هل يغير الرد الإيرانى معادلة المواجهة؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
رسائل تحذيرية أرسلتها أمريكا لإيران بتصريحات على لسان الرئيس الأمريكى بايدن والذى أشار إلى أن أمريكا قد تنجر للمواجهة المباشرة إذا ما صعدت إيران هجومها على الكيان الصهيونى بشكل مباشر، وأن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدى إذا ما ضعفت دفاعات الكيان الجوية، وأكد هذا التصريح ما قاله جيك ساليفان مستشار الأمن القومى الأمريكى أن أمريكا تعمل على توسيع وتعزيز أنظمة الدفاع الجوى والصاروخى فى الشرق الأوسط لخفض فاعلية صواريخ وطائرات إيران المسيرة بعد الهجوم على الكيان.
ويرى محللون إيرانيون أن هذه التصريحات تكشف بشكل واضح أن دفاعات الكيان ضعيفة، وتؤكد أن لولا المشاركة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية إضافة إلى المنظومات الدفاعية للكيان، لكانت فاعلية الضربة الإيرانية أكبر بكثير، وأنهم حاولوا تخفيف ما أمكن من هذه الضربة، وتصوير أنه لم يصل إلا صواريخ معدودة وأن 99% منها لم يصل إلى هدفها.
والحقيقة أنه وصل بالفعل عشرات الصواريخ، بدليل المشاهد التى عرضت بتصوير الكيان نفسه وأنها كانت تحلق فوق تل أبيب والكنيست، فإذا كانت هذه الدفاعات كلها لم تستطع أن تحجب عشرات الصواريخ من الأجيال الأقل تطوراً فى إيران، فكيف سيكون الوضع فى المرحلة المقبلة؟ وأن إيران قالت إنها ردت على ضرب قنصليتها فى سوريا وانتهى الرد عند هذا الحد، وإذا عاد الكيان بأى أمر آخر فسيكون الرد بأعداد مضاعفة وتكنولوجيا متطورة وسيشمل ذلك أيضا توسيع الأهداف.
ومن جهة أخرى، يرى محللون أمريكيون أن إقحام أمريكا نفسها فى المواجهة المباشرة أمام إيران بتصريحات بايدن، يعد مسألة انتخابية فى المقام الأول، فهى لديها ما يكفى من مشاكل خارجية وداخلية أيضا كحرب أوكرانيا ومساعدتها وحرب الكيان على غزة والأزمات الداخلية والانتخابات الرئاسية المقبلة، فهناك حالياً ضغوط كبيرة متزايدة عليها، فالصوت الأساسى اليهودى الأمريكى تاريخياً ودائما ما يصوت لصالح الحزب الديمقراطى، فهو الآن مصدوم فى ما يفعله بايدن الذى قال: «أنا صهيونى»، «وإن لم يكن هناك كيان صهيونى لخلقنا كيانا صهيونيا», فهو الآن فى مشكلة فيما يجرى لأنه كيسارى فى الحزب الديمقراطى يتفق مع اليسار فى الكيان.
ويمكننا القول إن الهجوم الإيرانى على الكيان لم ينته بعد عند هذا الحد، فهى تؤكد أن نصف صواريخها تقريبا التى أطلقت تمكنت من المرور خلال دفاعات الكيان الجوية وأصابت أهدافها، ولكن التعتيم الإعلامى للكيان يخفى هذه النتائج عن الظهور، ويعلن من ناحية أخرى أنه اعترض 99% من هذه الصواريخ والطائرات المسيرة.
ويأتى ذلك مع زيادة التوقعات لرد الكيان على الهجوم الإيرانى مع تصاعد الخلافات فى مجلس الحرب للكيان مع امتناع نتنياهو عن اتخاذ القرار حتى الآن والذى أكد أن الرد سيكون بالحكمة وليس بالعاطفة، وأنه يجب وضع إيران تحت الضغط والتوتر بنفس الطريقة التى شعر بها الكيان وأن مجلس الحرب يراجع الخطط العسكرية للرد.
بينما كشف الهجوم الإيرانى أن الكيان عاجز عن الرد دون دعم مباشر من أمريكا، وخاصة أن بايدن أبلغ نتنياهو أن أمريكا لن تدعم أى هجوم للكيان على إيران، فيما تتجه الأنظار إلى خيارات الكيان فى الرد دون مساعدة أمريكا سيكون مغامرة وستقابل برد إيرانى أقوى.
فهل ستعيد إيران والكيان الحسابات؟
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد على محمد تصحيح مسار أمريكا الرئيس الأمريكى بايدن للمواجهة المباشرة الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان أن أمریکا
إقرأ أيضاً:
عالم أزهري: الرد المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين يعكس قوة الدولة
أكد الدكتور أحمد تركي، العالم الأزهري، أن المؤامرات التي تستهدف مصر ليست جديدة، بل هي امتداد لمخططات تاريخية تحطمت جميعها على صخرة الإرادة المصرية، مشيرا إلى أن الرد المصري الحاسم برفض أي محاولات لإجهاض القضية الفلسطينية، تعكس قوة الدولة المصرية في مواجهة الضغوط الدولية.
مصر حائط الصد الأول أمام كل المخططاتوأوضح العالم الأزهري في حديثه لـ«الوطن»، أن المصريين استشعروا حجم التحديات التي تواجه بلادهم، تمامًا كما حدث قبل حرب أكتوبر 1973، عندما ساندت الولايات المتحدة الكيان الصهيوني وفرضت حصارا خانقا على مصر لمنعها من استعادة أراضيها المحتلة، لكن الإرادة المصرية لم تلن، ونجح الجيش المصري في كسر أسطورة خط بارليف وتحقيق نصر عسكري غير مسبوق، رغم الدعم الأمريكي الهائل لإسرائيل.
حقوق الشعب الفلسطينيوأضاف أن مصر اليوم أكثر قوة وصلابة مما كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي، ما يجعلها قادرة على إفشال أي مخطط يستهدف أمنها القومي، مؤكدا أن صفقة القرن التي حاول ترامب تمريرها فشلت بسبب الرفض المصري القاطع، وهو ما يؤكد أن الدولة المصرية لا تقبل أي حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن التاريخ يشهد على أن مصر كانت دائمًا حائط الصد الأول أمام كل المخططات التي تستهدف المنطقة، مستشهدًا بما قاله نابليون بونابرت: « قل لي من يسيطر على مصر، أقل لك من يسيطر على العالم»، كما أن مصر عبر تاريخها الطويل لم تخسر حربًا، رغم تعرضها لبعض المعارك الصعبة، فهي دائما ما تعود أقوى وأشد بأسا.
وتابع: «مصر تنتصر وهي ضعيفة، وتسود وهي قوية، وهذا ما رأيناه في مواجهاتها التاريخية مع قوى الاحتلال والغزو، بدءا من التتار والصليبيين، وصولًا إلى الاحتلال الإسرائيلي في القرن العشرين، كما أن القوة المصرية ليست مجرد قوة عسكرية أو اقتصادية، بل هي قوة شاملة تستمد عظمتها من التاريخ والجغرافيا والشعب».
الحرب النفسية.. سلاح الأعداء ضد مصروحذر الدكتور أحمد تركي من العمليات النفسية التي تستهدف زعزعة ثقة المصريين في دولتهم، من خلال وسائل الإعلام المضللة، التي تعمل على نشر الإحباط وبث الفتن لزعزعة الاستقرار، مؤكدا أن الرد على هذه المخططات يجب أن يكون بالمزيد من التحدي والتماسك، تمامًا كما فعل أجدادنا الذين هزموا حملة فريزر البريطانية في عام 1807، رغم قلة العتاد والإمكانات.