السادس عشر من أفريل هو يوم العلم ببلادنا، وقد نسيت ذلك أو كدت، كما يفعل كثير من الخلق بيننا، و المهم أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، ولو عاش ابن باديس بيننا لامتلأ صدره بالفخر، ولطربت لذلك روحه، ولأدرك أن أبناءه الأشاوس، قد أخذوا بالعلم في كل شيء من أمورهم، وأمور بلادهم، ولأثنى ومدح هذا الجيل الجزائري العظيم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، بإنجازاته ومفاخره التي لا تعد ولا تحصى!.
وقد يطلب الإمام عليه رحمة الله، شربة حليب فيفاجأ بكيس نيلوني غليظ، فتأبى نفسه ذلك فلا يشرب، وقد يسأل إمام نهضتنا عما سمع عن بعض أصحاب الشهادات العلمية والدكاترة البطالين، فيقال له إن بعضهم وظف بقرار كبير، و لا يزال منهم من لا يجد عملا ولا وظيفة، وإن آخرين اضطرّوا للعمل بشهادات الدكتوراة في المراحل الثانوية، ومنهم من لايجد حتى عشرة دورو في جيبه !.
وقد يسأل ابن باديس عن معهده، وعن مسجده وعن جمعيته، وعن شباب الجزائر، فيعرف أن بعضهم اختار البحر حرّاقاًً، وقد ينتهي إلى بطن الحوت ولا يعود، وقد يسأل ابن باديس عن بعض الأوراق الإدارية فيجد بعضها مكتوبا بالفرنسية، ويرى بعض الآباء والأمهات يرطنون مفتخرين بالفغنسية مع أطفالهم، وأولادهم في البيوت وفي كل مكان، فيلوي برنوسه على عنقه وينصرف!.
السادس عشر من أفريل هو يوم العلم ببلادنا، وقد نسيت ذلك أو كدت، كما يفعل كثير من الخلق بيننا، و المهم أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، ولو عاش ابن باديس بيننا لامتلأ صدره بالفخر، ولطربت لذلك روحه، ولأدرك أن أبناءه الأشاوس، قد أخذوا بالعلم في كل شيء من أمورهم، وأمور بلادهم، ولأثنى ومدح هذا الجيل الجزائري العظيم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، بإنجازاته ومفاخره التي لا تعد ولا تحصى!.وقد يسأل ابن باديس عن وضع اللغة الفرنسية في الجزائر، فيقال له إن عدد الناطقين بها في الجزائر، يفوق عدد المتحدثين بها في جميع الدول باستثناء فرنسا نفسها، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، أي ما يقرب من 15 مليونا، من أصل 44 مليونا، (وفقا للمنظمة الدولية للغة الفرنسية 2023).
وقد يسأل ابن باديس عن اللغة الإنجليزية، فيقال له إنها لغة العلوم والتكنولوجيا والبحث والتطور، وكل فنون وأساليب التقدم، فيقول ناصحا ومشددا، عليكم بها يا أبنائي البررة، فيقال له : إن التوجه الرسمي لبلادنا هو التحرر رويدا رويدا من استخدام اللغة الفرنسية، فيصفق الإمام بيديه منتشيا، ويأخذ شربة ماء بارد، فيقال له أبشر يا إمام، لقد تراجعت الفرنسية في ديارنا، ولكن بقيت عقدتها وبعض أبنائها!.
يمشي الإمام ويتجول في قسنطينة يوما كاملا، فتسره الجسور العظيمة، وحداثة البناء والطرقات والجامعات، فيثني على أولاده وأحفاده، يم يعاود السؤال عن الإنكليزية، وقد طرب لها، وأعجب بمكانتها بين الأمم، فيقال له إنا بلادنا قد شرعت في ذلك على مستوى أعلى الهيئات في البلاد، وأن قرار التحول نحو الإنجليزية لا رجعة فيه، فيطرب الإمام بذلك أيما طرب، فيقال له ألم تقرأ ما كتبت الفيغارو الفرنسية،( إن الجزائر تطارد اللغة الفرنسية في المدارس).!
فيهب الإمام من مكانه ويصفق بيديه، ويتأنق في مشيته، عائدا إلى قبره وقد سره ما سمع، وتمنى على أبنائه الجزائريين جميعا، المزيد من الجد والاجتهاد، وطلب العلوم والفنون والثقافة والفكر والابتكار، والحرص الشديد على وطنهم ولغتهم، وديدنهم ووحدة صفهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه يوم العلم الجزائري الجزائر علم رأي يوم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً: