سيناريوهات مختلفة يتوقعها الخبراء السياسيون والمراقبون بشأن مستقبل الصراع الإسرائيلي الإيراني، بعد تنفيذ إيران عملية «الوعد الصادق» فجر الأحد الماضي، ردًا على قصف إسرائيل قنصلية إيرانية في العاصمة السورية دمشق قبل أسبوعين؛ إذ كشف تقرير صادر من المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن عملية الوعد الصادق تفتح بابا واسعا أمام إسرائيل لتنفيذ ضربة في الداخل الإيراني، بعد أن كان لا يوجد قصف مباشر بين الطرفين بشكل معلن، ليتنقل الصراع إلى مرحلة جديدة قد تنذر بوقوع صدامات عسكرية أوسع نطاقا لتظهر مرحلة «اللا عودة» التي لا يمكن معها إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

«المصري للفكر»: مرحلة جديدة من الصراع تتضمن صدامات عسكرية  أوسع 

ويرى المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية كان هدفه كسر الأعراف الغربية القائمة على ترجيح عدم مهاجمة الأراضي الإيرانية، واللجوء إلى العقوبات الاقتصادية عليها طهران فقط، مع هدف أخر وهو احتمالية تشجيع الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل لضرب أهداف حيوية داخلية في إيران. 

ولم تكن حرب السفارات والقنصليات بين إيران وطهران جديدة، إذ اتهمت تل أبيب طهران بتفجير قنصلية إسرائيل في الأرجنتين في مدينة بيونس آيريس في مارس 1992 أي قبل 32 عامًا من تفجيرات القنصلية الإيرانية في دمشق.

وبخلاف ذلك الصدام، كان كلا من إيران وإسرائيل يشتبكان بشكل غير مباشر عبر وكلاء إقليميين في لبنان والعراق واليمن وسوريا، لكن عملية «الوعد الصادق» هي أول حدث تستهدف فيه طهران إسرائيل بشكل مباشر في هجمات انطلقت من إيران، في إشارة إلى تحول نوعي في مسار الصراع بين الجانبين 

أبو النور: إيران تجاوزت الخطوط الحمراء مع تل أبيب 

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد محسن أبو النور، خبير بالشأن الإيراني، أن هجمات إيران هي أول عملية من نوعها تقوم بها دولة شرق أوسطية ويعد رد غير مسبوق في تاريخ الصراع بين إيران وإسرائيل لأن هناك صراع واضحا ومحتدما منذ  عام 1979 بعد نجاح الثورة الإيرانية، مما يعني هناك تحولا في حسابات الردع بين الجانين حيث تجاوزت إيران بهجماته بمئات المسيرات والصواريخ قواعد الصراع والخطوط الحمراء بين الطرفين طوال تاريخ صراعهما الذي يمتد لعقود. 

ويتوقع «أبو النور» أن هذه العملية لا توسع أكثر من ذلك لا سيما أن الرد الإيراني يعد مدروسا بجانب كونه أصبح تحول كبير في مجرى الصراع حيث الضرب داخل قلب إسرائيل بنفسها دون الاستعانة بأي جماعات أخرى، مضيفا أن هناك شكل جديد من أشكال المواجهة مع إسرائيل والتي اعتمدت على أسلحة إيرانية. 

ويرى الخبير بالشأن الإيراني، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا ترد على إيران حتى لا يحتدم الصراع مع إيران التي تعلم جيدا أنها سيقابله رد إيراني أخر  قد يفلت زمام الصراع من مجرد جولات وعمليات إلى حرب موسعة، وهو ما لا تقدر عليه إسرائيل ولا الدول الداعمة لها، متابعا أن الجميع يخشى تحول الأمر إلى حرب عالمية ثالثة.

وأضاف الدكتور محمد محسن أبو النور، أنه لا يتوقع نشوب حرب عالمية ثالثة نظرا لكون الأطراف لم ترغب بالأمر كالولايات المتحدة الأمريكية التي أكدت مرارا على دولة الاحتلال الإسرائيلي بعدم الرد. 

الرقب: توصيات للدولة العبرية بعدم الرد المباشر

ومن جانبه، أوضح الدكتور أيمن الرقب، الخبير بالشأن الإسرائيلي، أن جميع التوقعات تشير إلى عدم رد إسرائيل داخل العمق الإيراني، لأن حال فعل ذلك سيحتدم الصراع بين الجانبين، مؤكد أن بالفعل عملية «الوعد الصادق» قد غيرت من شكل الصراع الإيراني الإسرائيلي لكن هناك دور القوى الكبرى واإلقليمية في محاولة كبح جماح تصعيد إيراني إسرائيلي مسلح خطير من الممكن أن يؤثر بشكل جوهري  على أمن دول منطقة الشرق الأوسط والمصالح الغربية في الإقليم. 

وتابع الرقب، خلال حديثه، أن التوتر بين الجانبين جاء بعد سنوات من تحمل إيران هجمات دولة الاحتلال لتقرر لأول مرة إيران الرد لعدم تحملها الإهانة من جانب إسرائيل خاصة مع استمرار الحرب في غزة، لافتا إلى أن الرد كان محدود لكنه أعاد الروح المعنوية للداخل الإيراني حيث مثلت عملية «الوعد الصادق» مثلت تطوًرا نوعًيا في مسار صراع الطرفين. 

وأكد الخبير بالشأن الإسرائيلي، أن هناك توصيات دولية لإسرائيل بعدم الرد المباشر لدولة إيران والاكتفاء بالرد غير المباشر، مؤكدا أن تطور الصراع بين الجانبين منوط برد دولة الاحتلال التي إذا لجأت إلى الرد المباشر مما يضع إيران في وضع حرج.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هجوم إيران إيران إسرائيل دولة الاحتلال دولة الاحتلال الوعد الصادق بین الجانبین الصراع بین أبو النور

إقرأ أيضاً:

إسرائيل على عتبة حرب جولات مع إيران

ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أنه بعد نحو نصف عام من ليلة 14 أبريل (نيسان) التي شهدت هجوماً إيرانياً على إسرائيل، يبدو واضحاً أن مفهوم الجولات لا يخدم أهداف الحرب الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله، متسائلة عن كيفية الحد من تبادل الضربات وتعزيز منع القدرة النووية الإيرانية.

وأضافت "يسرائيل هيوم" تحت عنوان "إسرائيل على وشك الدخول في حرب جولات مع إيران"، أنه منذ هجوم أبريل (نيسان) الذي عبرت فيه إسرائيل الحاجز لأول مرة باستخدام التهديد المباشر من الأراضي الإيرانية، تنتظر إسرائيل الجولة الثالثة، مشيرة إلى أن الواقع الذي تعيش فيه إسرائيل الآن، من حرب إقليمية ذات 7 ساحات نشطة وصعبة، بالإضافة إلى ساحة إيران، لا يخدم مصلحة وأهداف الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله في الشمال أو حماس في الجنوب بقطاع غزة. 

إسرائيل تستعد لـ"رد حاسم" بعد تهديدات إيرانhttps://t.co/eNxjgWYQLV pic.twitter.com/eRPE2tH8Gl

— 24.ae (@20fourMedia) November 5, 2024  تساؤلات إسرائيلية

وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت إسرائيل مستعدة وجاهزة الآن لحرب شاملة ضد إيران، وهل ستدير إسرائيل الحياة اليومية وفق المستجدات والتقارير الأجنبية الواردة من إيران؟ وهل سيحقق الجيش الإسرائيلي انبهارات في مواجهة رد الفعل الإيراني؟ ومن يضمن أن التحالف الدفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية سيستمر إلى الأبد؟ 

مواجهات طويلة الأمد

وقالت يسرائيل هيوم، إن المواجهة مع إيران وفروعها البعيدة (في العراق واليمن)، ستبقى مع إسرائيل لفترة طويلة بعد انتهاء الحرب في الشمال والجنوب، ما يُلزم الجيش الإسرائيلي بتكييف حماية حدوده وأمنه الروتيني مع هذا الواقع.

المعضلة الإسرائيلية

واعتبرت الصحيفة أن إسرائيل تواجه معضلة، فمن ناحية، كان من المستحيل احتواء الهجوم الإيراني في بداية أكتوبر (تشرين الأول)، وكان الرد الإسرائيلي عليه مناسباً وكبيراً، وربما حتى يدفع إيران إلى هجوم صاروخي من خارج أراضيها رداً على ذلك الهجوم، ومن ناحية أخرى، كيفية إخماد الضربات، وصرف الأنظار والجهود لإنهاء الحرب ضد حزب الله وحماس، مع إعادة الرهائن؟" 

هل تستغل إسرائيل "الظروف الإيرانية" وتوجه "ضربة قاضية" لطهران؟https://t.co/9DGiMUoc5w pic.twitter.com/v2ZHqg8Rh9

— 24.ae (@20fourMedia) November 6, 2024  النووي الإيراني

وتقول إن هذا الواقع الجديد خلق فرصة لتشكيل تحالف أكثر التزاماً وعدوانية بشأن الهدف الرئيسي، وهو منع القدرة النووية لإيران، ولكن يحتاج ذلك إلى وقوف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل، ليترك هذا الواقع سؤالاً مطروحاً "كيف سيستغله كل جانب الأسابيع المقبلة".
وتساءلت: "هل يجب أن نستمر في استبدال الضربات؟ هل هناك إدارة جديدة في الولايات المتحدة وسياسة جديدة تجاه إيران وقدراتها النووية؟ هل الرد الإيراني الثالث سيواصل اتجاه التصعيد أم أنه سيسمح لإسرائيل بـ(إغلاق الحدث) ووقف الجولات؟ هل الجولات مع إيران تخلق تواصلاً بين الساحات أم أنها تخدم المصلحة الإسرائيلية".
وتابعت: "بما أننا لا نستطيع (بشكل مطلق) التأثير على الرد الإيراني الفوري، فمن المناسب أن نستخدم الوقت لصياغة الاستراتيجية الصحيحة لإسرائيل، من منظور النظام ككل ومن منظور طويل المدى".

تجديد المفهوم الأمني الإسرائيلي

وأشارت إلى أن إسرائيل لا تستطيع تحمل مفهوم الجولات ضد إيران الذي يترك البلاد في حالة تأهب وانتظار كل بضعة أسابيع أو أشهر، مضيفة أن حرب الاستنزاف المفتوحة ضد إيران سوف تغير وتشكل تصور إسرائيل للأمن لسنوات عديدة قادمة، وحتى ذلك الحين ستستمر في انتظار الرد الإيراني، حيث إن أي خبر أو تسريب سيدفع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى طمأنة الجمهور أو التحذير من العمل الإيراني، وعندها ستعد إسرائيل الساعات والدقائق للعودة إلى روتين الحرب.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل على عتبة حرب جولات مع إيران
  • عاجل - العراق ينفي مزاعم استخدام أراضيه في الرد الإيراني على إسرائيل
  • علامات ضغط متصاعدة على البنتاغون وسط استمرار الصراع في الشرق الأوسط
  • سرايا: هدف نتنياهو الفترة الأخيرة هو القضاء على الأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط
  • إيران: لا نسعى للتصعيد مع إسرائيل
  • بوتين: روسيا تبذل جهودا فاعلة لمنع تحول الصراع الفسلطيني الإسرائيلي لحرب كبيرة
  • إسرائيل تدرس هجوماً استباقياً وطهران تتوعد
  • إسرائيل تستعد لـ"رد قاس وحاسم" بعد تهديدات إيران
  • إيران توجه رسالة جديدة إلى إسرائيل: لنا الحق مرة أخرى في الرد على هجومكم الأخير
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: لا توجد معلومات حول موعد الرد الإيراني