الإحتلال يشن غارات جوية جديدة على غزة .. وإيران تحذر إسرائيل من استهداف منشآتها النووية
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
نيويورك طهران "العُمانية" "أ ف ب": شنّت إسرائيل غارات جوية جديدة اليوم على قطاع غزة، في وقت لا يزال الهجوم الإيراني غير المسبوق على الدولة العبرية نهاية الأسبوع الماضي، يثير توترات ومخاوف من ردّ إسرائيلي، ترافقها دعوات للتهدئة.
وبعدما تقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا دولاً حليفة لإسرائيل في صدّ الهجوم الإيراني، أعلنت واشنطن ولندن الخميس فرض عقوبات على إيران تطال مصنّعي مسيّرات.
"على شفير" الانزلاق
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن الدولي الخميس من أنّ المنطقة "على شفير" الانزلاق إلى "نزاع إقليمي شامل"، داعياً إلى أقصى درجات ضبط النفس في "لحظة الخطر القصوى هذه".
وقال غوتيريش "في غزة، أدّت ستة أشهر ونصف من العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى خلق جحيم" على الصعيد الإنساني، مؤكّداً أنّ مليوني فلسطيني يعانون في القطاع المدمّر من "الموت والدمار والحرمان من المساعدات الإنسانية الحيوية" والجوع.
يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، والتي بدأت رداً على الهجوم الذي شنّته حركة حماس على أراضيها في السابع من أكتوبر وأسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وأفاد شهود عن غارات كثيفة استهدف قطاع غزة ليل الأربعاء الخميس، حيث قُتل 33970 شخصا خلال أكثر من ستة أشهر من الحرب، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وبعد القصف الذي طال رفح حيث يتكدّس 1,5 مليون نازح جراء الحرب، قالت جملات رمضان لوكالة فرانس برس "استيقظت على صوت البنات يصرخن +ماما، ماما+... ركضت ووجدت الأطفال يركضون... وكانت الجثث متناثرة في كلّ مكان".
كذلك، طال القصف منطقة المواصي (جنوب) التي تحوّلت إلى مخيّم يضمّ آلاف الخيم التي تؤوي نازحين.
وقال شمس مجيد (22 عاماً) وهو أحد النازحين "تمّ تجريف أرضنا، دُمّر منزلنا... وذكرياتنا دُفنت تحت الأنقاض. سُحقت آمالنا وأحلامنا".
في هذه الأثناء، يستمرّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في تأكيد نيته شنّ هجوم برّي على رفح الواقعة على الحدود مع مصر، والتي يقدّمها على أنّها آخر معقل رئيسي لحركة حماس في القطاع.
ويثير ذلك قلقا دوليا خصوصا لجهة مصير أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في رفح، وفق الأمم المتحدة.
مبادرة عاجلة
أكد رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة آندريه دي دومينكو على أن مجتمع العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة قام بمبادرة عاجلة لجمع 2.82 مليار دولار لتمويل جهود الوكالات الأممية وشركائها لتلبية أكثر الاحتياجات إلحاحا لنحو 3.3 مليون شخص في قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية لمدة تسعة أشهر بدءا من أبريل وحتى ديسمبر القادم.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان اليوم، إن النداء هو جزء من نحو 4 مليارات دولار تحتاجها الأمم المتحدة وشركاؤها لدعم الاحتياجات الأساسية لملايين الأشخاص هناك. وقال المكتب إن نطاق هذه الاستجابة والعوائق التشغيلية، يفوق ما شهده العاملون في المجال الإنساني من قبل في الأرض الفلسطينية المحتلة وسياقات أخرى. وشدّدت وكالات الأمم المتحدة على ضرورة ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام لجميع المحتاجين في كل أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وفتح مزيد من نقاط الوصول وطرق الإمدادات البرية إلى غزة، بما في ذلك إلى شمال القطاع. وقال "أندريه دي دومينكو"، إن 6 أشهر مرت على العمليات العسكرية الإسرائيلية لكن نقاط العبور إلى غزة لا تُفتح بشكل منتظم بما يعيق العمليات الإنسانية، وأننا نبذل الكثير من الجهود لزيادة حجم المساعدات التي تدخل إلى شمال غزة، وأضاف "أن المجاعة لا تتعلق فقط بالغذاء، فهي تشمل الغذاء والصرف الصحي والماء والمنشآت الصحية، وإن استئناف توفير تلك الخدمات إلى الحد الأدنى أو المعقول يتطلب عملا هائلا لا يمكننا القيام به في الوقت الحالي".
