تصاعد التنديد الدولي بانقلاب النيجر.. موقف حاسم أم إخفاء مفاوضات غير معلنة؟
تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT
اتفق ضيفا برنامج "ما وراء الخبر" على أنه برغم المواقف الدولية الحادة والصارمة بشأن الانقلاب الذي نفذه عسكريون في النيجر، فإن ذلك لا يمنع من وجود مفاوضات وترتيبات غير معلنة يتم إجراؤها مع الأطراف المختلفة.
وبينما يرى إسماعيل ولد الشيخ سيديا، الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الأفريقي، أن هنالك مسافة بين ما يقال ويعلن، وبين ما يحدث في السر.
جاء ذلك خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/7/29) لتواتر الإدانات الإقليمية والدولية لهذا الانقلاب العسكري، الذي حذر قادته من أي تدخل خارجي في النيجر، حيث ندد مجلس الأمن الدولي بالانقلاب، بينما أمهل الاتحاد الأفريقي منفذيه أسبوعين للتراجع عنه.
من ناحيتها، أكدت واشنطن أن بإمكان الرئيس المنقلب عليه محمد بازوم الاعتماد عليها في مواجهة الانقلاب الذي قال الاتحاد الأوروبي إنه لا يعترف بسلطته. بينما علقت فرنسا كل مساعداتها التنموية ودعمها للميزانية في النيجر فورا، وعقد مجلس الدفاع والأمن فيها اجتماعا برئاسة إيمانويل ماكرون لبحث الانقلاب وتداعياته.
وتساءل برنامج الجزيرة عن الأسباب التي تقف وراء الرفض الغربي الصارم لانقلاب النيجر، وكيف يمكن أن تتطور الأوضاع على ضوء تصاعد الرفض للانقلاب ومطالبة القوى الغربية بالتراجع عنه، وما حدود الخطوات التي يمكن أن تتخذها لمواجهته، وما الأوراق التي يمكن أن يستخدمها كل طرف حال تطورت الأوضاع.
التحرك العسكري مستبعدوفي حديثه لـ "ما وراء الخبر" قال ولد الشيخ سيديا إن الأمور باتت أوضح بحسم الجيش أمره واجتماعه خلف المجموعة التي قامت بالانقلاب، وبالتالي أي مواجهة قادمة ستكون مع الجيش بأكمله وليس مع فيلق أو لواء، وهو الأمر الذي لا يتصور معه تحرك عسكري من قبل إيكواس (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا) وقيادته النيجيرية.
وأشار ضيف البرنامج إلى وجود يد ممدودة من عسكر النيجر إلى فرنسا، تضمن لها 33% من اليورانيوم المستخرج، ومن ثم فإن ما تقوله باريس في السر مختلف عما تعلن عنه، لافتا إلى وجود مفاوضات بدأها قائد الاستخبارات النيجرية صحبة قائد أركانها منذ 3 أيام، وهي ما يمكن أن يشكل بداية لرسم خارطة الطريق.
ولفت إلى أن رفض بازوم الاستقالة يعد أكبر نقطة ضعف في موقف الانقلابيين، ويجعل من حالة النيجر مختلفة عما حصل في مالي وبوركينا فاسو، حيث استقال رئيساها السابقين، وهو الأمر الذي يحرج الانقلابيين رغم علو رتبهم العسكرية وعمق تجاربهم.
وأشار ولد الشيخ سيديا إلى أن السيناريو المتوقع هو استمرار سياسة لي الذراع بالضغوط الاقتصادية من أجل التوصل لفترة انتقالية مقبولة، وهو سيناريو تكرر 220 مرة منذ بزوغ الدولة الوطنية بأفريقيا -على حد تعبيره- لافتا إلى أن باريس هي أشد الدول حرجا من هذا الانقلاب، ومن ثم فإن تحركاتها ستكون حذرة.
موقف جماعيبدوره، اعتبر الدكتور حسني عبيدي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف أن تصاعد حدة الإدانات، لانقلاب النيجر، دافعه السعي لاتخاذ موقف جماعي وسريع ضده، لافتا إلى أن هناك أسبابا سياسية قوية لدى باريس وواشنطن لعدم الاعتراف بالانقلاب.
لكنه يرى أن تنفيذ التهديدات التي أعلنتها القوى الغربية لن يكون سهلا، في ظل ما يخشاه الغرب من أن يتجه الانقلابيون إلى روسيا، في حال رأى العسكر مع أي تهديدات أو عقوبات تُنفذ أنه لم يعد أمامها إلا باب موسكو.
وأشار ضيف "ما وراء الخبر" إلى أن هناك مخاوف فرنسية كبيرة في حال استقرت أوضاع الانقلابيين، من فقد مصداقيتهم بالمنطقة، وتكون تصور بأنه لا يمكن التعويل على فرنسا للحفاظ على الأنظمة الصديقة لها، ومن ثم فإن باريس في وضع لا تحسد عليه.
وأشار إلى أن فرنسا ستستمر في مسارين، أحدهما انتظار خروج بازوم بأي طريقة من بين يدي الانقلابيين، مما قد يساعد على إفشال الانقلاب. والمسار الثاني هو التفاوض مع العسكر، والتوصل لضمانات أمنية تحقق لها مصالحها بالمنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ما وراء الخبر یمکن أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
موقف حاسم للسعودية: إقامة دولة فلسطينية مقابل السلام
أكدت وزارة الخارجية السعودية موقف الرياض «الثابت» إزاء قيام الدولة الفلسطينية، وطالبت بدولة فلسطينية مقابل اتفاق سلام مع إسرائيل. وبحسب البيان فإن ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان أكد هذا الموقف «بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأى حال من الأحوال».
وشدد البيان على أن السعودية لن تتوقف عما وصفه بالعمل الدؤوب فى سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، كما أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.
وشدد بيان الخارجية السعودية على ما سبق أن أعلنته المملكة من «رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلى أو ضم الأراضى الفلسطينية أو السعى لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه،» مشيرة إلى أنه من واجب المجتمع الدولى اليوم، العمل على رفع المعاناة الإنسانية القاسية التى يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطينى «الذى سيظل متمسكاً بأرضه ولن يتزحزح عنها».
وشددت المملكة أن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات، وأن السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وهذا ما سبق إيضاحه للإدارة الأمريكية السابقة والإدارة الحالية.