أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، تنفيذه غارة جوية على "موقع تابع لوحدة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله" في بعلبك شمال شرق لبنان، بينما نعت الجماعة المسلحة، فجر الخميس، اثنين من مسلحيها قتلا في بلدة كفركلا، مشيرة في المقابل، إلى استهدافها "تحركا لجنود إسرائيليين"، خلال الساعات القليلة الماضية.

وفي بيان مقتضب، قال الجيش الإسرائيلي، إن طائراته المقاتلة "قصفت البنية التحتية للدفاع الجوي لحزب الله شمال مدينة بعلبك، على بعد حوالي 100 كلم من الحدود الإسرائيلية"، وجاء الهجوم بعد ساعات من قيام الحزب بتنفيذ هجوم بطائرة بدون طيار على شمال إسرائيل، مما أدى إلى إصابة 14 جنديا وأربعة مدنيين.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، أن القوات الإسرائيلية "هاجمت في عمق لبنان بنية تحتية إرهابية كانت تستخدمها قوة الدفاع الجوي في حزب الله".

وأوضح في منشور على منصة إكس، أنه "في وقت سابق مساء اليوم (الأربعاء)، قامت طائرات حربية لسلاح الجو بمهاجمة بنية تحتية ارهابية كانت تستخدمها القوة الجوية لحزب الله شمال بعلبك".

#عاجل قوات جيش الدفاع هاجمت في عمق لبنان بنية تحتية إرهابية كانت تستخدمها قوة الدفاع الجوي في حزب الله

في وقت سابق مساء اليوم قامت طائرات حربية لسلاح الجو بمهاجمة بنية تحتية ارهابية كانت تستخدمها القوة الجوية لحزب الله شمال بعلبك.

بالإضافة إلى ذلك هاجمت قوات جيش الدفاع في…

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) April 17, 2024

وتابع، أنه "بالإضافة إلى ذلك هاجمت قوات جيش الدفاع في منطقة قرية كوكبا لإزالة تهديد محتمل".

وتأتي الغارة الجوية في عمق لبنان ردا على هجوم بطائرة بدون طيار في بلدة عرب العرامشة الحدودية الشمالية، أسفرت عن إصابة 14 جنديا و4 مدنيين، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وبحسب مراسلة الحرة في بيروت، يسود هدوء حذر الجبهة الجنوبية للبنان، صباح الخميس، بعد ليل تخلله استمرار للغارات الإسرائيلية على البلدات الحدودية.

وكان آخر هذه الهجمات، تعرض بلدة الخيام في القطاع الشرقي للجنوب لغارات عنيفة من الطيران الحربي الإسرائيلي، ترافقت مع قصف مركّز بالقذائف الفوسفورية على البلدة، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.

كما تعرض مجرى نهر الليطاني خراج ديرميماس وتلة العزية للقصف المدفعي، بحسب المصدر ذاته.

استمرار الغارات على الخيام وقصف مدفعي يطال مجرى نهر الليطاني وتلة العزية. #الخيام #إسرائيل #لبنان #جنوب_لبنان #ليبانوس pic.twitter.com/kugjGQoG7b

— Lebanos (@lebanosnews) April 17, 2024

وكان حزب الله أعلن في بيان له عن استهدافه، منتصف ليل الأربعاء، قوة للجيش الإسرائيلي أثناء محاولتها سحب الآلية العسكرية التي تم استهدافها، ليل الثلاثاء الماضي، في موقع المطلة بالأسلحة المناسبة.

وأعلن الحزب أيضا، عن مقتل اثنين من عناصره، وذلك في الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت فجر الخميس منزلا في بلدة كفركلا في القطاع الشرقي للجنوب.

وذكرت الجماعة المسلحة أيضا، عن استهدافها "تحركا لجنود اسرائيليين في موقع ‎المالكية بالأسلحة الصاروخية مع إصابتهم إصابة مباشرة"،  فجر الخميس.

وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلا للقصف بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من ستة أشهر. والأربعاء، تبنى الحزب لليوم الثالث على التوالي، تنفيذ هجمات أقر الجانب الإسرائيلي بأنها أوقعت جرحى في صفوفه.

وكان الحزب نعى، الثلاثاء، ثلاثة من عناصره قضوا بضربات اسرائيلية استهدفت ثلاث سيارات في بلدتي الشهابية وعين بعال في جنوب لبنان. وقالت إسرائيل، إن القتلى هم قياديّان وعنصر في الوحدة الصاروخية لحزب الله.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی عمق لبنان بنیة تحتیة لحزب الله

إقرأ أيضاً:

عقيدة إسرائيل الجديدة: سحق حزب الله تماماً

كشف المراسل والمحلل العسكري بصحيفة جيروزاليم بوست، يونا جيريمي بوب، أن الجيش الإسرائيلي تبنّى عقيدة أمنية جديدة في لبنان، تقوم على مبدأ "السحق التام لحزب الله" بدلاً من الاكتفاء بسياسة الردع التقليدية.

سياسة الردع الإسرائيلية القديمة كانت تعتمد على ردود فعل "غير متناسبة قليلاًمتناسقة"

وقال الكاتب إن الهجوم الأخير خلال عطلة نهاية الأسبوع، رغم أنه لم يسفر عن إصابات، أظهر تحولاً في النهج الإسرائيلي، إذ أطلقت مجموعة يشتبه في كونها فلسطينية، وليس من حزب الله، 6 صواريخ نحو مدينة المطلة، سقط نصفها داخل لبنان وأسقطت الدفاعات الإسرائيلية الثلاثة الأخرى.

وأضاف الكاتب في مقاله بالصحيفة الإسرائيلية "قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كان رد إسرائيل سيقتصر على التهديد لحزب الله وتحميله مسؤولية ضبط الأوضاع، دون أي تصعيد عسكري يُذكر، أما بعد الهجوم، شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على مواقع الحزب في مختلف أنحاء لبنان، في رسالة واضحة مفادها أن "أي هجوم، حتى لو لم يصب أهدافه، ستقابله ضربات موجعة".

Peace through strength: Nasrallah dead, Hezbollah dismantled

Iran and IRGC generals are now in the cross-hairs.

Israels total destruction of Iran’s Hezbollah terror puppets in less than two weeks has decisively shifted power in the Middle East.

Iran has completely lost its… pic.twitter.com/0BuqXJwgVu

— David Knight Legg (@KnightLegg) September 27, 2024 تصعيد عسكري مستمر

بحسب الصحيفة، فإن إسرائيل لم تكتفِ بضرب مصادر النيران، بل وضعت استراتيجية أوسع تهدف إلى إضعاف حزب الله بشكل مستمر، واستكمال استهداف قياداته ومقاتليه.

 وتشير التقارير إلى مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى جانب 3851 من مقاتلي الحزب، وإصابة 9000 آخرين خلال الحرب، إضافة إلى أكثر من 100 مقاتل آخر منذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني).

ومنذ ذلك الحين، شنّ الجيش الإسرائيلي أكثر من 120 هجوماً على مواقع الحزب، بعضها استهدف قيادات بارزة في بعلبك على بعد 100 كيلومتر داخل لبنان، وأخرى استهدفت قوافل تهريب أسلحة مدعومة من إيران، ومنعت وصول إمدادات جوية وبحرية للحزب.

بقاء عسكري إسرائيلي في لبنان

رغم إعلان إسرائيل نيتها الانسحاب بالكامل من جنوب لبنان بحلول 26 يناير، إلا أن انسحابها تأجل مرتين ولم يكتمل حتى 18 فبراير (شباط) الماضي. 

ومع ذلك، أبقت تل أبيب مئات الجنود متمركزين في خمس مواقع عسكرية على مقربة من الحدود، في مؤشر واضح على استمرار المواجهة.

"التحدي المباشر" لحزب الله

تتبنى إسرائيل الآن سياسة "التحدي المباشر"، فوفق العقيدة الجديدة، أي رد من حزب الله سيُقابل بضرب بيروت مجدداً، واستهداف خليفة نصر الله، والاستمرار في تقويض الحزب عسكرياً واقتصادياً. ووفق الصحيفة، فإن الحزب يتلقى الضربات دون أن يجرؤ على الرد، لأنه يدرك أن التصعيد لن يكون في صالحه.

وخلافاً للسياسات السابقة التي كانت تعتمد على ردود فعل محسوبة، تستهدف إسرائيل اليوم بنية حزب الله التحتية وعناصره بشكل استباقي، لتأكيد أنها  ستواجه أي تهديد بعواقب غير متوقعة.

ومع بقاء القوات الإسرائيلية في لبنان، فإن هذه المواقع العسكرية لم تعد مجرد نقاط دفاعية، بل رسالة واضحة بأن أي تحرك ضد إسرائيل ستكون كلفته الاستراتيجية باهظة.

هل يتغير المشهد؟

لا يزال من غير الواضح إلى متى ستستمر إسرائيل في هذه السياسة، لكن وفق التقرير، فإن أربعة أشهر من وقف إطلاق النار شهدت قصف عشرات الأهداف داخل لبنان، دون أن يجرؤ حزب الله حتى على إصدار بيان رد، مما يعكس حالة ترقب وحذر داخل الحزب، بينما تنتظر إسرائيل لترى ما إذا كان بإمكانها تحقيق أهدافها دون اندلاع مواجهة شاملة. 

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال يطالب بإخلاء مبانٍ في الضاحية الجنوبية.. وحزب الله ينفي مسؤوليته
  • غارات إسرائيلية تستهدف عيتا الشعب وإقليم التفاح في جنوبي لبنان
  • في جولة جديدة.. غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يقصف جنوب لبنان وحزب الله ينفي علاقته بإطلاق الصواريخ
  • عون وباسيل في حارة حريك وحزب الله يلاقيهما في الكنيسة: تفاهم جديد في بداياته
  • بينهم قائد بـحزب الله.. قتلى في غارات إسرائيلية جنوب لبنان (فيديو)
  • الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات على شن غارات جوية في الضفة
  • محكمة تركية ترفض إلغاء المؤتمر الطارئ لحزب الشعب الجمهوري
  • عقيدة إسرائيل الجديدة: سحق حزب الله تماماً
  • غارات جوية تركية تستهدف موقعا لحزب العمال الكوردستاني شمال دهوك