هكذا أنشأ رجل أرض العجائب سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصبح عقار مُستأجَر تابع لفنان غير اعتيادي عاش فيه لثلاث عقود يتمتع بحماية رسمية من قِبَل الحكومة البريطانية، بعد 5 أعوام من وفاته.
وبعد فترةٍ وجيزة من وفاة رون جيتينز في سبتمبر/أيلول من عام 2019 عن عمر يناهز الـ79 عامًا، زارت عائلته الشقة التي عاش فيها منذ منتصف الثمانينيات في بيركينهيد، خارج ليفربول شمال غرب إنجلترا.
وأُصيب أفراد العائلة بحالة ذهول بسبب ما وجدوه في الداخل، إذ قام جيتينز بتزيين كل الأسطح المتوفرة في منزله تقريبًا، ورسم العديد من الجداريات التي تُصوِّر مشاهد تاريخية.
وشملت الأعمال الفنية لوحات تُظهر مشاهد من مصر القديمة وإنجلترا الجورجية، بالإضافة إلى مدافئ على شكل رأس أسد يزأر، ورأس مخلوق "مينوتور" عملاق، بل وكان هناك فرن خبز روماني أيضًا.
لم تكتشف عائلة رون جيتينز الأعمال الفنية الموجودة في منزله إلا بعد وفاته في عام 2019. Credit: Historic Englandوكان هذا الاكتشاف مفاجئًا بشكلٍ خاص لأن جيتينز، الذي تمتع بتدريب فني رسمي محدود، لم يشجع الأشخاص على زيارة منزله إلى حدٍ كبير، وهو عبارة عن شقة في الطابق الأول من مبنى على الطراز الفيكتوري تتمتع بثلاث غرف رئيسية، وممر، ومطبخ، وحمام.
وأصبح السبب واضحًا بعد وفاته، بحسب ابنة شقيقته، جان ويليامز.
وقالت ويليامز لشبكة CNN أثناء مقابلة عبر الهاتف: "كان المنزل فوضويًا جدًا، ولم يكن بإمكانك الدخول من الباب".
وأفادت ويليامز أنّ جيتينز اتسم بـ"الحيوية "، و"الغرابة الشديدة"، وكثيرًا ما كان يُشاهد في جميع أنحاء البلدة مرتديًا زيًا بارزًا، ويبحث عن أشياء لوضعها في عربة التسوق خاصته، مثل أكياس الإسمنت.
وشرحت ويليامز: "هذه من الأسباب التي جعلت العائلة تراه بشكلٍ قليل"، مضيفةً أنّها رأته آخر مرة في العام الذي سبق وفاته، ومؤكدّة: "شكّل سلوكه تحديًا، لكنّنا كنا ما زلنا نحبه".
أحاط جيتينز المدفأة في هذه الغرفة برأس "مينوتور" ضخم. Credit: Historic Englandوبعد فترةٍ وجيزة، أطلقت ويليامز وشريكها كريس تيسديل، وكلاهما فنانان يُديران مساحة عرض متنقلة، حملة لإنقاذ "منزل رون" (Ron’s Place)، بدعمٍ من الأصدقاء، والأقارب، والفنانين، وغيرهم من العاملين في عالم الثقافة والتراث.
وقامت المجموعة معًا بتأسيس صندوق "Wirral Arts and Culture Community Land Trust"، أو ما يُعرف بـ"WACCLT".
وأطلق الصندوق حملة تمويل جماعية من خلال موقع "Ron's Place" الإلكتروني، وتقدّم بطلب لتصنيف الشقة، وقام في النهاية بشراء المبنى، خلال العام الماضي.
"الغرفة الجورجية" المزخرفة بإتقان. Credit: Historic Englandوالآن، حاز العقار على تصنيف "الدرجة الثانية" من قِبَل وزارة الثقافة والإعلام،والرياضة البريطانية، بناءً على توصية هيئة "Historic England" للتراث الوطني.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، أوضح متحدث باسم "Historic England" أهمية هذا التصنيف، مشيرًا إلى أنّ "إدراج منزل رون ضمن قائمة التراث الوطني لإنجلترا يسمح لنا بتسليط الضوء على ما هو مهم في هذا المكان الاستثنائي، والاحتفاء به، كما أنّه يساعدنا على التأكد من ألا تفضي أي تغييرات مستقبلية عليه إلى فقدان أهميته".
وقالت ويليامز: "لقد كان يعاني من بعض مشاكل الصحة العقلية، وتعرض لفترات من عدم الاستقرار حقًا. أعتقد أنّ أعماله الفنية وإبداعه هي ما جعلته يمضي قدمًا".
عاش الفنان في شقته لثلاث عقود. Credit: Historic Englandويخضع العقار حاليًا لأعمال من أجل "تثبيت وحفظ" الأعمال الفنية من أجل "متحف صغير"، ويأمل الصندوق أيضًا بتحويل الشقق الأخرى في المبنى لإنشاء "بيت شامل للفن والإبداع"، بحسب ما ذكره ويليامز.
وبعد ذلك، ستكون المساحة متاحة حتى يعمل الفنانون فيها، وقد تشمل الخطط الإضافية أيضًا تطوير الحديقة والقبو.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة بريطانيا إنجلترا فنون
إقرأ أيضاً:
قانون أميركي يحمل اسمه.. من هو الروسي سيرغي ماغنيتسكي؟
أحيت واشنطن، السبت، ذكرى وفاة المحامي الروسي سيرغي ماغنيتسكي الذي فارق الحياة في سجن روسي منذ 15 عاما بعد كشفه فضيحة فساد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، السبت، على إكس، "في الذكرى الخامسة عشرة لوفاة سيرغي ماغنيتسكي، نكرم ذكراه وشجاعته في النضال من أجل الحقيقة. يوجد أكثر من 700 سجين سياسي في روسيا اليوم. لا ينبغي استهداف أي شخص بسبب كشفه عن الفساد أو سعيه إلى حقوق الإنسان أو ممارسة الحريات الأساسية."
