يمانيون/ صنعاء

دعا قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الشعب اليمني إلى الخروج المليوني الواسع يوم غدٍ الجمعة، في العاصمة صنعاء والمحافظات لاستمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته ودعم مقاومته.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له مساء اليوم حول آخر التطورات في فلسطين والمستجدات الإقليمية ” ادعوا الشعب اليمني العزيز إلى أن يُجسّد يوم الغد مقولة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أجداده الأنصار “تكثرون حين الفزع، وتقلٍون عند الطمع”.


وحث الشعب اليمني على أن يكثر براياته ويحضر للساحات في العاصمة صنعاء والمحافظات في خروج مليوني واسع لترجمة ثباته وفاعليته، واستمرارية نشاطه وقوة إيمانه وأن يعبر دائماً للشعب الفلسطيني أنه لن يتخلى عن موقفه في نصرته والوقوف معه والثبات على الموقف لا مع طول وقت ولا مع حجم ضغوط أو مستوى أي أحداث.
وأضاف “الخروج المليوني الأسبوعي مهم في هذه المعركة وهو ميسّر ومتاح والمسألة ليست معقدة في خروج يوم الجمعة كون الشعب اليمني صامد وثابت يتجه ليكون موقفه لائقاً به في إيمانه ووعيه وبصيرته وشهامته وقيمّه وأخلاقه”.
ووصف قائد الثورة خروج الشعب اليمني في الأسبوع الأخير من شهر رمضان بالعظيم والمتميز، مؤكداً أن الثمرة المرجوة بعد رمضان أن يكون الجميع أكثر إحساسا بالمسؤولية والسعي لفعل ما هو أكثر.
وتابع “لا مجال للكسل، والتنصل عن المسؤولية، وهذا ليس من شأن أي إنسان مؤمن تزود بالتقوى، وزداد وعياً وبصيرة واتصاله بالقرآن الكريم والتزويد بالأعمال الصالحة والمطلوب الاهتمام بالأنشطة واستمرار تكثيف نشاط التعبئة وهي من أهم المسارات”.
وأشار إلى أن ما يحدث على المستوى العسكري لابد أن يوازيه ويواكبه التفاعل الشعبي، مبيناً أن طريق الجنة والفوز العظيم والفلاح في الدنيا والآخرة والعزة والقوة والنصر والحرية هو بالاستمرار في حمل راية الجهاد والتحرك الفاعل والعمل النشط.
واستعرض السيد القائد عمليات إسناد اليمن للشعب الفلسطيني ونصرة قضيته والمقاومة في غزة والتي بلغت خلال أسبوعين 14 عملية من البحر الأحمر، وصولاً إلى المحيط الهندي، الذي أصبح جزءاً من العمليات وكذلك ضد أهداف العدو جنوب فلسطين.
وأوضح أن عمليات القوات المسلحة اليمنية نفذت بـ 36 صاروخاً باليستياً ومجنحا ومسيرات تم استهداف ثمان سفن مرتبطة بالأعداء، ليصل إجمالي السفن المستهدفة إلى 98 سفينة.
وجدد التأكيد على أن العمليات العسكرية اليمنية مستمرة، بفضل الله وتأثيرها كبير وناجح، وانسحبت هذه الأسابيع عدة قطع بحرية من البحر الأحمر وهو شيء مفيد، وكل المنسحبين يتحدثون عن فاعلية العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية.
وقال “نؤكد للأمريكي والبريطاني وللكل أنه لا يمكن لأحد أبداً أن يوقف عملياتنا المساندة لغزة، ولن يوقفوا عملياتنا للضغط لإيقاف الحصار لا بعمليات مضادة ضد بلدنا ولا بحشد السفن الحربية”.
وذكر قائد الثورة أنه ليس من مصلحة أحد مجاملة الأمريكي واسترضائه بالمشاركة البحرية.. مؤكداً ألا خطر على الملاحة التابعة للدول الأوروبية، التي لا تتجه للعدو الإسرائيلي ويمكنها المرور بأمان وسلام في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي.
وخاطب الدول الأوروبية بالقول “من مصلحتكم سحب قطعكم التي تكلفكم كثيراً وتدخلكم في مخاطر ومناوشات لصالح الأمريكي، ومن خلال التنسيق مع بلدنا تستطيع أي دولة أن تعبر في البحر من دون أي استهداف”.
