نيويورك تايمز: هذا هو الطريق لنشوب حرب أهلية في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
شبّه المحلل السياسي روس دوثات في مقالة بصحيفة نيويورك تايمز مشهد مثول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمام محكمة مانهاتن الجنائية بنيويورك، الاثنين الماضي، في قضية تزوير مستندات، بأحداث فيلم "الحرب الأهلية" للمخرج أليكس غارلاند.
وبدأت محاكمة ترامب بتهم تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية "ستورمي دانيالز" لشراء سكوتها وعدم الإفصاح عن علاقته بها، في قضية قد تؤثر على مسعاه للفوز بالرئاسة والعودة مرة أخرى إلى البيت الأبيض.
ويصور الفيلم -الذي يعد الأكبر من نوعه في الوقت الحالي الذي يُعرض في دور السينما بالولايات المتحدة- نسخة من أميركا المعاصرة تمزقها الحرب الأهلية، حيث تخوض قوى انفصالية مختلفة حربا ضد رئيس مستبد ظل في سدة الحكم 3 ولايات رئاسية.
ويقول دوثات -وهو كاتب عمود في الصحيفة الأميركية- إنه من الواضح أن شخصية ذلك الرئيس تشبه ترامب، إلا أن الفيلم لا يخوض في أمور السياسة إلا لماما؛ بل يركز جل اهتمامه على تصوير مشاهد متراكبة من الوحشية تتنقل بين المقابر الجماعية، وتعذيب السجناء، ومعارك بالأسلحة النارية، وإعدامات تعسفية بعد محاكمات مقتضبة، وتتخللها مناظر مألوفة لمراكز التسوق ومغاسل السيارات وأعمدة البيت الأبيض.
مناهضة للحرب الأهلية
ويرى عشاق فيلم "الحرب الأهلية" في تناوله الخفيف للسياسة أمرا مثيرا للإعجاب، إذ يحرره ذلك من الاستغراق في الأفكار الأيديولوجية الراهنة، ويتيح للمشاهد فهم الرسالة المناهضة للحرب جيدا.
أما الأشخاص الذين لا يحبون الفيلم -حيث يعترف كاتب المقال بأنه واحد منهم- فيعتقدون أنه يقدم تفسيرا ناقصا ينطوي على تهرب من المسؤولية، وهو ما يجعل الحرب الأهلية وكأنها كارثة طبيعية أو نهاية العالم على يد الموتى الأحياء الذين اصطُلح على تسميتهم في أفلام الرعب بالزومبي، في حين أنها تمثل في الواقع امتدادا للسياسة بوسائل مخيفة لكنها تبدو منطقية.
ويرى المحلل السياسي في مقاله أن هذا المنطق الرافض يصبح أضعف كلما بدا الطريق إلى حرب أهلية ثانية في الولايات المتحدة واضحا.
ولأن كثيرا من الناس هذه الأيام يؤمنون بذلك المنطق، فقد حدد الكاتب قائمة قصيرة من الأسباب التي تجعلهم مخطئين. ومن بين تلك الأسباب أن الانقسامات الأيديولوجية الأميركية لا تتبع ذلك النوع من الخطوط الجغرافية أو الإقليمية التي تصلح للحركات الانفصالية أو الصراع المسلح.
أقل استقطابا
لقد أصبحت التحالفات السياسية الأميركية -برأي الكاتب- أقل استقطابا على أساس عنصري وعرقي في الآونة الأخيرة، وليس أكثر من ذلك.
إن الولايات المتحدة -وفق المقال- تتقدم في السن وتزداد ثراء عاما بعد عام، وكلاهما عامل تثبيط قوي يقف حائلا أمام تحول التباينات السياسية إلى خلافات ذات طابع عسكري.
وفوق ذلك، فإن الحرب الأهلية تتطلب أعدادا كبيرة من أناس متلهفين لخوض غمار حرب تعم القارة بأسرها من ذلك النوع الذي يصوره الفيلم، حسبما ورد في مقال نيويورك تايمز.
ويعود الكاتب للحديث عن ترامب متسائلا ماذا لو حصل على ولاية رئاسية ثانية باعتبارها الشرارة التي قد تشعل حربا أهلية، ضاربا مثالا باقتحام أنصاره في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 مبنى الكابيتول هيل في محاولة لمنع الكونغرس من التصديق على فوز الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات.
وتحدث عن الاحتجاج والعنف الذي حدث في صيف عام 2020، والمدن المشتعلة، والغاز المسيل للدموع خارج البيت الأبيض، وتساءل: "ألم يُظهر الأميركيون شهية للصراع الداخلي إذن؟".
وفي معرض إجابته عن تلك الأسئلة، يقول دوثات إن كل ما يتطلبه إغراق الولايات المتحدة في صراع مسلح، هو انقسام البلاد إلى معسكرات متحاربة وليس مجرد كتل مستقطبة من الناخبين.
وأضاف بأن الدرس المستفاد من عام 2020 يكمن في حدوث نوع من التصدع والتمزق، والبحث عن بعض القوى الخارجية أو الداخلية التي تتمتع بنفوذ عالمي، كشرط مسبق لازم لنشوب حرب أهلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الولایات المتحدة الحرب الأهلیة
إقرأ أيضاً:
ترامب: في ولايتي الثانية أنا أقود الولايات المتحدة والعالم
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن ولايته الرئاسية الثانية تشهد اختلافًا كبيرًا عن الأولى، مشيرًا إلى أنه في ولايته الحالية يقود ليس فقط الولايات المتحدة بل “العالم بأسره”.
جاء هذا التصريح في مقابلة مع مجلة “ذا أتلانتك”، حيث أوضح ترامب، أن “في المرة الأولى، كان عليّ أن أتعامل مع أمرين: إدارة البلاد والبقاء على قيد الحياة، خاصة في ظل وجود العديد من الأشخاص الفاسدين، أما الآن في ولايتي الثانية، فإنني أقود البلاد والعالم”.
وفيما يخص احتمالية ترشحه لولاية رئاسية ثالثة، صرح ترامب قائلاً: “ليس هذا أمرًا أتطلع للقيام به، وأعتقد أنه سيكون صعبًا للغاية”.
هذا ومنذ عودته إلى منصب الرئاسة في يناير، باشر ترامب تنفيذ سلسلة من الإجراءات التنفيذية التي أثارت جدلاً واسعًا، لاسيما قراراته المتعلقة بالهجرة والتجارة، وواجهت هذه القرارات اعتراضات قضائية وانتقادات من قادة دوليين.
وفيما يتعلق بالتجارة، أعلن ترامب، عن فرض رسوم جمركية على معظم دول العالم، بما في ذلك الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، ورغم تعليق بعض الرسوم الخاصة بعدد من الدول حتى شهر يوليو، فإن هذه القرارات المتغيرة أدت إلى اضطرابات في الأسواق العالمية وزيّدت من حالة القلق الاقتصادي.
أما على صعيد العلاقات الخارجية، فقد شهدت الولايات المتحدة توترًا في علاقاتها مع حلفائها التقليديين، خصوصًا بعد التصريحات المثيرة للجدل التي تناولت فكرة شراء جزيرة غرينلاند وطرح فكرة انضمام كندا إلى الولايات المتحدة.
وفي إطار جولاته الداخلية، من المنتظر أن يتوجه ترامب اليوم الثلاثاء إلى ولاية ميشيغان للمشاركة في تجمع جماهيري في مقاطعة ماكومب، وذلك احتفالًا بمرور 100 يوم على عودته إلى الحكم.