في مقالة كتبها أليستر بونكال لسكاي نيوز البريطانية، تم تحليل الطبيعة الدقيقة للخطاب الإيراني فيما يتعلق ببرنامجها النووي على خلفية التوترات المتصاعدة مع إسرائيل. يتنقل بونكال، وهو مراسل متمرس في شؤون الشرق الأوسط، عبر تعقيدات الخطاب الإيراني، ويلقي الضوء على التداعيات المحتملة لكلماتهم.

إن ميل إيران إلى استخدام لغة درامية يقترن بأفعالها المحسوبة، الأمر الذي يؤدي إلى خلق انقسام غالباً ما يجعل المراقبين يتساءلون عن مدى صدق تهديداتها النووية.

ويؤكد بونكال على أهمية كلمات القادة الإيرانيين، معترفاً بقدرتهم على تشكيل التصورات الدولية وإثارة ردود الفعل.

من الواضح أن شبح الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية قد أثار قلق طهران، مما دفع أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني إلى التلميح إلى مراجعة العقيدة النووية للبلاد. ويؤكد هذا الرد التزام إيران الثابت بالدفاع عن نفسها ضد التهديدات المتصورة، وخاصة من إسرائيل، على الرغم من افتقارها إلى القدرات النووية.

ومن الأمور المركزية في هذا الخطاب التباين الأساسي بين مزاعم إيران بوجود برنامج نووي سلمي والشكوك التي تساور إسرائيل وحلفائها الغربيين بشأن نوايا طهران الحقيقية. وبينما تصر إيران على أن مساعيها النووية هي ذات طبيعة مدنية بحتة، فإن الشكوك لا تزال قائمة بشأن دوافعها الخفية، وخاصة سعيها المزعوم للحصول على الأسلحة النووية.

ويوضح التقرير العواقب المحتملة للعدوان الإسرائيلي على إيران، ويفترض أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تجبر إيران عن غير قصد على تسريع برنامجها النووي كرادع ضد المزيد من الهجمات. ويؤكد هذا الاحتمال المخيف مدى خطورة الوضع والمخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها التعامل مع توازن القوى الدقيق في المنطقة.

بشكل عام، يقدم تحليل بونكال رؤى قيمة حول تعقيدات الخطاب النووي في الصراع الإيراني الإسرائيلي، ويحث صناع القرار والمحللين على التعامل بحذر في تفسير التصريحات الإيرانية والرد عليها. ومع استمرار تصاعد التوترات، تظل الحاجة إلى المشاركة الدبلوماسية وتدابير وقف التصعيد ذات أهمية قصوى لمنع الوضع من الخروج عن نطاق السيطرة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

"القاهرة الإخبارية" : واشنطن وطهران في مواجهة جديدة وتصعيد حول الملف النووي الإيراني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

إلى اى  طريق تسير العلاقات الإيرانية الأميركية بعد تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعدم السماح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية؟ 

قال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية إنه لا يريد الإضرار بإيران وشعبها الذي وصفه بالعظيم.

وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "واشنطن وطهران في مواجهة جديدة.. تصعيد متبادل حول الملف النووي الإيراني"، فقد أكد الرئيس الأميركي أنه يريد إبرام اتفاق مع طهران كأحد خيارين، لكنه هدد بأنه في حال التدخل العسكري سيكون الأمر مروعا، حسب قوله.

ولم يمض وقت طويل حتى صرح المرشد الإيراني علي خامنئي بأن طهران لن تقبل أبدا مطلب كبح برنامجها الصاروخي، مشيرا إلى أن بعض الدول تمارس البلطجة، حسب قوله، وتصر على المحادثات لفرض مطالبها وليس لحل القضايا.

وكررت إيران نفس المعنى، ولكن بلهجة أكثر دبلوماسية، حيث قالت بعثتها لدى الأمم المتحدة إنها ستدرس إجراء محادثات مع واشنطن لمعالجة المخاوف بشأن أي استخدام محتمل للبرنامج النووي الإيراني عسكريا، ولكن ليس لتفكيك البرنامج النووي السلمي الإيراني.

بالنسبة لطهران، لن تكون هذه المفاوضات معقدة أبدا. وتأتي التصريحات المتبادلة بين واشنطن وطهران على خلفية إجراءات اتخذتها الولايات المتحدة بعد تجديد العقوبات القائمة وإضافة عقوبات جديدة ومتابعتها.

وقد يكون تطبيقها من قبل إدارة ترامب وعرض الإدارة الأميركية خيارين على إيران بمثابة اختبار من واشنطن لقدرات طهران التي تلقت خلال الأشهر الماضية ضربات مؤلمة من إسرائيل ودعم أميركي طالت أذرعها في الشرق الأوسط، ما خلق واقعاً جديداً يجعل واشنطن وطهران تعيدان حساباتهما للاختيار بين مسارين، من دون خيار ثالث.

مقالات مشابهة

  • الصين وروسيا تدعمان إيران بشأن الملف النووي
  • اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية
  • روسيا والصين تشددان على الحوار لحل ملف إيران النووي
  • بيان صيني روسي إيراني بشأن النووي الإيراني
  • محادثات ثلاثية في بكين بين الصين وإيران وروسيا حول الملف النووي الإيراني
  • في بكين.. قمة ثلاثية لبحث الملف النووي الإيراني
  • الصين تدعو إلى حل "دبلوماسي" لمسألة النووي الإيراني
  • بريطانيا تتوعد بعرقلة النووي الإيراني عبر العقوبات
  • إيران تعلن تسلمها رسالة من ترامب بشأن المفاوضات النووية
  • "القاهرة الإخبارية" : واشنطن وطهران في مواجهة جديدة وتصعيد حول الملف النووي الإيراني