شبكة انباء العراق:
2025-04-01@10:58:06 GMT

اللسان ليس عظما.. لكنه يكسر العظم!

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

بقلم: جعفر العلوجي ..

قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه المبين
بسم الله الرحمن الرحيم «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»
صدق الله العلي العظيم
قول حق أنزل على رسول صادق أمين لم ينطق يوماً عن الهوى، ولم يأته الباطل لا من خلفه ولا من أمامه، إنه تحذير لكل مؤمن من إشاعة تفتح أبواب الفتن، ويصاب منها أناس ظلما.

وقد حذر الشرع أشد التحذير من تصديق كل ناقل لنبأ سيئ، ولنا في التاريخ القريب والبعيد امثلة كثيرة وقصص مختلفة صيغت عن اناس أشراف أنقياء ونالت منهم بقسوة وهي في حقيقتها ليست سوى أكاذيب وقصص مفتعلة باحتراف تقف خلفها دوائر الرذيلة والخبث ، وقد تعمقت هذه الثقافة سيئة الصيت وصارت اليوم سلاحا بيد من هب ودب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأدوات من اراد بنا كل السوء من فاشينستات وأناس باعوا ضمائرهم خلف شاشات الحواسيب لا لهدف سوى لتسقيط رموزنا الوطنية وضرب مجتمعنا المتماسك في الصميم لنكتشف بعد فوات الاوان ما هذه الاكاذيب والبدع الا تلفيقات أسهمنا بنشرها بأيدينا ولات ساعة مندم بعدها .
ان مناسبة القول وما بدأت به اليوم هو ما يثار من حملة ظالمة تستهدف عدد من قادة مؤسساتنا الامنية في الداخلية والدفاع ومن نشهد لهم بالكفاءة والمقدرة ودماثة الخلق والاحتراف في العمل حتى صاروا هدفا لكل فاسد وحاسد ومن يريد ببلدنا الشر وهي في حقيقتها ضرب لكل مؤسساتنا الحكومية الرصينة، وان سلمنا لفرضية الحاقدين فان ندمنا لن يجدي نفعا بعد ذلك وعلينا ان لا نجرد سيوفنا وننال من اي شخص بلا بينة وقد نهانا الله سبحانه وتعالى من ذلك ومن سطوة اللسان الذي وان كان بلا عظم ولكن ما يخرج منه قد يكسر العظم ويظلم من لا يستحق ، ومع كل ذلك ان كان هناك ما يثار في الزوايا المظلمة فعلينا ان ننتظر نتائج التحقيق المعمق حتى تتضح الامور وينكشف الغث من السمين ولا نسلم الى الادعياء ومن يتهم بشتى التهم لانها ستأكلنا الواحد تلو الاخر .
اخيرا فان لي مطلق الثقة بدولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وبكل ما عرف عنه من نزاهة واقدام ووقوف مع الحق وبوزيري الداخلية والدفاع ان تكون اجراءاتهم قانونية وعلى مستوى من المهنية لاحقاق الحق حتى لا يتطاول كل من تسول له نفسه ان تكون قصصه هي صاحبة اليد العليا ولنا بعد ظهور النتائج حديث اخر .

همسة …
اعتقد ان سطوة الفاشنيستات والبلوكرات وغيرها من التسميات لابد ان تكبح حتى لا تتسع وتصل الى مستويات بعيدة في التأثير فقد اقتحمن مجتمعات الرياضة والفن والمال والطرشي والمطاعم والخوف كل الخوف من ولوجهن السياسة وعندها لايقينا الا ستر الله .

