صحيفة صدى:
2025-01-17@19:30:04 GMT

غزوة حُنين

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

غزوة حُنين

هي إحدى غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام والتي وقعت في شهر شوال للسنة الثامنة من الهجرة وسُمِّيت غزوة حُنين نسبة إلى منطقة حُنين التي تبعد عن مكة المكرمة قرابة السبعة وعشرون كيلو متراً من جهة عرفات، وتقع هذه المنطقة في وادٍ تحيط به جبال شاهقة بين مكة والطائف وتسكنها قبائل هوازن وثقيف ومن حولهم، الذين لم يدخلوا في الإسلام وامتنعوا بعد فتح مكة بل وأظهروا العداء بعد رسائل الدعوة التي بعثها لهم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام للدخول في الإسلام.

ذكر الله هذه الغزوة في القرآن الكريم وبالتحديد في سورة التوبة، حيث وقعت في بعد فتح مكة الذي أعزَّ الله به الإسلام والمسلمين برضوخ بعض القبائل وإسلامها وولائها للرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن البعض الآخر من قبائل العرب كنصر وجُشَم وسعد بن بكر وغيرهم رفضوا ذلك وأصروا على مُعاداتهم للإسلام والمسلمين، وكان لسيد قبيلة هوازن مالك بن عوف النضري “وهو من فرسان العرب” موقفا ضِدَّ النبي عليه الصلاة والسلام دعمته فيه قبيلة ثقيف من الطائف فخرج بالقبيلتين سائقا معه الأموال والنساء والأطفال ليقاتل الرجال منهم بقوة عن أهاليهم وأموالهم وقيل أن عدد جيش المشركين كان يُقدّر بثلاثين ألفاً، وأنهم وصلوا إلى حُنين قبل جيش المسلمين، فعلم الرسول عليه الصلاة والسلام بذلك وخطط لِلقاء المشركين في حنين قبل وصولهم لمكة خوفا من انضمام أهل مكة لهم خاصة وأنهم حديثي عهد بالجاهلية، فأستعد النبي بجيش يُقدَّر باثنا عشر ألفاً، منهم عشرة آلاف من أصحابه الذين شاركوا في فتح مكة، وألفان ممن أسلموا بعد فتح مكة فأعجبتهم كثرة الجيش وعُدَّته وعَتَاده إلى حَدّ الغرور وضمان النصر بل وقال بعضهم “لن نُغلَبُ اليَومُ مِنْ قِلِّة” ووصل الجيش إلى منطقة حنين قبل طلوع الشمس حيث تفرَّق المشركون على شكل كمائن في جبالها وشعابها استعدادا للمعركة وهاجموا المسلمين بوابل من السهام غير المتوقعة فارتبك المسلمون وأختل تنظيمهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وتراجعوا للخلف، وكان لثبات النبي عليه الصلاة والسلام في مكانه مع عددٍ قليل من الصحابة الأثر الكبير في تهدئة الجيش وإعادة تنظيم صفوفه وبث حماس الجهاد فيهم ومن هؤلاء الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمه العباس وغيرهم، وأمر العباس أن ينادي معشر الأنصار والمهاجرين، بقوله “أي عباس ناد أصحاب السمرة”، فلبوا النداء جميعا واجتمعوا مرة أخرى فقال لهم “الآن حَمِي الوَطِيس” وأخذ عليه الصلاة والسلام حفنة من التراب وقذفها على المشركين ودعا الله “اللَّهُمَّ أنْزِل نَصْرَك” فأشتد القتال وتسيَّد المسلمون أرض المعركة وسيطروا على كافة جوانبها ومضى علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى صاحب راية هوازن فقتله، وولى المشركين الأدبار فارين من الميدان تاركين خلفهم النساء والأطفال والغنائم، والمسلمون يقتلون ويأسرون منهم ما كتبه الله لهم، وقال الله تعالى في ذلك الموقف {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} (التوبة/25-26)، وأرسل النبي عليه الصلاة والسلام بعض الفرسان لمطاردة الفارين لمنعهم من التجمع ومعاودة الهجوم مرة أخرى على المسلمين وبالفعل تم القضاء عليهم، وكانت هي الغزوة الخاتمة لقتال الوثنية في الجزيرة العربية وتحطيم الأوثان.

وأختم بالدروس المُستفادة من هذه الغزوة التي شرَّفها الله بذكرها في القرآن الكريم، ومنها التوكل على الله في القتال مع الأخذ بالأسباب، وعدم الاغترار والإعجاب بكثرة العدة والعتاد وأن النصر بيد الله وحده، وأنه قادر على ابتلاء وتمحيص عباده في مواقف معينة لمصلحتهم، وكرم الله بنزول سكينته على رسوله والمؤمنين وإمدادهم بجنود لم يروها، وبرزت في هذه الغزوة شجاعة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وحُسن قيادته وثباته وتصرُّفه في المواقف الحاسمة ودعائه لله بالنصر، وأوبة الصحابة عليهم رضوان الله وحرصهم ورجوعهم وصمودهم لنصرة الحق بفضل الله عليهم، وبينت الغزوة أهمية القائد في المعركة ودوره المؤثر والكبير في تحويل الهزيمة إلى نصر بإذن الله، ودوره بعد انتهاء المعركة في إسلام مالك بن عوف سيد قبيلة هوازن بعد أن ردَّ عليه أهله وماله وزاده مئة من الإبل فحَسُن إسلامه وأستعمله الرسول عليه الصلاة والسلام على قومه.

