مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أدى قصف الاحتلال المكثف لسقوط عشرات الشهداء والجرحى في جنوب ووسط القطاع، في حين تتواصل جهود انتشال الشهداء من تحت الأنقاض في مخيم النصيرات بعد انسحاب جيش الاحتلال منه، وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) استشهاد 13 ألفا و800 طفل في غزة منذ بداية الحرب.

وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة اليوم الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 7 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، أسفرت عن استشهاد 71 فلسطينيا وإصابة 106 آخرين.

وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 33 ألفا و970 شهيدا و76 ألفا و770 مصابا منذ بداية الحرب.

كما أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن مقاوميها تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي شرق بيت حانون شمالي القطاع.

شهداء وجرحى

وأفاد مراسل الجزيرة بسقوط 11 شهيدا في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة سكنية بحي السلام شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

كما استشهد فلسطيني برصاص قناص إسرائيلي صباح اليوم شرقي مدينة دير البلح، ونقل جثمانه إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.

وتواصل قوات الاحتلال منذ فجر اليوم قصفها على المناطق الشرقية للمنطقة الوسطى من القطاع.

وقد أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدفهم في منطقة المغراقة بالنصيرات وسط القطاع، وقال مراسل الجزيرة إن الفلسطينيين استُهدفوا بعد عودتهم إلى المنطقة لتفقد منازلهم بعد الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال منها.

وقال مراسل الجزيرة إن 6 بينهم 4 أطفال، استشهدوا جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بمخيم الشاطئ في مدينة غزة. وأفاد المراسل بأن البحث جار عن طفلة يُعتقد أنها ما تزال تحت الأنقاض.

من جهته، قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، رائد النمس، إن الاحتلال يمنع الوصول إلى الجرحى في مناطق عدة بقطاع غزة.

وأوضح أن الجمعية تعمل في ظل إمكانيات متواضعة بسبب رفض الاحتلال إدخال معدات جديدة.

وناشد في مقابلة مع الجزيرة المجتمع الدولي التحرك الجاد لوقف العدوان على القطاع.

انتشال الشهداء في النصيرات

وفي مخيم النصيرات أيضا، قال الدفاع المدني بغزة إنه يواصل انتشال أعداد من الشهداء من تحت الأنقاض بعد انسحاب الاحتلال من المنطقة.

وأكدت مصادر طبية للجزيرة أن فرق الإنقاذ تمكنت حتى الآن من انتشال 9 شهداء من تحت الأنقاض بالمخيم.

كما حصلت الجزيرة على صور تظهر آثار الدمار الذي خلّفه الاحتلال عقب انسحابه من منطقة المخيم الجديد ومنطقة المغراقة بالمخيم.

وتظهر الصور تدمير قوات الاحتلال للأبراج السكنية في منطقة المخيم الجديد بشكل كامل وتجريف الأراضي الزراعية وتدمير البنى التحتية.

وضع صعب

من جانبه قال رئيس بلدية النصيرات، إياد مغاري، إن العدوان الاسرائيلي حرم السكان من أبسط الخدمات الإنسانية الأساسية كالمياه والصرف الصحي وجمع النفايات، وأدى ذلك لانتشار الأمراض بسبب شح المياه وانتشار الحشرات والقوارض بفعل تكدس النفايات في الشوارع.

وأضاف رئيس بلدية النصيرات أن مياه الصرف الصحي تطفح في بعض شوارع النصيرات نتيجة شح الوقود وتدمير الاحتلال لخطوط المياه والصرف الصحي الرئيسية، ضمن استهدافه المتعمد للبنية التحتية.

وطالب مغاري المجتمع الدولي بتوفير احتياجات البلديات وخاصة الوقود لتشغيل آبار المياه ومضخات الصرف الصحي والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وانتشال جثامين الشهداء.

من جهتها قالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسيف، إن 13 ألفا و800 طفل "قتلوا في غزة منذ بداية الحرب وأصيب آلاف، في حين أن هناك آلافا آخرين على شفا المجاعة".

حاجة ماسة لمستشفيات ميدانية

وفي نفس السياق، قال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير المنظومة الصحية في منطقتي غزة وشمالها.

