بوابة الوفد:
2025-01-22@16:47:32 GMT

سلامة الصـدر

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

سلامة الصدر أحد أهم أسباب رضا الإنسان عن نفسه ورضا الله (عز وجل) عنه، ذلك أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) قال لأصحابه يومًا: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، فدخل رجل فتبعه سيدنا عبدالله بن عمر بن الخطاب (رضى الله عنهما) ليقف على ما أوصله إلى هذه المكانة الرفيعة، فنزل عليه ضيفًا ليرقب أعماله ومدى اجتهاده فى عبادته، فما وجد مزيد صلاة أو صيام أو صدقة، فحدث ابن عمر (رضى الله عنهما) مضيفه عن سر نزوله عنده وأخبره بما كان فى شأنه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسر نزوله عليه، فقال يا ابن عمر: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّى لَا أَجِدُ فِى نَفْسِى لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ».

وسلامة الصدر لا يمكن أن تبنى على التوجس والتربص والتحسس وسوء الظن، حيث يقول الحق سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ»، كما لا يمكن أن تُبنَى على عدم التسامح، إنما تبنى على الصفح الجميل، وحتى الهجر الجميل، ولين الجانب، ومقابلة السيئة بالحسنة، فالصفح الجميل: هو الذى لا مَنَّ معه، حيث يقول الحق سبحانه: «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ», والهجـر الجميـل هو الذى لا أذى معـه، حيث يقول سبحانه وتعـالى: «وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا».

وكذلك تبنى سلامة الصدر على لين الجانب، حيث يقول الحق سبحانه مخاطبًا حبيبنا (صلى الله عليه وسلم): «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ». 

كما تقوم سلامة الصدر على العفو والصفح ومقابلة السيئة بالحسنة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».

كما أن على الإنسان أن يدرك أن ثمة فرقًا واسعًا بين قلب يحمل العداوة والبغضاء، وقلب يحمل الحب والتسامح مع الناس جميعًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ: فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْـدَأُ بِالسَّـلاَمِ». 

مع التأكيد على أن سلامة الصدر ترتبط غاية الارتباط بالرضا بما قسم الله، وإدراك الإنسان أن الأمر كله بيد الله (عز وجل) وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»، وحيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بشيء لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيء قَدْ كَتَبَهُ الله لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بشيء لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بشيء قَدْ كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ». 

ومن الأمور التى تعين على سلامة الصدر: الكلمة الحلـوة الرقيقـة والقـول الحسن: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا», وإفشاء السلام: «أفشوا السلام بينكم تحابوا»، وإطعام الطعام، وإكرام الصغير، وقد قالوا: أكرم صغير القوم يكرمك كبيرهم وينشأ على محبتك صغيرهم، ومما يورث سلامة الصدر: التواضع والبعد عن الكبر والاستعلاء على الناس، ومن أهم ما يورث سلامة الصدر ويؤلف بين القلوب احترام إنسانية الإنسان وآدميته، وعدم إحراجه أو تنقيصه، بل العمل على رفع الحرج وإزالته عنه، والتماس الأعذار له، وقد قالوا: التمس لأخيك عذرًا إلى سبعين عذرٍا، فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعله كذا، لعله كذا، فخير الناس أعذرهم للناس، وأسلمهم صدرًا وأرضاهم نفسًا.

وزير الأوقاف

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الأوقاف أ د محمد مختار جمعة سلامة الصدر لأصحابه حیث یقول الحق سبحانه صلى الله علیه وسلم سلامة الصدر

إقرأ أيضاً:

أمر يزيد طمأنينة النفس .. عالم بالأوقاف يكشف عنه

قال الدكتور أسامة الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، في رده على سؤال حول كيفية زيادة اليقين بالله: "أعتقد أنه من أهم الأسئلة التي يجب أن يطرحها الإنسان على نفسه، كما بدأنا في حديثنا عن حاجة الإنسان إلى الدين، فإن من المحاور الرئيسية في تلك الحاجة هي بحثه المستمر عن الطمأنينة النفسية. عندما يواجه الإنسان أي شدة أو أزمة، يجد نفسه يبحث عن ركن يستند إليه، وهذا هو الدين. ففي الدين يجد الإنسان الراحة والسكينة، ويجد اليقين بالله".

وأضاف الدكتور أسامة الجندي، خلال تصريح اليوم الأحد: "كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: 'ومن يؤمن بالله يهدي قلبه'، فاليقين بالله هو أساس الطمأنينة النفسية، ولذلك، يجب على المسلم أن يمتلك عقيدة ثابتة راسخة وأن يكون على يقين كامل بالله سبحانه وتعالى".

وتابع: "خذ أمثلة على ذلك من قصص الأنبياء، مثل السيدة هاجر عندما تركها سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنها في الصحراء، أو عندما ألقت أم سيدنا موسى عليه السلام ولدها في اليم، وكثير من المواقف التي تؤكد اليقين في الله سبحانه وتعالى".

وأشار إلى أن الخطوة الأساسية لزيادة اليقين هي أن يكون المسلم دائم الاتصال بالله سبحانه وتعالى، وأن يدرك تمامًا أن الله عز وجل لن يخذل عباده أبدًا، كما يجب أن يحسن الظن بالله. 

وقال: "الله سبحانه وتعالى أمرنا بحسن الظن به، كما قال في الحديث القدسي: 'أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء'، لذلك، المسلم عندما يظن في الله الخير، يأتيه الخير سواء في الدنيا أو في الآخرة".

مقالات مشابهة

  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • حكم الحلف بغير الله والترجي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • خالد الجندي: من يرغب في مرافقة النبي في الجنة عليه بكثرة السجود
  • علي جمعة: الإيمان بالكتب السماوية هو الركن الثاني من أركان الإيمان
  • كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يرد
  • هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟ 10 حقائق عليك معرفتها
  • ماذا يقول الله قبل الفجر؟.. بفضل 11 كلمة تقضى حاجتك وتغفر ذنوبك
  • هل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمة
  • أمر يزيد طمأنينة النفس .. عالم بالأوقاف يكشف عنه
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم