جوتيريش: الشرق الأوسط أصبح على حافة الهاوية.. وحان الوقت لوضع حد للدوامة الدموية
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
أفاد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الخميس، بأن الشرق الأوسط أصبح على حافة الهاوية، لذلك حان الوقت لوضع حد للدوامة الدموية بالشرق الأوسط.
وأضاف جوتيريش خلال جلسة بمجلس الأمن الدولي، أنه في حال وضع حد للأعمال العدائية في قطاع غزة، سينزع فتيل التوتر على نحو واسع في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع المستمرة منذ 7 أشهر خلفت جحيماً مستعرًا.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية أودت بحياة عشرات آلاف الفلسطينيين وجعلت نحو مليوني فلسطيني على حافة المجاعة، لافتًا أنه منظمة «اليونيسيف» أبلغت عن مقتل 13900 طفل فلسطيني في هجمات مروعة وعشوائية في قطاع غزة.
وواصل أنطونيو جوتيريش، أن هناك عقبات متواصلة تحجب المساعدات عن سكان قطاع غزة ممن هم في أمس الحاجة لها، بالإضافة إلى عمال الإغاثة يقتلون على نحو مروع في قطاع غزة، لذلك أدعو إلى فتح تحقيق في هذه الأحداث.
وشدد الأمين العام، على ضرورة اعتماد نهج شامل للتهدئة بما فيها الضفة الغربية المحتلة، موضحاً أن العام الماضي شهد أعلى معدل لهجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأستكمل حديثه: «جهود التهدئة ينبغي أن تشمل أيضا الوضع الملتهب في جنوب لبنان، والتصعيد الأخير يلزمنا العمل على التوصل إلى تحقيق السلام الدائم في المنطقة».
وطالب جوتيريش، بضرورة وقف فوري لأي هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، مؤكدًا أن الفشل بإحراز تقدم نحو حل الدولتين سيجبر كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين على العيش في ظل خطر عنف دائم.
اقرأ أيضاًجوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان
جوتيريش يعرب عن صدمته جراء اقتحام الشرطة الإكوادورية سفارة المكسيك في كيتو
جوتيريش يطالب اسرائيل بتغيير استراتيجيتها العسكرية ويجدد دعوته بوقف إطلاق الناربغزة فورا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البحر الأحمر فلسطين قوات الاحتلال قطاع غزة الشرق الأوسط جوتيريش الأمم المتحدة مجلس الأمن الضفة الغربية لبنان البحر الاحمر اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي الضفة الغربية المحتلة الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي اللاجئين الفلسطينيين اخبار فلسطين عاصمة فلسطين الامم المتحدة تل ابيب جنوب لبنان مجلس الا من فلسطين اليوم غلاف غزة الحدود اللبنانية الامين العام للامم المتحدة مجلس الامن الدولي قصف اسرائيل طوفان الاقصى احداث فلسطين أخبار إسرائيل اليوم اسرائيل ولبنان مستشفيات غزة أخبار لبنان عدد شهداء غزة الحدود مع لبنان لبنان واسرائيل مجازر الاحتلال ارتفاع عدد شهداء غزة أخبار إسرائيل النازحين الفلسطينيين صراع اسرائيل ولبنان أخبار لبنان اليوم عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي اعداد ضحايا العدوان ضحايا العدوان في غزة اعداد ضحايا العدوان في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان ارتفاع عدد ضحايا غزة مجازر العدوان عمليات عسكرية إسرائيلية عمليات عسكرية اسرائيلية قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ثمن التوسع: من أوكرانيا إلى غزة
هل هناك روابط في الفكر الاستراتيجي الليبرالي بين أوكرانيا وغزة؟ بين فكرة السيطرة على غزة، وضم كل من أوكرانيا وجورجيا إلى حلف «الناتو» ضمن عملية التوسع شرقاً؟
تعرفت على هذا النمط من التفكير عام 1997، عندما كنت أعمل أستاذاً للسياسة بجامعة جورج تاون في كلية السياسة الخارجية، حيث كانت هذه الكلية هي مرآب الخارجين من الإدارة الأميركية والمنتظرين للدخول ضمن إدارة أخرى... وكان طبيعياً أن تلتقي أنتوني ليك مستشار الأمن القومي في إدارة كلينتون، أو مادلين أولبرايت، وغيرهما من قادة التفكير بتوسعة «الناتو» في البداية ليشمل دول التشيك والمجر وبولندا من أجل ما سمَّاها ليك «توسعة المجتمع الأطلسي». ولكن كان يحسب لأنتوني ليك أنه كان يرى أن فكرة توسيع «الناتو» يجب أن تُبنَى على «التوسع والانخراط» (enlargement and engagement) وعدم انقطاع الحوار مع روسيا. كان هذا في الجزء الثاني من عقد التسعينات في القرن الماضي، وكانت الجامعة معملاً لهذه الأفكار، تستمتع فيها إلى محاضرات ونقاشات لا تنتهي، وكلها كانت دعايةً لتوسيع «الناتو»، رغم وجود قلة عاقلة من أساتذة السياسة حينها مَن حذَّروا من خطورة هذه التوسعة، ولكن القصة استمرَّت وتَوسَّع «الناتو» ليشمل دول البلقان، ومن بعدها دولاً جديدة على أعتاب روسيا مثل: إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وذلك في عام 2004.
