باريس…عاصمة الجمال والنور..والمال والعطور.
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
============
د.فراج الشيخ الفزاري
=========
متعة وما بعدها من متعة،وانت تقف وسط( جسر الإسكندر الأكبر) في وسط العاصمة الفرنسية باريس...وعلي يمينك متحف اللوفر..وعلي شمالك مقهي(بلوفر جرمان) ملتقي الفلاسفة والمفكرين والكتاب والشعراء ، حيث كان يجلس (جان بول سارتر) ورفيقة دربه في مشوار الفلسفة( سيمون دي بوفوار).
زرت باريس...أول مرة عام 2007م ..تحقيقا لأمنية دفينة، منذ تخرجي من كلية الآداب,قسم الفلسفة، بجامعة القاهرة،كشهادة إضافية لشهادة الدرسات البيئية بجامعة الخرطوم..حيث كانت الفلسفة شغفي الأول...وزيارة باريس ،حلمي الثاني ..ومسرح موليير..(الكوميديا الفرنسية) أمنيتي الثالثة..
وقد تحققت هذه الأماني تباعا..حيث زرت باريس عبر الحدود الألمانية،فقد كان مقصدي برلين التي مكثت فيها لمدة يومين ولكنني مع بزوغ فجر ذلك اليوم ،تركت الصحاب نياما..وتسللت نحو محطة القطارات ومنها عبر الحدود الي باريس فوصلتها بالقطار السريع بعد ست أو سبع ساعات كانت في غاية المتعة والامتاع..عابرا الحدود بلا تأشيرة دخول اضافية..ولم يسألني احد ، بعد الوصول، عن جواز السفر أو إلي أين مقصدي؟ فقصدت علي الفور شارع( الشانزليزيه) الشهير ثم ساحة(سان جيرمان)، ذات الطابع المعماري المتميز،ثم دلفت الي جادة الطريق المتفرع حيث يوجد مقهي فلور ، الذي بهرني بموقعه الجانبي وقد برزت لوحته العتيقة بذلك الاسم المبهر الخلاب:
CAFE DE FLORE
ولكنني وجدته خال ، تقريبا ، من الرواد..حيث يتقاطرون إليه بعد الرابعة عصرا ، كما علمت من مدير المقهي الذي كان يتابعني من خلف طاولته العتيقه.. فسألته، ايضا،بفضول وعفوية:أين كان يجلس( سارتر )؟ فقد علمت أنه كان يقصد هذا المقهي ، عندما يريد أن يكتب أو يقرأ بعيدا عن صخب المناقشات..
لم يستغرب الرجل سؤالي ،ويبدو أنه معتاد علي السؤال..فأشار بيده الي ذلك الركن القصي من المقهي وقد علقت في أعلي الجدار لوحة زيتية للفيلسوف الفرنسي المشور وتحتها عبارة:هنا كان يجلس سارتر..
لقد كنت في سباق مع الزمن حتي أعود الي برلين ،مكان سكني،قبل نهاية اليوم,فقصدت مسرح موليير...حيث تعرض فيه مسرحيته الشهيرة(البرجوازي النبيل ) منذ مائة وخمسين سنة متوالية، ولم تتوقف عروضها الا خلال جائحة كرونا،التي تعطل بسببها العديد من المناشط الاجتماعية والثقافية ومنها المسرح بطبيعة الحال .
كان حلما لا يصدق وانا أقف أمام احد البوابات الجانبية للمسرح..فقد كان المكان خاليا من الزوار..فنصحي الحارس بأن لا يخدعني المنظر..فإذا اردت مشاهدة المسرحية ، التي ستبدأ بعد اربع ساعات من الآن،فعلي أن احجز بطاقتي في الحال..لأن الأبواب ستغلق قبل ساعة من عرض المسرحية وأن معظم الرواد يحصلون علي بطاقات الدخول من اكشاك البيع داخل المحلات التجارية...وأن هذا هو الحال طيلة عمله في حراسة المسرح منذ عشرين عاما...
كانت تلك هي أحداث رحلتي الأولي لمدينة النور...مدينة السحر والثقافة والملاهي والمقاهي والمتاحف والجمال والعطور...ثم أصبحت أزورها بشكل راتب كل عام واخر ، حتي وهن العظم وعظمت المسؤوليات..توقفت عن الزيارة المكانية عام 2016 وبقيت ذكريات باريس وعطرها الفواح..