جعفر العلوجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

دكتور عطية محمد عطية في الخالدين

بسم الله الرحمن الرحيم
د. قاسم نسيم

قبل فترة،هي طويلة بحساب الشوق، قليلة بحساب الزمن، ترقى العلامة الموسوعي عبد الله حمدنا الله إلى مراقي الخلود، هو آية الحفظ والحضور في كل علوم العربية، وما اعتلق بالسودان من أدب، فصيحه ودارجه، ما فشا منه وما خفى، ينثره علينا ويضن ببعضه على التوثيق، ومفردة أخرى من مفرداته إلا وهي أغاني بناته، يستخرج من أنساقها مفاهيم مجتمعها الثقافية المستترة، بخرقة المحافظة الغليظة عندهم، المتخرمة عنده بثاقب لحظه، وكنت قد رثيته رثاءً يليق بألمعيته، متاح في الأسافير، وكيف لا وقد كان زميلي وسلوتي، ونديم خلوتي بجامعة إفريقيا العالمية، كلية اللغة العربية، فأعظم بجامعة يسعى بين جنباتها ناثر للعلم مثله.
ثم ادلهمت الحرب علينا من بعد، بهامش غير بعيد، لم يطبب علينا تقرحات الرحيل، ولم يفطم فينا رضاعة العلم من ثديه المدرار، والحرب تضربنا في موجاتها الأُول العاتيات، يرتقي مرتفقًا بصاحبه وزميله، العلامة اللغوي الفهامة الضليع، وأحد حراس العربية في بلادنا بل أفرسهم، الأب والشيخ والصديق والزميل البروفسور عمر شاع الدين، عليه رحمات الله متواليات متزاحمات، تتلوه وتسبقه ببرٍ قدمه في حياته، وعلمٍ وثَّقه في ما ناف عن الثلاثين كتابًا، وكنت قد رثيته أيضًا بكلمة وقصيدة متاحتا في الأسافير، تنما عن ألمٍ ممض لفراقٍ دون وداع أرغمتنا على اصطبار لأوائه هذه الحرب.
وها نحن ذا في خواتيمها، نستفتح نصرًا مؤزًا يقضي عليها،وفي خواتيم الشهر الفضيل، نفجع برحيل عالم النحو والصرف، وإمام وخطيب منابر الجمع، وأستاذ الفقه في بيوت الله الدكتور عطية محمد عطية، نعم لكلٍ من اسمه نصيب، فقد كان دكتور عطية، عطية من عطايا الله على خلقه، في كل وجه، ففي سوح العلم، كان مستظهرًا لفنون النحو والصرف استظهارًا قلَّ نظيره، حافظًا لمتونه، هاضمًا لشروحه، آيةً فيها حجةً ثبتًا، وكنت كثيرًا ما أسأله بالهاتف، إن استشكلت عليَّ مسألة، أو استغلق عليَّ أمرـ فيجيبني توًا بالإجابة متنًا، تتلوه الشروح والأقوال المزدحمة في المسألة، بلا تلكؤ، ولا تحمحم ولا تلعثم، كأنَّه يقرأ من كتاب، فيهدر بما لا يحويه كتاب، بل علمٌ منثور في المراجع والمظان، يستقصيه ويستحصيه ويستجليه،، فلا تندُّ عنه شاردة، ولا يشذ عنه رأي، فيركمه جميعًا أمامك،لسانه يسابق جنانه، فيطرب من فعله العالم، ويعجب طالب العلم الشادي، ويصعق من جوابه المفتقر، ويضجر من جوابه الكسول، ... بلى... كان آية من آيات الله، وعطيَّة من عطاياه ما كذب أبوه حين سماه باسمه، بل أجرى الله ذا الاسم على لسانه فكانه.
وكنت أُسائله مهاتفًا ومكافحًا، قائمًا وقاعدًا، ماشيا أو واقفًا... وعلى درج السلم، أو في ممرات الكلية، أو ربما جالسًا على كرسيه، فلا تَفْصر إجابته أو تختصر، وإنما ذاك الهدر حتى تفتأ نقول ليته سكت، رحمة بأنفسنا خوفًا من تكاثر المعارف فلا نوعبها، ، وتخالف آراء المدارس فلا نثبتها، فحديثه ما يجاريه قلم فيُكْتب، ولا يتقارحه فهم فيوثق، ثم لا يزال لسانه يرتفع وينخفض، كأنَّما فرَّ لسانه عن جنانه، وابتسامة حلوى مطبوعة في وجهه، لا تفارقه أبدًا، في حالتي الصمت والكلام، كالشامة في خدِّ الحسناء، والثفنة في وجه المصلي.
