تحقيق النمو الاقتصادي من خلال إصدار تشريعات لإدارة حماية البيانات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
محمد البيه، الخبير القانوني المختص في قوانين وسياسات إدارة حماية البيانات والأمن السيبراني في واشنطن، حيث يتمتع بخلفية قانونية في أمن المعلومات والخصوصية والذكاء الاصطناعي، وهذا ما مكنه من التعاون مع مؤسسة التمويل الدولية بالبنك الدولي، حيث يبحث في قضايا الامتثال لقوانين وسياسات البنك الدولي لحماية البيانات وإدارة مخاطرها.
أثناء حصوله على درجة الماجستير في قوانين أمن المعلومات السيبراني والأمن القومي من كلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن، كان أيضا باحث في سياسات الذكاء الاصطناعي والخصوصية وأمن المعلومات في مجلس صناعة تكنولوجيا المعلومات الأمريكي، حيث تابع وحلل بدقة الاتجاهات القانونية والسياسية العالمية في هذه المجالات المحورية. قبل انتقاله لواشنطن، شغل محمد البيه منصب وكيل النائب العام بمصر.
يناقش الخبير محمد البيه النمو الاقتصادي من خلال قوانين الخصوصية والذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات في مصر والمنطقة العربية، ويقدم في هذا المقال خبرته الواسعة وتخصصه الأكاديمي في علاقة القانون بالتكنولوجيا والتنمية الاقتصادية.
في ظل المشهد التكنولوجي المتغير بسرعة، لماذا تعتقد أن قوانين الخصوصية وأمن المعلومات والذكاء الاصطناعي أصبحت محور تركيز للدول في جميع أنحاء العالم؟
في ظل المشهد التكنولوجي المتغير بسرعة، أصبحت الحاجة إلى تطوير أطر قانونية شاملة تتناول حماية المعلومات الشخصية وأمن أنظمة الكمبيوتر وحوكمة تقنيات الذكاء الاصطناعي، محور اهتمام الدول في جميع أنحاء العالم. بينما نتنقل عبر عصر التحول الرقمي، أصبحت كمية البيانات الحساسة التي يتم إنشاؤها ومعالجتها غير مسبوقة. ومع الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، أصبح ضمان التطوير والنشر لهذه التقنيات مع حماية خصوصية الأفراد وتعزيز تدابير أمن المعلومات أمرًا بالغ الأهمية.
يستعد الشرق الأوسط، ببنية التحتية الرقمية المتنامية سريعًا، لاستغلال فوائد الذكاء الاصطناعي. حيث يتطلب هذا تنسيق القوانين المتعلقة بالخصوصية وأمن المعلومات وحوكمة الذكاء الاصطناعي. فعلى سبيل المثال، في قطاع الرعاية الصحية، تعالج أنظمة الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من بيانات المرضى، مما يتطلب قوانين خصوصية قوية لحماية المعلومات الحساسة، وتدابير صارمة لأمن المعلومات لتأمين البيانات من التهديدات السيبرانية، وإطار لحوكمة الذكاء الاصطناعي، لو هذا ضمان اتخاذ القرارات بشكل عادل وشفاف من قبل هذه الأنظمة. لقد وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال هدفًا طموحًا لتصبح رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، بينما أطلقت المملكة العربية السعودية الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي لتعزيز التبني عبر مختلف القطاعات، مما يؤكد التزام المنطقة بهذه الرؤية التشريعية.
توسيع دورة حياة البيانات في أنظمة الذكاء الاصطناعي، نهج شامل للامتثال: ما هو الدور الذي تلعبه دورة حياة البيانات داخل نظام الذكاء الاصطناعي، ولماذا تعد أساسية لصياغة قوانين فعالة للخصوصية وأمن المعلومات والذكاء الاصطناعي؟
يعد فهم تعقيدات البيانات داخل نظام الذكاء الاصطناعي أمرًا أساسيًا لصياغة قوانين فعالة للخصوصية والذكاء الاصطناعي. حيث تبدأ دورة حياة البيانات داخل نظام الذكاء الاصطناعي بجمع المعلومات، وهي عملية يجب أن تمتثل للقواعد الصارمة التي يتعين على الشركات اتباعها لحماية المعلومات الشخصية للأفراد. على سبيل المثال، قد تتطلب قوانين خصوصية البيانات من الشركات الحصول على موافقة صريحة من الأفراد قبل جمع بياناتهم وحذف تلك البيانات عند الطلب. فقد وضعت دول الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر، إرشادات تحكم جمع البيانات بشكل قانوني وأخلاقي، مما يحمي خصوصية الأفراد من البداية.