وأكد المسؤول الأممي على أن عمليات توصيل المساعدات تواجه عوائق منها منع الوصول الإنساني والتأخير عند نقاط التفتيش وغير ذلك من العراقيل التي تقوض قدرة مجتمع العمل الإنساني على مواصلة أنشطته.
من جانبه قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، إنه تم تأخير البعثة بشدة، مما منحها وقتا أقل لتقييم المنشآت الصحية التي دمرتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
إنتشال الجثث مستمر
وأضاف: "عملية انتشال الجثث في الشفاء ما زالت مستمرة. ويقوم العاملون الصحيون بتنظيف قسم الطوارئ، كما تمت إزالة الأسرّة المحروقة. ولا تزال سلامة البناء المتبقي بحاجة إلى تقييم هندسي شامل". أما في المستشفى الإندونيسي، فقال الدكتور "تيدروس" إن جهود إعادة الإعمار جارية حيث إن المنشأة فارغة حاليًّا. وفي هذه الأثناء، يواصل مرفق جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية استقبال الجرحى وتقديم الخدمات الصحية الأساسية. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك"، إن فريقًا هندسيًّا من الأونروا يقوم بتقييم منشآت الوكالة في خان يونس جنوب قطاع غزة من أجل العودة المحتملة للنازحين الذين يحتاجون إلى مأوى بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من تلك المنطقة.
تحذير إيراني
حذر قيادي في الحرس الثوري اليوم إسرائيل من استهداف المنشآت النووية الإيرانية ردا على الهجوم الذي شنّته طهران على الدولة العبرية، ملمّحاً الى أن الجمهورية الإسلامية قد تعيد النظر في "عقيدتها" النووية بحال حصول ذلك.
وقال العميد أحمد حق طلب، قائد وحدة حماية وأمن المراكز النووية في الحرس الثوري، إنه "في حال أراد الكيان الصهيوني اتخاذ اجراء ضد مراكزنا ومنشآتنا النووية، فإنه سيواجه حتما وبالتأكيد بردة فعلنا. وللرد بالمثل فإن المراكز النووية للكيان ستتعرض للهجوم والعمليات بالأسلحة المتطورة"، وفق ما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية.
وشنّت إيران ليل السبت الأحد هجوما على إسرائيل بمئات الطائرات المسيّرة والصواريخ ردّاً على ضربة دمّرت مبنى قنصليتها في دمشق وأودت بسبعة أفراد من الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران في الأول من أبريل. واتهمت طهران إسرائيل بشنّ الضربة.
وأكدت الدولة العبرية أنها تحتفظ بالحق "في حماية نفسها" ردّاً على الهجوم الإيراني، على رغم تأكيدها أنها تمكنت وحلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة، من إسقاط غالبية الصواريخ والمسيّرات التي أطلقتها طهران.
وفي ظل التهديد الإسرائيلي بالردّ على رغم الدعوات الدولية للتهدئة، شدد حق طالب على أنه "تم تحديد المراكز النووية للعدو الصهيوني"، مؤكدا أن "يدنا على الزناد لإطلاق الصواريخ القوية لإبادة الاهداف المحددة" في حال استهدفت إسرائيل منشآت إيرانية.
ويرجح خبراء امتلاك إسرائيل أسلحة ذرية، علما بأنها لم تنف أو تؤكد هذا الأمر. في المقابل، تتهم إسرائيل ودول غربية إيران بالسعي الى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه طهران على الدوام وتؤكد سلمية برنامجها النووي.
وشدد حق طالب على أنه "إن أراد الكيان الصهيوني المصطنع استخدام التهديد بمهاجمة المراكز النووية الايرانية كأداة للضغط على إيران، فإن من المرجح مراجعة العقيدة والسياسات النووية للجمهورية الاسلامية الايرانية والعدول عن الاعتبارات المعلنة في السابق، وهذا أمر قابل للتصور".
ولم يقدم حق طالب إضافية بهذا الشأن.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أعرب عن "قلقه" من احتمال استهداف إسرائيل المنشآت الإيرانية، مؤكدا أن طهران أغلقت مراكزها النووية الأحد بعد هجومها على إسرائيل "لأسباب أمنية".