وأشار إلى أن الوزارة فقدت كوادر طبية كانت تشكل العمود الفقري للخدمات في تخصصي الأورام والكلى.

وأوضح المتحدث، في بيان اليوم الخميس، أن أكثر من 730 ألف نسمة في غزة وشمالها بلا خدمات صحية حقيقية.

وأكد القدرة أن تدمير مجمع الشفاء الطبي شكّل ضربة قاصمة للمنظومة الصحية في غزة.

وقال إن غزة بحاجة حاليا إلى مستشفيات ميدانية جراحية بسعة 200 سرير، تضم غرف عمليات وعناية مركزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات تحت الأنقاض الاحتلال من فی غزة

إقرأ أيضاً:

بنك الأهداف.. فيلم للجزيرة يوثق إستراتيجيات حرب الاحتلال بغزة

ويوثق الفيلم الذي يبث عبر منصة "الجزيرة 360" (يمكن متابعته كاملا عبر هذا الرابط) الصور والأدلة الدامغة لكيفية تحوّل الأحياء السكنية والمرافق المدنية إلى أهداف مباشرة، في استهداف يعكس نمطا عسكريا ممنهجا يتجاوز الأهداف المعلنة للحرب.

ومنذ اليوم الثالث من اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ فريق تحقيقات الجزيرة توثيق الإستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية التي طُبقت على القطاع، معتمدا على تحليل صور الأقمار الاصطناعية وشهادات شهود عيان وآراء خبراء دوليين.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هكذا تحاول إسرائيل تقويض قدرة غزة على التعافيlist 2 of 47 تكتيكات للاحتلال بين حرب غزة وهجوم الضفة الغربيةlist 3 of 4ما خيارات حماس للتعامل مع إجراءات نتنياهو ضد غزة؟list 4 of 4كيف غيرت حرب 7 أكتوبر مسار الاستخبارات الإسرائيلية؟end of list

ويكشف الفيلم الوثائقي عن تناقض صارخ بين الأهداف المعلنة للحرب والنتائج الميدانية، التي اتسمت بتدمير ممنهج للمدن واستهداف مباشر للمدنيين، فمنذ اللحظات الأولى للحرب، انتهج جيش الاحتلال 3 إستراتيجيات رئيسية هي: القصف البساطي، وتسطيح الأرض، والخط الأحمر.

ووفق ما يبينه التحقيق، اعتمدت هذه الإستراتيجيات على التدمير الشامل للأحياء السكنية، واستهداف المدنيين بشكل متعمد، وتصفية كل ما يتحرك ضمن مناطق عسكرية حددها الاحتلال.

واعتمدت الإستراتيجية الأولى على إسقاط قنابل ثقيلة الوزن (2000 رطل) لتدمير مساحات شاسعة من الأحياء السكنية، وبينما هدفت الثانية إلى محو معالم المناطق الزراعية والبنية التحتية، سمحت الثالثة بإطلاق النار العشوائي على أي حركة مدنية قرب الخطوط العسكرية.

إعلان

وبحسب تحليل صور الأقمار الاصطناعية التي أجراها كوري شير، الباحث في مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك، فإن سطوع المناطق المأهولة في غزة تلاشى بنسبة كبيرة منذ بداية الحرب، مما يشير إلى تدمير أكثر من 60% من أحياء مثل "حي الرمال"، الذي كان مركزا تجاريا وثقافيا.

عقيدة الضحية

أما مدير مختبر أبحاث علم بيئة الصراع الممول من "الناسا" جامون فان دن هوك، فأكد أن غزة شهدت تدميرا غير مسبوق مقارنة بمناطق نزاع أخرى، رغم صغر مساحتها وارتفاع الكثافة السكانية، إذ لم تكن عمليات القصف مجرد رد عسكري، بل اتبعت عقيدة الضاحية الإسرائيلية، التي تهدف إلى إحداث صدمة نفسية جماعية عبر تدمير البنى التحتية.

ويوضح الخبير العسكري تيودور بوستول، الذي عمل مع البحرية الأميركية، أن الهجوم على "حي الرمال" في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم يستهدف مواقع عسكرية، بل كان "انتقاما خالصا" ضد مراكز الحياة المدنية.