وأكد أن التأثير على أمن وسلامة الملاحة وعبور السفن هو في ازدحام القطع الحربية في البحر الأحمر.. لافتاً إلى اعتراف العدو بالفشل، إزاء ما يقوم به في البحر وخسائره الاقتصادية كبيرة وفي تزايد.
وتابع “الخسائر الإسرائيلية مستمرة في التصاعد نتيجة منع سفنه من العبور والسفن المرتبطة به، وكذا الخسائر الأمريكية والبريطانية والدول التي تورّط نفسها في هذه الأعباء تتصاعد في التأمين وارتفاع الأسعار”.
وشدد قائد الثورة على أنه ليس هناك أي حل يسهم في استقرار المنطقة بشكل صحيح إلا وقف العدوان والحصار على غزة.. مضيفاً “لا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الإسرائيلي محتل لفلسطين ومرتكب لجرائم الإبادة في قطاع غزة”.
ورأى أن الحل لمصلحة الجميع يتمثل مجدداً في إيقاف العدوان الصهيوني ورفع حصاره على غزة ووصول الغذاء والدواء والسماح بدخوله لسكان القطاع.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن شهر رمضان كان مدرسة للتزود منه بالتقوى، مبيناً أن الشعب الفلسطيني صام شهر رمضان وأحياه كباقي شعوب الأمة، وهو يُجاهد ويُصابر ويُعاني من الظلم والحصار والتجويع.
وتطرق إلى المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق الأمة في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف معه وإسناده وإغاثته والتصدي للعدو الذي يعتدي عليه بكل الاعتبارات، باعتبار الشعب الفلسطيني جزء من الأمة.. معتبراً الموقف الرسمي لمعظم الدول العربية والإسلامية يتصدر دائرة المتخاذلين عن نصرة فلسطين وقضيته العادلة.
وأوضح أن بعض الشعوب متخاذلة والبعض منها متواطئة في العدوان والبعض مساهم مع العدو في عدة مجالات.. مشيراً إلى أن الفرز في واقع الأمة ليس جديداً بل هو ضمن سنة الله سبحانه وتعالى على مدى التاريخ.
وأشار السيد القائد إلى أن التيار التكفيري، تيار فتنوي كبير، ينتمي إليه عشرات الآلاف لكن تحركه تحت عنوان “الجهاد في غير الاتجاه الصحيح”، وعنوان الجهاد مستهدف من أعداء الإسلام بالتشويه والتحريف.
وقال “التيار التكفيري تحرك لنشر الفتن وقتل أبناء الأمة في الأسواق والمساجد والمناسبات الدينية والاجتماعية ونفذ أكثر من أربعة آلاف عملية انتحارية في العراق بهذا العنوان، كما أنه مارس عمليات إجرامية ذبحاً بالسكاكين وتمثيلاً بالجثامين وقطعاً للرؤوس تحت راية الإسلام”.
وأعرب عن الأسف لما يرتكبه التيار التكفيري من قتل مئات الآلاف من المسلمين بدعم مادي ضخم من أنظمة عربية ودعم سياسي وإعلامي، في حين سكتوا إزاء ما يرتكبه كيان العدو الصهيوني في غزة ولم يتحركوا بالجهاد في سبيل الله لمواجهته.
وقال “التكفيريون لم يتحركوا عسكريا مع فلسطين كما كانوا مقاتلين ومنتحرين بالآلاف ولا على المستوى الإعلامي”.. متسائلاً “أين التيار التكفيري من مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يعتبر العدو الأول للإسلام بنص القرآن؟!!”.
وبين أن التيار التكفيري لم يوجه نشاطاً لتعبئة الأمة ضد العدو الإسرائيلي كما كان يتحدث ويحرض على أبناء الأمة.. موضحاً أن النظام السعودي ومعه النظام الإماراتي قدما أنفسهما زعماء وحماة الحضن العربي وإذا بهم يتضاءلون عن أي جهد مساند لفلسطين.
وأكد قائد الثورة أن النظامين السعودي والإماراتي ساهما في خدمة العدو إعلامياً وتبنيا تصريحات الصهاينة والأمريكيين كأنها موجهات للتحرك.. مشيراً إلى أن ممارسات العدو الصهيوني الإجرامية تكشف عن حقده الدفين والعداء الشديد للأمة العربية والإسلامية.
