استقبلت منصة هيئة كهرباء ومياه دبي في القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024، التي استضافتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) من 16 إلى 18 إبريل 2024 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، عدداً كبيراً من كبار الشخصيات والمسؤولين والمشاركين في القمة الذين أشادوا بمشاريع الهيئة، لا سيما في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة.


زار المنصة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، حيث اطلع سموه على أبرز مشاريع الهيئة في الطاقة المتجددة والنظيفة وأبرزها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي تنفذه الهيئة ويعد أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل للطاقة، وستبلغ قدرته الإنتاجية أكثر من 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تزيد عن 50 مليار درهم. وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع 2,627 ميجاوات، ويسهم المجمع في تحقيق أهداف المبادرة الاستراتيجية لدولة الامارات العربية المتحدة للحياد المناخي 2050، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.
وزار منصة الهيئة وفد من جمهورية كوريا الجنوبية برئاسة سعادة يو جيه سونج، سفير جمهورية كوريا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث اطلّع على عدد من مشروعات الهيئة تشمل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. كما تعرف الوفد إلى مشروع الهيدروجين الأخضر الذي نفذته الهيئة ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية. واستمع الوفد الكوري كذلك إلى شرح حول “مبنى الشراع”، المبنى الرئيس الجديد لهيئة كهرباء ومياه دبي، والذي سيكون أعلى وأكبر وأذكى مبنى حكومي صفري الطاقة في العالم.
أبرز مشاريع الهيئة
خلال مشاركتها في القمة العالمية لطاقة المستقبل 2024، سلطت الهيئة الضوء على أحدث تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة التي تستخدمها في المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والتي تصل قدرتها الإنتاجية إلى 950 ميجاوات. ويضم المشروع أعلى برج للطاقة الشمسية المركزة في العالم بارتفاع يزيد على 263 متراً، وأكبر سعة تخزينية للطاقة الحرارية بقدرة 5,907 ميجاوات ساعة، وذلك وفق موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية.
كما سلطت الهيئة الضوء على المرحلة السادسة من المجمع، التي تنفذها بالتعاون مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة، باستخدام أحدث تقنيات الألواح الشمسية الكهروضوئية ثنائية الأوجه، التي تسمح باستخدام أشعة الشمس المنعكسة على الوجهين الأمامي والخلفي، مع نظام تتبع شمسي أحادي المحور. وسترتفع القدرة الإنتاجية للمجمع إلى 4,660 ميجاوات بحلول عام 2026 بعد تنفيذ المرحلة السادسة بقدرة 1,800 ميجاوات.
عرضت منصة الهيئة كذلك نموذجاً لمشروع محطة تحلية مياه البحر باستخدام تقنية التناضح العكسي الذي تنفذه في مجمع حصيان بقدرة إنتاجية 180 مليون جالون يومياً، ويعد هذا المشروع الأكبر من نوعه في العالم لإنتاج المياه بالاعتماد على تقنية التناضح العكسي لمياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية، بنظام المنتِج المستقل للمياه باستثمارات تبلغ 3 مليارات و377 مليون درهم.
وسلطت منصة الهيئة الضوء على “الشاحن الأخضر” للمركبات الكهربائية، حيث انتهت الهيئة من تركيب نحو 390 محطة شحن في مختلف أنحاء دبي لدعم التنقل الأخضر وتشجيع الأفراد والمؤسسات على اقتناء السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة.
كما تعرف زوار منصة هيئة كهرباء ومياه دبي كذلك إلى مركز الابتكار التابع للهيئة ضمن مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، والذي يهدف إلى نشر ثقافة الابتكار بين المؤسسات والأفراد وتسليط الضوء على القطاعات التي ستقود عملية الابتكار في المستقبل، إضافة إلى تطوير قدرات الجيل المقبل من المبتكرين، ويتيح المركز لزواره مشاهدة عروض مبتكرة باستخدام طائرات الدرون وتقنية الهولوغرام، واختبار تجارب تفاعلية بما في ذلك رحلة افتراضية في مختلف أنحاء المُجمّع بالاعتماد على تقنية الميتافيرس، إضافة إلى تجربة الحافلات الكهربائية ذاتية القيادة.
المشاركة في الجلسات النقاشية
خلال فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، شارك الدكتور هشام إسماعيل، مدير أول – التكنولوجيا المتقدمة والتطبيقية في هيئة كهرباء ومياه دبي في “قمة الهيدروجين الأخضر” حيث سلط الضوء على المشروع التجريبي الذي نفذته الهيئة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وتم تصميم وبناء المحطة التجريبية، بحيث تكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين؛ بما في ذلك إنتاج الكهرباء والتنقل، ويتم إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي باستخدام مصادر الطاقة المتجددة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: القمة العالمیة لطاقة المستقبل هیئة کهرباء ومیاه دبی الطاقة الشمسیة الضوء على فی القمة

إقرأ أيضاً:

باهظة الثمن وشحيحة.. نُدوب الحرب تُشوّه ألواح الطاقة الشمسية بغزة

غزة – يعلم فادي العبسي جيدا أن وصل لوح الطاقة الشمسية ببطاريته الصغيرة بشكل مباشر، دون جهاز "إنفيرتر" وسيط، سيؤدي إلى تلفها السريع، لكنه لم يأبه لذلك.

