بوابة الوفد:
2024-07-06@04:33:27 GMT

هل يغير الرد الإيرانى معادلة المواجهة؟

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

رسائل تحذيرية أرسلتها أمريكا لإيران بتصريحات على لسان الرئيس الأمريكى بايدن والذى أشار إلى أن أمريكا قد تنجر للمواجهة المباشرة إذا ما صعدت إيران هجومها على الكيان الصهيونى بشكل مباشر، وأن أمريكا لن تقف مكتوفة الأيدى إذا ما ضعفت دفاعات الكيان الجوية، وأكد هذا التصريح ما قاله جيك ساليفان مستشار الأمن القومى الأمريكى أن أمريكا تعمل على توسيع وتعزيز أنظمة الدفاع الجوى والصاروخى فى الشرق الأوسط لخفض فاعلية صواريخ وطائرات إيران المسيرة بعد الهجوم على الكيان.

ويرى محللون إيرانيون أن هذه التصريحات تكشف بشكل واضح أن دفاعات الكيان ضعيفة، وتؤكد أن لولا المشاركة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية إضافة إلى المنظومات الدفاعية للكيان، لكانت فاعلية الضربة الإيرانية أكبر بكثير، وأنهم حاولوا تخفيف ما أمكن من هذه الضربة، وتصوير أنه لم يصل إلا صواريخ معدودة وأن 99% منها لم يصل إلى هدفها.

والحقيقة أنه وصل بالفعل عشرات الصواريخ، بدليل المشاهد التى عرضت بتصوير الكيان نفسه وأنها كانت تحلق فوق تل أبيب والكنيست، فإذا كانت هذه الدفاعات كلها لم تستطع أن تحجب عشرات الصواريخ من الأجيال الأقل تطوراً فى إيران، فكيف سيكون الوضع فى المرحلة المقبلة؟ وأن إيران قالت إنها ردت على ضرب قنصليتها فى سوريا وانتهى الرد عند هذا الحد، وإذا عاد الكيان بأى أمر آخر فسيكون الرد بأعداد مضاعفة وتكنولوجيا متطورة وسيشمل ذلك أيضا توسيع الأهداف.

ومن جهة أخرى، يرى محللون أمريكيون أن إقحام أمريكا نفسها فى المواجهة المباشرة أمام إيران بتصريحات بايدن، يعد مسألة انتخابية فى المقام الأول، فهى لديها ما يكفى من مشاكل خارجية وداخلية أيضا كحرب أوكرانيا ومساعدتها وحرب الكيان على غزة والأزمات الداخلية والانتخابات الرئاسية المقبلة، فهناك حالياً ضغوط كبيرة متزايدة عليها، فالصوت الأساسى اليهودى الأمريكى تاريخياً ودائما ما يصوت لصالح الحزب الديمقراطى، فهو الآن مصدوم فى ما يفعله بايدن الذى قال: «أنا صهيونى»، «وإن لم يكن هناك كيان صهيونى لخلقنا كيانا صهيونيا», فهو الآن فى مشكلة فيما يجرى لأنه كيسارى فى الحزب الديمقراطى يتفق مع اليسار فى الكيان.

ويمكننا القول إن الهجوم الإيرانى على الكيان لم ينته بعد عند هذا الحد، فهى تؤكد أن نصف صواريخها تقريبا التى أطلقت تمكنت من المرور خلال دفاعات الكيان الجوية وأصابت أهدافها، ولكن التعتيم الإعلامى للكيان يخفى هذه النتائج عن الظهور، ويعلن من ناحية أخرى أنه اعترض 99% من هذه الصواريخ والطائرات المسيرة.

ويأتى ذلك مع زيادة التوقعات لرد الكيان على الهجوم الإيرانى مع تصاعد الخلافات فى مجلس الحرب للكيان مع امتناع نتنياهو عن اتخاذ القرار حتى الآن والذى أكد أن الرد سيكون بالحكمة وليس بالعاطفة، وأنه يجب وضع إيران تحت الضغط والتوتر بنفس الطريقة التى شعر بها الكيان وأن مجلس الحرب يراجع الخطط العسكرية للرد.

بينما كشف الهجوم الإيرانى أن الكيان عاجز عن الرد دون دعم مباشر من أمريكا، وخاصة أن بايدن أبلغ نتنياهو أن أمريكا لن تدعم أى هجوم للكيان على إيران، فيما تتجه الأنظار إلى خيارات الكيان فى الرد دون مساعدة أمريكا سيكون مغامرة وستقابل برد إيرانى أقوى.

فهل ستعيد إيران والكيان الحسابات؟

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد على محمد تصحيح مسار أمريكا الرئيس الأمريكى بايدن للمواجهة المباشرة الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان أن أمریکا

إقرأ أيضاً:

تداعيات الدّلال العالمي للصّهيونية

 

لقد مرّ ما يُقاربُ تِسعة أشهر على زلزال طوفان الأقصى الذي غيّر المُعادلات النّاجمة عن تخاذل وضعف ووهن معظم حُكّام الدّول العربيّة ورُعاتها الدوليين لا سيّما الولايات المتحدة الأميركية التي تتبنّى الصّهيونيه بالمُطلق حيث نجمَ عن هذا الاستبداد ما يُقارب 40 ألف شهيد و100 ألف جريح فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء فضلًا عن آلاف المفقودين وتدميرٍ وحشي للبشر والحجر وإباداتٍ جماعيةٍ واضحة وجليّة فضلًا عن مجاعةٍ بدأت تفتكُ بالأطفال، وباتت تهدّدُ مئات الآلاف من السّكان على أرض مُغتصبةٍ مُقدّسة أمام مرأى المُجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدّوليّة وشُرعة حقوق الإنسان كرمىً لعيون الأخطبوط الصهيوني الإرهابيّ العنصريّ النازيّ المعادي للسّامية. وها هو الوقح نتنياهو يعترف ويتبجّج بكلّ وقاحةٍ أمام المجتمع الدّولي بإنه يسعى لصفقة جُزئيّةٍ لن تتعدى المرحلة الأولى من الصّفقة وهي أضعاثٌ من الأحلام.
إنّ المجتمع الدّولي الأسير للهيْمنة الأميريكيّة التي باتت تفقدُ هيّمنتها رويدًا رويدًا ما زال يكيل بمكياليْن في حربِ روسيا على أوكرانيا وإدانتها ومُعاقبتها أمام المحافل الدوليّة على عكس مقاربته للكيان الصّهيوني المؤقّت ومُكافأته على حرب الإبادة لغزّة وشعبها الأسطوريّ ومُقاومته الباسلة حيث إن طوفان الأقصى سيستمرُّ بتداعياته لعنةً أبديةً تُزلزلُ هذا الكيان من خلال حرب أهليةٍ ليْست ببعيدة نتيجة الفشل والتخبّط وتبادل الإخفاقات والانقسام الحادّ بين جماعات مجتمع هذا الكيان اللقيط والمرتزق.
أما في لبنان الذي فرض وجوده بفضل المقاومة، فما زال يشهد لمقاومته تحرير عام 2000 ونصر تمّوز 2006م اللذين صرعا هذا الكيان فانهارت هيبته، وما زالت ارتدادات هزيمته هاجسًا في وعيٍ المضروب، وما زالت المقاومة تتفنّن بإذلال جنود النّخبة في هذا الكيان وبث الرّعب بألويته وليس آخر إبداعات المقاومة طائر الهُدهد الذي كان صاعقة له ولداعميه بانتظار حماقة جديدةٍ من العدوّ تدمّر ما سينتج عنها من خلال استهدافات بنكٍ هائلٍ من الأهداف الاستراتيجيه تُنذر بهجرةٍ معاكسة لثلثي هذا الكيان، إضافة لأكثر من نصف مليون هاجروا منذ بداية طوفان الأقصى. ومن هنا فإن الموازين تستبعد توسيع الحرب لوجود توازنٍ للرّدع والرّعب، مع التذكير أن من الممكن أن يتغلب جنون العظمة عند نتنياهو والأحمقين سموتريتش وبن غفير فتتحول نسبة الحرب الضئيلة إلى حربٍ عمياء تبطش وتدمّر في الضفّتين وتقتل وتُبيد لكن مع فارق أكيد ألا وهو أنّ مصير هذا الكيان إلى الزّوال المتسارع، لا سيّما أنّ شعبنا اعتاد على الظروف القاسية بكلّ تفرعاتها منذ عشرات السنين وما من شيءٍ يخسره رغم أزماته الاقتصادية وهرطقات سياسييه الطّائفية، وجعجعات البعض الفتنوية وتنبّؤاتهم والقصص الخيالية لبعض الصحف الصفراء ووسائل الإعلام المأجورة. وما فبركة إشاعاتٍ للمطار إلاّ واحدةٌ من العديد العديد من الجعجعات الداخلية والخارجية. أمّا الكيان الصّهيوني النّازيّ المُعادي للسامية فإن تدمير منشآته وبُناه التحتيّة واللوجستية والبشرية وهجرته العكسية الهائلة سينذر بزواله خلال فترة ليست ببعيدة، رغم الدلال العالمي الذي تتمتع به الصّهيونية، حيث إنّ الشعوب هي الضحايا والصهيونية هي الذّئاب المفترسة وانبطاحات بعض حكام الدّول العربيّة هي المتخاذلة ومعظم دول الغرب هي الضباع وبلاد العم سام هي الرأس المُدبر لكل الأزمات…

مقالات مشابهة

  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • حدث ليلا.. الفصائل الفلسطينية تحذر وتقصف مقر الجيش الإسرائيلي وفيروس مميت ينتشر في أمريكا وبايدن يدافع عن نفسه
  • وزير الشباب والرياضة يشهد تدشين برنامج "رحلة التحول" للكيان الشبابي "الشباب بناة المستقبل"
  • هل تنهي قمة شنغهاي في أستانا معادلة القطب الواحد؟
  • تداعيات الدّلال العالمي للصّهيونية
  • البيت الأبيض يرد على ما أثير حول موقف بايدن من الانسحاب من السباق الرئاسي
  • إسرائيل والنهايات التاريخية
  • التشكيل المثالي لدور المجموعات من بطولة كوبا أمريكا.. ميسي يقود الهجوم
  • أنت لوحدك.. صحيفة تكشف ما دار بين بايدن ونتانياهو بعد الهجوم الإيراني
  • الخارجية الإيرانية: فرض العقوبات الاقتصادية على الدول المستقلة من أهم مظاهر انتهاك واشنطن لحقوق الإنسان