فلسطين – أفادت مصادر دبلوماسية بأن الجلسة التي يفترض أن يعقدها مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس للتصويت على منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة قد تتأجّل إلى غد الجمعة.

وذلك إفساحا في المجال أمام إجراء مزيد من المداولات، وهو تحرك من المتوقع أن تعرقله الولايات المتحدة لأنه سيكون اعترافا واقعيا بوجود دولة فلسطينية.

وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن المكون من 15 دولة عضوا من المقرر أن يجري التصويت في الثالثة مساء بالتوقيت المحلي (19:00 بتوقيت غرينتش) غدا الجمعة على مشروع قرار يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 دولة “بمنح دولة فلسطين عضوية الأمم المتحدة”.

وقال سفير سلوفينيا لدى الأمم المتحدة صامويل زبوغار لعدد من الصحافيين عصر أمس الأربعاء إن “الأمر لا يزال معلقًا” بين أن تعقد الجلسة الخميس أو الجمعة.

وكانت مصادر دبلوماسية عديدة قالت أول أمس الثلاثاء إن المجلس سيصوّت اليوم الخميس على الطلب الذي قدّمته السلطة الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، لكنّ هذا الموعد لم يعد مؤكدا بعدما دعا بعض الأعضاء إلى تأخير الجلسة حتى غد الجمعة. وحتى عصر أمس الأربعاء لم يكن قد تمّ البتّ في موعد الجلسة، وفق مصادر دبلوماسية عديدة.

ولموافقة المجلس على أي قرار يلزم تأييد تسعة بلدان على الأقل وعدم استخدام أي من الدول الدائمة العضوية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) حق النقض (الفيتو).

المجموعة العربية ناشدت أعضاء المجلس عدم عرقلة مشروع القرار

ويقول دبلوماسيون إن مشروع القرار الذي قدّمته الجزائر بهذا الشأن ربما يحظى بتأييد ما يبلغ 13 عضوا بمجلس الأمن، مما سيجبر الولايات المتحدة على استخدام الفيتو. وتقول واشنطن إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة يجب أن يحدث من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين وليس في الأمم المتحدة.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أمس الأربعاء “لا نرى أن التصويت على قرار في مجلس الأمن سيوصلنا بالضرورة إلى موضع يمكننا فيه إيجاد حل لدولتين”.

من جهته اتهم السفير الإسرائيلي بالأمم المتحدة جلعاد إردان مجلس الأمن أمس الأربعاء “باستثمار وقته في الترويج لتأسيس دولة فلسطينية إرهابية”.

وأضاف “إذا قرر مجلس الأمن التوصية بمنح العضوية الكاملة للسلطة الفلسطينية التي تحرض وتمول الإرهاب ولا تتحكم في مناطقها، فإنه سيخسر كل شرعيته”.

ودعت السلطة الفلسطينية في مطلع أبريل/نيسان الجاري مجلس الأمن إلى النظر مجدّدا في الطلب الذي قدّمته في 2011 لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

لكن الولايات المتّحدة التي تتمتّع بحق الفيتو عبّرت صراحة عن معارضتها لهذا المسعى.

ومساء أول أمس الثلاثاء، نشرت البعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة -على حسابها في منصة إكس- بيانا صادرا عن مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة يطالب مجلس الأمن الدولي “بقبول دولة فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة”.

وقالت المجموعة العربية في رسالتها “إنّنا ندعو جميع أعضاء المجلس إلى التصويت لصالح مشروع القرار الذي قدّمته الجزائر باسم المجموعة العربية مساء الثلاثاء، وعلى أقلّ تقدير نناشد أعضاء المجلس عدم عرقلة هذه المبادرة الأساسية”.

ويتمّ قبول دولة ما عضوا في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن الدولي.

وتصدر التوصية عن مجلس الأمن بموجب قرار لا بد أن يوافق عليه 9 على الأقل من أعضاء المجلس الـ15، وبشرط أن لا تستخدم أيّ دولة دائمة العضوية حقّ النقض لوأده.

ووفقا للسلطة الفلسطينية، فإنّ 137 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 بلدا، اعترفت حتى اليوم بدولة فلسطين.

وفي سبتمبر/أيلول 2011، قدّم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طلبا “لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة”.

وعلى الرغم من أن مبادرته هذه لم تثمر، فإن الفلسطينيين نالوا في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 وضع دولة غير عضو لها وضع مراقب في الأمم المتحدة، وهو اعتراف واقعي بوجود دولة فلسطينية.

الموقف الأممي

ويؤيد مجلس الأمن منذ مدة طويلة تصور وجود دولتين تعيشان جنبا إلى جنب داخل حدود آمنة ومعترف بها. ويريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

ولم يُحرز إلا تقدم بسيط في سبيل إقامة الدولة الفلسطينية منذ توقيع اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في أوائل تسعينيات القرن الماضي.

وتمارس السلطة الفلسطينية، برئاسة الرئيس محمود عباس، حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية، وهي شريكة إسرائيل في اتفاقيات أوسلو. وتسيطر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ عام 2007 على قطاع غزة.