وبدت آثار هذه العقيدة جلية في تدمير الجامعات والمستشفيات وحتى سوق الأسماك في حي الرمال، مما حوله إلى "كومة ركام"، وفق وصف المصور سليمان حجي الذي فقد منزله وشركته في القصف.

ولم تقتصر الإستراتيجيات على المناطق الحضرية، بل طالت الأراضي الزراعية التي تشكل مصدرا رئيسيا للغذاء، حيث تكشف بيانات الأقمار الاصطناعية التي حللتها الباحثة هين أن أكثر من ثلث الحقول الزراعية دُمرت، بالإضافة إلى تدمير ميناء الصيادين ومحطات تحلية المياه.

أما إستراتيجية الخط الأحمر، فقد حوّلت المناطق المعلنة "آمنة" إلى مصائد مميتة، ومن ذلك حادثة "دوار النابلسي" (فبراير/شباط 2024) حيث قُتل 117 مدنيا عندما كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات، بعد أن أطلقت الآليات العسكرية النار على الحشود التي اقتربت من "الخط الأحمر".

التوثيق الموسع الذي قدمه الفيلم شمل تحليلات قانونية من خبراء دوليين، من بينهم المحامي الأميركي بورس فين الذي وصف الإستراتيجية الإسرائيلية بأنها ترتقي إلى جريمة إبادة جماعية.

إعلان أداة ممنهجة

ويؤكد التحقيق، بناء على تقارير حقوقية، أن الجيش الإسرائيلي تعمد استهداف البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمخابز وشبكات المياه، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة، ويشير كذلك إلى أن الحصار المفروض على غزة لم يكن مجرد إجراء أمني، بل أداة ممنهجة لفرض التجويع والضغط على السكان المدنيين.

وفي جنوبي القطاع، والذي أعلنته إسرائيل "منطقة آمنة"، استمر القصف بالإستراتيجيات العسكرية نفسها، مما أسفر عن مقتل آلاف النازحين الذين كانوا يحاولون الفرار من نيران الحرب، بل إن بعض المواقع التي قُصفت لم تكن تشكل أي تهديد عسكري، وفق تحليل أجراه مختبر أدلة الأزمات في منظمة العفو الدولية.

ويُعلق على ذلك مدير منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة بول أوبراين "لم نجد أي دليل على استخدام حماس للمواقع المدنية التي دمرها الاحتلال.. الاستهداف كان عشوائيا ومتعمدا".

وفي ظل هذه المعطيات، يطرح الفيلم تساؤلات عن الأهداف الحقيقية للحرب، فرغم إعلان إسرائيل أنها تستهدف القضاء على قدرات المقاومة، فإن تحليل الخرائط الجوية وصور الأقمار الاصطناعية يثبت أن الدمار طال الأحياء المدنية في المقام الأول.

وعلى مدى 471 يوما، وثق الفيلم تدمير أكثر من 157 ألف مبنى، ومقتل 30 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في حين تؤكد الصور التي التقطتها طائرات مسيرة لـ"حي الرمال" شيئا واحدا، وهو أن الحرب لم تترك حجرا على حجر، فقط لتثبت أن بنك أهداف الاحتلال كان دوما مدنيا.

7/3/2025

مقالات مشابهة

  • جنرال إسرائيلي يحذر من تداعيات استئناف القتال بغزة.. 3 خيارات و7 أسئلة
  • الجزيرة نت ترصد الدمار الذي خلفه الاحتلال بمستشفيات الجنوب اللبناني
  • الصحة الفلسطينية بغزة: خمسة شهداء و37 مصابًا في القطاع خلال 24 ساعة الماضية
  • والدة أسير إسرائيلي بغزة: استئناف الحرب لن يعيد الرهائن بل سيقتلهم
  • مصير العلاوة الدورية لموظفي القطاع الخاص في حالة الأزمات الاقتصادية
  • الصحة بغزة : استمرار إغلاق المعابر يهدد حياة المرضى في القطاع
  • إصابة عشرة فلسطينيين بإطلاق نار وقصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • إصابة 10 فلسطينيين بإطلاق نار وقصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على مدينة رفح إلى ثلاثة شهداء
  • بنك الأهداف.. فيلم للجزيرة يوثق إستراتيجيات حرب الاحتلال بغزة