وأفاد بأن جهات وشخصيات في اليمن وغيره لها أنشطة عدائية تحت عناوين إنسانية وأخلاقية، فأين هم من غزة؟.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية عادلة ولا التباس في عدالتها كون الشعب الفلسطيني صاحب الحق، إضافة إلى حجم المظلومية والمعاناة.. مؤكداً أن القضية الفلسطينية مرتبطة بالأمة في دينها لوجود المقدسات فيها وهي مسؤولية إيمانية وأخلاقية.
وتابع “لولا جهاد الشعب الفلسطيني وتضحياته والمجاهدين في لبنان لكان شر العدو الإسرائيلي قد اتجه إلى دول وبلدان أخرى وما يفعله العدو في فلسطين يثبت أنه لا يعطي أي اعتبار، لا للقوانين ولا للأعراف، ولا لمنظمات أو مؤسسات دولية”.
كما أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الطغيان الإسرائيلي يشترك فيه الأمريكي وتدعمه الدول الغربية، لارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة وآخرها استشهاد أبناء وأحفاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وأشاد بالموقف الإيماني والجهادي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. معبراً عن أحر التعازي له ولأسرته في استشهاد أبناءه وأحفاده ضمن مجازر ما يزال العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً، يرتكبها حتى اللحظة.
وأثنى على التلاحم والاندماج من القيادات الفلسطينية مع شعبهم ومجاهديهم.. مؤكداً أن العدو الإسرائيلي بجريمته لا يحقق لنفسه صورة نصر إنما هو رصيد إضافي من الإجرام.
وذكر قائد الثورة أن العدو يكثف من اعتداءاته في الضفة الغربية بهدف تهجير الأهالي ونهب ممتلكاتهم، في ظل إصرار الأمريكي على منع وقف إطلاق النار واستمرار العدوان في غزة.
واستهجن المساندة الواضحة والفاضحة للعدو الصهيوني من قبل ألمانيا بتقديم الدعم الكبير له بالقذائف لقتل الأهالي في غزة، وبمساهمة فرنسا وبعض الدول الأوروبية بشكل واضح وفاضح ودول أوروبية في دعم العدو لقتل أبناء غزة.
وأكد أن بريطانيا تشترك مع الأمريكي حتى بطائراتها المسيرة في العدوان على غزة، وفي مقابل المشاركة الأمريكية والبريطانية والدعم الأوروبي للعدو الصهيوني، هناك صمود عظيم واستبسال كبير من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقال “ثبات المجاهدين في قطاع غزة من مختلف الفصائل هو جدير بالإشادة والتقدير وهو مدرسة في الصبر والتوكل على الله، والمجاهدون في تماسكهم وفاعليتهم وصبرهم يقتدون ويحتذون حذو أتباع وأنصار الأنبياء”.. مؤكداً أن تماسك المقاومة وثباتها في غزة بالرغم من الظروف التي يعيشها الأبطال والحصار الشديد عليهم هو نصر بحد ذاته.
وعدّ ثبات وصمود المجاهدين في غزة بشارة عظيمة على مرحلة جديدة في مستقبل الشعب الفلسطيني، الذي فاق صموده وتماسكه حتى توقعات الأعداء، الذين كانوا يراهنون بالإجرام الفظيع على كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من قطاع غزة، لكنهم فشلوا في ذلك.
وعرّج السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على عملية “الوعد الصادق” الإيرانية على الكيان الصهيوني.. وقال “ما قبل الرد الإيراني كان هناك مساعٍ حثيثة ومحاولات مكثفة للسعي لإعاقة واحتواء الرد الإيراني، وقدُّمت عروض وإغراءات للأخوة في إيران في محاولة لثنيهم عن الرد لأن الأعداء قلقون من أي موقف يفيد الشعب الفلسطيني”.
وأضاف “قدّمت أمريكا والمرتبطين بها إغراءات وعروضاً كثيرة على الأخوة الإيرانيين لمحاولات ثنيهم عن الرد أو إضعاف مستواه”.. مشيراً إلى أن الأعداء يريدون أن يبقى العدو الإسرائيلي متفرغاً وهادئاً وسليماً من أي خطر لينفرد بالشعب الفلسطيني.
وتابع “كان هناك ترتيبات واسعة للتصدي للرد الإيراني وقادت أمريكا عملية التصدي”.. معبراً عن الأسف الشديد من بعض الدول العربية التي سعت لإعاقة الرد الإيراني تحت عنوان السعي لمنع التصعيد، مؤكداً أن التصعيد والخطر هو بما يفعله العدو الإسرائيلي في غزة.
وبين قائد الثورة أن بعض الدول العربية تحركت مع الدول الأوروبية في التصدي للرد الإيراني، مضيفاً “مؤسف جدا أن تقوم دول عربية بحماية العدو الإسرائيلي، وجريمة ضد الشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أن الأمريكي عمل سبعة أحزمة وطبقات بهدف التصدي للرد الإيراني الذي كان قوياً من حيث الزخم كماً وكيفاً ومن الأراضي الإيرانية، والاعتراض للصواريخ والمسيرات التي تستهدف العدو الإسرائيلي.
وأفاد بأن العدو الصهيوني كان يسعى أن يصرف الجمهورية الإسلامية عن ألا يأتي الرد من أراضيها وألا يكون إلى فلسطين المحتلة.. موضحاً أن الرد من الأراضي الإيرانية استهدف قاعدة عسكرية هي من أهم القواعد العسكرية الصهيونية في فلسطين المحتلة.
واعتبر الرد الإيراني كان مهماً وقوياً ولأهداف مهمة شارك المحور أيضاً في الرد من مختلف الجبهات المساندة، ومثل في ذات الوقت فرصة مهمة لاستهداف العدو الإسرائيلي.
ولفت السيد القائد إلى أن عملية “الوعد الصادق” ثبتّت معادلة الرد على العدو الإسرائيلي الذي يسعى لفرض قاعدة الاستباحة، وفي ذات الوقت ثبّتت قواعد الاشتباك مع العدو، في حال اعتدى يتم الرد عليه بشكل قوي وحاسم.. مؤكداً أن العدو اعتاد منذ عقود أن يضرب دولاً عربية وإسلامية ولا ترد وفي بعض الأحوال تقدّم شكوى إلى الأمم المتحدة.
وقال “بعد فشل الأعداء عن ثني الإخوة في الجمهورية الإسلامية عن الرد اتجهوا للتشويه والتقليل من هذه العملية، ومحاولة تصوير الموقف الإيراني وكأنه موقف لا أثر له ولا أهمية له وأنهم تصدوا له بنجاح”.
وتوقف عند مشاهد الفرحة لأبناء الشعب الفلسطيني الذين شاهدوا لأول مرة مشهداً رائعا لعدد كبير من الصواريخ وهي تنهمر على العدو الإسرائيلي.. مضيفاً “الشعب الفلسطيني فرح وابتهج وهو يرى من يجرؤ على استهداف العدو الإسرائيلي بذلك المستوى من الاستهداف”.
وعبر عن الأسف الشديد لقيام بعض وسائل الإعلام العربية بالتحرك ضد الرد الإيراني بنفس المنطق الإسرائيلي.. مبيناً أن منطق نتنياهو تحول إلى موجه لبعض وسائل الإعلام العربية، وحاولوا أن يفصلوا الرد الإيراني عن مساندة الشعب الفلسطيني.
وأرجع قائد الثورة المشكلة الأمريكية الغربية مع إيران، يتمثل في دعمها للشعب الفلسطيني ومجاهديه.. مؤكداً أن تصوير الأعداء وبعض الدول العربية القضية الفلسطينية على أنها قضية إيرانية يميز الجمهورية الإسلامية في مستوى دعمها لفلسطين.
وأوضح أن التبني الإيراني للقضية الفلسطينية جاءت عمليات وعمليات مضادة مع العدو.. معتبراً العملية الإيرانية تمثل دعماً مفيداً ومباشراً للشعب الفلسطيني وقضيته وللمجاهدين في غزة، وفي حال رد العدو الإسرائيلي على إيران فسترد الأخيرة بشكل أقوى وسيكون ذلك في مصلحة الشعب الفلسطيني.
وقال “لو تأتي أي دولة لتفتح في هذا التوقيت مشكلة مع العدو الإسرائيلي لمثل ذلك دعماً للشعب الفلسطيني”.
وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن جبهة حزب الله وتصعيدها الواضح على العدو خلال الأسبوعين الماضيين، وتأثيرها المستمر والمتزايد.. لافتاً إلى أن جبهة العراق مستمرة وأسهمت أيضاً في عملية “الوعد الصادق” الإيرانية. # السيد القائد# الشعب الفلسطيني# خطاب#آخر التطورات والمستجدات#السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي#دعماً للمقاومة الفلسطينية#نصرة لغزة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید عبدالملک بدر الدین الحوثی العدو الإسرائیلی للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی قائد الثورة أن الدول العربیة الرد الإیرانی السید القائد الشعب الیمنی بعض الدول أن العدو فی البحر مع العدو على أن فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

لا كرامة بلا سيادة: مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بوابة لإعادة بناء سوريا

 

 

التطورات الحاصلة في المشهد السوري تبرز مسألة العدوان الإسرائيلي كواحدة من أبرز التحديات التي تواجه الشعب السوري والقوى الثورية
الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية، بما في ذلك القصف المتكرر للمقدرات الحيوية واحتلال المزيد من الأراضي، ليست مجرد اعتداء على الأرض، بل هي معركة تتعلق بالسيادة والكرامة الوطنية. ومع ذلك، هناك أصوات تدعو إلى تأجيل الرد على هذا العدوان، بحجة أن الأولوية ينبغي أن تُعطى لترتيب الجبهة الداخلية وإعادة بناء الدولة، معتبرةً أن توثيق الانتهاكات لدى الأمم المتحدة كافٍ لمحاسبة إسرائيل مستقبلاً
لكن هذا الطرح يحمل في طياته مخاطر استراتيجية وسياسية كبيرة لا يمكن تجاهلها.
إن اعتداءات الإحتلال على سوريا لا تُعتبر أفعالا عرضية أو طارئة، بل هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تقويض السيادة واستنزاف مقدرات الشعب
كما ان السكوت عن هذه الاعتداءات يُعطي الكيان المحتل الضوء الأخضر للاستمرار في سياساته العدوانية، وفرض أمر واقع جديد على الأرض السورية.
والسكوت ليس مجرد تقاعس عن الرد، بل هو تواطؤ غير مباشر مع العدوان، وهو ما يهدد مستقبل سوريا كدولة ذات سيادة.
وإذا كانت القوى الجديدة تُدرك حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها، فلا يمكنها أن تبقى صامتة أو متفرجة بينما تُستباح الأرض
أما الحجة القائلة بأن الرد على العدوان يُعيق جهود ترتيب الجبهة الداخلية، فهي رؤية قاصرة تتجاهل حقيقة أن السيادة الوطنية هي الأساس الذي تُبنى عليه أي عملية إعادة بناء أو مصالحة.
ولا يمكن الحديث عن بناء سوريا جديدة إذا كانت أرضها مستباحة وقواتها عاجزة عن التصدي للعدوان.
لذا فان تجاهل الاعتداءات الإسرائيلية بحجة التركيز على الداخل يُعد هروبا من المسؤولية، ويعكس عجزا عن فهم أبعاد الصراع الأوسع الذي يتجاوز حدود سوريا ليشمل المنطقة بأسرها.
الحديث عن توثيق الانتهاكات لدى الأمم المتحدة كبديل عن الرد العسكري أو السياسي الفعّال هو إعادة إنتاج لنفس الأخطاء التي ارتكبتها الدول والشعوب المقهورة على مدار عقود. تاريخ الأمم المتحدة في التعامل مع انتهاكات إسرائيل يُظهر بوضوح أنها عاجزة عن محاسبة هذا الكيان على جرائمه، سواء في فلسطين أو غيرها. إذا كانت المنظمة الدولية عاجزة عن تطبيق قراراتها وإيقاف الانتهاكات المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فكيف يمكن التعويل عليها في حماية حقوق الشعب السوري؟ الاعتماد على الأمم المتحدة كوسيلة أساسية لمواجهة العدوان الإسرائيلي ليس سوى وهم يُضاف إلى سلسلة الأوهام التي أضرت بالقضية السورية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز حصريا على ترتيب الأوضاع الداخلية دون اتخاذ موقف واضح تجاه العدوان الإسرائيلي يُمثل نوعا من التسليم بالقوة الإسرائيلية والرضوخ للأمر الواقع.
