الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يمنع الوصول إلى الجرحى في مناطق عدة بقطاع غزة
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
المناطق_متابعات
قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة رائد النمس، إن الاحتلال خلّف خرابًا هائلًا وألحق العديد من الأضرار بالمرافق الحيوية والمنازل والممتلكات في مدينة النصيرات الواقعة وسط قطاع غزة، بعد انسحابه منها.
أخبار قد تهمك استشهاد سبعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف مدينة رفح 17 أبريل 2024 - 10:04 صباحًا أمين “آركو” : انتهاكات سلطات الاحتلال ترقى إلى جرائم حرب .
. ويدعو لفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى غزة 17 أبريل 2024 - 2:51 صباحًا
وأضاف خلال تصريحات لفضائية «الجزيرة»، صباح الخميس، أن الحصار الذي فرضه الاحتلال على المدينة لمدة أسبوع أدى إلى ارتفاع عدد المصابين والضحايا والشهداء، منوهًا أن «الطواقم العاملة في الميدان تواجه تحديات جمة فيما يتعلق بانتشال الشهداء ونقلهم».
ونوه أن «الاحتلال يمنع وصول الطواقم العاملة التابعة للجمعية إلى الجرحى في مناطق عدة بقطاع غزة، أو تسهيل مهامهم في انتشال المصابين».
وأشار إلى أن «الطواقم كان بإمكانها إنقاذ حياة العديد من المصابين، الذين ضلوا لساعات وأيام ينزفون حتى فارقوا الحياة بسبب منع الاحتلال للطواقم من الوصول إليهم».
ولفت إلى أن «الإمكانيات المتوفرة للعاملين في مجال الإنقاذ متواضعة وبحاجة إلى صيانة وإعادة دعمها بمعدات جديدة»، قائلًا إن «جيش الاحتلال رفض إدخال معدات ذات صلة بهذا العمل».
وذكر أن «قوات الاحتلال تتحكم في الوقود اللازم لتشغيل تلك الآليات، الأمر الذي يُصعب من عملية إنقاذ الجرحى وانتشال المصابين والشهداء من أسفل المربعات السكنية».
وصرح بأن عددًا كبيرًا من الشهداء موجود تحت أنقاض تلك المربعات السكنية، مُجددًا الدعوة لكل الشركاء في المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري لوقف العدوان أولًا، وتمكين الطواقم من العمل وتوفير الحماية لها، وإدخال المساعدات واللوازم التي تحتاجها الطواقم لإنقاذ الحياة في غزة.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، إن طواقمه تمكنت من انتشال عدد من الشهداء، بعد انسحاب قوات الاحتلال من شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
ونوه في بيان له، اليوم الخميس، أن جثامين العديد من الشهداء لازالت تحت الركام والأنقاض لم يتم إخراجها بعد، قائلًا إن «طواقمه بحاجة لمعدات وآليات حفر ثقيلة لكي تستطيع البحث وإخراج الجثامين».
كما انتشلت طواقم الدفاع المدني والإنقاذ، جثامين 11 شهيدا من مناطق متفرقة في مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
وانتشلت الطواقم، جثث 8 شهداء من عائلة عياد من النازحين، بينهم 5 أطفال وامرأتان عقب قصف طيران الاحتلال الحربي غرفة في أرض زراعية بحي السلام جنوب مدينة رفح
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الاحتلال الهلال الأحمر الفلسطيني غزة
إقرأ أيضاً:
معاملة الأسرى بين إنسانية المقاومة ووحشية الاحتلال
شاهد الكثيرون طريقة وشكل تسليم جثث أسرى الاحتلال في قطاع غزة، التي تؤكد للعالم بأسره إنسانية وأخلاقية وتحضّر المقاومة مقابل وحشية وطريقة ونازية الاحتلال في تسليم الاحتلال الأسرى الشهداء بأكياس بلاستيكية بلا كفن ولا تابوت، إضافة إلى استخدام عدد من الأساليب الوحشية التي يتبعها الاحتلال في التعامل والتنكيل بجثامين الشهداء في الضفة الغربية من خلال إلقائها من أسطح المباني، وتركها ملقاة في الشوارع، فضلا عن عمليات التسليم المهينة وغير الموثقة، كما حدث في عدة حالات في قطاع غزة، حيث دفن البعض في قبور جماعية مجهولة الهوية وتسليم بعضها الآخر في أكياس نايلون.
ينبغي أن يعلم العالم أن أسرى الاحتلال قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وحكومته المتطرفة بصواريخ الطائرات الحربية والقنابل الأمريكية، ولعل العدو فهم رسائل المقاومة التي انطوت بعضها على تحذير نتنياهو الذي ظهرت صورته كمصاص دماء وسط منصة التسليم والمطلوب للعدالة الدولية؛ في حال قرر استئناف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. وعلى أسطح الأبنية والبيوت المهدمة في محيط عملية التسليم في منطقة بني سهيلا في خان يونس، رفعت المقاومة لافتات تُذكّر بالكمائن التي كبدت جيش الاحتلال خسائر كبرى، من بينها كمين الفراحين الذي أوقع 8 قتلى من قوات الاحتلال، وفي إشارة للكمين كتبت المقاومة: لم يكن نزهة بل محرقة. ولمنطقة بني سهيلا خصوصية، عندما اجتاحتها قوات الاحتلال لمدة 4 أشهر على فترات وقامت بنبش القبور وقتل فلسطينيين بحثا عن جثامين أسرى "إسرائيليين"، لكنها عجزت عن العثور عليهم.
وفي خطوة هامة وغير تقليدية تحمل رسائل سياسية وعسكرية واضحة، كشفت قناة "كان" العبرية أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، سلمت جثامين الأسرى "الإسرائيليين" بتوابيت مغلقة، وأرسلت معها مفاتيح لا تطابق الأقفال، مما أثار تساؤلات حول مغزى هذا التصرف وما يحمله من دلالات في سياق الصراع الدائر بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال.
ومن رسائل الإيحاء بسيطرة المقاومة الكاملة على مسار التبادل من خلال إرسال مفاتيح لا تفتح التوابيت، وجهت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رسالة ضمنية إلى "إسرائيل" مفادها أن المقاومة وحدها تملك مفتاح هذا الملف، وأن أي محاولة لفرض إملاءات من الاحتلال ستبوء بالفشل، فالاحتلال الذي طالما ادعى أنه هو من يحدد شروط أي صفقة، وجد نفسه يتلقى الأسرى وفقا لشروط المقاومة وبتوقيتها الخاص.
لم يكن هذا التصرف مجرد خطأ تقني، بل كان إهانة مباشرة لجيش الاحتلال وحكومته، اللذين فشلا طوال الأشهر الماضية في استعادة أسراهم أحياء. فبعد كل عمليات البحث الاستخباراتي والهجمات الوحشية، انتهى الأمر بعودة الجنود في نعوش مغلقة، وبمفاتيح لا تعمل، وهو ما يعكس عجز الاحتلال في تحقيق أهدافه، سواء عسكريا أو تفاوضيا.
لا شك أن مع كل دفعة جديدة من الجثامين، يتزايد الغضب الشعبي "الإسرائيلي"، حيث يتهم أهالي الأسرى حكومة نتنياهو بالفشل في إدارة الحرب والتفاوض مع المقاومة. ومما يزيد الأزمة تعقيدا هو أن المرحلة الثانية من تبادل الأسرى لا تزال متعثرة بسبب تعنت الاحتلال، ما يفتح الباب أمام المزيد من التوتر الداخلي.
هذه الخطوة من حركة "حماس" ليست مجرد جزء من تبادل الأسرى، بل هي استراتيجية محسوبة تهدف إلى إدارة الصراع النفسي والسياسي بدقة ومهارة. وفي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال عدوانه، يثبت الواقع أن المقاومة لم تعد فقط تقاتل على الأرض، بل تدير المعركة على كل المستويات، بما فيها الحرب النفسية.
لذلك عند الحديث العالمي المتزايد عن تسليم جثامين الأسرى "الإسرائيليين" لدى غزة يجب أن يُقابل بتذكير العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني، لأن احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين لم يبدأ مع الحرب الحالية على قطاع غزة، بل هي قضية ممتدة على مدار التاريخ، وعلى كافة الجهات الدولية والمؤسسات الحقوقية الضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" لتسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين بما يليق بكرامتهم الوطنية والإنسانية، فنحن نعيش اليوم في ظل أساليب قمعية وغير إنسانية في التعامل مع الجثامين.