حذر مسؤول أممي اليوم الخميس، في افتتاح مؤتمر دولي في الرباط، من ارتفاع معدلات الجوع في القارة الإفريقية، وقال إنه قبل سنوات صدر إعلان « مالابو » لعام 2014، بشأن النمو والتحول الزراعي المتسارع، من أجل الرخاء المشترك وتحسين سبل العيش، واليوم بعد عقد من الزمن، « لازالت معدلات الجوع مرتفعة ».

وأضاف المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، شو دونيو، في افتتاح الدورة 33 لمؤتمر « الفاو » الإقليمي لإفريقيا، الذي تحتضنه الرباط على مدى ثلاثة أيام، « أكثر من مليار شخص في القارة الإفريقية لا يتوفرون على أنماط غذائية صحية ».

وشدد المسؤول الأممي على أنه « بالرغم من العديد من التحديات، لازال متفائل بخصوص الفرص التي تلوح في الأفق »، مشددا على أن « إفريقيا تنعم بموارد طبيعية كبيرة، ولها إمكانات اسثنائية وأكبر مساحة زراعية بالمقارنة مع القارات الأخرى ».

ودعا المتحدث إلى ترجمة الرغبة السياسية إلى مشاريع لفائدة القارة الإفريقية، ورسم ملامح جديدة للمشاريع الزراعية، مخاطبا المشاركين في المؤتمر: « مستقبل إفريقيا بين أيديكم من خلال الشراكات الدولية ».

وأشاد المتحدث بالتقدم الذي أحرزه المغرب خلال السنوات الماضية، وقال إن « المغرب بيعم بموارد طبيعية، ولدى المملكة التزام ورؤية واضحتين »، مضيفا، « بالأمس اطلعت على الدعم المقدم للإجراءات التي تقدمها المملكة، التي كانت قصة نجاح بخصوص المدن الخضراء ».

وأضاف المدير العام للفاو، « المغرب هو البلد الفريد الشامل والمتنوع، ومن أكثر الشعوب تواضعا في العالم، قام بخطوات منذ أكثر من 50 سنة اتجاه بلدان الجنوب ».

وتعقد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) مؤتمرها الإقليمي لإفريقيا، على مدى ثلاثة أيام، وتقول المنظمة، إن المؤتمر « يوفر فرصة كبيرة للدول الإفريقية لمناقشة الحلول العملية للأمن الغذائي وتحسين الإنتاج الزراعي ».

ويعقد المؤتمر تحت شعار « نظم غذائية وزراعية مرنة وتحولات قروية شاملة »، ويستقطب مندوبين من جميع أنحاء إفريقيا، بما في ذلك وزراء الزراعة وغيرهم من المسؤولين الحكوميين عن قطاعات النظم الغذائية، مثل المالية والتجارة والصناعة والغابات والصيد البحري والبيئة والعلوم والتكنولوجيا والصحة وغيرها، فضلا عن ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص وشركاء التنمية والدول الأعضاء المراقبة.

ويعتبر المؤتمر الإقليمي الثالث والثلاثون لأفريقيا، بمثابة منصة استراتيجية للأعضاء والجهات الفاعلة الأخرى، لتبادل أفضل الممارسات واستكشاف الشراكات ومناقشة الفرص والحلول المبتكرة حول تحويل النظم الزراعية والغذائية.

المصدر: اليوم 24

إقرأ أيضاً:

تجار ومستهلكون : العيد محطة تنشط الاقتصاد وتغيّر أنماط الإنفاق

تعد المناسبات الدينية والاجتماعية، وعلى رأسها الأعياد، من المحطات الاقتصادية المهمة التي تترك أثرًا ملحوظًا في حركة الأسواق وأنماط الاستهلاك، وتكشف هذه المواسم عن تحولات في سلوك المستهلكين، حيث تتداخل العادات والتقاليد مع العوامل الاقتصادية والتكنولوجية الحديثة، مما يشكل ظاهرة استهلاكية جديرة بالدراسة والتحليل.

إذ تشهد الأسواق انتعاشًا ملحوظًا خلال موسم الأعياد لا سيما في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على هذه الفترات لتعزيز مبيعاتها وزيادة أرباحها، ولا يقتصر التأثير على الأسواق التقليدية، بل يمتد إلى منصات التجارة الإلكترونية التي أصبحت خيارًا رئيسيًا لكثير من المستهلكين.

واستطلعت "عمان" آراء عدد من الخبراء والتجار والمستهلكين حول تأثير موسم العيد على الاقتصاد المحلي، وكيف تؤثر العادات الاستهلاكية على القرارات المالية للأفراد، كما تطرق الاستطلاع إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تحدد نمط الإنفاق، ومدى تأثر التقاليد بالتغيرات العالمية، مثل جائحة كوفيد-19 وارتفاع الأسعار والاتجاه المتزايد نحو التسوق الإلكتروني.

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن هناك ارتفاعًا في الطلب على مجموعة من السلع الأساسية خلال فترة الأعياد، أبرزها الملابس، والهدايا، والمواد الغذائية، حيث يحرص المستهلكون على تجهيز منازلهم واستقبال الضيوف بما يتناسب مع روح العيد، كما تختلف أنماط الإنفاق من شخص إلى آخر، فالبعض يلتزم بتقاليد العيد حتى لو تطلب الأمر تجاوز الميزانية، بينما يحاول آخرون تحقيق التوازن بين العادات والظروف المالية، وفي ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة أصبح البعض يتجه إلى التخطيط المسبق للمصاريف، إما عن طريق الادخار التدريجي أو البحث عن العروض الترويجية والتخفيضات الموسمية.

" الاقتصاد الجزئي"

ويؤكد الدكتور قيس السابعي، قانوني وخبير اقتصادي، أن المناسبات الموسمية، سواء كانت دينية أو ثقافية أو رسمية، تلعب دورًا بارزا في تحريك الأسواق لما لها من تأثير واضح على الأنماط الشرائية للأفراد، مضيفا أن هذه المناسبات أصبحت جزءًا من العادات المتوارثة، وتحظى بأهمية خاصة في الاقتصاد الجزئي، لا سيما في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث يعتمد العديد من التجار على هذه المواسم لتنشيط مبيعاتهم وتحقيق أرباح سنوية مرتفعة.

وأشار السابعي إلى أن الأسواق تشهد طلبًا متزايدًا على سلع معينة خلال الأعياد، مثل الملابس، والحلويات، والهدايا، والأواني المنزلية، مؤكدًا أن التجار يستثمرون هذه المناسبات في تقديم العروض والتخفيضات لجذب المستهلكين وتعزيز النشاط التجاري.

"فرصة مهمة"

من جانبها تقول خديجة البطاشية، صاحبة مؤسسة "الساحل الشرقي لتنظيم المعارض": الإقبال على الشراء خلال العيد يختلف تمامًا عن الأيام العادية، حيث تمثل هذه الفترات فرصة مهمة للتجار والمستهلكين على حد سواء، وأوضحت أن بعض الأسر تعتبر العيد فرصة لتجديد مستلزماتها، في حين يرى آخرون أن التسوق هو جزء لا يتجزأ من أجواء العيد.

وأضافت البطاشية أن الأسواق تشهد طلبًا كبيرًا على العطور، والأزياء، والحلويات، وغيرها من المستلزمات المرتبطة بالعيد، مشيرةً إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي، رغم تأثره بتداعيات جائحة "كوفيد-19 " لا يزال يتيح فرصًا كبيرة للنشاط التجاري خصوصًا خلال هذه المواسم.

وأكدت أن فعاليات "معرض الزين" في نسخته الرابعة شهدت نجاحًا ملحوظًا وإقبالًا كبيرًا من المشاركين والزوار، بفضل توقيته الذي تزامن مع تجهيزات العيد، مما أدى إلى انتعاش المبيعات وازدياد الحركة الشرائية.

"عادات الإنفاق"

ويقول أحمد بن علي بن سالم الكلباني : أخصص جزءًا كبيرًا من ميزانيتي للهدايا والعيديات، وأحرص على التخطيط المسبق للنفقات حتى لا تتجاوز إمكانياتي المالية، ويضيف أن سلوكياته الشرائية تغيرت خلال السنوات الأخيرة نتيجة الظروف الاقتصادية، فأصبح أكثر حرصًا على توفير المال وترشيد إنفاقه مع الحفاظ على التقاليد الاجتماعية.

أما شهاب بن حمد الناصري، فيوضح أن إنفاقه يتركز على الملابس، والأحذية، وذبائح العيد، مؤكدًا أنه لا يزال يحافظ على عاداته الشرائية القديمة، لكنه أصبح أكثر وعيًا بالاستفادة من العروض والتخفيضات، خاصة من خلال التسوق الإلكتروني.

من جهته يرى محمد بن خميس الكعبي أن العيد يمثل مناسبة لا يمكن التقليل من شأنها، فيما يتعلق بالمصاريف، مشيرًا إلى أنه يخصص ميزانية كبيرة للملابس والأحذية، مما يدعوه أحيانًا إلى اللجوء للقروض أو التقسيط لتغطية التكاليف، ويقول: إن الأولوية دائمًا تكون للحفاظ على التقاليد والعادات الاجتماعية حتى لو اضطررت إلى تجاوز الميزانية.

وتبقى مواسم الأعياد والمناسبات من أهم الفترات التي تشهد حركة اقتصادية نشطة، حيث تستفيد منه العديد من القطاعات التجارية، سواء التقليدية أو الرقمية، وبينما يحاول البعض تحقيق التوازن بين العادات والتغيرات الاقتصادية، وفي ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة، يتوقع الخبراء أن تستمر التحولات في أنماط الاستهلاك، مع ازدياد الاعتماد على التسوق الإلكتروني وتغير أولويات الإنفاق، ما يجعل دراسة هذه الظاهرة أمرًا ضروريًا لفهم توجهات المستهلكين في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • تجار ومستهلكون : العيد محطة تنشط الاقتصاد وتغيّر أنماط الإنفاق
  • منتخب المغرب يكتسح أوغندا بخماسية في افتتاح أمم إفريقيا تحت 17 عامًا «فيديو»
  • الخضيري: تناول رواسب القهوة ليس له أي ضرر بل يجعلها صحية أكثر
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 1.008 سلال غذائية و1.008 حقائب صحية في مدينة سرمدا بمحافظة إدلب
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزّع 1.008 سلال غذائية و1.008 حقائب صحية في سوريا
  • المغرب ضمن الدول العشر الأوائل في تسهيل التجارة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • روسيا: انقطاع الكهرباء عن أكثر من 9 آلاف مستهلك في منطقة بيلجورود
  • موعد المباراة الافتتاحية لبطولة أمم إفريقيا تحت 17 سنة في المغرب
  • لماذا يحذر الخبراء من إعطاء الأطفال مكملات غذائية كالفتيامينات؟
  • استشاري جهاز هضمي وكبد يحذر من 3 مخاطر صحية في عيد الفطر