ان الرد على هذا العدوان لا يتطلب التفريط في جهود المصالحة الداخلية أو إعادة الإعمار، بل يمكن أن يكون دافعا لتحقيق الوحدة الوطنية. التصدي للعدوان يُظهر للشعب السوري والعالم أن قضيته ليست مجرد نزاع داخلي، بل هي معركة وجود وسيادة وعندما يتوحد الشعب السوري بمختلف مكوناته في مواجهة العدوان الإسرائيلي، فإن هذا يُعيد الثقة في القيادة الجديدة ويُبرز موقفا وطنيا موحدا يُمكن البناء عليه لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.
علاوة على ذلك فإن التحدي الذي تواجهه سوريا ليس مجرد إعادة ترتيب البيت الداخلي، بل هو الحفاظ على وجودها كدولة ذات سيادة في وجه المخططات الإقليمية والدولية التي تسعى لتفتيتها وإضعافها وبالتالي فان مواجهة العدوان الإسرائيلي، سواء بالوسائل العسكرية أو السياسية، ليست خيارا بل ضرورة وجودية.
هناك من يطرح فكرة أن القوى الجديدة في سوريا لا يمكن الحكم عليها حاليا وتقييم موقفها من العدوان الإسرائيلي، على البلاد بحجة أن هذه القوى لا تزال في طور التأسيس، وأنها تحتاج إلى الوقت لترتيب أولوياتها وصياغة مواقفها السياسية.
ان هذا الطرح، رغم وجاهته الظاهرة، يثير تساؤلات عميقة حول مدى جدية هذه القوى في تحمل مسؤولياتها الوطنية في ظل العدوان المستمر. فالاعتداءات الإسرائيلية لا تنتظر اكتمال بناء هذه القوى، والسكوت عنها لا يُمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية الكبرى التي تمس السيادة والكرامة.
إن استمرار الصمت المريب حيال عدوان الاحتلال لا يُظهر فقط ضعفا في مواجهة التحديات، بل يُمكن أن يُفسر من قِبل الشعب السوري والدول الأخرى كعلامة على غياب رؤية واضحة أو إرادة سياسية حازمة لدى هذه القوى
كما ان المراهنة على “تأجيل الرد” أو “توثيق الانتهاكات” دون اتخاذ خطوات عملية تُظهر ضعفا لا يمكن تبريره، وهو ضعف يُغري المعتدي بمواصلة عدوانه وبالتالي فان مواجهة العدوان الإسرائيلي يجب أن تكون جزءا لا يتجزأ من استراتيجية القوى الجديدة لبناء سوريا جديدة، لأن بناء دولة قوية ومتماسكة يبدأ من الدفاع عن سيادتها وكرامتها.
فالشعب السوري لا يحتاج إلى حلول قائمة على الوهم، بل إلى قيادة شجاعة تدرك حجم التحديات وتتعامل معها بحزم ومسؤولية إن السكوت عن العدوان ليس خيارا، بل هو استسلام لا يليق بشعب قدم التضحيات من أجل الحرية والكرامة.
والقوى التي لا تتحرك اليوم للدفاع عن السيادة والكرامة، لن تكون قادرة غدا على قيادة سوريا نحو مستقبل آمن ومستقل فالمواقف الوطنية لا تقبل التأجيل، لأن الزمن لا ينتظر، والشعب السوري لن يرضى إلا بقيادة تُعبر عن طموحاته وتحمي أرضه من كل اعتداء فهل سنشهد تغييرا في موقف القوى السورية الجديدة أم سيستمر الصمت وبالتالي “الكتاب يُقرأ من عنوانه”

مقالات مشابهة

  • قبائل همدان تُعلن النفير العام تضامناً مع فلسطين ومواجهة التصعيد
  • لا كرامة بلا سيادة: مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بوابة لإعادة بناء سوريا
  • خطاب السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي.. خارطة طريق للأمة
  • كيف تفاعل الناشطون والسياسيون مع خطاب السيد القائد؟
  • تصاعد التوتر بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وسط تهديدات إيرانية بقرب الرد
  • أهميّةُ خطابات السيد القائد في رسم خارطة الطريق للبلدان العربية والإسلامية
  • مسيرة كبرى في مدينة هامبورغ الألمانية تضامناً غزة
  • وقفة جماهيرية بهمدان إعلانا للجهوزية ودعما لغزة
  • صنعاء.. وقفة جماهيرية في مديرية همدان إعلانا للجهوزية ودعما للشعب الفلسطيني
  • “معادلة الاستباحة” السيد القائد يحذر ويرسم مسار المواجهة