 

 

 

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: علیه الصلاة والسلام النبی علیه فتح مکة

إقرأ أيضاً:

كيف يقضي المسلم يوم الجمعة؟.. سنن مستحبة عن النبي

كيف يقضي المسلم يوم الجمعة؟.. يوم الجمعة هو يوم عظيم خاصة عند المسلمين لذا يجب اغتنام هذه اليوم منذ الاستيقاظ عن طريق اتباع سنن يوم الجمعة وليلة الجمعة، ويجب معرفة مستحبات يوم الجمعة، وماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة، وماذا نقول في يوم الجمعة، لعل الله هز وجل يستجيب منا هذا أفعالنا في هذا اليوم المبارك.

يوم الجمعة

يُعد يوم الجمعة يوماً مباركاً لدى المسلمين،فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله قال: (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة: فيه خُلِقَ آدم عليه السلام وفيه أُدْخِلَ الجنة وفيه أُخْرِجَ منها. ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ). رواه مسلم وأبوداود والنسائي.

وقيل إن سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم في الإسلام لأنّ الله -سبحانه- جمع خلق آدم -عليه السلام- في ذلك اليوم، وقيل لاجتماع الناس للصلاة فيه في المسجد، فهو يومٌ جامعٌ لهم، وورد سوى ذلك فقيل لأنّ يوم الجمعة جُمعت فيه فضائل كثيرة، وقيل أيضًا أنّ الله جمع بين آدم وحوّاء في يوم الجمعة بعد ما نزلا إلى الأرض.

سنن يوم الجمعة

ويبدأ المسلم يوم الجمعة بالاستيقاظ مبكراً والاغتسال والتطيب، ويُكثر من الصلاة على النبيلقوله- تعالى-:﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾،[سورة الأحزاب: الآية 56]، عن الإمام علي بن ابي طالب رضى الله تعالى عنه قال: مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ﷺ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى وَجْهِهِ مِنَ النُّورِ نُورٌ، يَقُولُ النَّاسُ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ يَعْمَلُ هَذَا.

ويحرص المسلم أيضاً على قراءة سورة الكهف لقول رسول الله - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال»، وقوله -صلى الله عليه وسلّم-: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء»، وعن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتين.

ثم يرتدي المسلم ثياباً جميلاً وطاهرة ويبكر من الذهاب للمسجد، بالإضافة لحسن الاستماع لخطبة الجمعة والإنصات الجيد للخطيب، ويجب اتباع حسن السلوك أثناء التواجد بالمسجد، والالتزام بأخلاق الإسلام مع المصلين.

ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة؟

-قراءة سورة الكهف في ليلته أو في نهاره.

-قراءة سورة الدخان، ويس في الليل، من فعل ذلك غفر الله له ذنبه.

-قراءة سورة المنافقين أو الجمعة، أو الأعلى، أو الغاشية، أو ما تيسر منها أثناء الصلاة.

-الاغتسال وتقليم الأظافر، والتطيب، ولبس أفضل الثياب.

-الإكثار من الدعاء، سواء من الأدعية المأثورة في القرآن أو السنة.

-التبكير في الخروج للصلاة في المسجد.

سنة هجرها الكثير يوم الجمعة

التبكير الى صلاة الجمعة سنة مهجورة لا يعلم فضلها كثير من الناس حيث ورد الكثير من الأحاديث النبوية التي تؤكد عِظم أجرها وثوابها عند الله تعالى.

كشف دار الإفتاء المصرية، عن اختلاف العلماء في تحديد معنى الساعات المذكورة في حديث «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً"؛ ولكن هدف التبكير واضح.

وأضافت الإفتاء، أن هذا المعني سيتحقَّق للمصلي إذا ذهب قبل الصلاة بساعة أو أكثر أو أقل، لكن المهم جدًّا ألاَّ يتأخَّر حتى صعود الإمام إلى المنبر، وإلا راح الأجر كله.

واستشهدت بما رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».

مقالات مشابهة

  • فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. ثوابها عظيم في شهر رجب
  • تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التخلف عن صلاة الجمعة كسلًا وتهاونًا
  • كيف يقضي المسلم يوم الجمعة؟.. سنن مستحبة عن النبي
  • فضل الصلاة على النبي 1000 مرة .. 40 مكافأة ربانية لصاحبها.. وهذه أفضل صيغة
  • في ليلة الجمعة.. صيغ الصلاة على النبي ﷺ
  • الصلاة المشيشية .. أفضل صيغة للصلاة على النبي لفك الكرب وزيادة الرزق
  • أيهما أفضل يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل ؟
  • تسبب العمى.. حركة في الصلاة حذر منها النبي
  • من غزوة بدر إلى معركة الفتح الموعود:جذور الموقف اليمني وأسبابه في نصرة القضية الفلسطينية
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم