مثال الملابس و الاكسسوارات و الادوات المنزلية التي تعود عمرها الي 150 عام ثم وجود بعض الحرف و المهن القديمة كالحنطور و عربة الفول و سنان السكاكين و الفلكلور السكندري التي تتميز به عروس البحر الابيض المتوسط كالطربوش و العباءه.

واضافت أن يُعدّ يوم التراثُ الثقافي ثروةً لا تُقدّر بثمن، فهو يُمثلُ هويةَ أي شعبٍ وذاكرته، ويُساهم في تعزيزِ الشعورِ بالانتماءِ والوحدة الوطنية لافتا أن اليوم حظي بتفاعلٍ كبيرٍ من قبلِ أهالي حي كرموز، الذين عبروا عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الفعاليات التي تُعزّز الوعي بأهمية التراث الثقافي المصري، وتُساهم في الحفاظ عليه من غياهب النسيان مشيره أن مصرُ تُولي اهتمامًا كبيرًا بالحفاظِ على تراثها الثقافي، وتبذلُ جهودًا مُضنيةً في هذا المجال وتشملُ هذه الجهود ترميمَ المواقع الأثرية، وإنشاءَ المتاحف، ودعمَ الحرف اليدوية التقليدية، ونشرَ الوعي بأهمية التراث الثقافي كما تُشارك مصرُ بفعاليةٍ مع المنظمات الدولية للحفاظِ على التراث الثقافي العالمي و يشملُ التراثُ الثقافي المادي وغير المادي، مثل المواقع الأثرية، والتحف، والمخطوطات، والفنون، والعادات والتقاليد، واللغات.

ومن جانبها قالت ندي محروس منظمة اليوم التراث العالمي بمنطقة كوم الشقافة بالإسكندرية لموقع الاسبوع أن اليوم التراث العالمي يتم تنظيمه للعام التاسع علي التوالي في مكان مختلف ولكن تم تنظيم اليوم هذا العام داخل أحدي الجمعيات حيث تم عرض بعد المقتنيات التي تعود عمرها إلي 150 عام من ملابس التراثي النادر و العملات المحلية و الادوات المنزلية القديمة كا وابور و الادوات المن المصنوعة من الالمونيوم و الطربوش الذي يعود عمره الي 100 عام و ايضا الصواني النحاسية المنقوش عليها بالرسومات الفرعونية بخلاف عربة الحنطور التي جابت أزقة كوم الشقافة، حاملة عبق الماضي ونكهة الحاضر، في رحلة تراثية ساحرة. تُحاكي هذه العربات العريقة خطوات الأجداد، وتُعيد الزمن إلى الوراء، لتُحيي ذكريات الأيام الخوالي في نفوس الأهالي والسياح على حدٍّ سواء و عربة الفول التي تعد من التراث القديم بخلاف الملابس الفلكلورية التي تتميز بها محافظة الإسكندرية.

واضافت أن جدران المباني الذي يعتبر اقدم المباني التعود الي الانجليز تزينت بلوحات فنية تُجسّد معالم الإسكندرية الخالدة، من المنارة البيضاء والعمود السُّواري، إلى قلعة قايتباي ومكتبة الإسكندرية. تُضفي هذه اللوحات لمسة فنية ساحرة على المكان، وتُجسّد عظمة التاريخ العريق للمدينة وبخلاف ذلك أصوات الموسيقى الشعبية التي تُعانق أرجاء كوم الشقافة، في تناغمٍ ساحرٍ مع عبق التاريخ. تُحيي فرق الفنون الشعبية عروضًا راقصة تُجسّد تراث الإسكندرية الغني، من دبكة ورقصات شعبية و ايضا المأكولات الشعبية الإسكندرية، مثل الكشري والفول والطعمية، إلى جانب المشروبات التقليدية، مثل العرقسوس والليموناضة. تُتيح هذه الموائد للزوار فرصة تذوق نكهات الأصيلة، والتعرّف على عاداتها وتقاليدها العريقة لافتا أن احتفالات الإسكندرية بيوم التراث العالمي تُمثّل رسالة قوية تُؤكّد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري للمدينة، ونقله للأجيال القادمة.

الجدير أنه في 18 أبريل من كل عام، يحتفل العالم بيوم التراث العالمي، منذ أن حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية الـ(ICOMOS) للاحتفاء به كل عام ليكون بتاريخ 18 أبريل 1982، إلا أنه تم إقراره رسميا بداية من عام 1983، برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي من أجل اليوم العالمي لحماية التراث الإنساني، حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس عام 1972.

جاء الاحتفال بيوم التراث العالمي بهدف حماية المواقع التراثية من العبث وتدميرها، وذلك من خلال إعداد التشريعات والأنظمة والسياسات العامة التي تلزم المؤسسات والأفراد بالحفاظ على المواقع التراثية والأثرية، بحسب الاتفاقية التى وقعتها اليونسكو.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية هيئة تنشيط السياحة وزارة الآثار يوم التراث العالمي بیوم التراث العالمی التراث الثقافی کل عام التی ت

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي للمرأة .. احتفالية فى معرض فيصل للكتاب

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، شهد معرض فيصل الثالث عشر للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة ثقافية متميزة بعنوان «احتفالية اليوم العالمي للمرأة»، بحضور نخبة من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية البارزة، أدارت الندوة سهام عبد الحميد، وشارك فيها كل من: الدكتورة سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، جامعة عين شمس، والدكتورة حنان يوسف، أستاذ الإعلام بكلية الآداب، جامعة عين شمس، ورئيس المنظمة العربية للحوار، والكاتبة الصحفية ماجدة محمود، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة الجيزة.


