يمانيون:
2025-04-17@15:16:38 GMT

هل كانت مسرحية؟

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

هل كانت مسرحية؟

يمانيون// مقالات// سعيد السني

يوم 2 أغسطس/ آب عام 1990، اندلعت حرب الخليج الثانية.. قام “العراق”، في عهد رئيسه السابق صدام حسين بـ “غزو الكويت”، على خلفية مزاعم استيلاء الأخيرة على النفط العراقي. ثم تشكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، يضم 38 دولة، تحت غطاء أممي، للتحرك بحملة “عاصفة الصحراء” العسكرية (17 يناير/ كانون الثاني- 28 فبراير/ شباط 1991)، التي انتهت بإعلان تحرير الكويت، وانسحاب الجيش العراقي.

قصف الأراضي المحتلة

يعنينا، أن الجيش العراقي، ومع انطلاق عاصفة الصحراء، راح يقصف مواقع إسرائيلية، بصواريخ سكود.. فرحت الجماهير العربية باستهداف الكيان الصهيوني، رغم مرارة الغزو العراقي للكويت. وقتها، أنكر “الاحتلال”، وقوع أي خسائر مادية، أو بشرية، فكانت صدمة للشعوب العربية.

عام 2021، أي بعد 30 عامًا.. اعترف الاحتلال، بأن صواريخ سكود التي أطلقها العراق (43 صاروخًا)، أسفرت عن مقتل 14 إسرائيليًا، وإصابة المئات، وتدمير الكثير من المنشآت. كما أقر “الكيان”، بإثارة هذه الصواريخ الرعبَ في كل الأراضي المحتلة، وأنها كانت تُطلق ليلًا، وتضرب أهدافها بدقة. فـ “الكيان الصهيوني”، يكذب، ويتنفس كذبًا.. هذا أمر معلوم.

ما أشبه الليلة بالبارحة، حين يُعلن الكيان الصهيوني، إسقاط 99% من الصواريخ والمُسيرات الإيرانية (300 طائرة وصاروخ تقريبًا)، التي هاجمته (ليل 13- 14 أبريل/ نيسان)، وأنها لم تُصب أهدافًا في العمق الإسرائيلي، ولم تلحق بالكيان أي خسائر بشرية كانت، أو مادية. لماذا علينا تصديق “جيش الاحتلال” أو حكومته، في إنكار فاعلية الهجوم الإيراني؟. لماذا، وهو يكذب على الدوام، والأمثلة لا تقع تحت حصر؟.

بايدن.. ووعيد خامنئي

هل كان الهجوم الإيراني “مسرحية”؟ بالفعل، ولماذا؟. وهل هذا الهجوم بلا فاعلية؟. إجابة عن السؤال نرصد عددًا من النقاط؛ أولًا: أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإمام علي خامنئي، استبقه، مُعلنًا، أن عقاب إسرائيل، قادم لا محالة.. ردًا، على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق (1/4/2024)، واغتيال قادة في الحرس الثوري الإيراني، على رأسهم الجنرال محمد رضا زاهدي. وعيد خامنئي، أثار حالة من الرعب والفزع، والارتباك، انتابت “الكيان”، أيامًا، انتظارًا للرد.. إدراكًا لجدية الوعيد.

ثانيًا: أن الرئيس الأميركي جو بايدن، حذرَ “الإيرانيين” مرارًا، وعلنًا، بألا يهاجموا إسرائيل.. قائلًا: لا تفعلوا.. مُشددًا، على التزام “أميركا” بأمن إسرائيل والدفاع عنها، ومارس عليهم ضغوطًا عبر وسطاء، لإثنائهم عن المُضي قدمًا فيما قرروه من رد على إسرائيل.. دون جدوى. فلم تمتثل “إيران” للتحذيرات والضغوط الأميركية، ولم ترتدع، أو تتراجع.

دلالة إسقاط الصواريخ

ثالثًا: أن الولايات المتحدة، سارعت إلى تفعيل “شبكة دفاع” لصد الهجوم الإيراني، شاركت فيها بريطانيا، وفرنسا، وربما غيرهما من دول أوروبا، و”دول عربية”، للأسف. وقد أعلن “بايدن” شخصيًا، أن بلاده أسقطت غالبية المُسيرات والصواريخ قبل وصولها إلى إسرائيل.

وهذا له دلالة شديدة الوضوح، على أن “الكيان الصهيوني”، ليس بوسعه منفردًا، التصدي لهذا الهجوم الكبير الذي شنته إيران بالمسيرات والصواريخ الباليستية والمُجنحة.. لولا التصدي الأميركي والأوروبي. سواء هاجمت إسرائيل، وردت على إيران.. أم لم ترد، فهذا لا يغير شيئًا، من فاعلية الهجوم الإيراني، ورسالته، بأن العمق الإسرائيلي، لم يعد بمنأى عن الاستهداف، حال تجاوز الاحتلال بحقّ إيران.

اختبار إيراني

رابعًا: أن “الهجوم الإيراني” محسوب بدقة، فإيران، لا تريد التورط في حروب مفتوحة، ترهقها وتُعطل امتلاكها السلاحَ النووي، إن لم تكن قد امتلكته فعلًا. كما، قد يكون هادفًا، لتجريب الصواريخ والمسيرات في عملية عسكرية فعلية، فالأسلحة، يلزمها اختبار عملي للوقوف على مدى فاعليتها.. واختبار دفاعات وقدرات الأعداء أو الأطراف الأخرى في ميدان المعركة المُحتملة.

هذا الهدف الأخير، يستحق بحد ذاته الإقدام على هذا الهجوم.. في ظل توفر سند من القانون الدولي (كون القنصلية المستهدفة في دمشق.. تُعادل الهجوم على الأراضي الإيرانية). هذا الكم من الصواريخ والمُسيرات، لا يعني أن “إيران” استخدمت، كل ما لديها، فقد يكون لديها، ما هو أحدث، وأمضى توفره لوقته، وقد قالت ما يفيد هذا المعنى.

انسياق أعمى

“إيران”، دولة قوية ومهمة، فاعلة في الإقليم، وفي القضية الفلسطينية.. تعرف ما تريد، وكيف تصل لما تريده. بعض الناقمين عليها، في تهوينهم شأن هجومها على إسرائيل.. تُحركهم نزعات طائفية مذمومة، تُسهم عمدًا، أو بدون قصد في توليد، وإشعال نيران الحقد والكراهية بين المسلمين، والعرب، وتمزيقهم إلى سُنة وشيعة.

البعض الآخر، مُنقاد، بلا إدراك، وراء السخافات التي تبثها فضائيات عربية “متصهينة”، تُخاصم المهنية، و”مليشيات إلكترونية”.. ربما “يُديرها” إسرائيليون، أو عرب مثلنا، يحبون “الاحتلال” حبًا جمًا، ويرونه أقرب إليهم من إيران، وبني جلدتهم.

لدينا مشكلة “تربوية” في بيوتنا، ومدارسنا، وبلادنا العربية، اعتمادًا للتلقين والحفظ والاسترجاع، والسمع والطاعة، والولاء.. بما يُنتج أفرادًا، يميلون إلى الانسياق الأعمى وراء “الرأي المُعلب”- الهجوم، مسرحية إيرانية، مثالًا-، يعتنقونه، ويرددونه، مهما كان ساذجًا أو ملفقًا، بما يُغني الفرد عن تشغيل عقله، لتكون كثرة من الناس، يحفظون ولا يفقهون.

الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني، ليس “مسرحية”، بالتأكيد.. بل يتضمن رسائل قوية اللهجة.. نارية، شديدة الاشتعال.. مفادها، أن هذا الكيان، مجرد “أكذوبة كبرى”، وأنه لم يعد في منعة ومأمن، وحصانة. فالمنعة التي استقرت في الأذهان لعقود.. أسقطها “طوفان الأقصى” في الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وها هو المُتبقي منها يتبدد مُجددًا، على خلفية الرعب، والهلع اللذين اجتاحا “الكيان”؛ تحسبًا للهجوم الإيراني، والارتباك الحاصل حاليًا، بشأن الرد على إيران، من عدمه.. إدراكًا بأن الدنيا تغيّرت، وأن ما قبل “طوفان الأقصى” ليس كما بعده.

#إيران#الرد الإيراني#سعيد السنيً#كيان العدو الصهيوني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی الهجوم الإیرانی

إقرأ أيضاً:

السيد عبدالملك الحوثي: لبنان محسوب ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى” والعدو الصهيوني يطمع في السيطرة التامة عليه

يمانيون/ صنعاء

أوضح السيد القائد أن العدو الإسرائيلي يستمر في انتهاكه للاتفاق في لبنان بتشجيع ودعم أمريكي.

وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، خلال كلمة له اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، أن الاعتداءات اليومية على لبنان هي توجه إسرائيلي وليست حالة جديدة تجاه لبنان فأطماع العدو الإسرائيلي في لبنان واضحة على مستوى مخططهم الصهيوني، ولبنان محسوب ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى” ولو تمكن العدو الإسرائيلي في عدوانه الكبير ضد لبنان لقام فعلا باجتياح كامل لبنان فالعدو الإسرائيلي يطمع بالسيطرة التامة على لبنان وأن يكون خاضعاً له خضوعاً تاماً ومستباحاً له.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي يسعى الآن إلى أن يبدأ في عمليات نهب لنهر الليطاني ولديه أطماع واضحة وتوجهات واضحة وعدوانية. مضيفا ان العدو الإسرائيلي يستمر في الاستباحة للأجواء اللبنانية والاعتداءات بإطلاق النار وبالمدفعية والاحتلال لمراكز داخل لبنان. كما يحاول العدو الإسرائيلي أن يعيق أبناء الشعب اللبناني من العودة والاستقرار في مساكنهم بأمان ويستهدف حتى الغرف الجاهزة.

وأكد أن العدو الإسرائيلي يشكل خطرا وتهديدا ضد لبنان وهو المشكلة والشر على لبنان أما حزب الله فهو يقوم بأعظم دور في إطار الحق المشروع لإنقاذ لبنان. وأضاف: لقد تحققت انتصارات كبيرة لحزب الله على العدو الإسرائيلي لم يسبق أن تحقق مثلها للمسلمين والعرب ضد العدو الإسرائيلي ومن واجب كل اللبنانيين رسمياً وشعبياً أن يكونوا مساندين للمقاومة وداعمين لها وأن يدركوا أنها خيار الضرورة الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

ونوه قائد الثورة إلى أنه  لو تم التفريط بخيار المقاومة في لبنان لتحولت المسألة إلى خطر كبير جدا وخسارة للحرية والاستقلال. موضحا أن حزب الله قدم أعظم التضحيات لحماية لبنان وكرامة الشعب اللبناني ولذلك الواجب هو المساندة لحزب الله وليس التآمر على المقاومة. مضيفا أن الأولوية الوطنية الصحيحة في لبنان هي العمل على إخراج العدو الإسرائيلي مما هو محتل له في الأراضي اللبنانية ووقف اعتداءاته ولا ينبغي التجاهل لأولويات لبنان والذهاب نحو تبني أولويات العدو الإسرائيلي بالمطالبة بتسليم سلاح المقاومة. أضاف: يفترض أن يكون التوجه في لبنان هو إرغام العدو الإسرائيلي على تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وإكمال الانسحاب من الأراضي اللبنانية ويفترض أن يكون التوجه في لبنان إيقاف الاستباحة للبنان بالغارات والقتل وإطلاق النار والاستباحة للأجواء اللبنانية.

وأضاف أن العدو الإسرائيلي يستمر في استباحة سوريا وقد ثبّت العدو 9 قواعد في الجنوب، ووضع خطوطا حمراء أمام الجماعات التكفيرية وداعميها وكل ما يعمله العدو في فلسطين ولبنان وسوريا شاهد واضح على أن شعوبنا بحاجة ملحة إلى أن تمتلك إمكانات الردع والحماية.

مقالات مشابهة

  • الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل توسلت عبر وسطاء لمنع تنفيذ عملية “الوعد الصادق 1”
  • السيد عبدالملك الحوثي: لبنان محسوب ضمن مشروع “إسرائيل الكبرى” والعدو الصهيوني يطمع في السيطرة التامة عليه
  • بيان «وزارة الخارجية» حول إعلان الكيان الصهيوني بشأن تهجير الفلسطينيين
  • غانتس يدعو لتنسيق مع واشنطن لإزالة احتمال امتلاك إيران سلاحا نوويا
  • انتقادات اسرائيلية بشأن تسريب معلومات الهجوم على إيران
  • عاجل| أكسيوس عن مسؤول أميركي: دي فانس وهيجسيث وويتكوف يحذرون من أن الهجوم على إيران قد يؤدي لارتفاع أسعار النفط
  • استعدادًا لقصف إيران.. إعلام عبري: جسر جوي أمريكي لنقل الأسلحة إلى إسرائيل
  • مفتي عمان يهاجم مواقف بعض الدول العربية المتماهية مع إجرام الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يغرق برسائل احتجاج تطالب بوقف الحرب على غزة
  • المرشد الإيراني: الخطوات الأولى في المحادثات النووية مع أمريكا كانت جيدة