ويأتي التحرك الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بعد 6 أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة وفي ظل توسيع إسرائيل مستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة.

واجتمعت لجنة لمجلس الأمن مختصة بانضمام أعضاء جدد وتتألف من جميع أعضاء المجلس الـ15، مرتين في الأسبوع الماضي لبحث طلب فلسطين، ووافقت على إعداد تقرير عن المسألة أول أمس الثلاثاء.

وورد في التقرير “فيما يخص مسألة ما إذا كان الطلب يستوفي جميع معايير العضوية.. فإن اللجنة غير قادرة على إصدار توصية بالإجماع إلى مجلس الأمن”، مضيفا أنه “جرى التعبير عن رؤى مختلفة”.

وعضوية الأمم المتحدة مفتوحة “للدول المحبة للسلام” التي تقبل الالتزامات المنصوص عليها في الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة والتي تستطيع وتعتزم تنفيذها.

المصدر : وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: العضویة الکاملة فی الأمم المتحدة السلطة الفلسطینیة دولة فلسطینیة أمس الأربعاء أعضاء المجلس دولة فلسطین مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

روسيا تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي

ستتولى روسيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لمدة شهر اعتبارا من 1 يوليو، وستكون الموضوعات الرئيسية للمناقشة: التسوية في الشرق الأوسط و"المعادلة الأمنية" العالمية الجديدة.

وأثناء رئاسة روسيا الدورية لمجلس الأمن الدولي، ستكون الموضوعات الرئيسية للمناقشة هي التسوية في الشرق الأوسط و"المعادلة الأمنية" العالمية الجديدة وتعاون الأمم المتحدة مع المنظمات الإقليمية - منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون.

إقرأ المزيد نيبينزيا: كييف دمرت أكثر من 1000 مؤسسة صحية وتعليمية وقتلت مئات الأطفال

وتتولى كل دولة عضو، من أعضاء مجلس الأمن الدولي، رئاسة المجلس لمدة شهر، حيث ترأس دولة الرئاسة المناقشات الرسمية وغير الرسمية لمجلس الأمن، ويكون لديها سلطة تمثيل المجلس في التفاعلات مع الدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة ووكالات الأمم المتحدة.

وتولت كوريا الجنوبية الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي شهر يونيو. ويعتبر مجلس الأمن الهيكل الدائم للأمم المتحدة، الذي يتحمل المسؤولية الأساسية عن الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

وأشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إلى أن "روسيا خططت لثلاثة أحداث رئيسية خلال رئاستها، أحدها هو إجراء مناقشة مفتوحة حول التعاون المتعدد الأطراف لبناء نظام عالمي أكثر عدلا وديمقراطية واستدامة".

كما أكد أنه "في الاجتماع سوف تثير روسيا بشكل خاص قضية المعادلة الأمنية العالمية الجديدة، ومن المقرر أن يقام الحدث في 16 يوليو، كما سيتم إجراء مناقشة مفتوحة حول قضايا التسوية في الشرق الأوسط في 17 يوليو".

وأضاف أنه "من المتوقع أن يرأس الاجتماعين، يومي 16 و17 يوليو، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف"، موضحا أنه "لا يزال من غير الواضح كيف سيكون الوضع مع إصدار تأشيرات الدخول الأمريكية للوزير والوفد المرافق له، على سبيل المثال، قبل عامين، عندما شارك الوزير في جلسة الجمعية العامة، تم إصدار تأشيرات للدبلوماسيين في اللحظة الأخيرة، وخلال الرئاسة الأخيرة لروسيا في أبريل من العام الماضي، لم تصدر الولايات المتحدة، على الرغم من امتثال موسكو لجميع الإجراءات الشكلية، تأشيرات دخول للصحفيين الروس الذين كان من المفترض أن يرافقوا الوزير سيرغي لافروف".

وأوضح أنه "من المقرر أن يعقد بالفعل يوم 19 يوليو حدث آخر من الأحداث الرئيسية الثلاثة، حيث سيناقش مجلس الأمن التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، وهي منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة شنغهاي للتعاون".

هذا وذكر المندوب الروسي الدائم أيضا أنه من بين أمور أخرى، سيتم مناقشة الهجوم الإرهابي الذي نفذ على سيفاستوبول بصواريخ "ATACMS" أمريكية مزودة بذخيرة عنقودية.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تُنظم ندوة دولية حول قضية القدس
  • حركة فتح: شعب فلسطين يواصل الصمود إيمانًا منه بحقه في الحرية من الاحتلال
  • الأمم المتحدة: الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من النووي
  • الأمم المتحدة: الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية
  • روسيا تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي
  • فلسطين تدعو مجلس الأمن إلى إجراء عاجل لضمان حماية المدنيين
  • الرئاسة الفلسطينية تطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف الاستيطان
  • الرئاسة الفلسطينية: مساعي حكومة الاحتلال لمنع تجسيد إقامة دولة فلسطين ستفشل
  • في رسالة إلى مجلس الأمن.. الإمارات تدفع مجدداً من أجل تعزيز السلام في السودان
  • في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني