عربي21:
2024-07-03@20:53:20 GMT

صواريخ إيران الكاشفة!!

تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT

عندما قامت إيران بتوجيه ضربات صاروخية ومسيرات للكيان الصهيوني منذ بضع أيام، اختلفت وجهات النظر فيها وفي جدواها وفحواها، وهل كانت مسرحية أم حقيقة؟ وهل كانت مضرة للكيان أو مفيدة له محليا ودوليا؟ نقاشات عدة دارت حول الموضوع، ولكن كانت هذه الضربات كاشفة أيضا على عدة مستويات، لارتباطها بالعدو الصهيوني الذي لا يزال يمارس فجره وعدوانه على غزة وفلسطين.



هناك فئات معذورة في مواقفها من ضرب سفارة إيران في دمشق، أو من رد إيران على ذلك، وما ظهر في تعليقاتهم بأن ما تم هو محض مسرحية، وأن إيران لا تقل شيطنة عن الصهاينة والأمريكان، وهؤلاء معظمهم من دول نالها أكبر الأذى والضرر في بلدانهم، كسوريا واليمن والعراق، من كيانات محسوبة على إيران، فهؤلاء موقفهم وشعورهم مقدر، ومفهوم تماما.

لكن هذه الضربات كانت في الحقيقة كاشفة لعدة أمور، لم تكن لتنكشف لولاها، وليس ذلك لتأييدنا أو رفضنا الضربات، بل هو بالنظر لما نتج عنها على مستويات تتعلق بنا كأمة إسلامية، وجمهور عربي، بغض النظر عن مكاسب الدول وخسائرها مما حدث من حيث الماديات والمعنويات، لكنها كانت كاشفة لزوايا أخرى، من المهم أن نقف عليها، ونمعن فيها النظر.

أول ما كشفته: كم التسرع في الحديث، فيمن يحسن السياسة ومن لا يحسنها، وفيمن يمتلك أدوات التحليل ومن لا يمتلك، ومن المعلوم أن من يحلل عليه أن يكون لديه أدوات التحليل السياسي، من حيث امتلاك المعلومة الحقيقية، ثم يربط هذه المعلومات الجديدة بما لديه من قبل، ويشبك بينها وبين المؤتلف والمختلف منها، ثم يدلي بدلوه، سواء كان متحدثا بالحقائق التي لديه، أو محللا لها، إن كان من أهله.

إن أحداث غزة فضحت وكشفت الموقف العربي والغربي على حد سواء، فجاءت هذه الضربات لتؤكد هذا الفضح، فمنذ الإعلان عن الضربات، وقبل وصولها للكيان، خرجت جل الدول الغربية تندد، بل تبارت بعضها في صد الضربات، كفرنسا وأمريكا وإنجلترا، بل أعلن وزير خارجية ألمانيا: أن إسرائيل لم تكن بحاجة لدفاعنا عنها، وكانت قادرة وحدها على صد الضربات. أي: أن دعمهم لها هو تبرع منهم!!لكن ما تم هو أن جل الناس تحولوا لمحللين سياسيين، ومنهم من خلط الأماني والرغبات بالواقع والمتاح، سواء مع إيران أو ضدها، وهذا يعني: أننا بحاجة لمراجعة أنفسنا من حيث المصادر التي نتلقى منها المعلومات والتحليلات، وبحاجة إلى درجة من التريث والتعقل فيما يلقى إلينا من أخبار، وما وراءها من تحليلات، فإعطاء الناس عقولها وأفئدتها لمواقع التواصل الاجتماعي، وتحويل مصادر الفهم إلى الناشطين السياسيين، وليس إلى المحللين السياسيين فهذه آفة كشفتها الضربات.

ومن أخطر ما كشفته ضربات إيران، ليس في صفوفها ولا في صفوف الكيان الصهيوني، بل كشفت من في صفوفنا ممن ليسوا معنا، ولا مع قضايانا، وهم محسوبون علينا أنظمة تمثلنا، أو تحكمنا، وليسوا سهاما تصد الأذى عنا، بل هم سهام في كنانة العدو الصهيوني، ودرع وقاية له من أي أذى يصيبه، أو يحتمل أن يصيبه، فقد استعملت دول وقواعد في هذه الدول، لصد هذه الضربات، ليس حماية لأجوائها، بزعم السيادة والحفاظ على سيادتها كما يزعم بعض المتعصبين لهذه الأقطار دون النظر لحقيقة الأمر.