وترجع الطمأنينة التي يتحلى بها العبسي رغم حاجته الماسة لبطارية باهظة الثمن، إلى رداءة لوح الطاقة وضعف قدرته الشديدة على توليد التيار الكهربائي من أشعة الشمس، بعد أن هشمته شظايا القنابل الإسرائيلية التي أُلقيت على قطاع غزة خلال الحرب.

ويعتمد الغالبية العظمى من السكان المحرومين من الكهرباء في إنارة منازلهم ليلا على هواتفهم المحمولة، أو مصابيح "ليد" الموفرة للطاقة التي تُشغل بواسطة بطاريات صغيرة، يتم شحنها في أكشاك مقابل أُجرة مالية.

ويؤدي غياب الكهرباء إلى تعطيل شبه كامل لأوجه الحياة في قطاع غزة، وزيادة معاناة السكان.

تنتشر ألواح الطاقة الشمسية المهشمة من آثار الحرب على الطرقات والأرصفة والجدران وأسطح المنازل لتوفير القليل من الكهرباء للسكان (الجزيرة) ألواح خربها الاحتلال

ويمتلك العبسي لوحي طاقة شمسية، يستند الأول واقفا على عامود كهرباء، فيما يتكئ الثاني الذي اخترقته شظية، وخلفت به فوهة يزيد طولها عن 30 سنتيمترا، على حامل معدني، وفي ظلّ كل منهما وصل بطارية لشحنها.

إعلان

ولم يستطع الشاب الغزي شراء جهاز "أنفيرتر" اللازم لشحن البطاريات بطريقة آمنة، وإعادة تحويل تيارها الثابت إلى متردد لتشغيل الأجهزة الكهربائية، لارتفاع سعره الكبير، وشحّه من الأسواق.

ودفعت الحاجة إلى الكهرباء العبسي إلى شراء اللوحين، رغم ما لحق بهما من خراب، بسعر باهظ، بعد أن حرمت إسرائيل قطاع غزة من إمدادات الطاقة بشكل كامل منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما ألحقت إسرائيل دمارا هائلا بشبكات الكهرباء والبنى التحتية المتعلقة بها، وهو ما يجعل إصلاحها -في حال سمحت بذلك عقب انتهاء الحرب- أمرا يحتاج الكثير من الوقت والمال.

ولم تكتفِ إسرائيل بذلك، بل منعت الغزيين من تشغيل البدائل كالمولدات وأجهزة الطاقة الشمسية من خلال قطع إمدادات الوقود وحظر الاستيراد من الخارج.

 

فادي العبسي يقول إن السكان يضطرون لشراء ألواح الطاقة والبطاريات بأضعاف سعرها الأصلي لتوليد القليل من الكهرباء (الجزيرة) رديئة وباهظة الثمن

واشترى العبسي اللوح الواحد بقرابة 3500 شيكل (الدولار: 3.6 شواكل) رغم رداءته الشديدة، علما أن سعر الجديد منه كان لا يتجاوز الألف شيكل قبل الحرب، حسب قوله.

وارتفعت أسعار الألواح والبطاريات وأجهزة الإنفيرتر، بشكل كبير نظرا لندرتها، وتختلف الأثمان حسب قدرتها وجودتها، لكن العثور على ألواح لم تسلم من ندوب الحرب يعد أمرا نادرا.

وبحسب العديد من المواطنين، فإن أسعار اللوح الواحد (غالبا يكون مستعملا وبه آثار القصف) يبدأ من 3 آلاف شيكل، وقد يصل إلى 10 آلاف حسب جودته وقدرته على توليد الطاقة الشمسية.

ويقول الكثير من مالكي ألواح الطاقة التي تتناثر على الأرصفة، والجدران، وأسطح المنازل، إن بعضها لا يعطي سوى 20 أو 30 بالمائة من قدرتها على توليد الكهرباء، بسبب ما تعرضت له من خراب خلال الحرب.

ويستخدم العبسي الكهرباء التي يخزنها في البطاريات لإنارة منزله بواسطة مصابيح "ليد"، دون القدرة على تشغيل أي أجهزة كهربائية أخرى.

إعلان

كما أن استفادته من اللوح، خلال فصل الشتاء الحالي، متوسطة، نظرا لقلة ساعات شروق الشمس، وتوالي المنخفضات الجوية.

وتتوقف الاستفادة من ألواح الطاقة الشمسية على توفر البطاريات التي ارتفعت أسعارها ليصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 15 ضعف ثمنها الأصلي.

محمود أبو الكاس يشكو من ارتفاع تكلفة ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات (الجزيرة)  أزمة بطاريات

استغل محمود أبو الكاس شروق الشمس بعد يوم من احتجابها خلف السحاب، لتوليد الكهرباء بواسطة لوحين يمتلكهما، فأسندهما إلى بعض الأثاث المستعمل الذي يعرضه للبيع وسط شارع عمر المختار بغزة.

ولم يسلم اللوحان أيضا من آثار القصف الإسرائيلي، حيث تهشم سطحاهما بشكل بالغ، وهو ما يقلل من قدرتهما على توليد الطاقة.

وحسب أبو الكاس، فإن سعر اللوح الواحد "الجديد" من هذا النوع كان لا يتعدى قبل الحرب 350 شيكلا، لكنه قد يصل حاليا إلى 5 آلاف شيكل رغم الخراب الذي لحق به.

ويعاني الشاب الفلسطيني كذلك من ارتفاع سعر البطاريات الكبير، وهو ما يُقلل قدرته على الاستفادة من الألواح، حيث يشير إلى أن سعر البطارية ذات سعة المائة أمبير قد يصل إلى 10 آلاف شيكل.

وتختلف أسعار البطاريات أيضا، بحسب جودتها وسعتها التخزينية من الكهرباء.

ومنذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، يأمل الغزيون أن تسمح إسرائيل بإدخال الوقود وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات لتوفير بدائل للكهرباء المفقودة للتقليل معاناتهم الكبيرة.

 

محمد زين الدين افتتح مشروع "نقطة شحن" للهواتف والبطاريات لكنه يشكو من ارتفاع تكلفته الكبيرة (الجزيرة) نقط الشحن

أدى حرمان إسرائيل للسكان من الكهرباء وحاجتهم الماسة لها إلى نشوء ظاهرة مشاريع "نقاط الشحن"، لتمكين المواطنين من استخدام هواتفهم المحمولة وبطاريتهم، معتمدة على الطاقة الشمسية.

إعلان

وتنتشر هذه المشاريع، في كافة مناطق قطاع غزة، عبر خيام أو أكشاك، أو "منازل" تعلوها لافتة "نقطة شحن"، حيث يحضر السكان هواتفهم وبطاريتهم لشحنها مقابل أجرة مالية.

وفي يومه الأول لتشغيل نقطة الشحن الخاصة به، يقول محمد زين الدين إن المشروع كلّفه نحو 6 آلاف شيكل، ذهب منهم 5 آلاف شيكل لشراء لوحي طاقة شمسية رغم رداءتها وإصابتها بخدوش وتهشم جراء القصف الإسرائيلي، وتمكّن من تدبّر باقي المتطلبات بمعاونة عائلته.

ويتقاضى زين الدين شيكلا واحدا مقابل شحن الهاتف، و3 شواكل مقابل البطارية.

ورغم المبلغ الكبير الذي اضطر لدفعه، تكلفة لمشروع بسيط، بدا الشاب الفلسطيني متحمسا، آملا أن يعود عليه ببعض المال للإنفاق على أسرته.

استمر زين الدين الذي اضطر لتأجيل افتتاح مشروعه مؤخرا، بسبب منخفضات جوية سريعة، في استقبال زبائنه بترحاب كبير، لكنّ عينيه كانتا تراقبان بقلق قرص الشمس الذي يختفي بين فينة وأخرى، خلف سُحب "آذار".

مقالات مشابهة

  • بتوجيه من السوداني.. العراق يتجه لمشاريع الطاقة الشمسية
  • مشاركة فعالة لمصر في قمة الشباب العالمية بإيطاليا على هامش الألعاب العالمية الشتوية
  • مشاركة فعالة لمصر بقمة الشباب العالمية في تورينو بإيطاليا
  • مركز تحديث الصناعة يقدم الدعم الفني لمحطتين للطاقة الشمسية في فنادق شرم الشيخ
  • السوداني يوجّه وزارة الكهرباء والمحافظين بسرعة تهيئة الأراضي لمشاريع الطاقة الشمسية الذكية
  • السوداني يترأس اجتماعاً خاصاً لمناقشة آلية الحلول الذكية في تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية
  • «كهرباء دبي» تبحث تعزيز التعاون مع معهد الطاقة الأميركي
  • علماء يبتكرون بطارية من "النفايات النووية" لإنتاج الكهرباء
  • باهظة الثمن وشحيحة.. نُدوب الحرب تُشوّه ألواح الطاقة الشمسية بغزة
  • ينتج 5000 كيلووات كهرباء .. تفاصيل مشروع الألواح الشمسية الجديد