قال روشان عباسوف، مفتي منطقة موسكو، و نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، إن الإسلام وصل إلى روسيا على أيدي صحابة الرسول، مؤكدا أن الاسلام في روسيا انتشر منذ أكثر من 1000 عام، متابعا: «نسعى لوضع صورة صحيحة عن الاسلام في بلادنا، وهناك زيارات إلى الدول العربية للتعريف بتاريخ الإسلام في روسيا، وكانت البداية بمعرض في دار الإفتاء».

طلاب روسيا المسلمين يدرسون بجامعة الأزهر

وأضاف خلال كلمته على هامش معرض روسيا - مصر، أن العلاقات الروحية عبر العصور الذي تعقده دار الإفتاء بالتعاون مع جمهورية روسيا الاتحادية؛ وذلك بمقر دار الإفتاء المصرية، إن هناك العديد من طلاب روسيا المسلمين يدرسون بجامعة الازهر بمصر، ويعودون لنشر الصورة الصحيحة عن الإسلام وفي المجال الدعوى.

وثمن دور مصر حكومة وشعبا في احتضان أبناء روسيا للدراسة بجامعة الأزهر، لافتا إلى أن هناك بنيت أكبر المساجد في بلادنا، متابعا: «نحاول أن نعطي صورة صحيحة عن الإسلام في بلادنا، وبعض الدول لا تعرف عن نشاطاتنا وافتتاح المدارس والجامعات الإسلامية لدينا».

التعريف بحياة المسلمين في بلادنا

واستكمل: «التعاون المثمر والموفق مع دار الإفتاء وجامع الأزهر الشريف، وكثير من الطلاب درسوا في الأزهر وهم ناشطين في الدعوة في بلادنا، والتعريف بحياة المسلمين في بلادنا هي حوار بين الأديان والشعوب، ولدينا أكثر من 25 مليون من المسلمين، وليس لدينا أي مشكلات مع الأديان الأخرى، ونتمنى أن هذا المعرض سيكون فرصة للزيارة الي بلادنا ومركز الثقافة الروسي».

جاء ذلك بحضور الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، بحضور سفير روسيا الاتحادية جيوجي بوريسينكو؛ وسفير جمهورية أزربيجان إيلحان بولوحوف؛ وسفير جمهورية كازاخستان كيرات لاما شريف؛ وسفير جمهورية أوزباكستان منصربيك كيليتشيف؛ وفريق دبلوماسي من سفارة جمهورية طاجيكستان.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الشريف دار الإفتاء الإفتاء المصرية الجامع الأزهر دار الإفتاء فی بلادنا

إقرأ أيضاً:

هل نحبّ بلادنا حقّا

 

هل نحبّ بلادنا حقّا

خالد فضل

في كثير من الأحيان يبدو للمرء إذا تأمل, أنّ معظم السودانيين يزعمون محبتهم وحرصهم على بلادهم, بينما معظم سلوكهم وممارساتهم؛ بل حتى مأثورات أقوالهم تنمّ عن شعور وإحساس مختلف ربما يصل مرحلة كراهية بلادهم وشعبهم, ثم هل البلاد هنا في وسع معظمنا هي أرض وبشر أم هي أرض بلا بشر أم بشر بلا أرض؟ ما معنى القول السائد (جلدا ما جلدك كر فوق ليهو الشوك) أو القول المأثور (دار أبوك إن خربت شيلك منها شلية). ما الذي تؤسس له مثل هذه الأقوال, وما مدى تطبيقها حرفيا في جل ممارسلنا الحياتية, فمسألة كر الشوك مثلا لا تنطوي على أنانية فحسب بل أنانية مع سادية مفرطة برغبة جامحة لتعذيب الآخرين, وممارسات عناصر قوات الدعم السريع وانتهاكاتها المستمرة لكل حقوق مواطنيهم (المفترضين) في قرى الجزيرة وسنار تمثل أسطع دليل قائم الآن على مدى السادية وفرط الأنانية التي يطبقها بعض السودانيين ضد مواطنين آخرين في نهج (كر شوك) مفزع, وبالطبع لا نننسى الممارسات الوحشية والسادية والتشفي والانتقام مثلما يظهر في مقاطع فيديوهات مقززة لسلخ الجلود وبقر البطون ومضغ الكباد من الجانب الآخر, وعلى وقع قول آخر يحدد حيز انحيازاتنا وحميتنا ومفهوم جلدا مو جلدك (أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب). ولهذا قد لا يندهش الشخص إذا علم الوحشية والمعاملة القاسية التي تتضائل أمامها وحشية الوحوش نفسها في أتون الحروب الأهلية التي يمتلك السودانيون فيها ثروات هائلة من القتل والتهجير والتشريد والغبائن والمحن، وتنتج أدبيات على شاكلة (الأرض المحروقة) و(التطهير العرقي) وتكون من ضمن الآلة الحربية المستخدمة هنا الطائرات الحربية المحملة بالبراميل المفخخة التي تتوزع قدرتها على القتل والتدمير لمساحة دائرية قطرها 2 كلم على الأقل, يجب في هذه الحالة فهم (محبة الوطن) أهي محبة للأرض الغنية بالثروات التي يجب تطهيرها من رجس قاطنيها الأشرار ووفق قاعدة شيل شلية من الدار الخربانة؟ أم هي المحبة للبشر في زنازين الاعتقال وأقبية بيوت الأشباح وأوكار الجريمة الرسمية التي تصرف الدولة السودانية على تمويلها وتشوين منتسبيها بالأموال الطائلة وتحميهم بالحصانات القانونية, وترقيهم مهنيا كلما أوغلوا في البطش والنكيل بالطالحين من ذوي الجلود غير جلدي أو جلد أخوي أو ود عمي على أبعد قربى! ما الذي يحبه معظم السودانيين في بلدهم, (الذات) ومن قولهم السائر (أنا بعد مرقت إن شالله بطن أمي تنسد) الخلاص الفردي, واقتصار الشعور المتمركز في الأنا, وقد عبّر أستاذنا الراحل كمال الجزولي عليه واسع الرحمات في مقطع قصيدة قصيرة بعنوان مثقف ؛ خلاصتها أن من يظن نفسه مثقفا لا يهتم باندلاع النار وهي تحرق في بلده ثم مدينته ثم حيّه ثم شارعه ثمّ بيته فلا يكترث و يبكي إلا عندما يعلم أنها في مكتبته!! فهل حقا لم يكترث ولم يبك كثير من السودانيين عندما كانت (الجمرة تحرق) من يطأوونها في الجنوب سابقا ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وكثر النواح والعويل عندما صار اللهب متصاعدا فقط في الوسط والشمال النيلي؛ أي المركز والبقية هوامش, الذين يحبون كل بلادهم وكل البشر في بلادهم ظهروا في موقف الضد من الحريق منذ إندلاعه قبل قرابة 70 سنة وقالوا وسعوا وما يزالون لوقف اللهيب, وفيهم من ناس الوسط والشمال النيلي رهط كبير، أما الذين لا تهمهم سوى أرفف مكتبتهم فإنهم يلطمون الخدود ويعبئون الأحقاد انتقاما لعنوان (كتاب) الأنا والمصالح الأنانية وفيهم من الجنوب زمان ومن الأنقسنا ودارفور وجبال النوبة نفر غير قليل, حتى لا نظلم الجميع.

بلادنا في تعريفها الصحيح في تقديري هي الأرض والبشر ثنائية لا تنفصم, لا يمكن حرق الأرض لتطهيرها من البشر, أو ذبح البشر وبقر بطونهم وأكل كبادهم أو قتلهم برصاصة على الصدر أو القضاء على حياتهم جماعيا وتهجيرهم ونهبهم وترويعهم لمجرد أنهم آخرين, من يفتكون بالناس ومن يدمرون الموارد التي تعتمد عليها حياتهم كلاهما على باطل, من يعتقلون الناس الأبرياء باتهامات زائفة ومن يحتجزونهم كرهائن أو كباش فداء لعجزهم عن تحقيق ما يزعمون من بطولات هم أشر الناس, لا يفرق اللون أو السحنة أو الموطن الجغرافي, من يشعلون الحروب أو يدعون لإستمرارها غض الطرف عن إدعاءاتهم وسردياتهم عليهم مراجعة موقف حبهم لبلدهم والبشر فيه بهذه الطريقة الكريهة, ما من حل مريح ومستدام وطيب النتائج يأتي عن طريق الجبروت والثأر والإنتقام فالممارسة واحدة, هي مع الأسف الكراهية للناس والبلد, من يحب بلاده حقا يحبها جغرافيا وديموغرافيا, فمن منا المحب ومن المبغض! لقد كشفت حرب داحس وغبراء الراهنة معادن دعاة السلم والمساواة والعدالة والحرية والديمقراطية والتنمية المتوازنة لكل الجهات ولكل الناس, مثلما عرّت أبواق اشعال الحروب واحتكار الثروات والهيمنة على السلطة على قاعدة شيل الشلية من الدار الخربانة, ليراجع كل منا محبته المزعومة لبلده وناس بلده ويقارن موقفه الفعلي مع ذاك الحب المتوهم عسى ينصلح الحال.

 

الوسومالامثال السودانية الدعم السريع حرب السودان خطاب الكراهية

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية وسفير قطر يبحثان الموضوعات ذات الاهتمام المشترك
  • الجامع الأزهر يناقش الإسلام وحقوق الجار.. غدًا
  • هل نحبّ بلادنا حقّا
  • تفاصيل مشاركة «المنشآت الفندقية» في مؤتمر دولي بموسكو 17 سبتمبر المقبل
  • صيغ صحيحة للرقية الشرعية وحكم الدين في مدى صحتها.. «اللهم أذهب البأس»
  • “المنفي” يتسلم أوراق اعتماد مجموعة سفراء جدد لدى ليبيا
  • بيسكاريوف: التقرير الأمريكي بشأن الحريات الدينية استفزازي ومليء بالمغالطات
  • برلماني روسي يعلق على تقرير الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية
  • انطلاق أيام الثقافة الإماراتية بموسكو
  • اجتماع لوزراء زراعة مجموعة بريكس بموسكو