المرأة المصرية عبر التاريخ

استهلت الدكتورة سامية قدري حديثها بالتأكيد على أن شهر مارس هو شهر المرأة، حيث يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي في 8 مارس من كل عام، مشيرة إلى أن هذا اليوم يُحتفى به عالميًا منذ أكثر من 120 عامًا.

وأكدت أن المرأة المصرية لعبت دورًا محوريًا عبر التاريخ، وكانت دائمًا في مقدمة المشهد، تسهم في بناء المجتمع وتحقق إنجازات مؤثرة في مختلف المجالات.

وأشارت إلى أن المرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل هي القوة التي تربي وتبني وتدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، مطالبة بزيادة مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار، سواء داخل الأسرة أو في المؤسسات والمجتمع ككل، كما شددت على ضرورة استمرار الجهود لتمكين المرأة وضمان حصولها على حقوقها كاملة، مؤكدة أن الاحتفاء بالمرأة لا يجب أن يقتصر على شهر واحد فقط، بل يستحق أن يكون طوال العام.

"عظيمات مصر" ودور المرأة في التنمية

من جانبها، أكدت الدكتورة حنان يوسف أن المرأة المصرية تستحق التقدير والشكر يوميًا، نظرًا للدور الكبير الذي تقوم به في المجتمع، وأشارت إلى أن الاهتمام بالمرأة ليس مجرد قضية اجتماعية، بل هو ضرورة تنموية، لأن المجتمعات لا تتقدم إلا بمشاركة المرأة جنبًا إلى جنب مع الرجل.

وأثنت على الدعم الذي تتلقاه المرأة المصرية حاليًا، مستشهدة بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يلقب النساء بـ"عظيمات مصر"، وهو ما يعكس إيمان القيادة السياسية بقدرات المرأة ودورها في تحقيق التنمية، كما دعت إلى ضرورة مواصلة العمل على تمكين المرأة اقتصاديًا وسياسيًا، وإزالة أي عوائق تحول دون تحقيقها لطموحاتها.

تحديات المرأة ودور المجلس القومي للمرأة

أما الكاتبة الصحفية ماجدة محمود، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة الجيزة، فتحدثت عن أهم التحديات التي تواجه المرأة المصرية، مشيرة إلى أن المرأة حققت إنجازات كبيرة، لكنها لا تزال تواجه بعض العقبات، من بينها: التمكين الاقتصادي: حيث تعاني بعض النساء من فجوة في الأجور، وصعوبة في الحصول على التمويل اللازم لمشروعاتهن، فضلاً عن التحديات المرتبطة ببيئة العمل، التمكين السياسي والاجتماعي: رغم التقدم الملحوظ، إلا أن تمثيل المرأة في المناصب القيادية لا يزال بحاجة إلى دعم أكبر، والتحديات الثقافية والمجتمعية: مثل الزواج المبكر والعنف ضد المرأة، والتي تتطلب المزيد من الجهود التوعوية والتشريعية، والتوازن بين العمل والأسرة: وهو تحدٍ يواجه العديد من النساء اللاتي يسعين للجمع بين النجاح المهني والحياة الأسرية.

وأكدت أن المجلس القومي للمرأة يلعب دورًا محوريًا في دعم المرأة المصرية، من خلال حملات التوعية، وبرامج التمكين الاقتصادي، والدفاع عن حقوقها في مختلف المجالات، سواء عبر التشريعات أو الخدمات القانونية والمجتمعية.

اختُتمت الندوة بتوجيه التحية والتقدير لكل امرأة مصرية تكافح لتحقيق أحلامها، مع التأكيد على ضرورة مواصلة العمل لدعم المرأة وتمكينها في جميع المجالات، واتفق المشاركون على أن تمكين المرأة ليس فقط قضية حقوقية، بل هو شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أكثر عدالة وتقدمًا لمصر.

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا.. شيخ الأزهر: الحوار بين الأديان لم يعد ترفاً
  • اليوم العالمي للكلى.. الصحة تضيء مبنى الديوان العام
  • الزينة التراثية الشعبية في رمضان بين الأمس وتقنيات اليوم
  • في اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا
  • رغم الحرب والنزوح .. الإحتفال بيوم المستهلك العالمي 15 مارس من كل عام
  • اليوم العالمي للمرأة .. احتفالية فى معرض فيصل للكتاب
  • “رَحابة”.. فعالية تراثية تبرز أصالة التراث الثقافي بالمدينة المنورة
  • مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني الفرنسي
  • مواعيد قطارات «القاهرة - الإسكندرية» والعكس اليوم الجمعة 14-3-2025
  • مواعيد القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية» اليوم الجمعة 14 مارس 2025