ماذا وراء استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا؟
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خبراء أن الاستقالة المفاجئة للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باتيلي تعود إلى فشل جهود المصالحة بين الأطراف المتنازعة الذين اتهمهم بإدامة تقسيم البلاد لخدمة مصالحهم.
وقبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استقالة الدبلوماسي السنغالي رئيسا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وشكره على جهوده لإعادة بناء السلام والاستقرار في ليبيا.
ووجه باتيلي -الذي يتولى رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا منذ 18 شهرا فقط- انتقادات للأطراف الرئيسية المتصارعة في البلاد، منددا بـ"غياب الإرادة السياسية وحسن النية لدى القادة الليبيين السعداء بالمأزق الحالي".
وكان من المقرر إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر/كانون الأول 2021، لكن تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات بين المعسكرين المتنافسين، مما أدى إلى إطالة أمد الأزمة.
وقال باتيلي، الذي أشار أيضا بإصبع الاتهام من دون تسمية الحلفاء الإقليميين لكلا المعسكرين المتنافسين، إن "التصميم الأناني للقادة الحاليين على الحفاظ على الوضع الراهن من خلال المناورات وتكتيكات المماطلة، على حساب الشعب الليبي، يجب أن يتوقف".
رحيل غير مفاجئوتعليقا على الاستقالة وتداعياتها، قال الباحث المشارك في المعهد الملكي البريطاني جلال حرشاوي إن رحيل باتيلي لم يكن مفاجئا، لسبب بسيط وهو أن العملية التي كان يقودها لعدة أشهر كانت "قد استنفدت تماما بالفعل".
وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الخبير المتخصص في الشؤون الليبية إن الأزمة نتيجة عوامل عدة، منها -على وجه الخصوص- سياسات قوى إقليمية تتعارض بشكل منهجي مع المنطق الذي حاول باتيلي غرسه.
وكان باتيلي حذر من أن "ليبيا في طريقها إلى فقدان سيادتها" وأكد أن الأمم المتحدة تحاول منع ذلك، لكن "لاعبين خارجيين يقوضون جهود الأمم المتحدة".
من جهته، رأى عماد بادي، الخبير في المجلس الأطلسي -وهي مؤسسة بحثية مقرها في واشنطن- أن رحيل باتيلي يأتي في "نقطة تحول لا يمكن إنكارها حيث تختفي قشرة الاستقرار التي سادت ليبيا في السنوات الأخيرة".
وفي انتظار خليفة لها، فإن الأميركية ستيفاني كوري التي تم تعيينها في مارس/آذار الماضي نائبة لباتيلي للشؤون السياسية، هي التي ستتولى مهامه مؤقتا.
ويعد ذلك إعادة لسيناريو الولاية المؤقتة لمواطنتها ستيفاني ويليامز التي تولت (بالإنابة) في الفترة بين مارس/آذار 2020 ويوليو/تموز 2022 مهام المبعوث الأممي الأسبق غسان سلامة.
الممثل الخاص، السيد عبد الله باتيلي، يقدم استقالته للأمين العام للأمم المتحدة pic.twitter.com/BdDDh2cJlj
— UNSMIL (@UNSMILibya) April 16, 2024
مبعوثة خاصة مؤقتةوأشار حرشاوي إلى أنه "من المحتمل جدا" رؤية كوري "تبرز كمبعوثة خاصة مؤقتة"، وهو ما سيكون "ترتيبا يسمح للولايات المتحدة بقيادة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دون الاضطرار إلى مواجهة الفيتو الروسي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
من جهته، قال بادي إن منصب كوري يسمح لها بالعمل لفترة مؤقتة في غياب رئيس للبعثة، لكنها ستكون "مقيّدة في ما يمكنها إنجازه".
وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، دعا باتيلي الأطراف المؤسسية الرئيسة في ليبيا إلى اجتماع للتوصل إلى تسوية سياسية حول القضايا مثار الخلاف السياسي والمرتبطة بإجراء الانتخابات.
ولم يُعقد هذا الاجتماع حتى اليوم جراء خلافات بين الأطراف المؤسسية الرئيسة وهي: المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب وحكومة الوحدة الوطنية وقوات الشرق بقيادة خليفة حفتر.
ويأمل الليبيون إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية لإنهاء نزاعات وانقسامات تتجسد منذ مطلع 2022 في وجود حكومتين، إحداهما برئاسة أسامة حماد وكلفها مجلس النواب (شرق)، والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة ومقرها في العاصمة طرابلس (غرب)، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الأمم المتحدة للأمم المتحدة فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
من مسيرة دبلوماسيةطويلة..هو المُتحدث الجديد باسم رئاسة الجمهورية؟
يبدأ السفير محمد الشناوي اليوم الأربعاء مهام مسئولياته الجديدة كمتحدث رسمي باسم رئاسة الجمهورية خلفاً للسفير أحمد فهمي الذي تم تعيينه سفيراً لدى المجر.
والسفير محمد الشناوي حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، كما حصل على ماجستير في القانون الدولي من جامعة لندن.
بدأ حياته الوظيفية وكيلاً للنائب العام، ثم التحق عام ١٩٩٥ بوزارة الخارجية، حيث كانت بداية مسيرته بها في إدارة الشئون القانونية الدولية والمعاهدات، ليلتحق بعد ذلك للعمل بسفارة مصر في لاهاي، ثم بمكتب وزير الخارجية بعد عودته إلى القاهرة، ثم ببعثة مصر الدائمة لدى الأمم المُتحدة في نيويورك، ثم بمكتب وزير الخارجية بعد عودته إلى القاهرة مجدداً، ثم انضم مرة أخرى لبعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك ضمن الفريق الممثل لمصر خلال عضويتها بمجلس الأمن.
وفي عام 2019، شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشئون مكتب الوزير، إلى أن تم تعيينه كسفير لمصر لدى المجر، حتى اختياره متحدثاً رسمياً باسم رئاسة الجمهورية.
وخلال تلك المسيرة الدبلوماسية المهنية الطويلة، شارك السفير الشناوي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الفترة من عام ٢٠٠٧ وحتى عام ٢٠١٩، وكعضو ضمن الوفد المصري في عملية التفاوض حول تعيين الحدود البحرية بين مصر واليونان، كما شارك في حملة مصر للحصول على العضوية غير الدائمة لمصر بمجلس الأمن لعامي 2016/2017، كما كان مسئولاً عن ملف رئاسة مصر للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، والخبير المُمثل لمصر في لجان الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بالشئون القانونية وبالمسائل المالية والإدارية للأمم المتحدة وعمليات الأمم المتحدة لحفظ وبناء السلام، وفي المفاوضات المُتعلقة بمسألة توسيع وإصلاح مجلس الأمن، وشارك طوال مسيرته الوظيفية في العديد من الاجتماعات الدولية وفي عضوية عدد من اللجان الوطنية.
****