وسبق لإسرائيل استهداف منشآت نووية في منطقة الشرق الأوسط. وأعلنت إسرائيل تدمير مفاعل تموز في العراق عام 1981، وأقرت في 2018 بأنها شنّت قبل 11 عاما من ذلك، ضربة جوية استهدفت مفاعلا قيد الانشاء في أقصى شرق سوريا.
واتهمت طهران إسرائيل بالوقوف خلف عمليات تخريب لمنشآتها النووية، إضافة الى اغتيال عدد من علمائها على مدى الأعوام الماضية.
على صعيد آخر، أكد مسؤول عسكري بارز في طهران الخميس أن بلاده استخدمت فقط "أسلحة قديمة والحد الأدنى من القوة" في هجومها على إسرائيل.
وقال العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجو-فضائية في الحرس الثوري "لقد تغلبنا على القدرة القصوى للمعسكر العبري والغربي بأقل قدر من القوة في هذه المرحلة".
وأضاف "في هذه المرحلة، لم نستخدم صواريخ خرمشهر وسجيل والحاج قاسم وخيبر شكان وغيرها"، علما بأن إيران لم تحدد رسميا عدد المسيرات والصواريخ التي أطلقتها أو طرازها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المراکز النوویة الأمم المتحدة الحرس الثوری قطاع غزة على أن فی هذه
إقرأ أيضاً:
انخفاض تاريخي للتومان الإيراني.. وإطفاء الطرقات بسبب أزمة الطاقة
بغداد اليوم- متابعة
انخفضت قيمة التومان الإيراني، اليوم الأربعاء (18 كانون الأول 2024)، إلى أدنى مستوى في تاريخه، حيث فقد أكثر من 10% من قيمته منذ أن فاز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما يبرز تحديات جديدة أمام طهران، في الوقت الذي ما زالت تواجه فيه الحروب في الشرق الأوسط، وسط تصاعد أزمة الطاقة بالتزامن مع بدء الصقيع.
وأطفأت السلطات الإيرانية الأنوار التي تضيء الطرق السريعة في طهران، مع تطبيق الجمهورية الإسلامية العديد من الإجراءات بهدف توفير الوقود وسط موجة برد قارس.
وفي الأيام الأخيرة، أصدرت إيران تعليمات بإغلاق المدارس والمكاتب الرسمية في كل أنحاء البلاد، بعد اضطرارها إلى تقنين الكهرباء، رغم امتلاكها أحد أكبر احتياطات الغاز الطبيعي في العالم.
وقال علي رضا رضائي، نائب رئيس شركة الكهرباء في طهران، لوكالة (إرنا) الرسمية للأنباء، إنّ "الأنوار أُطفئت على الطرق السريعة خلال الشهرين الماضيين لتوفير الوقود".
وأضاف أنه "في الوقت الراهن، لا أضواء على الطرق السريعة في المناطق الحضرية"، مضيفاً أن "الأضواء الموجودة في الشوارع ما زالت تعمل".
وتابع أنه رغم المخاوف المرتبطة بالسلامة، سيستمر قطع الكهرباء على الطرق السريعة "ما دام هناك خلل في توازن الطاقة وحتى إدارة استهلاك الوقود على مستوى البلاد، وحذّرت شرطة المرور الإيرانية من أن انقطاع التيار الكهربائي قد "يتسبب في زيادة هائلة في عدد الحوادث".
والثلاثاء، بدأت المراكز التجارية في طهران تغلق أبوابها قبل ساعتين من الموعد الاعتيادي لتوفير الطاقة. وقال محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، في حوار أمس الثلاثاء مع التلفزيون الحكومي، إن إمدادات النقد الأجنبي سترتفع، وسيستقر سعر الصرف.
وأضاف أنه جرى ضخ 220 مليون دولار في سوق العملة. ويأتي انخفاض العملة في الوقت الذي أصدرت إيران فيه أوامر بإغلاق المدارس والجامعات والمكاتب الحكومية اليوم الأربعاء بسبب تزايد سوء أزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب ظروف الطقس السيّئ.
وتملك إيران بعضاً من أكبر موارد الغاز والنفط في العالم، غير أنّ شبكة الكهرباء في البلاد تعاني نقص الاستثمارات في بنيتها التحتية، خصوصاً بسبب العقوبات الغربية.
واضطرّت إيران إلى ترشيد الكهرباء في الأسابيع الأخيرة بسبب نقص الغاز والوقود لتشغيل محطات الطاقة لديها، وقال المتعاملون في طهران إن الريال سجل 777 ألف ريال أمام الدولار، مقارنة بـ703 آلاف ريال يوم فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.