في عام 2008، وفي مؤتمر بوخارست فُتحت شهية «الناتو» لضم كل من أوكرانيا وجورجيا للحلف رغم اعتراض دول كبرى مثل ألمانيا وفرنسا، ومع ذلك سار الموضوع قدماً بضغط أميركي، بعد ذلك جاء الرد الروسي بضم جزيرة القرم عام 2014، ثم الحرب الشاملة على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، والورطة مستمرة إلى الآن.
ولكن ما علاقة ذلك بما يجري في منطقتنا والعدوان الإسرائيلي على غزة وجيرانها؟ إضافة إلى التوسُّع على الأرض في فلسطين؟
العلاقة تبدو واضحة بالنسبة لي! بالقرب من مكتب أنتوني ليك في جورج تاون، كان هناك فريق آخر من إدارة كلينتون يتحدَّث عن حل القضية الفلسطينية على طريقة المقايضة الكبرى، التي قيل إنَّ عرفات رفضها، ولكن في غرف أخرى أو على بعد خطوات في شارعَي M ستريت، وk ستريت، كانت نقاشات أخرى تقول إنَّ الفلسطينيين حصلوا على دولتهم وهي الأردن، أما الباقي فهو إرث إسرائيل التاريخية. وكانت فكرة التوسُّع والانخراط مع بوتين هي ذاتها مع عرفات... فقط اختلاف الأماكن والتكتيك.
ما نراه اليوم في فلسفة نتنياهو من التطهير العرقي، وحوار القوة في غزة ولبنان وسوريا (التوسع) مصحوباً بمحاولة التطبيع (الانخراط في حوار مع الجوار) ينطلق من الجذور الفلسفية ذاتها التي تبنتها مجوعة إدارة كلينتون التي بدت وكأنَّها من الحمائم تجاه القضية الفلسطينية يومها.
ثم جاء 11 سبتمبر (أيلول) وعهد جورج بوش الابن، وقرَّر نتنياهو أن يحمل أجندة إسرائيل في المنطقة على العربة الأميركية أو الدبابة الأميركية التي ستشق غبار الشرق الأوسط، وبدايتها كانت في العراق عام 2003. ومن يومها ونتنياهو يقود العربة الأميركية في الشرق الأوسط.
العربة الأميركية في توسعة «الناتو» انقلبت في أوكرانيا، والتهمت الحريق الروسي الذي نراه منذ عام 2022، وذلك سيكون مصير العربة الأميركية في الشرق الأوسط، رغم عدم وجود روسيا التي تقف ضدها.
العربة الأميركية اليوم المتجهة نحو إيران لن تجد الحائط الروسي ذاته الذي صدها في أوكرانيا، وإنما ستدخل نفق الانزلاق السياسي في بيئة تتطاير فيها القذائف، وفي الوقت نفسه لا توجد قنوات دبلوماسية مغلقة تستطيع التهدئة.
في معظم الحروب، حتى الحرب الباردة، كانت دائماً هناك قنوات دبلوماسية لتقليل التوتر، هذه القنوات تكاد تكون منعدمةً في الشرق الأوسط اليوم أو فاشلة، كما رأينا في محاولات التوصُّل لوقف إطلاق نار في غزة، ومن هنا تكون فكرة الانزلاق واردةً، ويصبح انضمام أطراف، عن دون قصد، إذا ما حدثت ضربة لإيران إلى المشهد، وارداً أيضاً.
المنطقة تتَّجه إلى الانزلاق، والعربة دون كوابح، والأبواب الدبلوماسية الخلفية كلها تقريباً مسدودة.
مستقبل السياسة الأميركية في الشرق الأوسط هو ذاته في أوكرانيا اليوم. فثمن التوسُّع الإسرائيلي سيكون غالياً على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وله تبعات على أعمدتها الثلاثة المعروفة، مثل أمن الطاقة، وأمن إسرائيل، ومحاربة الإرهاب. التكلفة أعلى ممَّا تتصوره أروقة السياسة في واشنطن والعواصم الأوروبية. فالغباء الاستراتيجي واحد في الحالتين.
(الشرق الأوسط اللندنية)