يمانيون:
2025-02-16@16:24:34 GMT

هل كانت مسرحية؟

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

هل كانت مسرحية؟

يمانيون// مقالات// سعيد السني

يوم 2 أغسطس/ آب عام 1990، اندلعت حرب الخليج الثانية.. قام “العراق”، في عهد رئيسه السابق صدام حسين بـ “غزو الكويت”، على خلفية مزاعم استيلاء الأخيرة على النفط العراقي. ثم تشكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، يضم 38 دولة، تحت غطاء أممي، للتحرك بحملة “عاصفة الصحراء” العسكرية (17 يناير/ كانون الثاني- 28 فبراير/ شباط 1991)، التي انتهت بإعلان تحرير الكويت، وانسحاب الجيش العراقي.

قصف الأراضي المحتلة

يعنينا، أن الجيش العراقي، ومع انطلاق عاصفة الصحراء، راح يقصف مواقع إسرائيلية، بصواريخ سكود.. فرحت الجماهير العربية باستهداف الكيان الصهيوني، رغم مرارة الغزو العراقي للكويت. وقتها، أنكر “الاحتلال”، وقوع أي خسائر مادية، أو بشرية، فكانت صدمة للشعوب العربية.

عام 2021، أي بعد 30 عامًا.. اعترف الاحتلال، بأن صواريخ سكود التي أطلقها العراق (43 صاروخًا)، أسفرت عن مقتل 14 إسرائيليًا، وإصابة المئات، وتدمير الكثير من المنشآت. كما أقر “الكيان”، بإثارة هذه الصواريخ الرعبَ في كل الأراضي المحتلة، وأنها كانت تُطلق ليلًا، وتضرب أهدافها بدقة. فـ “الكيان الصهيوني”، يكذب، ويتنفس كذبًا.. هذا أمر معلوم.

ما أشبه الليلة بالبارحة، حين يُعلن الكيان الصهيوني، إسقاط 99% من الصواريخ والمُسيرات الإيرانية (300 طائرة وصاروخ تقريبًا)، التي هاجمته (ليل 13- 14 أبريل/ نيسان)، وأنها لم تُصب أهدافًا في العمق الإسرائيلي، ولم تلحق بالكيان أي خسائر بشرية كانت، أو مادية. لماذا علينا تصديق “جيش الاحتلال” أو حكومته، في إنكار فاعلية الهجوم الإيراني؟. لماذا، وهو يكذب على الدوام، والأمثلة لا تقع تحت حصر؟.

بايدن.. ووعيد خامنئي

هل كان الهجوم الإيراني “مسرحية”؟ بالفعل، ولماذا؟. وهل هذا الهجوم بلا فاعلية؟. إجابة عن السؤال نرصد عددًا من النقاط؛ أولًا: أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإمام علي خامنئي، استبقه، مُعلنًا، أن عقاب إسرائيل، قادم لا محالة.. ردًا، على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق (1/4/2024)، واغتيال قادة في الحرس الثوري الإيراني، على رأسهم الجنرال محمد رضا زاهدي. وعيد خامنئي، أثار حالة من الرعب والفزع، والارتباك، انتابت “الكيان”، أيامًا، انتظارًا للرد.. إدراكًا لجدية الوعيد.

ثانيًا: أن الرئيس الأميركي جو بايدن، حذرَ “الإيرانيين” مرارًا، وعلنًا، بألا يهاجموا إسرائيل.. قائلًا: لا تفعلوا.. مُشددًا، على التزام “أميركا” بأمن إسرائيل والدفاع عنها، ومارس عليهم ضغوطًا عبر وسطاء، لإثنائهم عن المُضي قدمًا فيما قرروه من رد على إسرائيل.. دون جدوى. فلم تمتثل “إيران” للتحذيرات والضغوط الأميركية، ولم ترتدع، أو تتراجع.

دلالة إسقاط الصواريخ

ثالثًا: أن الولايات المتحدة، سارعت إلى تفعيل “شبكة دفاع” لصد الهجوم الإيراني، شاركت فيها بريطانيا، وفرنسا، وربما غيرهما من دول أوروبا، و”دول عربية”، للأسف. وقد أعلن “بايدن” شخصيًا، أن بلاده أسقطت غالبية المُسيرات والصواريخ قبل وصولها إلى إسرائيل.

وهذا له دلالة شديدة الوضوح، على أن “الكيان الصهيوني”، ليس بوسعه منفردًا، التصدي لهذا الهجوم الكبير الذي شنته إيران بالمسيرات والصواريخ الباليستية والمُجنحة.. لولا التصدي الأميركي والأوروبي. سواء هاجمت إسرائيل، وردت على إيران.. أم لم ترد، فهذا لا يغير شيئًا، من فاعلية الهجوم الإيراني، ورسالته، بأن العمق الإسرائيلي، لم يعد بمنأى عن الاستهداف، حال تجاوز الاحتلال بحقّ إيران.

اختبار إيراني

رابعًا: أن “الهجوم الإيراني” محسوب بدقة، فإيران، لا تريد التورط في حروب مفتوحة، ترهقها وتُعطل امتلاكها السلاحَ النووي، إن لم تكن قد امتلكته فعلًا. كما، قد يكون هادفًا، لتجريب الصواريخ والمسيرات في عملية عسكرية فعلية، فالأسلحة، يلزمها اختبار عملي للوقوف على مدى فاعليتها.. واختبار دفاعات وقدرات الأعداء أو الأطراف الأخرى في ميدان المعركة المُحتملة.

هذا الهدف الأخير، يستحق بحد ذاته الإقدام على هذا الهجوم.. في ظل توفر سند من القانون الدولي (كون القنصلية المستهدفة في دمشق.. تُعادل الهجوم على الأراضي الإيرانية). هذا الكم من الصواريخ والمُسيرات، لا يعني أن “إيران” استخدمت، كل ما لديها، فقد يكون لديها، ما هو أحدث، وأمضى توفره لوقته، وقد قالت ما يفيد هذا المعنى.

انسياق أعمى

“إيران”، دولة قوية ومهمة، فاعلة في الإقليم، وفي القضية الفلسطينية.. تعرف ما تريد، وكيف تصل لما تريده. بعض الناقمين عليها، في تهوينهم شأن هجومها على إسرائيل.. تُحركهم نزعات طائفية مذمومة، تُسهم عمدًا، أو بدون قصد في توليد، وإشعال نيران الحقد والكراهية بين المسلمين، والعرب، وتمزيقهم إلى سُنة وشيعة.

البعض الآخر، مُنقاد، بلا إدراك، وراء السخافات التي تبثها فضائيات عربية “متصهينة”، تُخاصم المهنية، و”مليشيات إلكترونية”.. ربما “يُديرها” إسرائيليون، أو عرب مثلنا، يحبون “الاحتلال” حبًا جمًا، ويرونه أقرب إليهم من إيران، وبني جلدتهم.

لدينا مشكلة “تربوية” في بيوتنا، ومدارسنا، وبلادنا العربية، اعتمادًا للتلقين والحفظ والاسترجاع، والسمع والطاعة، والولاء.. بما يُنتج أفرادًا، يميلون إلى الانسياق الأعمى وراء “الرأي المُعلب”- الهجوم، مسرحية إيرانية، مثالًا-، يعتنقونه، ويرددونه، مهما كان ساذجًا أو ملفقًا، بما يُغني الفرد عن تشغيل عقله، لتكون كثرة من الناس، يحفظون ولا يفقهون.

الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني، ليس “مسرحية”، بالتأكيد.. بل يتضمن رسائل قوية اللهجة.. نارية، شديدة الاشتعال.. مفادها، أن هذا الكيان، مجرد “أكذوبة كبرى”، وأنه لم يعد في منعة ومأمن، وحصانة. فالمنعة التي استقرت في الأذهان لعقود.. أسقطها “طوفان الأقصى” في الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وها هو المُتبقي منها يتبدد مُجددًا، على خلفية الرعب، والهلع اللذين اجتاحا “الكيان”؛ تحسبًا للهجوم الإيراني، والارتباك الحاصل حاليًا، بشأن الرد على إيران، من عدمه.. إدراكًا بأن الدنيا تغيّرت، وأن ما قبل “طوفان الأقصى” ليس كما بعده.

#إيران#الرد الإيراني#سعيد السنيً#كيان العدو الصهيوني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی الهجوم الإیرانی

إقرأ أيضاً:

كاتب أميركي: إسرائيل تضغط على ترامب لكي تهاجم إيران

أوضح الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس أن الضجة التي حدثت في البيت الأبيض بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة، جعلت العالم ينشغل عن التهديد الذي أطلق الأسبوع الماضي باحتمال شن إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران.

ويرى الكاتب أن ترامب الذي وعد خلال حملته الانتخابية بوقف الحروب حول العالم، ولا يريد صراعا جديدا في الشرق الأوسط، يتعرض لضغوط من إسرائيل التي ترى أن طهران في فترة ضعف قصوى بعد هزيمة حلفائها في لبنان وسوريا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: ترامب يحبط نتنياهو بشأن إيرانlist 2 of 2جيروزاليم بوست: على إسرائيل أن تستعد للمواجهة مع إيران بعد تنصيب ترامبend of list

ونقل الكاتب عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين تأكيدهم بأن إسرائيل تريد اغتنام الفرصة، وأنها قد تقوم بعمل منفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية، سواء بوجود الدعم الأميركي أو من دونه.

وأضاف الكاتب نقلا عن مصادره أن إدارة بايدن كانت تفكر في أيامها الأخيرة في دعم الخطوة الإسرائيلية ضد إيران لكنها تراجعت في النهاية، لتصبح القضية الآن على رأس أولويات إدارة ترامب.

وكان ترامب صريحا بشأن المواجهة مع إيران في مقابلته الأخيرة على قناة فوكس نيوز، حيث قال "يعتقد الجميع أن إسرائيل، بمساعدتنا أو بموافقتنا، ستذهب إلى هناك وتقصفهم. أُفضّل ألا يحدث ذلك، وأفضّل أن أرى اتفاقا مع إيران، حيث يمكننا عقد صفقة معها".

إعلان

وأشار الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش مع ترامب عدة مستويات من الدعم الأميركي، بدءا من الدعم العسكري الفعال لتوجيه ضربة عسكرية، وصولا إلى الدعم السياسي المحدود.

وذكر الكاتب أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بذخائر خارقة للتحصينات يمكن أن تلحق أضرارا بالغة بأجهزة الطرد المركزي الإيرانية وغيرها من معدات تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو بالقرب من قم.

وأضاف الكاتب أن محللين في الاستخبارات العسكرية الأميركية خلصوا في تقييم صدر في يناير/كانون الثاني إلى أن إسرائيل ستضرب المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر الستة الأولى من عام 2025 إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

ونقل الكاتب عن أحد المسؤولين الأميركيين، قوله إن المدة التي من المُقدر أن تعطل بها الضربة الإسرائيلية البرنامج النووي الإيراني ستكون ستة أشهر في أحسن الأحوال، لكن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن الآثار ستستمر لمدة عام أو أكثر.

مقالات مشابهة

  • شاهد | حكومة لبنان .. عندما يكون الصوت مرتفعًا ضد إيران، لكنه يصمت أمام إسرائيل!
  • كاتب أميركي: إسرائيل تضغط على ترامب لكي تهاجم إيران
  • إعلام العدو الصهيوني: دعاية حماس وسرايا القدس في الدفعة السادسة تُعد إصبعاً في عين “إسرائيل”
  • أكسيوس: إسرائيل لم تعلن رسميًا حتى الآن ما إذا كانت ملتزمة بإنذار ترامب لحماس
  • خبير في القضايا الدولية: خطة ترامب للتهجير هي للتعويض على فشل الكيان الصهيوني
  • هل يمثل "الوحش الفولاذي" الإيراني خطراً على إسرائيل؟
  • قيادي بحماس يؤكد رفض الحركة أي مماطلة من جانب العدو الصهيوني
  • الاستخبارات الأمريكية: إسرائيل تريد ضرب إيران خلال أشهر قليلة
  • إسرائيل تستعد لضرب النووي الإيراني بمساعدة أمريكية.. طريقتان لا ثالث لهما
  • خبير: مصر حصن القضية الفلسطينية أمام أمريكا والاحتلال الصهيوني