والي بنك المغرب يقدم تقريره السنوي للملك ويدعو إلى الرفع من قدرة السياسة العمومية على التكيف وتعزيز مرونتها
تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT
استقبل الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، اليوم السبت، بالقصر الملكي بتطوان، عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، الذي قدم للملك التقرير السنوي للبنك المركزي حول الوضعية الاقتصادية والنقدية والمالية برسم سنة 2022.
وفي معرض كلمته بين يدي الملك، قال الجواهري إن الاقتصاد الوطني سجل خلال سنة 2022 نموا بنسبة 1,3 في المائة بعد 8 في المائة في 2021، متأثرا بسياق دولي صعب وموسم فلاحي متسم بجفاف حاد.
وأوضح أنه رغم هذه الظرفية غير المواتية والمجهود الذي بذلته الدولة لتخفيف وقع ارتفاع الأسعار على الأسر والمقاولات، استمرت وضعية المالية العمومية في التحسن، حيث تراجع عجز الميزانية إلى 5,2 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي.
وعلى مستوى المبادلات الخارجية، أشار والي بنك المغرب إلى أنه تواصلت الدينامية المسجلة سنة 2021 مدعومة بالأداء الجيد للمهن العالمية للمغرب ولقطاع الفوسفاط، مبرزا أن مداخيل الأسفار تحسنت إلى مستوى قياسي فيما استمر التدفق الاستثنائي لتحويلات المغاربة المقيمين بالخارج.
وأكد أن هذه التطورات مكنت من احتواء عجز الحساب الجاري في 3,5 في المائة، فيما تعززت الأصول الاحتياطية الرسمية لبنك المغرب إلى ما يعادل 5 أشهر ونصف من الواردات.
وعلى غرار معظم دول العالم، أكد أن المغرب لم يسلم من التصاعد الحاد للضغوط التضخمية الذي ميز السنة، فبعد نسبة لم تتعد في المتوسط 1,5 في المائة خلال العشرين سنة الماضية، بلغ التضخم 6,6 في المائة في 2022 وهو أعلى مستوى منذ 1992.
وأمام وضع كهذا، أوضح والي بنك المغرب أن بنك المغرب عمد إلى تشديد سياسته النقدية لتسهيل عودة التضخم إلى مستويات تنسجم مع هدف استقرار الأسعار، وهكذا، رفع سعر الفائدة الرئيسي ليصل إلى 2,5 في المائة في نهاية السنة.
وبالموازاة مع ذلك، سهر بنك المغرب على ضمان تمويل ملائم للاقتصاد، حيث واصل تلبية كافة طلبات السيولة التي تتقدم بها البنوك كما استمر في تنفيذ برامجه المخصصة لدعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة.
وعلى صعيد آخر، أبرز الجواهري أن التحولات العميقة التي تعرفها الساحة الدولية مع تصاعد الانقسام الجيوسياسي والسيادة الاقتصادية، وكذا تواتر الظواهر المناخية القاسية وتفاقم الإجهاد المائي، تؤشر على تحديات كبرى سيواجهها المغرب خلال السنوات المقبلة.
وأمام هذه التطورات، اعتبر والي بنك المغرب أنه يتعين الرفع من قدرة السياسة العمومية على التكيف وتعزيز مرونتها وتقوية قدرة الاقتصاد الوطني على الصمود.
لأجل ذلك، أكد أنه يجب أن يظل تثمين الرأسمال البشري في طليعة الأولويات، موضحا في هذا الصدد، أنه يبرز ورشان حاسمان يوحيان بتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال، أولهما، ورش تعميم الحماية الاجتماعية الذي بادر جلالة الملك إلى إطلاقه سنة 2021، فيما يتمثل الورش الثاني في إصلاح نظام التعليم الذي بذلت من أجله جهود كبيرة منذ عدة سنوات.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد والي بنك المغرب أنه من شأن تحديث القطاع العمومي الذي دعا إليه جلالة الملك سنة 2020 أن يمكن من تصحيح الاختلالات البنيوية للمؤسسات العمومية، مضيفا أن التعبئة القوية لتحفيز الاستثمار الخاص عقب خطاب جلالة الملك الأخير تبعث على أمل زخم جديد للنمو والتشغيل.
وفي موضوع آخر، شدد والي بنك المغرب على أن ترشيد الموارد العمومية أضحى أمرا حيويا يقتضي تسريع العديد من الأوراش التي ستمكن من إفراز الهوامش اللازمة لتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، مضيفا أنه بات من الملح استكمال إصلاح نظام المقاصة الذي أطلق سنة 2013 وكذا إصلاح منظومة التقاعد.
وسجل أن توالي الصدمات الخارجية منذ سنة 2020 كشف مواطن ضعف النسيج الاقتصادي وهشاشة بعض الفئات من الساكنة، مشيرا بالمقابل، إلى أنه أظهر المتانة التي اكتسبها المغرب بفضل استراتيجية تنويع الاقتصاد والإصلاحات التي تم إطلاقها خلال العقدين الأخيرين.
وعلى الصعيد الدولي، ذكر أن المغرب استطاع تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، أن يفرض نفسه كشريك موثوق به وكبلد للسلم والاستقرار، وهو ما فتئ يعود عليه بالنفع الكبير، كما يدل على ذلك خروجه من اللائحتين الرماديتين لمجموعة العمل المالي والاتحاد الأوربي، واستفادته من خط الائتمان المرن لصندوق النقد الدولي وكذا احتضانه للاجتماعات السنوية المقبلة لصندوق النقد والبنك الدوليين بمراكش.
وبهذه المناسبة، قدم عبد اللطيف الجواهري للملك التقرير السنوي للبنك المركزي حول الوضعية الاقتصادية والنقدية والمالية برسم سنة 2022.
كلمات دلالية استقبال الملك محمد السادس بنك المغرب تطوان تقرير عبد اللطيف الجواهري عيد العرشالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: استقبال الملك محمد السادس بنك المغرب تطوان تقرير عيد العرش فی المائة
إقرأ أيضاً:
آليات التكيف البيئى والمجتمعى والتنموى للتغيرات المناخية مناقشة بإعلام دمنهور
نظم مركز دمنهور برئاسة الإعلامية أميرة الحناوي مدير المركز،لقاء توعوى حول (آليات التكيف البيئى والمجتمعى والتنموى للتغيرات المناخية )، تنسيق وتنفيذ اللقاء الاعلامية مى محمد مسؤل الإعلام التنموى بالمركز،بالتعاون مع جامعه دمنهور، ومديرية الشباب والرياضة بالبحيرة وذلك بقاعة مجمع إعلام دمنهور
وحاضر فى اللقاء كل من الدكتورعماد فوزى رئيس قسم الموارد الطبيعية بكلية الزراعة - جامعة دمنهور، والدكتور سعيدعشيبه أستاذ علم السكان والتنمية بكلية التربية جامعة دمنهور،والدكتور على دومه وكيل وزارة جهاز شؤون البيئة بالبحيرة، بحضور عدد كبير من مختلف المصالح والهيئات الحكومية وشباب من الجنسين
فى بداية اللقاء أوضح الدكتور على دومه أن طرق مواجهة التغيرات المناخية يكون من خلال تبني الدول سياسات بيئية قوية تهدف إلى تقليل الإنبعاثات الضارة وتعزيز الطاقات المتجددة وحماية الغابات والمسطحات المائية وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، ويتوجب على المواطنين المساهمة في مواجهة التغيرات المناخية من خلال تقليل إستهلاك الطاقة الزائد ،وإستخدام وسائل النقل العامة بدلًا من السيارات الخاصة، وإعادة تدوير النفايات ودعم المنتجات المستدامة، وأن الطريقة الأمثل لمكافحة التغيرات المناخية تتم من خلال الجهود المشتركة بين الحكومات والشركات والمواطنين والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
وأكد الدكتور عماد فوزى، أن التغيرات المناخية هى خلل في خصائص المناخ على مدي طويل ،وبخاصة الحرارة والمطر على المستوى الإقليمي والدولي .
وأشار إلي أن أسباب هذه الظاهرة ترجع إلى زيادة معدلات النشاط البشرى الصناعي، الذى أدى إلى زيادة تركيز غازات معينة فى الغلاف الجوي، وحدوث ما يسمى بـ"الاحتباس الحراري"، وتلوث فى الهواء والماء والتربة.
وأوضح أن أخطار التغيرات المناخية على مصر ومنها : ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، ارتفاع منسوب مستوى البحر وتأثيراته على المناطق الساحلية، والذي سيؤدى إلى دخول المياه المالحة على الجوفية وتلوثها، وتملح التربة وتدهور جودة المحاصيل وفقدان الإنتاجية، زيادة حالات التطرف المناخي ، مثل "العواصف الترابية، موجات الحرارة والسيول، وتناقص سقوط الأمطار ،زيادة معدلات التصحر، كذلك تدهور الإنتاج الزراعى وتأثر الأمن الغذائى ، زيادة معدلات نقص المياه، حيث تم رصد حساسية منابع النيل لتأثيرات التغيرات المناخية على نمط الأمطار فى حوض النيل، ومعدلات البخر بالمجارى المائية، وخاصة بالأراضى الرطبة كما أضاف إلى تدهور الصحة العامة والجهاز التنفسي ،و تدهور السياحة البيئية، حيث من المتوقع أن يؤدى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تآكل السواحل المصرية، و الإضرار بالكائنات البحرية والثروة السمكية ، كما تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على ألوان وعمر المباني والمنشآت الأثرية والتاريخية .
وفى نهاية اللقاء تحدث الدكتور سعيد عشيبه ،مؤكدا على أن
بعض جهود الدولة المصرية في مواجهة التغيرات المناخية من خلال تبني مشروعات الطاقة الكهربائية النظيفة ومنها محطة الطاقه الشمسية و استخدام الروث الحيواني ومخلفات الماشية وتسخين المياه في المنازل - تحويل الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة إلى استخدام الغاز الطبيعي الأقل كثافة في الانبعاثات الكربونية عن أنواع الوقود الحفري الأخرى، بل ودعم التحول للطاقة الخضراء النظيفة والاقتصاد النظيف .
وأشار إلي أهمية دور أفراد المجتمع في اعادة التوازن في النظام البيئي من خلال بعض الممارسات ومنها فصل المخلفات وترشيد استهلاك المياه والكهرباء و زراعة الأشجار و النباتات المنقية للهواء وتنمية الوعى البيئي..وغير ذلك
بالإضافة إلي ضرورة تحقيق التوازن البيئي حيث تُعد التغيرات المناخية واحدة من أهم القضايا المُلحة في وقتنا الحالي لما لها من تأثير كبير على مدى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجالات الحياة المختلفة
تم فتح باب النقاش والأسئلة والتي لاقت قبولا ومشاركة وتفاعل من الجمهور الحضور ...