تقربنا من الله تعالى كثيرا فى رمضان؛ ومارسنا كل انواع العبادات (الصلاة.. الصيام..الزكاة.. الاستغفار) صلاة التراويح والتسابيح والتهجد والقيام وقراءة القرآن؛ وصلة الرحم والاكثار من الصدقات.
ورمضان هو شهر التقرب واللقاء مع الله تعالى من خلال ما نفعله وما نقوله؛ وما نتخذه من سلوكيات طيبة تكون مقبولة باذن الله.
فهل تمتد هذه السلوكيات بعد رمضان..؟ لا نقول كلها ولكن لو جزءا منها حتى نكون مع الله برحمته ومغفرته وعتقه لنا من النار.
وان نمسك لساننا هذا السليط عن قول الكذب والسعى بين الناس بالغيبة والنميمة وقول الزور على مرأى البشر بدون خجل أو حياء والتى أصبحت بين ضعاف الناس تجارة منتشرة يعتقدون أنها رابحة؛ وللأسف يتبدل الحال بعد أيام قليلة من رمضان..!
وبشكل غير مقبول يحدث هذا التغيير فى مجتمع يحمل قيم الإسلام وتعاليم رسولنا الكريم؛ وهذه خصال الكثير منا بعد هذا الشهر الفضيل.
وان من كانوا رواد المساجد وقرناء لهم وروادها فى رمضان؛ أما بعد رمضان فأين هم..؟اين مكانهم فى المساجد ودور العبادة..؟
كأننا كنا فى مأمورية عمل طوال هذا الشهر وانتهت يوم ٣٠ رمضان..؟!!
ونسلم دفاتر وأوراق هذه المأمورية ونعود نمارس نفس الحياة والسلوك والعادات والطقوس.. من كذب وغش وغيبة ونميمة وتقاعس عن أداء أعمالنا على اكمل وجه كما أمرنا رسولنا الكريم (من عمل عملا أن يتقنه...).
وضاع بر الوالدين. وغابت الصلاة الجماعة من المساجد؛ وبدأنا نتلفظ بأقبح العبارات؛ وانقطعت صلة الارحام؛ وانعدمت الصدقات الطيبة التى تمحو الذنوب وتطهر النفوس وتزكيها.
فماذا بقى لنا أن نفعله بعد أن وقفنا عن فعل كل المفعول فى رمضان..!!
ان تعاليم الإسلام ليست فى رمضان فقط؛ بل فرضت طوال العام وللعمر كله.. لأنها واجبات
فرضت علينا إلى يوم لقائه سبحانه وتعالي..
وأسال كل من خرج من رمضان:
كيف تمارس حياتك اليومية الآن؟
هل اخذت ولو جزءا بسيطا من أفعال رمضان لتمارسها طوال العام لتجد ثمرة ذلك فى حياتك اليومية وفى اولادك.. صغارا وكبارا..؟
هل تركنا ما كنا نفعله بعد تسليم دفتر احوال رمضان..؟
ام اننا أخذنا من أعمال رمضان ما يكون معنا طوال العام ويكون لنا نورا وضياء فى الدنيا والآخرة ونقترب به من الله تعالى.
فى رمضان تركنا المعاصى ونبذنا السلوكيات السيئة والأعمال المحرمة ابتغاء مرضاة الله تعالى ليعفو عنا ويرحمنا ونكون مع الذين عفا عنهم وعتقهم من النار باذن الله وتغمرنا شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم.
ويحدث تغيير فى حياتنا ويتغير واقعنا فى الشهور الأخرى من العام.
فهل قررنا أن نفعل هذه السلوكيات الطيبة بعد رمضان؟
هل هذه النفس التى أحبت فعل الطيبات فى رمضان أن نراها تعيش هذه الحالة طوال الشهور الأخرى لتجنى ثمار هذا التغيير.
ويكون رمضان شهرا فاعلا فينا وترك أثرا فى نفوسنا وعقولنا وأرواحنا ويكون قد حدث التغيير للأفضل فى حياتنا كلها؛ خاصة فى علاقاتنا مع الله عز وجل طوال العام كله باذن الله.
عضو اتحاد كتاب مصر
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحمد محمود أهل ا بكم ورمضان الصلاة الزكاة الصيام الأستغفار طوال العام الله تعالى بعد رمضان فى رمضان
إقرأ أيضاً:
الشيخ سالم جابر: خطبة الجمعة منبر التغيير والإصلاح المجتمعي
وناقشت حلقة 2025/3/27 من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"، فضل يوم الجمعة وخطبة الجمعة ودورها في التغيير المجتمعي، حيث استضاف الشيخ سالم جابر، الإمام والخطيب والداعية الإسلامي.
وبدأ اللقاء بتسليط الضوء على المكانة الرفيعة ليوم الجمعة في الإسلام، الذي وصفه الشيخ سالم بأنه "خير يوم طلعت فيه الشمس، فيه خُلق آدم، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة إجابة".
وأشار إلى الخيرية التي ذكرت في سورة الجمعة، مؤكدا أن هذا اليوم اختاره الله ليضاعف فيه الأعمال ويكثر فيه من الطاعات.
وأوضح الشيخ أن الله -عز وجل- فضّل بعض الأزمنة والأمكنة والمخلوقات على بعض لحكمة لا يعلمها إلا هو، وكان يوم الجمعة من بين ما فضّله الله من الأيام، وجعله موسما إيمانيا أسبوعيا للمسلمين يرتبطون من خلاله بذكر الله.
وتناول اللقاء الخصائص المميزة لصلاة الجمعة التي تفردت بها عن بقية الصلوات، فهي تبدأ بأكثر من أذان، وتقام جهرا في وقت صلاة سرية، وهي ركعتان وليست أربعا، وترتبط بها خطبة، كما يتوقف فيها البيع والشراء وقت النداء لها.
وأشار الشيخ إلى الأمر الإلهي في الآية الكريمة: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع"، موضحا أن توقف البيع والحركة التجارية وقت النداء للصلاة يدل على عظمة هذه العبادة، كما أكد أن الإنصات للخطبة واجب شرعي، ومن لغى في أثناء الخطبة فلا جمعة له.
إعلانوتطرق الحوار إلى آداب يوم الجمعة من الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب، لافتا إلى أن الإسلام حث على النظافة والأناقة منذ بدء الدعوة الإسلامية حتى في الظروف الصحراوية وقلة الموارد، لأن التشريع الإسلامي صالح لكل زمان ومكان.
وأكد الشيخ سالم أهمية خطبة الجمعة بوصفها منبرا للتغيير والإصلاح المجتمعي، مشيرا إلى أن الخطبة ينبغي أن تكون مرتبطة بواقع الناس ومشكلاتهم وقضاياهم.
وأضاف: "لو استغلت الخطبة استغلالا حقيقيا، لتغير حال الأمة بالكامل".
وانتقد الخطباء الذين يبتعدون عن مشكلات الأمة وقضاياها، مؤكدا أن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
قضايا الأمة
ودعا إلى استثمار منبر الجمعة في تناول القضايا التي تهم الأمة الإسلامية جمعاء، مثل قضية فلسطين وغزة، معتبرا أن التغافل عن معاناة المسلمين في فلسطين وغيرها من البلاد الإسلامية أمر لا يليق بخطباء المنابر.
وقدم الشيخ سالم مجموعة من الصفات والمؤهلات التي ينبغي أن يتحلى بها الخطيب الناجح، ومنها:
العلم وسعة الاطلاع: على الخطيب أن يكون ملما بعلوم متنوعة من التفسير والحديث والسيرة والتاريخ والأدب. الالتزام بالأحكام الشرعية وتطبيق ما يدعو إليه: حتى يوافق قوله فعله ويكون مقنعا للناس. الجرأة والشجاعة الأدبية: وهذه تُكتسب بالتدريب وحضور دورات الخطابة. النصاعة في التاريخ الشخصي: فالخطيب يجب أن يحافظ على تاريخه القديم والحديث. الإخلاص في القول والعمل: بحيث تكون نيته إصلاح قلوب الناس وهدايتها إلى الحق. وثاقة الصلة برواد المسجد والمجتمع المحيط: ليعرف احتياجاتهم ومشكلاتهم. القدرة على الاستنباط وتوظيف النصوص: فالنصوص ليست جامدة بل منفتحة، يجب استخراج الدرر منها. النظافة والهندام الحسن: لأن المظهر الحسن يجذب الانتباه ويعزز التأثير. قوة الشخصية والصوت المؤثر: فالأذن هي التي تستوعب وتوصل إلى القلب.وحذر الشيخ سالم من عدة أخطاء يقع فيها بعض الخطباء، منها:
الابتعاد عن واقع الناس ومشكلاتهم: معتبرا أن الخطبة يجب أن تكون نابعة من واقع الناس وتلامس همومهم. الاستغراق في الإسرائيليات والقصص الوهمية: مما يفقد المصداقية. قراءة الخطبة من ورقة طوال الوقت: مما يفقد التواصل مع المصلين. الالتزام بخطبة موحدة مكتوبة تفرضها بعض البلدان: وهو ما ينتقص من تأثير الخطبة. ضعف الإعداد والتحضير للخطبة: إذ ينبغي الإعداد الجيد من حيث الموضوع والمضمون. ضعف مهارات الإلقاء: مؤكدا أن "فن الإلقاء معدوم عند كبار الخطباء في أكبر المساجد". إعلانوختم الشيخ سالم لقاءه بتقديم خطوات عملية لإعداد خطبة جمعة مؤثرة:
الاستعداد الإيماني: بدءا بالخشوع في الصلاة وكثرة الذكر والعبادة. اختيار الموضوع المناسب: بناء على أهميته وحاجة الناس إليه. جمع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بالموضوع. الاستعانة بقصة أو قصتين وبعض أبيات الشعر. الاستفادة من كتب السلف: مثل كتب ابن القيم وابن الجوزي والذهبي. تقسيم الخطبة إلى مقدمة ووسط وخاتمة. ربط الدعاء بموضوع الخطبة: بحيث لا يكون دعاء مرتبا يتكرر في كل خطبة. الاهتمام ببراعة الاستهلال: لجذب انتباه المستمعين منذ البداية.وأشار إلى أهمية تخصيص خطبة أو أكثر سنويا للحديث عن القضايا التي تهم الأمة الإسلامية جمعاء، وليس فقط أهل الحي أو البلد.
الصادق البديري27/3/2025