عند الانتهاء من المرحلة الأولى، وهي جمع البيانات، تأتي مرحلة الثانية وهي التخزين. حيث شرعت عدة دول في المنطقة العربية مثل مصر والسعودية والإمارات قوانين لأمن المعلومات من شأنها أن تضمن آليات حماية قوية للبيانات المخزنة. فيشمل ذلك معايير التشفير وضوابط الوصول والتدقيقات الأمنية المنتظمة للحد من مخاطر اختراق البيانات. بما يعزز أيضًا سلامة أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل عام. كما توفر لائحة حماية البيانات العامة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي إطارًا شاملًا لمعالجة دورة حياة البيانات، مع أحكام محددة تتعلق بالحد من البيانات وتقييد التخزين وممارسات الحذف الآمن للبيانات. شرعت مصر مؤخرًا قانونًا لحماية البيانات الشخصية في عام 2020، والذي يتضمن أحكامًا للحصول على الموافقة قبل جمع البيانات، وتمكين الأفراد من طلب حذف بياناتهم الشخصية، بما يتوافق مع مبادئ حماية البيانات الواردة في لائحة الاتحاد الأوروبي.
لربط هذه الجوانب معًا، فمن المهم تطوير إطار مساءلة للذكاء الاصطناعي. بحيث يكون هذا الإطار بمثابة مجموعة شاملة من الإرشادات التي تشمل دورة حياة البيانات بأكملها، من التجميع إلى التخزين وما بعدها من خلال تنفيذ تدابير المساءلة، مثل الشفافية في صنع القرار الخوارزمي والتدقيق المنتظم. ويمكن للدول في الشرق الأوسط تعزيز بيئة مناسبة تعمل فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومسؤول.
يوفر إطار الذكاء الاصطناعي الصادر عن المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا الأمريكي أيضًا نموذجًا قيمًا للمنظمات لإدارة المخاطر بشكل أفضل وتعزيز ممارسات الخصوصية في كل مرحلة من دورة حياة البيانات، بما يتماشى مع مبادئ تطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والمسؤول.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی حمایة البیانات وأمن المعلومات
إقرأ أيضاً:
بلينكن يشيد بالتنسيق مع المغرب في مجال التعاون الرقمي والذكاء الاصطناعي
زنقة 20. الرباط
سلط وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الضوء أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على إطلاق المغرب والولايات المتحدة لمجموعة الأصدقاء الأممية بشأن الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز وتنسيق الجهود في مجال التعاون الرقمي، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
وقال السيد بلينكن، الذي ترأس مؤخرا نقاشا وزاريا بمجلس الأمن حول دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين: “هذا الصيف، أنشأت الولايات المتحدة والمغرب مجموعة داخل الأمم المتحدة مفتوحة لجميع الدول الأعضاء، حيث يتبادل خبراء من مختلف المناطق أفضل الممارسات لاعتماد الذكاء الاصطناعي”.
ووصف رئيس الدبلوماسية الأمريكية هذه المبادرة بأنها “تقدم حقيقي”، وذلك خلال هذا الاجتماع الذي نظمته الولايات المتحدة التي تتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر دجنبر، بهدف تعزيز التفكير حول التقنيات الناشئة والجهود المبذولة من قبل الدول الأعضاء لدفع الحوار العالمي حول الفرص والتحديات التي تطرحها هذه التقنيات.
وفي يونيو الماضي، أطلق السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، إلى جانب نظيرته الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد، مجموعة الأصدقاء بشأن الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة، والتي تضم حاليا أكثر من 70 دولة عضوا بعد بضعة أشهر فقط من إنشائها.
وجاء إطلاق هذه المجموعة عقب اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار الأول حول الذكاء الاصطناعي رقم 78/265، الذي حظي في البدء برعاية المغرب والولايات المتحدة، قبل أن يحصل على دعم 125 دولة عضوا إلى حين يوم اعتماده.
ويعكس اختيار المغرب للمشاركة في رئاسة هذه المجموعة إلى جانب الولايات المتحدة، المصداقية والثقة والاحترام التي يحظى بها المغرب على الصعيد الأممي والدولي، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما يبرز متانة وقوة الشراكة الاستراتيجية ومتعددة الأبعاد بين الرباط وواشنطن.
ووفقا لتقرير نشرته الوكالة الفرنسية للتنمية في نونبر الماضي بعنوان “مؤشر إمكانات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي”، يحتل المغرب المرتبة الأولى كأفضل وجهة استثمارية إفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي.