عربيّان في قائمة مجلة التايم لأكثر 100 شخصية تأثيرا بالعالم
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
أصدرت مجلة "تايم" قائمتها السنوية لأكثر 100 شخصية تأثيرًا لعام 2024، الأربعاء، التي تهدف من خلالها تسليط الضوء على صانعي التغيير في العام الماضي، وتضم العشرات من الرياضيين والفنانين والسياسيين والمؤثرين.
والحرب في غزة ألقت بظلالها على نسخة العام الجاري من القائمة، إذ وقع الاختيار على شخصيتين عربيتين لما لهما من دور "مؤثر" في الأزمة، وهما الصحفي الفلسطيني، معتز العزايزة، ورئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وذكرت المجلة أنه لمدة 108 يوم، كان معتز عزايزة بمثابة عيون العالم وآذانه في موطنه غزة.
وقالت: "مسلحًا بكاميرا وسترة واقية من الرصاص تحمل كلمة (صحافة)، أمضى المصور الفلسطيني، البالغ من العمر 25 عامًا، ما يقرب من أربعة أشهر في توثيق الحياة تحت القصف الإسرائيلي، من عائلات نازحة من منازلها، ونساء يندبن أحبائهن، ورجال محاصرين تحت الأنقاض".
وأضافت المجلة: "وعرضت صوره لمحة عن غزة لا يستطيع منافستها سوى قلة من الصحافة الدولية، التي مُنعت من الوصول إلى القطاع، لكنه فعل ذلك بمخاطرة كبيرة، حيث قُتل ما لا يقل عن 95 صحفيًا كما أصيب أو اعتقل العشرات غيرهم في غزة منذ 7 أكتوبر، وهي الفترة التي تعتبر الأكثر دموية بالنسبة للصحافة منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين في تعقب القتلى في عام 1992".
وأشارت المجلة إلى أنه منذ إخلاء غزة، في يناير، تحول دور العزايزة إلى رفع مستوى الوعي بالأزمة والدعوة إلى التدخل الدولي. وقال: "ما يحدث في غزة لا يرضيكم. نحن لا نخبركم بما يحدث... من أجل الحصول على المشاهدات أو المشاركات، بل نحن في انتظاركم للتصرف. نحن بحاجة إلى وقف هذه الحرب".
وفيما يتعلق بالدور القطري في حرب غزة، ذكرت المجلة أن بصفته رئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً للخارجية، ركز محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني على المفاوضات المضطربة بين حركة حماس وإسرائيل، والتي أسفرت حتى الآن عن وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.
وأوضحت المجلة أنه بالإضافة إلى ما تتمتع به قطر من ازدهار وثراء بسبب ما تمتلكه من نفط وغاز، فأظهرت هذه المملكة الصغيرة، من خلال استضافتها لكأس العالم 2022، مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه.
وبعد مرور عام، ذكرت المجلة أن قطر اكتسبت أهمية أكثر رصانة، فظهرت كمحاور موثوق به بين إسرائيل وحماس.
وترى المجلة أنه حتى قبل 7 أكتوبر، أثار رئيس الوزراء، البالغ من العمر 43 عامًا، إعجاب المسؤولين الأميركيين باعتباره وسيطًا في مناطق الاضطرابات الأخرى، بما في ذلك أميركا الجنوبية. لكن في الشرق الأوسط، يقول: "للأسف، الجميع يرقصون على الحافة".
وعلى الجانب الآخر، ضمت القائمة والدة الشاب الإسرائيلي الأميركي، هيرش غولدبرغ بولين، البالغ من العمر 23 عاماً، والذي اختطفته حماس كرهينة في 7 أكتوبر.
وذكرت أنه منذ 7 أكتوبر، أصبحت راشيل غولدبرغ بولين واحدة من أبرز الأصوات الداعية إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، إذ حضرت لقاءً مع بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، وتحدثت عبر تطبيق "زووم" مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، كما ألقت كلمة في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تواصلها المستمر مع متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي.
مفاوض آخر في حرب غزة شملته القائمة وهو مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، الذي قالت المجلة إنه "بعينيه الدائمتين، وابتسامته اللطيفة، وشاربه الأتشيسوني، يُظهر مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز مزيجًا من الثقة والتواضع ما يجعله يبدو، كما هو بالفعل، بمثابة ارتداد إلى عصر كان فيه رجال الدولة المتحفظون ينصحون رؤساء كلا الحزبين ويخدمون كمبعوثين خاصين يتعاملون مع المهام الدبلوماسية الحساسة".
وأضافت: "فهو ليس ذكياً فحسب، بل حكيماً أيضاً، ويحظى بثقة الحلفاء والخصوم باعتباره وسيطاً نزيهاً، بما في ذلك روسيا، حيث عمل سفيراً للرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، وإيران، التي ساعدت جهوده في التفاوض على الاتفاق النووي في عهد الرئيس باراك أوباما".
وبالنسبة للرئيس الأميركي، جو بايدن، قام بيرنز بمهمة عبر قناة خلفية إلى موسكو لمحاولة تجنب الحرب الأوكرانية وقام بعدة رحلات إلى كييف للبحث عن طرق لإنهائها، وفقا للمجلة. وأوضحت أنه في الآونة الأخيرة، تولى بيرنز قيادة الجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
وضمت القائمة العديد من الأسماء الأخرى في مجالات مختلفة، ومنهم يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الروسي الذي مات في معسكر اعتقال روسي، أليكسي نافالني، والذي وصفه الكثيرون بأنه أشد منتقدي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وبالإضافة إلى نافالنايا، جاءت في القائمة الممثلة تاراجي هينسون، التي تناضل من أجل المساواة في هوليوود، ونجم الدوري الوطني لكرة القدم باتريك ماهومز، الذي قاد فريقه كانساس سيتي تشيفز إلى أربع مباريات في سوبر بول في مسيرته، والفنانة دوا ليبا، التي تصفها باتي سميث بأنها تعيد تعريف "عالم موسيقى البوب".
كما شملت قائمة العام الجاري 12 من قادة المناخ والاستدامة، بما في ذلك وزيرة الحكومة البرازيلية مارينا سيلفا، وصانع السيارات الصيني وانغ تشوانفو، والباحثة سوزان سيمارد. وفي عام التغيير في مجال الطب، كرمت المجلة المدير التنفيذي للرعاية الصحية ديف ريكس والعلماء دان دراكر، وجويل هابنر، وسفيتلانا موجسوف.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المجلة أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف سيؤثر برنامج إيلون ماسك الاقتصادي على العالم؟
نشرت مجلة "الكونفيدينسيال" تقريراً سلط الضوء على تأثير السياسات الاقتصادية التي يروج لها إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، على الاقتصاد العالمي.
وأشارت المجلة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ماسك، الذي يحظى بدعم واهتمام كبيرين من الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب، سيواجه تحدياً كبيراً لتوفيق رؤيته الاقتصادية النيوليبرالية مع السياسات الحمائية التي يدعمها ترامب. هذه الموازنة تثير الكثير من التساؤلات حول إمكانية نجاح هذا النهج وسط المشهد السياسي المعقد.
وأوضحت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن وصول ماسك إلى البيت الأبيض بدعم ترامب قوبل بترحيب واسع في أوساط التيار اليميني، سواء داخل الحزب الجمهوري أو بين قاعدته الشعبية. وأضافت أن ماسك يروج لفكرة أن "إلغاء القيود وتقليص الإنفاق العام يؤديان إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي"، وهو توجه يعكس المعتقدات النيوليبرالية التي تجد صدى واسعاً بين مؤيديه.
ولفتت المجلة إلى أن "منشار ميلي" أصبح رمزاً لهذه السياسات النيوليبرالية، خاصة بعد ظهور صورة جمعت ماسك مع الرئيسة الأرجنتينية جورجيا ميلوني، ما عزز من تقديم نموذج ميلي كمرجع في السياسات الاقتصادية. ويدعم هذا النهج في الولايات المتحدة رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، الذي يسعى إلى تبني سياسات مشابهة ولكن بإطار أكثر قوة وفعالية.
وأبرزت المجلة أن رؤية ماسك الاقتصادية تعكس توجهًا سائدًا بين بعض المقربين من ترامب، خاصة في مجالات التكنولوجيا وإدارة الأصول. ومع ذلك، فإن الجناح الحمائي يواجه تحديات كبيرة في التمثيل داخل الإدارة الجديدة. وأكدت المجلة أن التكهنات تدور حول تعيين روبرت لايتهايزر وزيراً للخزانة، وهو قرار يمكن أن يشير إلى توجهات الإدارة المقبلة، رغم أنه لا يبدو الخيار الأول على قائمة المرشحين.
الطريقان المختلفان: أي مستقبل ينتظر الاقتصاد الأمريكي؟
وأفادت المجلة بأن البرنامج الاقتصادي الذي وعد به الرئيس السابق دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية يعتمد على محورين رئيسيين: خفض الضرائب وتعزيز السياسات الحمائية. وتهدف هذه السياسات إلى دعم الصناعة الأمريكية وحماية السوق المحلية من المنافسة الأجنبية. ومع ذلك، فإن هناك خيارين لتطبيق هذا البرنامج، الذي يبدو متناقضًا في جوهره:
الخيار الأول- يتمثل في التمسك التام بالسياسات الحمائية، وهو ما يشير إلى العودة إلى نموذج اقتصادي شبيه بما كان سائداً في الولايات المتحدة أواخر القرن التاسع عشر، حينما سيطر من يُعرفون بـ"بارونات النهب" على الاقتصاد، ما أدى إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية.
أما الخيار الثاني- فيسعى إلى الحفاظ على الهيكل النيوليبرالي داخل الولايات المتحدة، مع استخدام التعريفات الجمركية كأداة ضغط على الأسواق الخارجية. هذا الخيار، وفق الصحيفة، يشبه النموذج البريطاني في القرن التاسع عشر، حيث تُصدّر الدولة إنتاجها، بدءاً من الطاقة وصولاً إلى التكنولوجيا، عبر علاقات اقتصادية مهيمنة مع الدول الأخرى.
وبينت المجلة أن أيًّا من الخيارين لا يبدو عمليًّا أو جذابًا بالنظر إلى التحديات الواقعية. فالالتزام الصارم بالحمائية قد يعيد الولايات المتحدة إلى نموذج اقتصادي غير ملائم للعصر الحالي، بينما قد يؤدي الخيار الثاني إلى ضغوط شديدة على الدول الأخرى، خاصة أوروبا، التي ستكون في مقدمة المتضررين من هذه السياسات، ما يضيف أبعاداً جديدة لتعقيد المشهد الاقتصادي العالمي.
عوائد "الأرض": هل الاقتصاد الريعي هو الحل؟
وأفادت المجلةبأن الأرقام الاقتصادية التي يروج لها إيلون ماسك وأنصاره، وعلى رأسهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، قد تبدو واعدة ظاهرياً، لكنها لا تعكس الواقع الاقتصادي الصعب في الأرجنتين. إذ تعاني البلاد من ارتفاع معدلات الفقر بين شريحة كبيرة من السكان، إلى جانب التحديات التي تواجهها الشركات الصغيرة في ظل سياسات التقشف النيوليبرالية. وهذه الآثار ليست مجرد تداعيات جانبية، بل تمثل نتيجة حتمية لهذه السياسات، مشيرة إلى تجربة تشيلي تحت حكم أوغستو بينوشيه، التي أسفرت عن نتائج مشابهة تسببت في أزمات اجتماعية واقتصادية عميقة.
وأوضحت المجلة أن العوائد الاقتصادية التي تحققها بعض النخب في الأرجنتين تتركز في قطاعات محددة، مثل العقارات والبنية التحتية والموارد الطبيعية. ويعكس ذلك اعتمادًا على نموذج اقتصادي ريعي يتيح لقوى المال السيطرة على مسار التنمية، على حساب الصناعات التكنولوجية والصناعية.
وهذا النموذج أدى إلى تهميش القطاعات الصناعية الكبرى، خصوصًا تلك التي تتطلب استثمارات طويلة الأجل، ما يعمّق الفجوة بين الإمكانات الاقتصادية والتحديات الواقعية التي تواجه البلاد.
السمك الكبير يأكل السمك الصغير: كيف تتأثر أوروبا بالتحولات الاقتصادية الأمريكية؟
ونوهت المجلة في تقريرها إلى أن نجاح السياسات الحمائية في الولايات المتحدة يعتمد على قدرتها على تحويل الاقتصاد الأمريكي من نموذج ريعي إلى نظام إنتاجي صناعي. ولكن في حال فشل هذا التحول، فإن هذه السياسات ستعمل على تصدير الأزمات الاقتصادية من القوي إلى الضعيف، سواء داخل الولايات المتحدة أو على المستوى الدولي، وستكون أوروبا، وخاصة ألمانيا، في صدارة المتضررين إذا تم تطبيق هذه السياسات بشكل صارم.
وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا تواجه بالفعل ضغوطاً كبيرة نتيجة فقدانها لمصدر الطاقة الرخيصة من روسيا، والارتفاع في الرسوم الجمركية الأمريكية، إلى جانب المنافسة المتزايدة من الصين. ودفعت هذه التحديات ألمانيا إلى مفترق طرق حاسم، حيث يتعين عليها اتخاذ قرارات استراتيجية لضمان بقاء صناعتها قوية في خضم ما وصفته بـ"الحرب الباردة الاقتصادية الجديدة".
وفي ختام التقرير؛ أكدت المجلة أن أوروبا تعيش معضلة معقدة في كيفية التعامل مع التحولات الجذرية في النظام الاقتصادي العالمي. ومع الخيارات المحدودة، تجد القارة نفسها مضطرة إلى التكيف بشكل فعال مع هذه التحولات، لا سيما في ظل احتدام الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)