On the 15th anniversary of Sergei Magnitsky’s death, we honor his memory and courage in fighting for truth. There are more than 700 political prisoners in Russia today. No one should be targeted for exposing corruption, pursuing human rights, or exercising fundamental freedoms.
— Matthew Miller (@StateDeptSpox) November 16, 2024
وماغنيتسكي، الذي تكرم واشنطن ذكراه، هو خبير قانوني توفي في السجن، عام 2009، بعد كشفه فضيحة فساد، واستمرت محاكمته بعد وفاته، في قضية أثارت أزمة دبلوماسية بين موسكو وواشنطن.
وكان المحامي ماغنيتسكي يعمل في قسم الشؤون الضريبية في مكتب محاماة في موسكو، وكان من بين زبائنه شركة "هريميتاج كابيتال" التي يديرها أميركي.
وأوقف ماغنيتسكي في عام 2008 بعد كشفه عملية احتيال مالي بقيمة 5,4 مليارات روبل (145 مليون دولار) خطط لها وفق قوله مسؤولون في الشرطة والسلطات الضريبية على حساب الدولة الروسية و"اريميتاج كابيتال"، بحسب موقع وزارة الخزانة الأميركية.
وتوفي ماغنيتسكي عن عمر 37 عاما في نوفمبر 2009، حين كان قيد الحبس الاحتياطي، وكان وقتها متزوجا ولديه طفلين.
وقالت دائرة السجون في حينه إن الوفاة نتجت عن وعكة صحية، غير أن تحقيقا أجراه المجلس الاستشاري لشؤون حقوق الإنسان لدى الكرملين خلص عام 2011 إلى أنه كان ضحية ضرب وحُرِم من العناية الصحية.
ودين ماغنيتسكي في يوليو 2013، بعد وفاته، بالتهرب الضريبي، في محاكمة قاطعتها عائلته.
وأكدت المحكمة الأوروبية بهذا الخصوص أن "محاكمة شخص متوف تتجاهل بوضوح مبادئ (الحق في محاكمة عادلة)".
ورفع ماغنيتسكي قبل وفاته قضيته إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وتابعتها والدته وزوجته بعد وفاته، بحسب موقع مبادرة العدالة Justice Initiative.
وفي عام 2019، أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان روسيا بشدة، في قضية ماغنيتسكي، وأشارت إلى انتهاكات للحقوق الأساسية في هذا الملف، وخصوصا سوء المعاملة التي تعرض لها ماغنيتسكي على أيدي حراسه قبيل وفاته.
كما لفتت المحكمة إلى عدم إجراء تحقيق "كامل وفعال" في ظروف هذه الوفاة، واحتجازه بشكل احتياطي لمدة طويلة، و"أوجه القصور في العناية الطبية" التي تلقاها، ومحاكمته وإدانته بعد وفاته في آلية تنطوي على "قصور جوهري".
واعتبر قضاة المحكمة في مدينة ستراسبورغ في فرنسا أن ماغنيتسكي كان ضحية سوء المعاملة قبل ساعات من وفاته. كما رأوا أن قرار السلطات الروسية في مارس 2013 بإغلاق التحقيق بعد وفاته كان "سطحيا".
اعتبر قضاة المحكمة في مدينة ستراسبورغ في فرنسا أن ماغنيتسكي كان ضحية سوء المعاملة قبل ساعات من وفاته.وحكمت المحكمة الأوروبية على روسيا بدفع 34 ألف يورو لزوجة ووالدة ماغنيتسكي تعويضا للضرر المعنوي الذي لحق بهما.
وتتهم زوجة ماغنيتسكي ووالدته كذلك السلطات الروسية باحتجاز المحامي "بشكل تعسفي"، وتؤكدان أن السلطات حاولت إرغامه على العودة عن تصريحات له تشير إلى تورط موظفين حكوميين في فضيحة فساد.
لكن المحكمة الأوروبية لم تأخذ بهذه الاتهامات، وإنّما دانت روسيا بالأخص لإطالتها فترة التوقيف الاحتياطي.
واعتبر هوغ دو سورمن، من الشبكة الأوروبية للنزاعات القضائية وهي جمعية للدفاع عن حقوق السجناء، أنّ ما صدر عن المحكمة الأوروبية "إدانة دامغة للسلطات الروسية" ويشير إلى وجود "إفلات شامل من العقاب".
اعتبر قضاة المحكمة في مدينة ستراسبورغ في فرنسا أن ماغنيتسكي كان ضحية سوء المعاملة قبل ساعات من وفاته.وأدت قضية ماغنيتسكي إلى أزمة دبلوماسية بين واشنطن وموسكو، خصوصا بعد اعتماد قانون أميركي باسمه (قانون ماغنيتسكي) عام 2012، يقيّد حرية الحركة لدى المتهمين في الولايات المتحدة بانتهاك حقوق الإنسان وينص على تجميد أصولهم.
وردّت روسيا بتبني لائحة تضم أسماء أميركيين ومن جنسيات أخرى غير مرغوب فيهم على أراضيها، وإصدار قانون يمنع تبني أطفال روس من قبل أميركيين.
وروسيا عضو في مجلس أوروبا منذ 1996، غير أنّها لم تنفذ بشكل تام سوى 38% من قرارات المحكمة الأوروبية الصادرة بحقها، بحسب أرقام نشرها في الربيع الماضي منتدى منظمات غير حكومية روسية.