قد أدت درجات الحرارة المرتفعة الأخيرة في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، بما في ذلك مالي، إلى مئات الوفيات، حيث عزا الباحثون الحرارة الشديدة إلى تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.

 تغير المناخ الناجم

وفي مالي، تجاوزت درجات الحرارة 48 درجة مئوية الشهر الماضي، حيث أبلغ مستشفى غابرييل توريه عن 102 حالة وفاة في أوائل أبريل، مما أثر بشكل خاص على كبار السن.

 يجادل العلماء بأنه بدون الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات ، لم تكن درجات الحرارة لتصل إلى هذه المستويات المقلقة.

وجدت دراسة أجرتها مجموعة World Weather Attribution أن تغير المناخ جعل درجات الحرارة في مالي وبوركينا فاسو تصل إلى 1.5 درجة مئوية أكثر دفئا من المعتاد ، مع ارتفاع درجة حرارة الليالي بمقدار 2 درجة مئوية في المتوسط.

 ويحذرون من أن موجات الحر هذه، التي كانت نادرة في السابق، يمكن أن تصبح أكثر شيوعا مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

ومع ذلك، فإن الجفاف الشديد الذي ابتلي به الجنوب الأفريقي في وقت سابق من هذا العام يعزى إلى ظاهرة النينيو المناخية أكثر من تغير المناخ.

وفي حين واجه الملايين الجوع بسبب فشل المحاصيل ونقص المياه مما أدى إلى تفشي الكوليرا، يشير الباحثون إلى أن ظاهرة النينيو، وليس تغير المناخ، أثرت في المقام الأول على انخفاض هطول الأمطار في جميع أنحاء المنطقة من ديسمبر إلى فبراير.

تسلط هذه النتائج الضوء على العلاقة المعقدة بين تغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة ، حيث يؤكد العلماء على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من تأثيرها.

قالت نادية احمايتي ، خبيرة التغيرات المناخية، إن الطاقات الأحفورية من بترول وغاز، وكل الأنشطة الصناعية التي تؤدي لانبعاث ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان تؤدي خلق غشاء حول الكرة الأرضية تمنع حرارة الشمس من التسرب، والمسؤولية هنا بشرية أكثر منها طبيعية.

وأضافت " احمايتي "، خلال مداخلة ببرنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، ويقدمه الإعلاميان فادي غالي ومارينا المصري، أن حب الدول إلى التطور والوصول إلى أرقام من ناحية الاقتصاد والإنجازات الصناعية دون التفكير في العواقب، مع أن الخبراء دقوا ناقوس الخطر منذ أوائل القرن الماضي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غرب أفريقيا منطقة الساحل مالي تغير المناخ درجات الحرارة تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

هل أخطأ العلماء في حساب معدل الاحترار العالمي؟

حددت اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015 هدفا طموحا وضروريا يتمثل في الحفاظ على درجات الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية فوق درجات الحرارة قبل الثورة الصناعية، لكن دراسة تقول، إننا ربما تجاوزنا هذه العتبة قبل عدة سنوات.

درس علماء في معهد المحيطات بجامعة غرب أستراليا الإسفنجيات الصلبة طويلة العمر في منطقة البحر الكاريبي، وأنشأوا جدولا زمنيا لدرجة حرارة المحيط، يعود تاريخه إلى القرن 18، ويمثل أول سجل آلي لدرجة حرارة المحيط قبل الثورة الصناعية، وتوصلوا إلى أن ارتفاع درجة الاحترار العالمي وصل إلى 1.7%.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل هناك علاقة بين التغير المناخي والزلازل؟list 2 of 2"صدمة" مناخية تضرب كبرى مدن العالم بينها عواصم عربيةend of list

وفي حين تقول الدراسة في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" (Nature Climate Change) إننا تجاوزنا عتبة 1.5% من الاحترار العالمي منذ عام 2020. يتساءل علماء آخرون عمّا إذا كانت البيانات من جزء واحد فقط من العالم كافية لالتقاط التعقيد الحراري الهائل لمحيطاتنا.

وتوصلت الدراسة إلى هذا الاستنتاج بتحليل ست إسفنجات صلبة، وهي نوع من الإسفنج البحري، يلتصق بالكهوف تحت الماء في المحيط. ويُشار إليها باسم "الأرشيفات الطبيعية" لبطء نموها. بطء نموها بمقدار جزء من المليمتر سنويا ما يسمح لها بحفظ بيانات المناخ في هياكلها الحجرية الجيرية، على غرار حلقات الأشجار أو عينات الجليد.

إعلان

وبتحليل نسب السترونشيوم (Sr) إلى الكالسيوم (Ca) في هذه الإسفنجيات، تمكن الفريق من حساب درجات حرارة المياه بدقة تعود إلى عام 1700 وكان وجود الإسفنجيات في منطقة البحر الكاريبي ميزة إضافية، إذ لا تُشوه تيارات المحيطات الرئيسية قراءات درجات الحرارة. وقد تكون هذه البيانات مفيدة بشكل خاص، إذ يعود تاريخ القياس البشري المباشر لدرجة حرارة البحر إلى عام 1850 تقريبا.

وقد فُحصت العينات لتحديد عمرها باستخدام تأريخ سلسلة اليورانيوم، إضافة إلى نسب السترونشيوم إلى الكالسيوم، ونظائر الكربون والبورون (يُستخدم البورون لحساب مستويات الرقم الهيدروجيني).

ورغم أن الدراسة الجديدة تمكنت من إقناع المتشككين في نتائجها خلال مرحلة مراجعة الأدلة، فمن غير المرجح أن تنجح بمفردها في إزاحة تقديرات الإجماع الحالية عن مقدار الاحتباس الحراري العالمي الذي حدث فعلا والمقدرة بنحو 1.2 درجة مئوية وفقا للعديد من التقديرات الحالية.

وقالت الدكتورة هالي كيلبورن، عالمة جيولوجيا المحيطات في مركز جامعة ماريلاند للعلوم البيئية، لصحيفة نيويورك تايمز: "أودُّ تضمين المزيد من السجلات قبل المطالبة بإعادة بناء درجة الحرارة العالمية"، ومع إجراء المزيد من الأبحاث، حيث يدرس فريق في اليابان إسفنجيات أوكيناوا – قد نحصل على هذه السجلات قريبًا.

مقالات مشابهة

  • متى تنكسر؟.. الأرصاد تُحذر من موجة حارة تضرب البلاد
  • موجة حارة تجتاح البلاد.. والأرصاد تحدد موعد انكسارها | فيديو
  • موجة حارة تضرب البلاد اليوم.. تصل ذروتها أيام الأحد والإثنين.. خبراء يوضحون أسباب هذه الموجة.. ويحذرون من التعرض لأشعة الشمس
  • الأرصاد: موجة حارة تضرب البلاد اليوم وارتفاع الحرارة إلى 31 درجة بالقاهرة
  • موجة حارة...حالة الطقس المتوقعة في مصر اليوم الخميس 13 مارس 2025
  • الأرصاد: موجة حارة تضرب البلاد حتى الثلاثاء المقبل
  • هل أخطأ العلماء في حساب معدل الاحترار العالمي؟
  • موجة حارة جديدة.. الأرصاد تحذر من استمرار ارتفاع درجات الحرارة
  • بداية موجة حارة.. «الأرصاد» تكشف تفاصيل حالة الطقس الأيام المقبلة
  • ارتفاع درجات الحرارة في مصر اليوم الأربعاء