يواجه لاجئون سوريون هاجروا من لبنان بطريقة غير شرعية، مصيراً غامضاً في عرض البحر، بعدما تم اعتراض مراكبهم من قبل خفر السواحل القبرصي.

وتتضارب المعلومات حول عدد المراكب التي غادرت الشاطئ اللبناني وعدد اللاجئين الذين تحملهم على متنها، حيث أشارت منصة “هاتف إنذار” إلى تلقيها طلب نجدة قبل يومين من مركبين يقلان 73 شخصاً، بمن فيهم العديد من الأطفال، وبعضهم مرضى، وقد علقوا في البحر منذ 4 أيام، ونفد طعامهم وشرابهم ولا يوجد لديهم وقود لمواصلة رحلتهم.

وانتقدت المنصة السلطات القبرصية بسبب ما وصفه بـ”الاعتداءات الشائنة” ضد الفارين من سوريا ولبنان، مشيرة إلى أنها هاجمت عدة قوارب تحاول الوصول إلى قبرص وعرقلة رحلتها، بالإضافة إلى تعليق حق اللجوء للمواطنين السوريين.

بينما أفاد موقع ” alphanews” القبرصي بوصول ستة مراكب تحمل حوالي 500 لاجئ، أما شقيق أحد الركاب، فأكد إبحار ثمانية مراكب يوم الاثنين الماضي من شاطئ عكار إلى قبرص.

وعبّرت منظمة العفو الدولية عن قلقها في تغريدة عبر صفحاتها على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” “إزاء التقارير التي تتحدث عن الظروف الخطيرة على متن قاربين متجهين إلى قبرص.

ومع اقتراب كل فصل صيف تنشط عمليات الهجرة غير الشرعية عبر الشواطئ اللبنانية لا سيما الشمالية منها، وذلك منذ لجوء عدد كبير من السوريين إلى لبنان عقب اندلاع الحرب في بلدهم، ومن ثم بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان منذ نحو 5 سنوات.

وبعد حملة العنف والعنصرية التي يتعرض لها السوريون عقب جريمة خطف وقتل مسؤول حزب القوات اللبنانية، باسكال سليمان، واتهام سوريين بالوقوف خلفها، يتوقع زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين منهم، وفقاً لما يقوله صبلوح، “ويبدو ذلك واضحاً من خلال تزايد عدد المراكب المهاجرة بشكل جماعي وليس فردي”.

يذكر أن عدد المهاجرين الوافدين إلى قبرص انخفض بشكل عام، إلا أن عدد الوافدين على متن قوارب من سوريا ولبنان زاد بحسب وكالة فرانس برس بنسبة كبيرة، حيث وصل إلى 4259 في عام 2023 مقارنة بـ 937 في عام 2022.

وفي منتصف الشهر الجاري، كشف وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس إيوانو، في منشور على منصة إكس، عن أن بلاده أعادت 3337 مهاجراً إلى بلادهم منذ بداية العام الجاري، في حين أعادت 2348 مهاجراً في الفترة نفسها من العام 2023.

وتشير إحصاءات الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل “فرونتكس” أن شرق البحر الأبيض المتوسط تفوق في الربع الأول من العام الحالي على طريق غرب أفريقيا باعتباره المسار الأكثر نشاطا إلى الاتحاد الأوروبي بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين، مع تضاعف عدد عمليات الكشف عن المهاجرين إلى ما يزيد قليلا عن 13.700، واحتل السوريون والأفغان والمصريون صدارة الجنسيات المهاجرة عبر هذا الطريق.

وأفاد موقع “مهاجر نيوز” بوصول أكثر من 1000 شخص عبر البحر إلى قبرص من لبنان منذ بداية أبريل، كما تم تسجيل أكثر من 2000 مهاجر في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مقارنة بـ 78 فقط خلال نفس الفترة من عام 2023، وفي الأول من أبريل فقط، وصل 271 مهاجراً، معظمهم من السوريين، كانوا على متن خمسة قوارب انطلقت من شواطئ لبنان.

يُذكر أنّه يعيش في لبنان أكثر من 800 ألف لاجئ سوري مسجّلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينما تُقدّر السلطات اللبنانية عددهم بأكثر من مليوني شخص. وقد شهد ملف اللاجئين السوريين في لبنان تصعيداً غير مسبوق في الفترة الأخيرة من قبل الحكومة اللبنانية التي تسعى لترحيلهم بكل الوسائل الممكنة، على الرغم من تحذيرات المنظمات الحقوقية من مخاطر الإعادة القسرية إلى سوريا، التي تعتبر بلداً غير آمن حتى الآن.

لكن الوجود السوري في لبنان ليس جديداً أو طارئاً، وفقاً لما يؤكده الرئيس الأسبق للائتلاف المعارض والمجلس الوطني السوري، جورج صبرا “فقد ساهم السوريون في إعمار هذا البلد منذ خمسينيات القرن الماضي، والمنتديات والجامعات اللبنانية تعرف المثقفين والسياسيين السوريين جيداً”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: اللاجئين السوريين في لبنان الهجرة غير الشرعية سوريا قبرص لبنان إلى قبرص

إقرأ أيضاً:

قائد الجيش: لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحميه

 التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون تلامذة ضباط السنة الأولى في الكلية الحربية بحضور قائد الكلية والمدربين، وتوجّه إليهم بكلمة هنّأهم فيها على نجاحهم في مباراة الدخول إلى الكلية نتيجة جهدهم وتصميمهم، وانضمامهم إلى مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء.   وقال العماد عون في كلمته: "اتخذتم قرار الدخول إلى الكلية الحربية عن إيمان واقتناع، ما يحمّلكم مسؤولية كبيرة بخاصة في هذه الظروف الصعبة. ستبقى المؤسسة إلى جانبكم لمساندتكم بجميع إمكاناتها".     وأضاف: "لا تعبؤوا بالشائعات الهادفة إلى النيل من الجيش، فهو من المؤسسات القليلة التي لا تزال صامدة، وهو صخرة لبنان وأحد أهم عوامل استمراره. ابذلوا قصارى جهدكم لأن مساركم في الكلية الحربية صعب، لكنه ليس مستحيلًا، وهو ضروري لبناء مستقبلكم".   وتابع: "نفتخر بكم لأنكم تمثلون مستقبل الجيش والوطن، وتذكّروا أن الجيوش تبنى لأوقات الشدائد، وأن التضحية قدرُنا حتى الشهادة إذا دعانا الواجب. ليَكن حزبكم لبنان وطائفتكم البزة العسكرية. لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحمي لبنان. بعد ثلاث سنوات ستُقْسمون يمين القيام بالواجب حفاظًا على علم البلاد وذودًا عن الوطن، فابقوا أوفياء للقسم". ولفت إلى أن هناك ثلاثة يقسمون اليمين في الدولة اللبنانية، رئيس الجمهورية والقاضي والعسكري، لأن مهمتهم مقدسة".   واعتبر العماد عون أن" التلامذة سيشكلون عند تخرجهم عامل قوة للوحدات العسكرية المنتشرة على مساحة لبنان، وسيساهمون في تعزيز أدائها الاحترافي الذي نال ثقة اللبنانيين والدول الصديقة".     وختم مهنئًا التلامذة بمناسبة الأعياد المجيدة ومتمنيًا لهم "التوفيق وصولًا إلى التخرج".

مقالات مشابهة

  • ياسين استقبل طائرة كويتية محمّلة بمساعدات طبية جمعتها الجالية اللبنانية
  • مكتب أممي بسوريا: 56% من السوريين يواجهون خطر انفجار الألغام
  • بانتظار الأمان.. تحذيرات من التعجل في عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم
  • بانتظار الأمان.. تحذيرات من التعجل في عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم- عاجل
  • مسؤولة بمفوضية اللاجئين تتحدث عن تحديات عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم
  • هذه الدول تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين (إنفوغراف)
  • «القاهرة الأخبارية»: الاحتلال يواصل انتهاك وقف إطلاق النار والسيادة اللبنانية
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي ينتهك السيادة اللبنانية
  • الأمم المتحدة تطالب الدول الأوروبية بعدم ترحيل اللاجئين السوريين
  • قائد الجيش: لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحميه