تباين تأثير التوترات الجيوسياسية على أداء الأسواق خلال تعاملات اليوم؛ إذ واصل النفط تراجعه وسط مخاوف بشأن الطلب، في حين ارتفعت أسعار الذهب، وكانت توقعات الفائدة الأميركية العامل المؤثر في أداء سوق العملات.

النفط

وواصلت أسعار النفط تراجعها اليوم في ظل استمرار مخاوف السوق بشأن الطلب هذا العام وعلامات تبشر بإمكانية تفادي اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط حيث يوجد عدد من كبار منتجي النفط.

وتراجعت العقود الآجلة لخام لأقرب تسليم 0.52% إلى 86.85 دولارا وقت كتابة التقرير، وانخفض برميل الخام الأميركي 0.57% إلى 82.22 دولارا.

ويأتي ذلك بعد أن هوى الخامان القياسيان 3% خلال الجلسة السابقة وسط مؤشرات على أن الطلب على الوقود هذا العام أقل من المتوقع في ظل ضعف النمو الاقتصادي في الصين وارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم.

ووفقا لتقديرات جي بي مورغان، بلغ متوسط ​​استهلاك النفط العالمي منذ بداية أبريل/نيسان وحتى الآن 101 مليون برميل يوميا بما يقل بـ200 ألف برميل يوميا عن توقعات البنك.

ومنذ بداية العام زاد الطلب 1.7 مليون برميل يوميا، ما يقل عن توقعات البنك في نوفمبر/تشرين الثاني بالانخفاض مليوني برميل يوميا.

في الوقت نفسه، يستبعد المستثمرون ردا إسرائيليا على الهجوم الذي شنته إيران بطائرات مسيرة وصواريخ في 13 أبريل/نيسان الحالي.

وشنت إيران هذا الهجوم انتقاما من هجوم جوي اتهمت إسرائيل بشنه على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل/نيسان الحالي وأسفر عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين.

ووفقا لبيانات رويترز فإن إيران هي ثالث أكبر منتج للخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ومن شأن تراجع حدة صراعها مع إسرائيل تقليل احتمالات تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط.

كما أدى ارتفاع مخزونات الخام الأميركية إلى كبح الأسعار، وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس إن مخزونات النفط الخام ارتفعت 2.7 مليون برميل إلى 460 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 أبريل/نيسان الحالي، وذلك مقارنة مع توقعات محللين في استطلاع لرويترز بأن تزيد المخزونات 1.4 مليون برميل.

واصل النفط تراجعه خلال تعاملات اليوم (غيتي) الذهب

في غضون ذلك، ارتفعت أسعار الذهب بعد أن عززت المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط الإقبالَ على الملاذ الآمن، وهو ما محا أثر ضغوط احتمالات بقاء أسعار الفائدة في الولايات المتحدة مرتفعة لفترة أطول.

وبحلول الساعة 04:29 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 2380 دولارا للأوقية بعد أن سجل أعلى مستوى على الإطلاق عند 2431.29 دولارا الجمعة الماضية، في حين صعدت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.26% إلى 2394.70 دولارا.

وقال كلفن وونغ كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا: "حقيقة أن لدينا الكثير من عدم اليقين على الجبهة الجيوسياسية يدعم الاتجاه الصعودي الذي لا يزال سائدا في الذهب".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستتخذ قراراتها الخاصة بشأن كيفية الدفاع عن نفسها، في الوقت الذي ناشدت فيه دول غربية ضبط النفس في الرد على الهجوم الذي شنته إيران مطلع الأسبوع.

ويؤدي ارتفاع الفائدة إلى تقليل جاذبية الاحتفاظ بالسبائك التي لا تدر عوائد.

الذهب ما زال دون أعلى مستوى مسجل له (وكالة الأناضول) العملات

وفي شأن العملات، تراجع الدولار وسط تركيز المتعاملين على تقييم النظرة المستقبلية للفائدة في الولايات المتحدة في أعقاب تصريحات لمسؤولين بمجلس الاحتياطي الفدرالي عززت التوقعات بأن يظل تشديد السياسة النقدية قائما لفترة أطول.

وسجل الدولار ارتفاعات في الأسابيع الماضية بعدما أطاحت سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية بتوقعات خفض الفائدة في الأجل القريب، كما عززت التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط من جاذبيةَ الدولار كملاذ آمن.

وفرضت قوة الدولار كلمتها على أسواق العملات، ما أبقى الين قابعا قرب أدنى مستوياته في 34 عاما وأطلق العنان لتحذيرات من السلطات اليابانية وسط حالة من القلق لدى المتعاملين من تدخل محتمل. كما تتعرض عملات الأسواق الناشئة لضغوط.

واتفقت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية أمس على "التشاور عن كثب" بشأن أسواق الصرف في أول حوار مالي ثلاثي، بما يعكس مخاوف طوكيو وسول بشأن الانخفاضات الحادة في عملتيهما في الآونة الأخيرة.

وارتفع اليورو أمام الدولار بنسبة 0.07% إلى 1.0679 دولار بعد أن صعد 0.5% أمس الأربعاء وابتعد عن أدنى مستوى في 5 أشهر الذي لامسه أول أمس الثلاثاء.

ووصل الجنيه الإسترليني في أحدث التداولات إلى 1.2471 دولار مرتفعا 0.2% خلال اليوم.

الدولار تراجع خلال تعاملات اليوم (رويترز)

وسجل مؤشر الدولار -الذي يقيس العملة الأميركية أمام سلة من 6 عملات منافسة- مستوى 105.85 في أحدث التداولات مبتعدا عن أعلى مستوى في 5 أشهر ونصف عند 106.51 الذي سجله أول أمس الثلاثاء مع تدعيم المتداولين لمراكزهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

تقلبات النفط تحت ضغط التوترات التجارية وزيادة الإنتاج .. وتوقعات بتراجع الأسعار حتى 2026

خلال الربع الأول

- متوسط خام نفط عُمان يتجاوز 75 دولارًا .. والإنتاج 987 ألف برميل يوميًا

- تراجع النفط في أبريل لأدنى مستوياته منذ 2021 وانخفض 11% مقارنة مع بداية العام

بعد استقرار ملموس في أسعار النفط خلال الفترة من عام 2022 إلى نهاية الربع الأول من العام الجاري، سيطرت حالة عدم اليقين على سوق النفط العالمية خلال أبريل الجاري، تحت تأثير تصاعد التوترات التجارية وفرض الرسوم الجمركية الأمريكية ومخاوف من تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وتراجع حجم الطلب على النفط، كما تزامن تصاعد التوتر التجاري مع قرار مجموعة أوبك بلس ببدء تخفيف القيود على الإنتاج، الذي تضمن زيادة للإنتاج فاقت التوقعات.

وتشير الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن متوسط سعر خام نفط عُمان سجل 75.3 دولار للبرميل خلال الفترة من يناير إلى مارس من العام الجاري، مقارنة مع حوالي 80 دولارًا للبرميل خلال الفترة نفسها من عام 2024، وبلغ إجمالي الإنتاج 88.8 مليون برميل بمتوسط إنتاج يومي 987 ألف برميل، مع حجم صادرات يقترب من 75 مليون برميل خلال الربع الأول من العام الجاري.

وأدت المتغيرات الدولية الأخيرة إلى تراجع أسعار النفط في بداية أبريل الجاري إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2021، قبل أن تعاود الأسعار التعافي نسبيًا خلال الأسبوع الجاري، لكنها تبقى منخفضة بنسبة نحو 11 بالمائة مقارنة مع مستوى الأسعار في بداية العام.

ونظرًا للمتغيرات الحالية، تم خفض توقعات أسعار النفط العالمية خلال العام الجاري والعام المقبل، حيث أشارت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة، وتسريع مجموعة أوبك بلس لزيادة الإنتاج، يرفع احتمالية ارتفاع مخزونات النفط العالمية، وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على أسعار النفط، ونتيجة لذلك، خفضت توقعاتها لسعر خام برنت الفوري بمقدار 6 دولارات للبرميل في عام 2025، و7 دولارات للبرميل في عام 2026، مقارنة بتوقعاتها الصادرة خلال شهر مارس الماضي، وتتوقع الوكالة أن يبلغ متوسط ​​سعر برنت 68 دولارًا للبرميل هذا العام، و61 دولارًا للبرميل العام المقبل، كما اعتبر صندوق النقد الدولي في تقريره حول آفاق الاقتصاد العالمي الصادر خلال أبريل الجاري، أن تأثير النزاعات التجارية قد يقود لتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وخفض الطلب على الطاقة، مرجحًا أن يصل متوسط سعر النفط إلى 66.9 دولار للبرميل في عام 2025، متراجعًا بنسبة 15.5 بالمائة عن العام السابق، وخفّض بنك جولدمان ساكس توقعاته لأسعار النفط لعام 2025 بنسبة 5.5 بالمائة لخام برنت، نظرًا لقرار أوبك بلس برفع الإنتاج في مايو، وفرض الرسوم الجمركية، متوقعًا أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 69 دولارًا للبرميل بنهاية عام 2025، وأن يواصل التراجع إلى 62 دولارًا للبرميل في عام 2026، واعتبر البنك أن الخطر الأكبر على أسعار النفط يتمثل في مخاوف الركود، مع توقعه درجة أقل من التأثير نتيجة ارتفاع الإنتاج من قبل مجموعة دول أوبك بلس.

ومن جانبها، أوضحت وكالة الطاقة الدولية أنه على المدى القصير قد يشهد الطلب على النفط تراجعًا بسبب تباطؤ الاقتصاد في الصين وزيادة حجم الإمدادات، وبشكل عام سيواصل الطلب على النفط التباطؤ بشكل كبير في السنوات المقبلة مع التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، ورجحت الوكالة أن المعروض العالمي من النفط قد يتجاوز الطلب بنحو 600 ألف برميل يوميًا هذا العام، وقد يزيد الفائض بمقدار 400 ألف برميل يوميًا مع تسريع مجموعة أوبك بلس الإلغاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج، وأشارت الوكالة في تقريرها لشهر أبريل إلى أنه بعد فترة من الهدوء النسبي، شهدت أسواق النفط العالمية تقلبات حادة جراء إعلان الرسوم الجمركية التجارية في بداية أبريل الجاري، حيث هبطت أسعار النفط الخام القياسية إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 15 دولارًا للبرميل، لتصل إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل، لكنها عاودت الارتفاع بعد تأجيل تطبيق بعض الرسوم الجمركية وبدء مفاوضات حول الرسوم الجمركية.

وفي حين تم إعفاء واردات النفط والغاز والمنتجات النفطية المكررة من الرسوم الجمركية التي أعلنتها الولايات المتحدة، إلا أن المخاوف تظل من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى عودة التضخم للتفاقم وإبطاء النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي التأثير سلبًا على أسعار النفط، وستكون التطورات مرتبطة بالمسار الذي تتخذه المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة والعديد من الدول حول الرسوم الجمركية، كما أن زيادة الإمدادات أو توازنها يبقى مرتبطًا بقرارات مجموعة أوبك بلس ورؤيتها للمستويات الملائمة من الإنتاج. وبينما كان تسريع زيادة الإنتاج أحد العوامل التي أسهمت في تراجع أسعار النفط، إلا أنه يمكن النظر لتوقيت القرار في ضوء ظروف وعوامل متعددة قادت لتفضيل مجموعة أوبك بلس هذا التوقيت لبدء زيادة الإنتاج، فقد حققت سياسات أوبك بلس نجاحًا في الحفاظ على استقرار الأسعار والسوق النفطية خلال السنوات الثلاث الماضية، وجاء قرارها بزيادة الإنتاج بعد تأجيل بدء تخفيف القيود على الإنتاج عدة مرات خلال العام الماضي، ولذلك تضمّن قرار أوبك بلس المضي قدمًا في خطة رفع إنتاج النفط بزيادته بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في مايو، لكن المجموعة أكدت دائمًا التزامها بالحفاظ على مستويات سعرية للنفط مواتية للمنتجين والمستهلكين، وأنها ستواصل سياستها في تحديد مستويات الإنتاج وفق التطورات الاقتصادية العالمية والمتغيرات في السوق النفطية.

من جانب آخر، فإن زيادة الإنتاج من قبل أوبك بلس يمكن ألا تؤدي فعليًا لزيادة ملموسة في حجم الإمدادات في حال التزام المنتجين بالحصص المتفق عليها، وأيضًا في حال عدم ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، ويُعد الانخفاض الكبير في أسعار النفط مؤثرًا على إنتاج النفط الصخري، حيث ترى الشركات المنتجة أن تحقيق جدوى من الإنتاج يتطلب أن يكون متوسط ​​سعر البرميل 65 دولارًا أمريكيًا.

مقالات مشابهة

  • الذهب ينخفض مع تراجع التوترات التجارية وصعود الدولار
  • الانكماش لن يهدد الرواتب لكنه يضرب الموازنة الاستثمارية
  • مفاجأة بشأن أسعار الذهب والدولار والطقس اليوم الجمعة.. أخبار تهمك
  • ما تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الأوروبي؟
  • أسعار الذهب تستقر وسط آمال في اتفاق أميركي صيني بشأن التجارة
  • مناورات ترامب تخلط أوراق الأسواق: وول ستريت تحتفل والذهب ينزف والدولار يتنفس مجددًا
  • تقلبات النفط تحت ضغط التوترات التجارية وزيادة الإنتاج .. وتوقعات بتراجع الأسعار حتى 2026
  • مع تراجع الدولار.. الذهب والأصول العالمية ترتفع
  • تراجع الدولار يعيد تشكيل خريطة الاستثمار العالمية... الذهب والأسهم الأجنبية في صعود
  • هل سيعدل سعر النفط بموازنة العراق المالية للعام 2025؟