هذا هو وجه باريس ..وجمال باريس..وعبق باريس مر بخاطري وقد تجملت و لبست ثوبها الفضفاض..وها هي تتجلي
بوجهها الإنساني النبيل وتستقبل مؤتمر المانحين ..مؤتمر باريس استجابة للكارثة الإنسانية التي لحقت بالسودان..وقد خلص المؤتمر بجمع إثنين مليار دولار في ظرف ساعات معدودة..حبا وتقدير ومحبة ومساعدة للشعب السوداني..
اتمني ، صادقا،أن نتجاوز كل الخلافات السياسية..والجدل السفسطائي حول من جمع الإعانة.. أو من رتب للمؤتمر..دعونا نتجاوز كل تلك الحساسيات وإيصال هذه المنح والمساعدات الانسانية فورا لأهلنا في السودان..فماسأتهم وكارثتهم الإنسانية أكبر وأشد إيلاما من كل الخلافات والمجادلات الغوغائية..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: الخط العربي فن يتجلى في كتاب الله ويجمع بين الجمال والدقة
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن «ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة» يحظى بشرف الزمان وشرف المكان، موضحا أن شرف الزمان يأتي من شرف تلك الأيام المباركة التي نستقبل فيها شهر رمضان المبارك، داعيا المولى عز وجل أن يعيدها على المسلمين بكل خير، وأن يوفق فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في جهوده الحثيثة لجمع كلمة المسلمين في «مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي» الذي تستضيفه مملكة البحرين خلال الأيام المقبلة.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته في افتتاح النسخة الثالثة من ملتقى الأزهر السنوي للخط العربي والزخرفة، أن شرف المكان يتجلى في الجامع الأزهر الذي يستضيف فعاليات الملتقى، مؤكدا أن الجامع الأزهر يمثل منارة علمية وفكرية لا تحتاج إلى تعريف، فهو كعود المسك الذي لا يزيده المدح طيبًا، مضيفًا أن هذا الصرح العلمي العريق احتضن علوم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومنها فن الخط العربي الذي يرتبط بالقرآن ارتباطًا وثيقًا.
وأشار، إلى أن الحرف العربي حظي بتكريم إلهي، حيث أقسم الله به في قوله تعالى: «ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ»، موضحًا أن هذا القسم الإلهي يبرز عظمة الخط العربي، الذي ظل سرّه محفوظًا لا يعلمه إلا الله، كما أن كمال خلق النبي وعقله لا يدركه على حقيقته إلا الله جل جلاله.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الخطاطين أبدعوا في رسم الحروف وتزيين المصاحف، تمامًا كما يزين القراء القرآن بأصواتهم، مشيرًا إلى أن ملتقى الأزهر للخط العربي يشهد هذا العام احتفاءً متزايدًا بهذا الفن الأصيل، حيث تتعدد أساليبه وتتنوع مهارات الخطاطين فيه، رغم أن القواعد الأساسية تظل ثابتة. وختم فضيلته كلمته بالإشادة بالجهود المبذولة في الملتقى لإبراز جماليات الخط العربي والمحافظة على أصالته.
ويشهد الجامع الأزهر اليوم انطلاق النسخة الثالثة من ملتقى الأزهر السنوي للخط العربي والزخرفة، برعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتعقد في الفترة من 16 حتى 25 فبراير الجاري، ويشارك فيه نخبة من علماء الأزهر وفناني الخط العربي، ويضم الملتقى باقة من أبرز اللوحات والأعمال الفنية التي تبرز جمال الخط العربي، كما ينظم عددا من الورش التفاعلية بمشاركة كبار الفنانين والخطاطين من مصر وخارجها، وعددا من الندوات الحوارية، وللمرة الأولى، يحتضن الملتقى معرضا يضم لوحات وأعمال المشاركين.
يأتي انعقاد الملتقى ضمن مبادرات الأزهر للاحتفاء بالخط العربي، والتوعية بأهمية اللغة العربية ومكانتها عالميا، وتحقيقا للأهداف الرامية إلى المحافظة على الهُوِيَّة العربية والإسلامية، وتنمية المجالات الفنية التي تتناول التصميمات والزخارف وطرق الكتابة التي تستعمل الحروف العربية.