هذه البسمة علامته الكبرى المتولدة عن ضحكته الرابضة خلفها، تطلُّ انسراباتها وتخنس، هي علامته الكبرى وصفته العظمى، فما باشر إنسانًا قط إلا مبتسمًا ضاحكًا، وما قابل سائلًا قط إلا مبتسما ضاحكًا، رغم أنف زهير بن أبي سلمى وممدوحه، فذاك تراه متهللًا إذا زرته، وهذا متهللًا مبتسمًا ضاحكًا، إن زرته أو زارك، إن عرفته أو جهلته، كان يبتسم ويضحك حتى ينحني ويقصر، فتنخفض وترتفع ركبتاه في تردد وسرعة كالياي، فيضحك حتى تضحك لابتسامته وضحكه، فكأنَّه لما رأى الرحمن ما به من تلازم ابتسام وضحك، أجرى على لسانه النكتة الحلوة، يصطنعها في أي موقف، بكلِّ سهولة ويسر، وحرَّم على نفسه الغضب وعلى وجهه العبوس،، فلا ينطاع له وإن أراد اصطناعه.رسمه الله كبسمة، فإن قيل لأحدهم ارسم لنا بسمه لرسمه،
كان لا يلبس إلا الجلابية والعمة، كما يلبس الأزهريون الجبة والعمامة، وكان زاهدًا يصطنعها من أرخص الثياب، ، زاهدًا في كل شيء، حتى في أكله، وكان يفرُّ من المناصب فرارنا إليها، فقد فُوجئ بتعيينه عميدًا لكلية اللغة العربية بالجامعة، فتجهم واهتم، ثم صار كالمجنون، فكان يتحدث إلينا وإلى نفسه، ويتساءل؟ من ذا الذي وشى به إلى مدير الجامعة ليضعه في هذا الموضع، وظلَّ يتوسل الناس الإقالة، فكان القدر يأبى إلا أن يبقيه، حتى خرج من هذه الفانية وهو متقلدٌ عمادتها، لكن كانت أيامه من أخصب الأيام ، سعد فيها زملاؤه الأساتذة، وهَنِئ فيها الطلاب، فلا رهب المكاتب يعتريهم، ولا عنت الإجراءات، فلا حجاب يحجبهم عنه ولا موانع.
سيفقده طلابه الذين ما وجدوا عميدًا ألين عريكة منه، سيفقده زملاؤه فاكهة لمجالسهم ونورًا لمعارفهم، ، سيفقده العلم رجلاً من رجاله.
واليوم يرتقي دكتور عطيه؛ ليلحق بزميليه الحجتين ، عبد الله حمدنا الله وعمر شاع الدين، كان أدنانا إليهم لحاقًا، لأنه أدناهم منا علمًا، قيا مرحى له، فَلِمَ البقاء، في بلاد عجما، صرنا صمًا خرسًا، لا نعي ما يقولون، ولا يعون ما نقول، فَلِمَ البقاء إذن، فأرحم بنا أن نلحق بهداتنا، نأنس إليهم ويأنسون إلينا، نعي ما يقولون ويعون ما نقول، وتكفينا اللمحة،ونفترش البيان،ونتخذ من الخطب زرابي، ومن مسارح الشعر روابي، ألا فأسرع أيها الموت بنا إليهم، وعلى رماح عبقر يكون الركوب، وفي مستقر الرحمات فيها الوثوب، وما تأخَّر بنا يومنا، إلا لقلة علم، أو دَخَن إيمان..
خَبَرْهم أيها الراقي إلى الآباء أنَّهم دهمونا، وأنَّ الله أظهرنا عليهم، خبرهم أن جندنا مزقهم شر ممزق، وأن الطبول تضرب الآن بهجة وفرحة، خبرهم ألا قرآن بعد اليوم يخيف الأطفال، ويزعزع القلوب، ولا إلهاً عاريَّاً سيمد لمخلوقه أسباب الحياة، خبرهم أنَّا حرقنا لاهوتهم المخيف وإلههم العاري ، وأحرقنا جثته وركزنا مصحفنا فوق قلوب أطفالنا وفوق البنود، وكان الله أكبر منه فينا ومعنا، نعبده كما كنت تدرس المصلين صفاته وأسماءه.
عجبت لآساس هذه الجامعة ومن مروا على إدارتها، كيف اجتمع لهم كل هؤلاء الفحول العلماء في هذه الجامعة، فغير ما ذكرت فقد ترقى إلى الخلود قبل فترة عالم من علمائها، مر موته سريعًا فذهلت كيف فاتني نعيه إنه العلامة أبو نظيفة، فقد سمعنا من أشياخنا أنه في يوم نقاشه لرسالة الدكتوراه في جامعة الأزهر - إن لم تخني الذاكرة- قال أشياخ الأزهر: اليوم ولد لكم عالم

gasim1969@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • إمام بالأوقاف: الزوج ليس ملزما بإعطاء عيدية لزوجته لكنه من باب المحبة
  • أجمل ما قيل عن شهر شوال
  • سليمان صويلو يكشف المستور: “حذرت إمام أوغلو 6 سنوات لكنه لم يستمع!”
  • الأنبا باخوميوس.. المطران الذي لم يبحث عن الأضواء لكنه صنع التاريخ
  • عبد الرحيم علي ناعيًا الأنبا باخوميوس: البابا الذي لم يحمل رقمًا بابويًّا لكنه قاد الكنيسة بحكمة في أدق مراحلها
  • في حُب وإحترام أهل الشمالية
  • الأحمر يكسر عقدة العرب خارج الأرض .. والبوسعيدي يدخل المئوية
  • دكتور عطية محمد عطية في الخالدين
  • الكَمَلة والأنصاف
  • أنشيلوتي يكسر «حاجز الصمت» تجاه تدريب البرازيل!