إن حقيقة الأمر: أن الكيان استخدم هذه الأجواء، مرة حين ضرب سفارة إيران في دمشق، ومرة أخرى حين أرادات إيران الرد، بأن استعملها الكيان نفسه، وكان الأفراد والشعوب من قبل يقلبون في صفحات الكتب ليعرفوا من الخائن في بلادهم، ومن المتعاون مع العدو؟ وتظل المعلومات حبيسة المصادر والوثائق، وربما احتجنا إلى انتظار سنوات رفع الحظر عن الوثائق في الدول العدوة، أو المحتلة.

وقد ذكر كيرباتريك مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز بالقاهرة، وقد ظل فترة في مصر منذ قبيل ثورة يناير وحتى ما بعد انقلاب 2013 بسنوات، وذكر تفاصيل مخيفة ومرعبة في آن واحد، لأنها تبين كيف أن حمى حدود مصر مستباح صهيونيا بلا أي منازعة، وقد ذكر تفاصيل عن مسيرات جاءت من إسرائيل إلى سيناء، للقضاء على جماعات جهادية فيها، ولعلنا ننقل كلامه بتفاصيله في مقال قادم إن شاء الله، وهي شهادة توثيقية من صحفي محايد، وقد خرجت أصوات وقت كتابة تقاريره، تكذبه، وأدى ذلك إلى إخراجه من مصر، وعدم السماح له بالدخول إليها، فقادم بإصدار كتابه بالإنجليزية، والذي ترجم مؤخرا في دار جسور، بعنوان: في أيدي العسكر.

كنا نقول: إن أحداث غزة فضحت وكشفت الموقف العربي والغربي على حد سواء، فجاءت هذه الضربات لتؤكد هذا الفضح، فمنذ الإعلان عن الضربات، وقبل وصولها للكيان، خرجت جل الدول الغربية تندد، بل تبارت بعضها في صد الضربات، كفرنسا وأمريكا وإنجلترا، بل أعلن وزير خارجية ألمانيا: أن إسرائيل لم تكن بحاجة لدفاعنا عنها، وكانت قادرة وحدها على صد الضربات. أي: أن دعمهم لها هو تبرع منهم!!

في الصباح الباكر للضربات، عاد الكيان الصهيوني للتنكيل بوحشية لأهل غزة، وخرست كل الأصوات التي كانت ترعد وتبرق وتهدد وتتوعد منذ ساعات لإيران، لإقدامها على الرد، صمتوا جميعا أمام ما يجري منذ ستة أشهر في غزة، ليزداد الكشف ورفع الستر عن الموقف العربي والغربي معا، فالعرب الذين قاموا يدفعون الضربات عن الكيان، لم يكلف واحد منهم خاطره في أن يصرح برفض العدوان على غزة، أو السماح بالمساعدات لغزة، في ظل تواطؤ بين وواضح من النظامين العربي والغربي.

لم يعد أحد الآن بحاجة إلى طول النفس في النقاش لإثبات عمالة أنظمة عربية، وتواطئها البين والواضح مع الكيان الصهيوني، فالأحداث منذ ستة أشهر تفضح، ولكن كانت الضربات التي أطلقتها إيران للكيان الصهيوني، ورقة التوت التي سقطت عن عورة هذه الأنظمة. وهناك ما كشفته الضربات في نواحي أخرى، لمن يتأمل ويحلل فيما وراء الأحداث، ونحن لم تخرج لنا بعد ما خفي واستتر في هذه الأحداث.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران إسرائيل إيران هجوم إسرائيل رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الضربات

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية والمغتربين: سورية تدعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما لوقف جرائم الكيان الصهيوني، وإنهاء كافة أشكال الاحتلال والاستيطان، وتوفير الحماية لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف

2024-07-02hadeilسابق وزارة الخارجية والمغتربين: سورية تؤكد أن ما يقوم به كيان الاحتلال من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وسياساته في التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية ما كان ليحدث لولا مظلة حماية الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه له الولايات المتحدة الأمريكية انظر ايضاًوزارة الخارجية والمغتربين: سورية تؤكد أن ما يقوم به كيان الاحتلال من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وسياساته في التوسع في بناء المستوطنات الإسرائيلية ما كان ليحدث لولا مظلة حماية الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه له الولايات المتحدة الأمريكية

آخر الأخبار 2024-07-02وزارة الخارجية والمغتربين: تدين سورية بأشد العبارات مصادقة ما يسمى بالمجلس الوزاري المصغر للكيان الإسرائيلي على تشريع إقامة خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية وإعطاء الضوء الأخضر لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات السابقة 2024-07-02قوات الاحتلال تعتقل فلسطينياً وتهدم منزلاً بالقدس 2024-07-02قوات الاحتلال تهدم منزلاً شمال أريحا 2024-07-02إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال في نابلس 2024-07-02شهيد جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على جنوب لبنان 2024-07-02نادي الأسير الفلسطيني: شهادات أسرى غزة عكست مستوى غير مسبوق لجرائم الاحتلال 2024-07-02مصرع 11 شخصاً بفيضانات في الهند 2024-07-02روسيا: القبض على عميل لمنظمات أوكرانية متطرفة 2024-07-02الدفاع الروسية: تدمير 9 مقاتلات أوكرانية 2024-07-02الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث المؤسسة العامة للدم والصناعات الطبية

مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث المؤسسة العامة للدم والصناعات الطبية 2024-07-02 الرئيس الأسد يصدر قانوناً يقضي بالتشدد في عقوبات وغرامات سرقة مكونات شبكتي الكهرباء والاتصالات 2024-06-13 الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث “الشركة العامة للصناعات الغذائية” 2024-06-11الأحداث على حقيقتها استشهاد شخصين وإصابة عسكري جراء عدوان إسرائيلي استهدف نقاطاً بريف دمشق 2024-06-26 استشهاد طفلين وإصابة ثلاثة أشخاص جراء انفجار لغم من مخلفات الإرهابيين بريف حماة 2024-06-18صور من سورية منوعات روسكوسموس تعتمد الجدول الزمني لإنشاء المحطة الفضائية الروسية 2024-07-02 سحب عبوات من مشروب كوكا كولا في فرنسا لاحتوائه مادة كيميائية خطيرة 2024-06-30فرص عمل السورية للاتصالات تعلن عن مسابقة توظيف بفرعها بحمص 2024-06-27 السورية للاتصالات تعلن عن مسابقة توظيف بفرعها باللاذقية 2024-05-12الصحافة تعادل قوة الواحدة منها نصف قوة “قنبلة هيروشيما”.. واشنطن قدمت آلاف القنابل لدعم حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة 2024-07-01 أسئلة وجودية.. بقلم: أ.د. بثينة شعبان 2024-06-24حدث في مثل هذا اليوم 2024-07-022 تموز 1966 – فرنسا تجري أول تجربة نووية رسمية بتفجير قنبلة في المحيط الهادي 2024-07-011 تموز 1968 – 60 دولة توقع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية في جنيف بسويسرا 2024-06-2929 تموز1996-  السورية غادة شعاع تفوز بالميدالية الذهبية لسباعي ألعاب القوى 2024-06-2828 حزيران 1960- كوبا تؤمم مصافي تكرير النفط الأمريكية الموجودة على أراضيها 2024-06-2727 حزيران2012- هجوم إرهابي استهدف مقر قناة الإخبارية السورية في بلدة دروشا بريف دمشق 2024-06-2626 حزيران 1974 – تحرير القنيطرة من العدو الإسرائيلي والقائد المؤسس حافظ الأسد يرفع العلم الوطني في سماء المدينة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2024, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • إسرائيل والنهايات التاريخية
  • وزارة الخارجية والمغتربين: سورية تدعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما لوقف جرائم الكيان الصهيوني، وإنهاء كافة أشكال الاحتلال والاستيطان، وتوفير الحماية لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف
  • كنعاني: داعمو الكيان الصهيوني يتحملون مسؤولية جرائمه بحق الفلسطينيين
  • بعد تسعة أشهر من العدوان الهمجي على غزة:صواريخ المقاومة تدك العمق الصهيوني وجيش العدو يُعلن حاجته لتجنيد عشرة آلاف مقاتل بشكل فوري
  • الحرب على غزة وصمود المقاومة
  • ورطة الكيان الصهيوني بغزة
  • مديرية الجراحي بالحديدة تشهد مسيرا لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة
  • مسير لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة بمديرية الجراحي بالحديدة
  • خبير استراتيجي: الحرب بين حزب الله وإسرائيل مسألة وقت.. والمنطقة مقبلة على خراب
  • وقفات في ذمار تضامنا مع الشعب الفلسطيني