زنقة 20. الرباط

قام وفد عن شركة “سفران إيركرافت إينجينيز”، الرائدة في مجال صناعة الطيران، يقوده رئيسها، جان بول آلاري، اليوم الخميس، بزيارة لمدينة المهن والكفاءات بتامسنا، قصد الاطلاع على آفاق التكوين بها واستكشاف فرص التعاون في هذا الإطار . كما شكلت الزيارة التي جرت بحضور المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، لبنى طريشة، فرصة لاستعراض سبل تطوير تواجد شركة سفران بالمغرب، كشريك تاريخي للمملكة في قطاع صناعة الطيران منذ أزيد من 24 سنة.

وقال السيد ألاري في تصريح للصحافة بالمناسبة إن الزيارة رامت “اكتشاف فرص الغد، وتسليط الضوء على الآفاق الواعدة لانبثاق مهن المستقبل، من قبيل صناعة الطيران”.

وأضاف في تصريح للصحافة، “حظيت اليوم باكتشاف مدينة المهن والكفاءات، وأعتبرها بنية مهمة للغاية بإمكانها أن تفضي كنموذج، إلى شراكة محورية”، خصوصا في ظل الاحتياجات المستقبلية من الكفاءات التي تضطلع بمهام الصيانة في مجال صناعة الطيران على الخصوص.

وتابع “نحن بصدد مناقشة الصيغة المثلى للتعاون بشكل مكثف بشأن صناعة الطائرات، والدور الذي سينهض به مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل”، مستشهدا بـ”النموذج الحي لمدينة المهن والكفاءات التي ستنتج كفاءات في المستقبل”.

وأبرزت السيدة طريشة من جهتها، التزام مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بمواكبة تطوير قطاع صناعة الطيران، عبر تكوين كفاءات مؤهلة، مبرزة العرض التكويني الذي يقترحه المكتب بخصوص هذا القطاع الواعد ذي العوائد المشهودة.

وأوضحت في تصريح مماثل أن الزيارة تعتبر بمثابة “أول تقارب بين شركة “سفران” ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل من أجل تعزيز نمو منظومة صناعة الطيران بالمغرب”.

وأضافت أن توطين الشركة بالمغرب “فتح مرحلة جديدة في هذا التطوير الذي تأسس على “قصص نجاح” تم تحقيقها إلى غاية اللحظة، وهي تعد من خلال مخطط الشركة التطويري الذي يتناغم مع المخطط التطويري لشركة الخطوط الملكية المغربية ، بمستقبل واعد ومشرق”.

وأكدت أن قطاع صناعة الطيران يعتبر من القطاعات الهامة بالمغرب، مشيرة إلى أن مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل يقترح عرضا تكوينيا لا يقتصر على مواكبة هذا المجال الواعد، بل يستبق التحولات التي يشهدها .

وخلصت السيدة طريشة إلى أن المكتب كفاعل رئيسي في منظومة التكوين المهني بالمغرب، يوفر تكوينا أساسيا ومصادقا عليه يخص صيانة الطائرات، معبرة عن استعداد المكتب للاستجابة لاحتياجات منظومة صناعة الطيران، “سواء من حيث العدد أو من حيث الجودة، والعمل سويا مع الفاعل المهني بغرض استباق احتياجات المصنعين، والاستجابة لها وفق ماتقتضيه الجودة المطلوبة”.

وشكلت الزيارة مناسبة لوفد “سفران إيركرافت إينجينيز” للوقوف على مختلف العروض التكوينية التي توفرها مدينة المهن والكفاءات بتامسنا.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: المهن والکفاءات صناعة الطیران

إقرأ أيضاً:

كيف تستفيد أي تنسيقية مدنية من الكفاءات المدنية المستقلة؟

المقدمة
في خضم الحرب الأهلية التي تمزق السودان، تبرز تنسيقيات مدنية جامعة للقوى المدنية السودانية الساعية لوقف الحرب وإعادة بناء الدولة. لكن التحدي الأكبر الذي يواجهها هو كيفية توحيد الجهود مع الكفاءات المهنية المستقلة خارج نطاقها، خاصة تلك غير المنتمية لأحزاب سياسية، ولكنها تمتلك خبرات علمية وعملية كبيرة يمكن أن تساهم في إنقاذ البلاد.

فكيف يمكن لها أن تنسق مع هذه القوى وتوظف إمكانياتها لتحقيق السلام والاستقرار؟

1. إشراك الخبراء في صنع القرار: من التهميش إلى التمكين
تزخر السودان بالعديد من الكفاءات الأكاديمية والإدارية والفنية التي ظلت لعقود خارج دوائر صنع القرار بسبب هيمنة العسكر والأحزاب التقليدية. اليوم، يمكن للتنسيقية المدنية أن تعوض هذا الإقصاء عبر:
- تشكيل مجالس استشارية تضم خبراء في الاقتصاد، الصحة، الإدارة، والعدالة الانتقالية.
- إشراكهم في وضع خطط إنقاذ سريعة لإعادة الخدمات الأساسية في المناطق الخارجة من الحرب.
- الاستعانة بهم في صياغة سياسات طويلة الأمد لإعادة الإعمار.

لكن من المهم التنبيه إلى نقطة أساسية: إشراك الخبراء لا يعني أن الحلول تأتي من طرفهم منفردين، بل الأهم هو توفير مناخ صحي يقبل الاختلاف في وجهات النظر، ويسمح بتفاعل مثمر بين الخبراء والسياسيين، بما يؤدي إلى حلول ذكية ومستدامة لا مجرد وضع "ضمادات على جرح الوطن المعتل".

الذكاء الجمعي القائم على الاختلاف الخلّاق وتعدد الزوايا في النظر إلى القضايا هو ما نفتقده في العمل العام، وهو ما يجب أن تسعى التنسيقيات المدنية إلى تبنيه كأساس لأي شراكة مع الكفاءات المستقلة.

لا يمكن بناء سودان جديد بمنظومة قرار قديمة.. إشراف الخبراء المستقلين ضرورة وليس رفاهية.

2. النقابات المهنية: قوة ضغط ودعم ميداني
تمتلك النقابات المهنية (كالأطباء والمهندسين والمحامين) تاريخاً نضالياً وتنظيمياً يمكن أن يكون عوناً للتنسيقيات المدنية في:
- تنظيم قوافل إغاثية للمناطق المتضررة.
- توثيق انتهاكات الحرب عبر شبكات المهنيين من المحامين والأطباء وغيرهم من المستقلين.
- تقديم الدعم الفني في إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة.

مثال حي:
في بداية الحرب، لعبت نقابة الأطباء دوراً محورياً في إنشاء خدمات ميدانية. فلماذا لا يتم تعميم هذه التجربة عبر تنسيق أوثق مع التنسيقيات المدنية؟

3. الأكاديميون والباحثون: عقول تُهمَّش بينما الأزمة تحتاجها
الجامعات ومراكز الأبحاث السودانية تضم كفاءات قادرة على تحليل الأزمات وطرح الحلول، لكنها غالباً ما تُستبعد من عملية صنع القرار. هنا يأتي دور التنسيقيات المدنية في:
- توظيف الباحثين لرصد آثار الحرب (النزوح، الجوع، انهيار التعليم).
- الاستفادة من الدراسات الأكاديمية في وضع خطط التنمية.
- إشراك الأساتذة في تصميم برامج التوعية المجتمعية.

---

4. منصات تنسيقية جامعة: تجمع الجهود بدلاً من تشتيتها
إحدى مشكلات العمل المدني السوداني هي التشرذم، ولتجاوز ذلك يمكن:
- إنشاء منصة رقمية تجمع كل المبادرات المستقلة تحت مظلة تنسيقية واحدة.
- عقد مؤتمرات دورية تجمع التنسيقيات المدنية مع الكيانات المهنية لتوحيد الرؤى.

---

5. الضغط الدولي: صوت موحد أقوى
الكفاءات المستقلة تتمتع بمصداقية دولية عالية، ويمكن للتنسيقيات المدنية أن تستفيد منها في:
- إصدار تقارير مشتركة تعرض معاناة السودان للعالم.
- تنظيم حملات ضغط على المنظمات الدولية بخطاب مهني غير حزبي.

---

الخاتمة: شراكة وطنية لا استقطاب سياسي
السودان لا ينقصه الكفاءات، بل ينقصه الإطار الذي يتيح لها العمل المشترك في بيئة تُقدّر التنوع وتُرحّب بالاختلاف.

التنسيقيات المدنية أمام فرصة تاريخية لقيادة تحالف مدني حقيقي، لا يقوم على استقطاب سياسي ضيق، بل على الذكاء الجمعي وروح الشراكة الوطنية. المطلوب هو فضاء مشترك يتفاعل فيه السياسي مع الخبير، والأكاديمي مع الميداني، على قاعدة واحدة.

الخروج من الأزمة لن يكون بقرارات فردية، بل بشراكة وطنية تضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار.

كلمة أخيرة:
الوقت ليس في صالح السودان.. كل يوم حرب يُفقد البلاد جزءاً من مستقبله.
التعاون بين التنسيقات المدنية والقوى المهنية المستقلة ليس خياراً، بل هو ضرورة للنجاة.

dr.elmugamar@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • البرنامج المهني يناقش آفاق صناعة النشر والعصر الرقمي
  • رئيس الوزراء يطلع على سير العمل بإدارتي مباحث الأموال العامة وشرطة المرور
  • رئيس أفريقية النواب لـ صدى البلد: أتوقع وجود تقدم نحو دارفور لاستعادتها بعد السيطرة على الخرطوم.. وإسرائيل دربت كثير من القوات بدول القارة ودخلت في صناعة التعدين
  • قائد القوات الجوية في التشيك ويتفقد مقر إيروفودخودى لصناعة الطيران
  • السكوري: الإستثمارات يجب أن تحدث فرص شغل قارة وكافية
  • شركة “أراكال” للذهب والألماس تفتتح أكبر صالة عرض لها وأكثرها ابتكاراً في الشارقة
  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا
  • العيون.. تفكيك شبكة لتزوير دبلومات التكوين المهني
  • كيف تستفيد أي تنسيقية مدنية من الكفاءات المدنية المستقلة؟
  • تنطلق 27 أبريل.. رئيس اتحاد المصارعة يكشف تفاصيل بطولة إفريقيا بالمغرب