فايننشال تايمز: صادرات نفط إيران عند أعلى مستوى في 6 سنوات رغم العقوبات
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
تصدر إيران كميات من النفط أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات الـ 6 الماضية، مما يمنح اقتصادها 35 مليار دولار سنويًا حتى في الوقت الذي تناقش فيه الدول الغربية تشديد العقوبات ردًا على هجومها على إسرائيل، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وباعت طهران ما متوسطه 1.56 مليون برميل يوميًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، كلها تقريبا إلى الصين وهو أعلى مستوى لها منذ الربع الثالث من عام 2018، حسبما نقلت الصحيفة عن شركة فورتيكسا للبيانات.
ويسلط نجاح إيران في تصدير خامها الضوء على الصعوبات التي تواجه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في سعيهما لزيادة الضغط على طهران في أعقاب هجومها الصاروخي والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
ونقلت فايننشال تايمز عن فرناندو فيريرا رئيس خدمة المخاطر الجيوسياسية في مجموعة رابيدان للطاقة بالولايات المتحدة قوله "أتقن الإيرانيون فن التحايل على العقوبات.. إذا كانت إدارة بايدن تريد حقًا أن يكون لها تأثير، فعليها تحويل التركيز إلى الصين".
وتستعد واشنطن والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على إيران، بصورة جزئية لإثناء إسرائيل عن تصعيد الصراع مع طهران من خلال الرد على الهجوم الأخير.
واعترفت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين هذا الأسبوع بأن إيران تواصل "بوضوح" تصدير نفطها، وأن ثمة "المزيد مما ينبغي عمله" للحد من هذه التجارة.
لكن محللين يقولون إن واشنطن غير راغبة في التطبيق الصارم لنظام عقوبات "الضغط الأقصى" الذي فرضه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، مشيرين إلى إحجام إدارة الرئيس جو بايدن عن فرض خنق تضخمي على إمدادات النفط العالمية في عام الانتخابات الأميركية.
الالتفاف على العقوباتقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن صناعة النفط في البلاد وجدت سبلا للالتفاف على العقوبات، مضيفة أنه بما أن الصين هي العميل الرئيسي لها فإنها محمية إلى حد كبير من الضغوط الغربية.
وأسقطت إسرائيل وحلفاؤها وابلًا من حوالي 300 صاروخ وطائرة مسيرة أطلقتها إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن الهجوم الأول الذي تستهدف فيها طهران دولة الاحتلال بشكل مباشر زاد من المخاوف من انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع، إذ تدرس إسرائيل كيفية الرد.
وشنت إيران الهجوم ردا على غارة إسرائيلية مشتبه بها على قنصليتها في دمشق أسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة الإيرانيين.
وساعدت التوترات المتصاعدة -منذ عملية طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية وبدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول- في دفع أسعار النفط إلى الارتفاع بنسبة تزيد على 15% هذا العام لتصل إلى نحو 90 دولاراً للبرميل، لكن الأسعار تراجعت في أعقاب الهجوم الإيراني حيث راهن التجار على أن الإمدادات من المنطقة لن تنقطع.
وقد انخفض خام برنت 3% إلى 87.37 دولاراً للبرميل يوم الأربعاء.
ونقلت الصحيفة عن أرمين عزيزيان كبير المحللين والمتخصص بالعقوبات في فورتيكسا، قوله إن الولايات المتحدة بدأت مؤخرًا استهداف ناقلات فردية يشتبه في أنها تحمل الخام الإيراني، وفرضت عقوبات على اثنتين في فبراير/شباط الماضي و13 ناقلة أخرى، الشهر الحالي، لكنه قال إن التأثير على الصادرات حتى الآن كان "ضئيلا".
وأضاف "الإيرانيون جيدون جدًا في إيجاد الثغرات.. إنهم الآن يخدعون نظام (إيه آي إس) لتتبع السفن، ويتظاهرون بأنهم في موقع واحد بينما يكونون في مكان آخر، وهذا يجعل من الصعب تتبع ما يفعلونه".
وقال عزيزيان إن حجم الأسطول الذي تستخدمه إيران لنقل النفط نما بمقدار الخمس العام الماضي إلى 253 سفينة، وإن عدد الناقلات العملاقة التي تحمل ما يصل إلى مليوني برميل من النفط تضاعف منذ عام 2021.
وجهة الصادرات الإيرانيةوباعت إيران أغلب نفطها إلى الصين -وفقًا لشركة كبلر التي تتعقب الناقلات في جميع أنحاء العالم- وقد لا يؤدي فرض العقوبات بقوة إلى زعزعة استقرار سوق النفط فحسب، بل أيضًا العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
وتعتمد الصين على إيران في نحو عُشر وارداتها النفطية، لكنها تعالج النفط ليس من خلال شركات النفط والغاز المملوكة للدولة، بل من خلال مصاف خاصة أصغر حجمًا.
وقال وزير النفط الإيراني جواد أوجي -الشهر الماضي- إن صادرات النفط "حققت أكثر من 35 مليار دولار" العام الماضي. وفي مناسبة أخرى، قال إنه بينما يريد أعداء إيران وقف صادراتها "اليوم، يمكننا تصدير النفط إلى أي مكان نريد، وبأقل التخفيضات".
وأدى ارتفاع إنتاج النفط الصخري على مدى العقد الماضي إلى جعل الولايات المتحدة أكبر منتج، وأطلق العنان لواشنطن لتكون أكثر جرأة في فرض عقوبات على مصدري النفط الخام الآخرين، فأعادت أمس فرض عقوبات على فنزويلا، وهي عضو آخر في منظمة أوبك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات طاقة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز تكشف أسباب انفجار ميناء الشهيد رجائي في إيران
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الأحد، أن الانفجار الهائل الذي وقع في ميناء "الشهيد رجائي" الإيراني يعود إلى تخزين غير آمن لمادة بيركلورات الصوديوم، وهي عنصر أساسي في تصنيع الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول مرتبط بـ الحرس الثوري الإيراني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية الموضوع، قوله إن "المادة التي انفجرت هي بيركلورات الصوديوم"، مشيرًا إلى أن الحكومة الإيرانية كانت قد أعلنت أن الانفجار ربما نجم عن حاويات مواد كيميائية، دون تحديد طبيعة هذه المواد.
إيران تعلن غدًا الاثنين حدادًا عاما على أرواح ضحايا انفجار ميناء رجائي
إيران: الحاويات المتضررة في ميناء رجائي كانت تحتوي على مواد كيمياوية
وفي السياق ذاته، ذكرت شركة الأمن الخاصة "أمبري" وجود مؤشرات تدعم فرضية أن الانفجار نتج عن تخزين غير سليم لمادة بيركلورات الصوديوم.
وأعادت الصحيفة التذكير بتقرير سابق نشرته فاينانشال تايمز في يناير الماضي، كشف أن الصين كانت قد شحنت هذه المادة إلى إيران بعد نفاد مخزونها من وقود الصواريخ خلال الهجمات الصاروخية التي شنّتها طهران وحزب الله على إسرائيل العام الماضي.
وبحسب تقارير إيرانية رسمية، أسفر الانفجار عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصًا وإصابة أكثر من 800 آخرين، مع تصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود، وفقاً للقطات بثتها وسائل إعلام إيرانية.
يُشار إلى أن ميناء "الشهيد رجائي"، الذي يُعد أكبر موانئ إيران، يتولى التعامل مع نحو 85% من حركة الحاويات في البلاد، بالإضافة إلى جزء مهم من صادرات النفط، حسب ما أفادت به منظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية.
وعلى خلفية الحادث، أعلن المستثمر والمحلل الاقتصادي عبد الله باباخاني عبر منشور على منصة "إكس" أن الميناء قد يتوقف عن العمل لمدة أسبوعين نتيجة الدمار الكبير الذي لحق به، ما قد يُلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد الإيراني.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية حالة الطوارئ في محافظة هرمزكان بسبب تلوث الهواء بالمواد السامة الناتجة عن الانفجار، داعية السكان إلى البقاء في منازلهم، إغلاق النوافذ، وارتداء الكمامات.
جاء هذا الانفجار في وقت حساس، حيث بدأ مسؤولون أمريكيون وإيرانيون اجتماعًا في سلطنة عمان يوم السبت لعقد جولة ثالثة من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وكانت نيويورك تايمز قد ذكرت الأسبوع الماضي أن إسرائيل كانت تخطط لشن هجوم على منشآت نووية إيرانية في أقرب فرصة الشهر المقبل، إلا أن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب رفض هذا الخيار مفضلاً السعي نحو اتفاق تفاوضي مع طهران، مع تأكيده التزامه بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.