في الضفة الغربية.. نخوة وشجاعة وحمية، لكنها كمارد في قمقمه مكبل بقيود، وكرصاص خاو من البارود، وبعد تكرار النظر، ينقلب البصر حسيرا! هل هي دولة أخرى؟!
لكن لتخلّف الضفة عن اللحاق بركب غزة هناك سبب وربما أسباب.. حيث بدأ طوفان أكتوبر في غزة، ومع توالي المجازر الإسرائيلية، كادت أن تخرج مظاهرات الضفة عن السيطرة.
ليكمل الاحتلال ما بدأته السلطة، باجتياحات واعتقالات طالتْ قرابة 8 آلاف من الناشطين والمحسوبين على فصائل المقاومة في الضفة، فهناك 70 ألف عنصر في الأجهزة الأمنية للسلطة، بمعدل واحد لكل 50 فلسطينيا، مدججون بالأسلحة والمصفحات.
وللضغط على الضفة اقتصاديا، عطلتْ إسرائيل لشهور 200 ألف فلسطيني عن العمل بالمستوطنات.. وهم ربع عمالة الضفة! وراكمتْ لشهور رواتب 140 ألف موظف في السلطة الفلسطينية، بات الموظفون كجيش يعتمد على السلطة مصيريا.
واحتجزتْ أموال المقاصة، وهي المورد الاقتصادي الرئيس للسلطة الفلسطينية، وثلثا الموازنة، ليكون أقصى غاية لمئات آلاف الفلسطينيين الذين باتوا جل شعب الضفة، تأمين لقمة عيشهم.
لنرى أن القضاء على حراك الضفة، حاجة ومصلحة أمنية للاحتلال، بأياد فلسطينية، سعت السلطة الفلسطينية وراء التسهيلات الاقتصادية، وإلى الخطابات المنفسة لغليان الشعب، ترافقها مظاهرات مقيدة بشعارات "مقبولة" بينما اكتفت أوقاف السلطة بضبط الأئمة والخطباء، وتوجيههم للدعاء وجمع التبرعات.
سياسات ناعمة تارة وخشنة تارة هدفها احتواء مرجل الضفة خوفا من مغبة انفجاره وانسكابه مع مراجل غزة. وعليه، فإن تقديم فكرة السلطة على حساب التحرير قد يجعل الانحدار نحو الهاوية سلسا..
الحركة الطلابية التي لطالما كانت الأقدر على الحشد والتعبئة، مركز انبثاق حماس وفتح والجبهة الشعبية، باتت اليوم محيدة في الضفة، فرغم صمودها أمام التسلط الإسرائيلي عليها، فرقها الانقسام الفلسطيني والتحكم السياسي والحزبي بها، وبعد السابع من أكتوبر.. حولت السلطة ربع مليون طالب في الضفة إلى التعليم عن بعد.
ترى ما التفاصيل التي توضح العراقيل؟
وأمام هذه المعطيات المنهكة للضفة والمقعسة لها عن اللحاق بالطوفان.. هل هناك أفق جديد في الضفة يحقق مستحيل الأمس!؟
وهل يكون مئات الشهداء وآلاف المعتقلين في الضفة، والمقاومة المتصاعدة شمالها، منطلقا للحاق بركب غزة؟ أم أن الأيام حبلى بمفاجآت قد تقلب المشهد وتبعثر الحسابات!؟
نانسي موسى18/4/2024المزيد من نفس البرنامجبأية حال عدت يا عيدتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات arrowمدة الفیدیو فی الضفة
إقرأ أيضاً:
البيئة توضح حقيقة الفيديو المتداول لإلقاء فندق عائم مخلفات بنهر النيل بالأقصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صرحت وزارة البيئة ردا على مقطع مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي لاحد الفنادق العائمة بالاقصر وهى تقوم بإلقاء المخلفات بنهر النيل، ان هذا الفيديو تم تدواله بتاريخ 5 /12 /2022 ، والذى تضمن قيام بعض العاملين بالفندق العائم بإلقاء المخلفات الصلبة البلدية بنهر النيل حيث ان هذه الواقعة حدثت منذ عامين.
وكانت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة قد وجهت على الفور بضرورة تحديد هذا الفندق ومعرفة موقعه واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة، وذلك فى اطار جهود وزارة البيئة لحماية نهرالنيل من التلوث وفقا لقانون البيئة رقم 4 لسنه 1994 وتعديلاته ، وقانون تنظيم وادارة المخلفات وعلى الفور تحركت لجنتين من جهاز شئون البيئة بفرعى اسوان والاقصر.
وأوضحت البيئة في بيان لها حيث قامت اللجنة الاولى بفرع اسوان بالعمل لمدة ثلاث ايام حتى تم العثور على المركب بالتحرك الى محافظة الاقصر، وقامت اللجنة الثانية من جهاز شئون البيئة بفرع الأقصر بحملة مكبرة بالتعاون من شرطة البيئة والمسطحات المائية، وقد أفاد قبطان المركب بإن الحادثة وقعت فى نطاق محافظة اسوان وهى فى طريقها إلى مدينة الأقصر وتم عمل تفتيش كامل عليها، وتم تحرير محضر جنح الاقصر رقم 23176لسنه 2022 وفقا للماده71 من قانون المخلفات 202 لسنه 2020.
وتؤكد وزارة البيئة استمرار جهودها في حماية نهر النيل من التلوث، من خلال تكثيف الحملات التفتيشية، وتطبيق القوانين البيئية بحزم، والتنسيق مع الجهات المعنية لضمان التزام المنشآت بالمعايير البيئية
كما تواصل الوزارة جهود التوعية لرفع الوعي البيئي لدى المواطنين والعاملين في القطاعات المختلفة، إيمانًا بأن الحفاظ على نهر النيل مسؤولية وطنية مشتركة، تضمن استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة.