تقارير: أحداث أبريل 2024 جرت إيران لتنزل إلى الميدان عقب 40 عام من الاختباء
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
على مدى 40 عاما، احتمت إيران وراء المليشيات التي صنعتها أو انضمت لها فيما يسمى بـ"محور المقاومة"، وابتعدت عن الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل ودول المنطقة، بعد حربها مع العراق، إلا أن أحداث أبريل 2024 جرَّتها لتنزل إلى الميدان بنفسها، وهو تطور قد يفقدها ورقة القوة الوحيدة التي تمتلكها.
ما العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران؟ تقارير تكشف عن موعد تنفيذ ضربة انتقامية للاحتلال ضد إيرانوفي هجومها غير المسبوق، أطلقت إيران ما يقرب من 350 طائرة بدون طيار وصاروخًا هجوميًا ضد إسرائيل في 13 أبريل، ردًا على غارة جوية مطلع أبريل على مجمع سفارتها في سوريا أسفرت عن مقتل جنرال إيراني كبير وآخرين.
بعد اندلاع ثورة إيران بقيادة آية الله الخميني عام 1979، اتجهت طهران لصناعة جماعات مسلحة داخل الدول التي تريد السيطرة عليها، أو ضم جماعات موجودة بالفعل إلى دائرتها؛ ليُديروا دفة الأمور بداخلها وفق المصالح الإيرانية، كما استغلت هذه الجماعات في شن معارك ضد خصومها، دون الحاجة لأن تحارب بجيشها مباشرة.
مليشيات متعددة في العراق، بعض جذورها ترجع لمنظمات شاركت مع إيران ضد العراق في حرب الخليج الأولى في ثمانينيات القرن العشرين، وبعضها تأسس بعد سقوط نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين عام 2003، أو بعد غزو داعش للعراق 2014، وأبرزها "الحشد الشعبي".
المليشيات في سوريا، تأسست بعد اندلاع الحرب السورية عام 2011، ومنها "فاطميون" و"زينبيون".
استُخدِمت هذه الجماعات في معارك ومناوشات ضد إسرائيل، والسعودية، والعراق، وللسيطرة الداخلية وإضعاف الجيوش الوطنية مثلما حصل على يد حزب الله في لبنان.
ومؤخرا، استغلت طهران معظم هذه الجماعات في توجيه هجمات نحو أهداف إسرائيلية للضغط على القوى الدولية، بدعوى أن هذه الهجمات هدفها نُصرة قطاع غزة في الحرب الإسرائيلية الدائرة عليه.
لكن تشير التطورات إلى عدم كفاية استخدام هذه المليشيات في حفظ هيبة إيران أو الانتقام لها بعد توالي مقتل كبار قادتها العسكريين، بداية من قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري بغارة أميركية عام 2020، مرورا برضا موسوي في ديسمبر 2023، ومحمد رضا زاهدي أبريل 2024، بغارات منسوبة لإسرائيل في سوريا؛ ما اضطر طهران للنزول إلى الميدان بنفسها لمواجهة تل أبيب، لأول مرة.
الاضطرار للخروج من الظل
في تقدير الباحث المتخصص في شؤون الأمن القومي الإيراني، فراس إلياس، فإن الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، 13 أبريل، هو "تغير نوعي في التفكير العسكري لصانع القرار الإيراني"، معتبرا أن
إسرائيل نجحت في جر إيران للنزول إلى الميدان والرد بنفسها على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث تعد أرضا سيادية للدولة صاحبة القنصلية وفق القانون الدولي.
وفي هذا السياق، وجدت طهران نفسها مجبرة على الرد المباشر لأنها تعرضت لهجوم على "أرضها"، وأن أي رد عبر الوكلاء لن يكون على مستوى الحدث وسيبعث برسالة "ضعف" إلى إسرائيل.
ويشير إلياس إلى أن طهران ستجد نفسها "مجبرة على الرد مجددا على أي هجوم يستهدفها".
كا نجحت إسرائيل أيضا في تهديد المفاوضات بين إيران والقوى الغربية بشأن الاتفاق النووي والعقوبات، بتقديم النظام الإيراني على أنه "لا يمكن التفاوض مع نظام يهدد المنطقة".
والأربعاء، استعرضت إيران عددا من مختلف الأسلحة في عرض عسكري سنوي أقامته بمناسبة يوم الجيش، بحضور الرئيس إبراهيم رئيسي، منها صواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى، وطائرات مسيرة، وأنظمة دفاع جوي، في إشارة لاستعدادها للتصدي لأي هجوم إسرائيلي.
لكن إيران تدخل ساحة المواجهة المباشرة بعد انكفاء مدته 40 عاما لم تجرب فيه دفاعاتها وجبهتها الداخلية في حرب مع طرف خارجي، وهو ما يمكن النظر إليه على أنه اختبار لقوتها الذاتية الحقيقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيران المليشيات محور المقاومة العراق طهران جماعات مسلحة إلى المیدان
إقرأ أيضاً:
خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف العضو السابق في لجنة الأمن والدفاع النيابية، عباس صروط، اليوم الخميس (30 كانون الثاني 2025)، عن ثلاثة أسباب رئيسة تمنع الولايات المتحدة من شن ضربة واسعة ضد إيران، رغم تصاعد التوترات في المنطقة.
وقال صروط، لـ"بغداد اليوم"، إن "المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط استراتيجية ومتعددة الأبعاد، وتلعب دورًا حاسمًا في قرارات البيت الأبيض لا سيما أن هذه المنطقة تمد العالم بنحو نصف احتياجاته من الطاقة، ما يجعل أي توتر غير محسوب مصدر قلق كبير لواشنطن، لما قد يترتب عليه من ارتدادات خطيرة على الاقتصاد العالمي".
وأضاف، أن "إيران تمتلك قدرات تمكنها من استهداف مواقع استراتيجية أمريكية في المنطقة ما يجعل أي ضربة شاملة محفوفة بالمخاطر خاصة أن طهران لديها العديد من الأدوات والوسائل القتالية التي قد تفاجئ واشنطن".
وأشار إلى، أن "البيت الأبيض يخشى من أن تدفع أي ضربة شاملة إيران إلى التفكير جديًا في امتلاك السلاح النووي كخيار دفاعي، وهو ما يشكل تهديدًا استراتيجيًا يثير قلق صناع القرار الأمريكيين".
وأكد صروط، أن "أي مواجهة عسكرية واسعة في الشرق الأوسط لن تقتصر على حدود جغرافية معينة، بل ستكون لها ارتدادات إقليمية وعالمية خطيرة، وهو ما يدفع الولايات المتحدة إلى تجنب هذا السيناريو، واللجوء بدلًا من ذلك إلى الضغوط الاقتصادية والمناورات السياسية بهدف الوصول إلى اتفاق يضمن مصالحها دون الانجرار إلى حرب مفتوحة".
وفي ذات السياق كشف مصدر مطلع، الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.
وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".
وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".
وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".
ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".